الثورة نت:
2024-12-22@21:23:01 GMT

شبح الجوع يتغوّل شمال القطاع

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

شبح الجوع يتغوّل شمال القطاع

 

الثورة / وكالات

يواجه سكان محافظتي غزة وشمال القطاع كابوسا “مميتا”، مع تفاقم أزمة المجاعة التي تهدد حياتهم بسبب استمرار الحرب المدمرة لشهرها التاسع، وما رافقها من تشديد للحصار ومنع أو تقنين إدخال المواد الغذائية المحدودة أصلا.
وتتفاقم الأوضاع الإنسانية في هاتين المحافظتين بفعل النقص الحاد في المواد الغذائية والخدمات الأساسية وما تزامن معها من تدمير المنازل والممتلكات والبنى التحتية، حيث يقول الفلسطينيون إنهم يخوضون يوميا “معارك للبقاء”.


وبعد مرور 9 أشهر، دخلت ملامح المجاعة إلى كل بيت ومأوى للنازحين سواء كان خيمة أو مدرسة أو مستشفى أو مركز، حيث أصبحت شبحًا يطارد آلاف الأسر المكلومة الذين يتألمون تحت وطأة الحرب والتشرد.
ويوم الأربعاء الماضي، قال القيادي في حركة “حماس” عزت الرشق في بيان، إن المجاعة في قطاع غزة قتلت 40 طفلا، فيما يواجه 3500 طفل خطر الموت بسبب سوء التغذية ونقص المكملات الغذائية والتطعيمات بسبب الحصار الإسرائيلي.
9 من كل 10 أطفال يعانون نقص غذاء
في محافظتي غزة والشمال، يظهر على الفلسطينيين خاصة الأطفال منهم آثار الجوع الذي ينهش أجسادهم.
يتجول هؤلاء يوميا في الشوارع بـ”أجساد نحيلة ووجوه شاحبة وباهتة وعيون بارزة”، بحثا عن ما يسد رمقهم.
وفي 7 يونيو الجاري قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” إن 9 من بين كل 10 أطفال في غزة يعانون من نقص خطير في الغذاء، وأن سوء التغذية يزيد من الخطر على الحياة في القطاع.
وأفادت في تقرير، بأن “الوضع في غزة يظهر أن الأسر غير قادرة على تلبية الاحتياجات الغذائية لأطفالها، الأمر الذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الأطفال”.
كما دعت الحكومات إلى “اتخاذ خطوات ملموسة لمنع نقص الغذاء لدى الأطفال”.
ويعتمد أهالي شمال القطاع ومدينة غزة على الأعشاب البرية لإطعام عائلاتهم، وبعض المعلبات التي ادخروها في وقت سابق والتي نفدت عند الكثير منهم.
وتفتقر غالبية مناطق قطاع غزة، خاصة الشمالية وبشكل كامل لـ”الخضار والفواكه واللحوم”، ما يفاقم مخاطر وتداعيات سوء التغذية.
وقد سُجلت خلال الأشهر الأخيرة في شمال غزة ومدينة غزة وفيات عديدة بسبب نقص الغذاء بينهم أطفال.
نصف السكان يواجهون الموت والمجاعة
وفي 12 يونيو الجاري، توقع مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن نصف سكان قطاع غزةيواجهون الموت والمجاعة بحلول منتصف يوليو المقبل.
بدوره، قال إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع، إن “غزة تتجه نحو مجاعة بشكل متسارع، والاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية يقودان مؤامرة لمنع وصول المساعدات والبضائع إلى شعبنا الذي يعاني آثار الحرب”.
وأضاف ان 3500 طفل خطر الموت بسبب سوء التغذية وانعدام المكملات الغذائية والتطعيمات، التي أصبحت ضمن البضائع الممنوعة من دخول قطاع غزة”.
وتابع قائلاً: “يصر الاحتلال والإدارة الأمريكية على دفع 2.4 مليون مدني في قطاع غزة نحو نفق المجاعة، وتكريس سياسة التجويع بحق الأطفال والمرضى، ومنع إدخال الغذاء والدواء في أسلوب خطير وغير إنساني ويأتي ضمن حرب الإبادة الجماعية التي ينفذانها ضد المدنيين في القطاع”.
ولفت إلى أن “جريمة منع إدخال المساعدات والغذاء كأداة للضغط السياسي من قبل الاحتلال والإدارة الأمريكية، أسهمت في تفاقم المعاناة في جميع محافظات القطاع بشكل ملحوظ”.
تجويع غير مسبوق
من جانبه، قال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده،: “ما نشهده الآن هو عودة للتجويع بصورة غير مسبوقة، مع انعدام قدرة السكان على التكيف”.
وأضاف: “تشير تقديراتنا إلى أن الرجال والنساء البالغين فقدوا في المتوسط ما بين 10 إلى 15 كيلوغرامًا من أوزانهم”.
وتابع: “هناك غياب لجهود دولية لإدخال المساعدات الإنسانية أو حتى لإثارة هذه الجريمة، ربما كان ذلك استسلاما للسياسات الإسرائيلية، والاعتقاد أن تصريحات الإدارة الأمريكية جادة فيما يتعلق بإدخال المساعدات عبر الميناء العائم”.
ولفت إلى أن “الميناء العائم على سواحل غزة غرضه بشكل أساسي دعائي ولم يقدم سوى فرصة لإسرائيل للاستمرار في فرض التجويع وإحباط كل الجهود الدولية الصادقة لإنهاء هذه الجريمة”.
ومنذ افتتاحه في 17 مايو الماضي، نقلت القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” لأكثر من مرة وبشكل مؤقت، الرصيف العائم إلى ميناء أسدود الإسرائيلي لأسباب قالت إنها ترجع لـ”ارتفاع أمواج البحر”؛ حيث كان آخرها يوم الجمعة الماضي.
وتقول أوساط فلسطينية إن الغرض من إنشاء هذا الرصيف هو “مصالح سياسية خفية لإسرائيل وواشنطن”، على خلاف ما يتم تصويره من جانب الطرفين كـ”خطوة إنسانية”.
ومنذ بداية الحرب، أغلقت إسرائيل معابر قطاع غزة ومنعت دخول البضائع، بينما سمحت بدخول كميات قليلة ومحدودة جدا من المساعدات الإنسانية منذ نوفمبر الماضي، عبر معبر رفح البري الحدودي مع مصر، قبل أن تسيطر على الجانب الفلسطيني منه في 7 مايو الفائت.
ومنذ سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من المعبر، ترفض القاهرة التنسيق مع تل أبيب بشأنه، لعدم “شرعنة” احتلاله.
وخلال الأسبوع الماضي، دخلت أعداد محددة من الشاحنات التجارية إلى جنوب قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، فيما لم تصل إلى شمال القطاع.
ومع ذلك، شهدت هذه السلع ارتفاعًا كبيرًا في أسعارها، مما جعل سكان القطاع غير قادرين على شرائها بسبب نقص السيولة في ظل فقدان وظائفهم، بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 9 أشهر.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

غزة ما بعد الحرب.. سنوات من العمل ومليارات الدولارات لإنقاذ القطاع

بعد أكثر من 14 شهرًا على هجمات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، تحوّل القطاع إلى مشهد مأساوي أشبه بـ«مدينة أشباح»، حيث تحولت شوارع المدن إلى أودية ترابية، وأصبحت رائحة الموت والدماء تخيم على الأجواء.

جثث متناثرة دون دفن، وأخرى تحت الأنقاض في ظل نقص حاد في الأدوات اللازمة لانتشالها، القطاع يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة، ومستقبل سكانه وأطفاله يظل مجهولًا في ظل هذا الدمار، فكيف سيكون شكل غزة بعد الحرب؟ وما هي خطة إعادة الإعمار إذا جرى التوصل إلى هدنة لوقف إطلاق النار؟  

إلى أين مستقبل غزة؟

قال مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين، ثائر أبو عطيوي، إن مستقبل قطاع غزة وإعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب يحتاج لسنوات عديدة، نظرا لحجم الدمار الكبير الذي لحق بالمباني العمرانية والسكينة وقطاع المؤسسات وكافة المرافق العامة والبنية التحتية.

وأضاف أنه وفقًا لآخر إحصائية صادرة قبل أيام، تصل حجم الخسائر الأولية للحرب على قطاع غزة إلى 37 مليار دولار، ومن الممكن أن تفوق بكثير الاحصائيات القيمة المالية المذكورة لتصل إلى 80 مليار دولار، لإعادة الإعمار وإزالة الأنقاض والركام والتخلص منها، من أجل التهيئة لإعادة البناء والإعمار من جديد.

وأضاف لـ«الوطن» أن حجم الدمار الكبير التي ستخلفه الحرب بعد انتهائها يحتاج إلى جهود مكثفة ومتواصلة عربية وعالمية وأن يكون حجم الدعم المالي يتوافق مع حجم الدمار؛ لأننا نتحدث عن تدمير السواد الأعظم من قطاع غزة وضمن مساحات كبيرة وشاسعة تحتاج لدول عديدة وإمكانيات لوجستية وخطط وبرامج عملية ورصد التكلفة عبر احصائيات دولية موثقة حتى يتم وضوح الصورة لكيفية البدء في الإعمار كخطوة أولى على طريق الانجاز.

وأشار إلى أن إزالة الأنقاض والركام والحطام الذي أخلفته الحرب جراء القصف والتدمير المتواصلة من طائرات ودبابات وجرافات الاحتلال في الوقت الحالي وقد تخلفه أكثر في حالة استمرارها،  وعدم وقف إطلاق النار يحتاج على أرض الواقع سنوات لإزالته، كما يحتاج إلى معدات وإمكانيات لوجستية للعمل وايدي عاملة ذات خبرة واختصاص، ومن ثم تجرى مرحلة الانطلاق الثانية لإعادة الإعمار.

إعادة إعمار غزة مرهون بتجاوب المجتمع الدولي

وأشار إلى أن مستقبل قطاع غزة للبناء وإعادة الإعمار من جديد مرهون بتجاوب المجتمع الدولي بأكمله، ومرهون أيضا بدعم الأشقاء من كل الدول العربية، وهذا ضمن تبني مشروع عربي عالمي لإعادة الإعمار يحمل على عاتقه كل أعباء متطلبات الإعمار الجديدة في ظل هدم وإزالة مخيمات ومدن ومناطق بأكملها عن الخارطة الجغرافية لقطاع غزة، ولم يعد لها أثر أو وجود سوى أطنان من الركام يدلل على أن هناك كانت مباني عمرانية وسكنية قبل الحرب، وأن حجم الدمار الكبير يعتبر أكبر نكبة منذ احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1948، فلم يعد في قطاع غزة سوى معالم وإطلال عن عمران وبنيان.

وأكد أن واقع غزة بعد الحرب يتطلب جهودًا إنسانية وإغاثية واسعة النطاق تمتد لثلاث إلى خمس سنوات على الأقل، لتلبية احتياجات أكثر من مليون ونصف نازح ومشرد، بعدها، يمكن البدء في الحديث عن إعادة الإعمار، وهي عملية يُقدّر أنها تستغرق عشر سنوات على الأقل لاستعادة غزة إلى ما كانت عليه قبل الحرب.

 

مقالات مشابهة

  • غزة ما بعد الحرب.. سنوات من العمل ومليارات الدولارات لإنقاذ القطاع
  • مقتل وإصابة 9 جنود إسرائيليين.. وارتفاع عدد القتلى في غزة
  • قوافل مساعدات إماراتية تصل قطاع غزة الأسبوع الجاري
  • 3 قوافل مساعدات إماراتية تصل قطاع غزة الأسبوع الجاري
  • تطورات الحرب على غزة في يومها الـ 442.. تصعيد مستمر ومعاناة إنسانية متفاقمة
  • سلاح الجوع يقتل الأبرياء في غزة.. إسرائيل تنفي بأدلة تدينها
  • استشهاد 12 شخصًا بينهم 7 أطفال في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شمال قطاع غزة
  • نقل شهداء ومصابين إلى مستشفى الأقصى في دير البلح وسط غزة.. فيديو
  • «العمل الوطني الفلسطيني»: مخطط إسرائيلي لاستبدال «أونروا» بوكالات تسيطر عليها
  • لليوم الـ228 .. العدو يواصل اغلاق معابر غزة لليوم وسط استمرار معاناة المرضى ومنع دخول المساعدات