مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان
جملة عناصر جديدة اقتحمت المشهد الساخن الممتد من غزة الى لبنان وربما أبعد.
ويكاد بنيامين نتنياهو أن يكون العنصر الفاقع الذي يختصر معظم هذا المشهد التوتيري.
وأمام الرجل مواعيد بارزة سيحاول استغلالها على نحو يحفظ رأسه مهما تطلب الأمر من مغامرات.
أول هذه المواعيد الرابع والعشرون من تموز حيث سيلقي كلمة امام الكونغرس الأميركي وثانيها السابع والعشرون من الشهر نفسه حيث تبدأ العطلة الصيفية للكنيست ما يعني ان صلاحياته ستصبح بيد نتنياهو لمدة شهرين.
عشية هذه المواعيد حرص رئيس الوزراء الاسرائيلي على القول إن "المعركة العنيفة في رفح على وشك الانتهاء لكن هذا لا يعني ان الحرب على وشك الانتهاء"
وفي التصريح نفسه اكد أنه ليس مستعدا لإبقاء الوضع على حاله في الشمال قائلا: "إن اي اتفاق بشأن تلك الجبهة سيكون وفق شروطنا".
فهل ستكون شروطه خاضعة لقواعد الردع القوية التي أرستها المقاومة في المواجهة الحالية أم أنها تحمل بذور مغامرة عسكرية واسعة؟.
تكرارا تنقسم القراءات في اتجاهين متعاكسين الأول يشير إلى مكامن ضعف في كيان الاحتلال ميدانيا وسياسيا وداخليا وخارجيا الأمر الذي يقلص احتمالات الحرب الشاملة والثاني يكاد يجزم بأن تلك الحرب حاصلة لأن لا حبل نجاة محتملا لنتنياهو إلا عبرها.
وهنا سؤال عما اذا كان رئيس الوزراء الاسرائيلي قد قرأ بدقة كلام رئيس هيئة الأركان الأميركي الجنرال( تشارلز براون) عندما قال حرفيا: "يصعب علينا دعم اسرائيل بالطريقة نفسها التي فعلناها في نيسان عند صد الهجوم الايراني".
اكثر من هذا قال براون محذرا من يعنيه الأمر من ان "اي هجوم اسرائيلي على لبنان قد يزيد مخاطر نشوب صراع أوسع تنجر إليه إيران والمقاتلون المتحالفون معها ولاسيما اذا تعرض وجود حزب الله للتهديد".
تحذيرات أوروربية رصدت أيضا في الساعات الأخيرة حيث قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن خطر نشوب صراع يشمل لبنان أمر حقيقي ومن شأنه ان يؤثر بشكل خطير على المنطقة.
ووزيرة الخارجية الألمانية (أنالينا بيربوك) رأت قبل زيارتها بيروت في جولة تبدأ اليوم أن الوضع على الحدود مع لبنان اكثر من مقلق.
وكلا المسؤولين الأوروبيين كانا يتحدثان قبيل مشاركتهما في اجتماع وزاري للاتحاد الأوروبي ستطرح فيه قبرص القضية المستجدة مع لبنان بعد تحذيرها من تقديم تسهيلات لأي عدوان اسرائيلي على لبنان.
وبالمناسبة كشف النقاب عن زيارة قام بها وفد امني قبرصي لبيروت الاسبوع الماضي حيث اكد ان بلاده لا تقبل استخدام أي جهة اراضيها للإعتداء على اي بلد آخر.
أما الاعتداء الاعلامي الذي تعرض له مطار بيروت الدولي بواسطة تلك الصواريخ الورقية لـ(التلغراف) البريطانية فقد نجح لبنان في فضح ما أثاره وتفكيك صواعقه وما انطوى عليه من تحريف وتحريض وريبة بنيت على روايات ركيكة
وفي هذا الإطار استكمل لبنان حملته المضادة فنظم جولة حاشدة للسفراء العرب والأجانب ووسائل الاعلام المحلية والعالمية وبعض الوزراء في مطار بيروت ليلمسوا لمس اليد خلو هذا المرفق الوطني الحيوي من أي أسلحة
وخلصت الجولة الى ان المطار يستوفي كل الشروط الدولية وهو مفتوح امام الجميع.
ولإنعاش الذاكرة فإن ما اقترفته التلغراف ليس جديدا فقد سبقتها صحف بريطانية الى حملة مماثلة على المطار قبل سنوات حيث زعمت ان مخازن اسلحة موجودة تحت ملعب رياضي بالقرب منه وقد نظمت في ذلك الحين جولة للسفراء لدحض تلك المزاعم
في الشأن التربوي انطلق اليوم قطار الامتحانات الرسمية بدءا بالتعليم المهني والتقني. وخضع الطلاب للامتحان في مراكز عدة من بينها مراكز تقع على مسافة غير بعيدة عن خطوط النار الحدودية في الجنوب.
وكانت انطلاقة هذا الاستحقاق سلسة وسجل حضور لافت للطلاب الذين لم ترعبهم اصوات القذائف والصواريخ الاسرائيلية ولاخرق جدار الصوت فوق رؤوسهم فكانت رسالة مدوية في الصمود والتحدي والمقاومة.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في
الزوبعة التي اثارتها جريدة "التلغراف" البريطانية حول مطار رفيق الحريري تكاد تنتهي. فالجولة التي نظمها وزير الاشغال للسفراء والصحافيين بينت وجهة نظر الحكومة اللبنانية من الموضوع، فالمطار لا يحوي اسلحة وصواريخ، والحركة فيه اكثر من عادية وتنبىء بصيف واعد.
علماً ان "التلغراف" عادت واكدت ان ما كتبته متوازن وموضوعي، وان حزب الله لديه سجل طويل في استخدام المنشآت المدنية لاغراض عسكرية. انحسار زوبعة المطار لم يخفف من حدة التهديدات المتبادلة بين اسرائيل وحزب الله.
فإسرائيل حذرت من انها ستستخدم منظومات اسلحة لم تستخدمها من قبل، فيما نقلت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية عن مسوؤلين كبار في تل ابيب ان العد التنازلي بدأ لحرب محتملة مع الحزب.
في المقابل اعتبر عضو المجلس المركزي في حزب الله نبيل قاووق ان قادة اسرائيل يرتعدون وان معادلات المقاومة تحمي لبنان. وقد دخل قائد القوات البرية في الجيش الايراني على الخط، اذ اكد ان محور المقاومة لن يبقى صامتا امام اي هجوم اسرائيلي محتمل على حزب الله ولبنان. فهل الحرب النفسية ستتحول حربا فعلية، ام ان كل ما يحصل تهويل لا اكثر ولا اقل؟
البداية من عملية الرصد الميداني والديبلوماسي والاعلامي الدقيقة للمطار, حيث دخلت الكاميرات للمرة الاولى هنغارات معينة كما استكشفت نقطة هبوط الطائرات الايرانية.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار
لسنا قادرين على الدفاع عن “اسرائيل” في حرب شاملة مع حزب الله.. انه الموقف الرسمي لرئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال تشارلز براون،لم يطلقه تأديبا لتل ابيب على تمردها، ولا لعدم رغبة بدعمها في كل جرائمها، وانما لصعوبة صد الصواريخ التي يطلقها حزب الله عبر الحدود – كما قال الجنرال الاميركي الكبير ..
وأكبر الهواجس لدى براون وادارته هو سلامة قواته في المنطقة، فاي حرب مفتوحة مع لبنان ستعني حربا اوسع في المنطقة كما قال، وستدخل فيها اطراف عدة من بينها ايران ..
هو تقدير من ارفع المواقع العسكرية الاميركية، يتلاقى مع تقديرات ارفع الجنرات السابقين في جيش العدو، الذين يحذرون حكومتهم وجيشهم من اي مغامرة غير محسوبة تجاه لبنان، فجبهة الشمال اكبر من هيئة الاركان والحكومة واكبر من غالانت وهرتسي هاليفي وبنيامين نتنياهو بحسب المحلل السياسي يعقوب بردوغو ، واي قرار حولها يحتاج لوحدة موقف من كل مكونات المجتمع الصهيوني كما اشار ..
وبالسياق نفسه كانت اشارة صحيفة كالكاليست العبرية، فلعنة المسيرات كما اسمتها تقض مضاجع الكيان، وهي معضلة ليس لها حل بحسب كبار الخبراء العسكريين كما ذكرت الصحيفة..
اما الصحيفة البريطانية المسماة تلغراف، فقد فضح صفحاتها ونواياها المعتمة نهار مطار بيروت اليوم، حيث نظم وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية بمشاركة وزراء من الحكومة اللبنانية جولة لسفراء وقناصل ومن يهمه الامر على المطار، تخللها معاينة لمراكز الشحن والتوضيب والتخزين، اظهرت حجم الكذب المخزن بين صفحات الصحيفة البريطانية ومن مدها باحقاده اللئيمة، ليشاهد الجميع طبيعة العمل اليومي في المطار والذي لا يحتاج الى شهادات حسن سلوك من احد ..
اما بعض اللبنانيين المتورطين بالدعاية الصهيونية البريطانية هذه، فسلوكهم هذا ليس بجديد، واحلامهم كاوهام الصهاينة المكبلين، المتخبطين بخياراتهم، المردوعين عن اي خطوة انتحارية تجاه لبنان، مع العلم ان استهدافاتهم لمطار بيروت الممتدة منذ عقود لم تكن تحتاج الى ذرائع ومبررات...
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في
بجولة ميدانية ديبلوماسية وإعلامية، وتصريحات عالية النبرة، اختار ما تبقى من دولة لبنانية ان يرد على مقال التلغراف البريطانية، الذي تحدث عن تخزين أسلحة تابعة
لحزب الله في مطار بيروت.
لكن، بغض النظر عن أهمية الخطوة وضرورتها، فالجوهر يبقى في خلفية المقال المنشور، لا في نصه، خصوصا أنه تزامن مع حملة شائعات كبيرة، تحدثت عن سحب رعايا ومغادرة سفراء للأراضي اللبنانية.
فهل اتخذ قرار توسيع الحرب على لبنان، ويبقى التوقيت؟ هذا هو السؤال الكبير الذي لا جواب عليه حتى الساعة.
فزيارة آموس هوكستين لم تصل إلى نتيجة، والكلام عن مسعى عربي متجدد لتجنيب لبنان ويلات إضافية يبقى حتى إشعار آخر مجرد معطيات متداولة في الإعلام.
أما في الداخل الإسرائيلي، فمن الواضح أن التخبط سيد الموقف، مع ان الكفة تبدو راجحة لمصلحة الحرب الواسعة مع لبنان، بفعل الفشل العسكري الموصوف في غزة، والمشكلات الداخلية التي تعصف بحكومة بنيامين نتنياهو.
فاليوم، كشفت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية إلى ان العد التنازلي للحرب مع لبنان قد بدأ. ونقلت عن مسؤولين كبار في إسرائيل، أنه لم يعد أمامهم أي خيار آخر، بعدما طلبوا من حزب الله التراجع، والسماح للإسرائيليين النازحين بالعودة إلى ديارهم، لكنه قام بتكثيف هجماته. ولفتت الصحيفة الى أن إسرائيل ستفعل ما يجب عليها فعله، بدعم دولي أو بدونه.
اما في المقابل، فرأت صحيفة هآرتس أن عملية خداع نتنياهو تتسع إلى حرب في الجبهة الشمالية، لكن أهلية الجيش للموضوع هي مجرد بالون كذب جديد متفق عليه.
غير ان المؤشر الاخطر من الاعلام العبري المتخبط، موقف بارز لمسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي حذر من أن الشرق الأوسط على أعتاب امتداد رقعة الصراع إلى لبنان، معتبرا قبيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في اللوكسمبورغ أن خطر تأثير الحرب يتزايد على جنوب لبنان وامتدادها يوما بعد يوم يؤكد أننا على أعتاب حرب يتسع نطاقها.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي
أكثر من أربع وعشرين ساعة مر على التحقيق الذي نشرته صحيفة "التليغراف" البريطانية عن تخزين حزب الله صواريخ ومتفجرات في مطار بيروت.
الرد اللبناني جاء على مستويات عدة: جولة في المطار لوزراء الأشغال والسياحة والإعلام والخارجية، برفقة سفراء وإعلاميين، مع تسجيل أن السفراء المعنيين والمؤثرين غابوا عن الجولة، ومع تسجيل أن أكثر من وزير معني، كالداخلية والدفاع، غابا عن الجولة التي لم تكن مفاجئة في نتائجها.
ما شاهده السفراء والإعلاميون لم يظهر أن هناك صواريخ ومتفجرات، إذا تحقيق "التلغراف" غير صحيح، أما لماذا نشرته، فهنا تبدأ التحليلات الوزارية.
وزير الأشغال رد ذلك إلى أنها حرب نفسية لتشويه سمعة لبنان.
وزير السياحة رد التحقيق إلى أن السياحة في إسرائيل تراجعت والرد على هذا التراجع من خلال هذا التحقيق.
واللافت أن توصيف تحقيق "التليغراف" بأنه سخيف ورد على لسان وزيري الاشغال والإعلام.
حزب الله المعني الأول بما أوردته التلغراف، علق بلسان النائب في كتلته النيابية إيهاب حماده الذي أعلن أن "المقاومة ليست بحاجة للمطار لإيصال سلاحنا، ومن يظن أن أسلحتنا مستوردة فهو واهم، وللعدو والصديق نقول إن مقاومتنا هي التي تنتج هذه الأسلحة المتطورة وقد أحدثت انتصارا علميا وتكنولوجيا مبهرا".
إسرائيل التي وجهت إليها أصابع الأتهام بأنها تقف وراء تحقيق التليغراف، التزمت الصمت ولم تدل بأي موقف.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد
قدم لبنان الرسمي شهادة العبور الآمن لمطار بيروت فيما كان طلاب لبنانيون يخضعون لاصعب امتحان في الجنوب وبمواد حارقة .
فالامتحانات الرسمية للتعليم المهني والتقني أخضعت طلابها الى اقسى التجارب في التاريخ، فهم أجابوا ليس على الاسئلة فحسب بل قدموا اجوبة للعالم بأن الجنوب ارض امتحانات لا رسوب فيها .
مر الطلاب بصعوبات المكان وبقلق الجغرافيا، وكان جدار الصوت يئن فوق اقلامهم لكنهم صمدوا وكتبوا , بخلاف عشرات آلاف الطلاب في الشمال الإسرائيلي والمعرضين لخسارة السنة الدراسية، لأن اساتذتهم في السياسة والامن يتعلمون فنون الحرب .
ويرتب القادة الاسرائيليون اوراق الشمال الحزينة في اجتماعات بين واشنطن وتل ابيب حيث يفتح وزير الدفاع لويد أوستن هذه الجبهة مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، وقال البنتاغون إن اوستن سيحث غالانت على تلافي التصعيد مع لبنان والتوصل إلى حل دبلوماسي.
وفي تأكيد اخر شددت وزارة الدفاع الاميركية على ان جهودها تنصب على الدبلوماسية للحد من التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية وتركز على الحيلولة دون توسع الصراع في المنطقة.ولم يعط البنتاغون حتى الساعة اية ضمانات لاسرائيل في ما يتعلق بتجميد شحنة القذائف شديدة الانفجار
وفي اجتماع غالانت مع آموس هوكشتاين كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن تطرق الطرفان إلى الإجراءات الواجب اتخاذها للوصول إلى وضع يسمح بعودة سكان الشمال إلى منازلهم وأكد غالانت التزامه بتغيير الوضع الأمني في المنطقة الحدودية واصوات طبول الحرب سمعت من اللوكسمبورغ حيث اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي للتضامن مع دولة قبرص بعد تهديدها من قبل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله
وفي تصريحات مقلقة اعتبر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل أن خطر تأثير الحرب في الشرق الأوسط وامتدادها على جنوب لبنان يتزايد يوما بعد يوم لكنه اعلن دعم جهود فرنسا واميركا لتفادي نشوب حرب بين اسرائيل وحزب الله
وإذ يأخذ لبنان هذه المؤشرات بعين الحذر فان ضباطا من قيادة الجيش الإسرائيلي أبلغوا نتنياهو معارضتهم عملية في الشمال لأسباب عسكرية بحتة، وخشية أن يمنى الجيش بهزيمة ثانية على يد حزب الله. فوفق هؤلاء، الجيش منهك بعد حرب الأشهر الثمانية وهو بحاجة لفترة من الراحة من أجل إعادة تأهيل ألويته الهجومية وقد تمتد من سنتين الى ثلاث سنوات .
وفي كل الاحتمالات فإن نتنياهو يضع نقطة على الشمال ويدرجها ما بعد رفح فيما قال رئيس هيئة أركان الجيش هرتسي هاليفي إن جيشه يقترب من لحظة القضاء على لواء رفح التابع لكتائب القسام
ولحين تقرير مصير جبهة الحرب من عدمها فان لبنان نجا من حرب شائعات مدمرة استهدفت اهم مرافقه الحيوية واجرى وزراء واعلاميون ودبلوماسيون مسحا ميدانيا للمستودعات والمخازن و شدد وزير الأشغال والنقل علي حمية، على أن مطار بيروت يخضع للمعايير الدولية كافة مشيرا الى أن الحكومة اللبنانية ستتقدم بدعوى قانونية لمقاضاة التلغراف.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مطار بیروت فی المنطقة حزب الله مع لبنان
إقرأ أيضاً:
خسائر إسرائيل في جبهة لبنان.. من يصرخ أولا؟
في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، انطلقت أولى صواريخ حزب الله تجاه إسرائيل، في إطار ما أطلق عليه الحزب "معركة الإسناد" لجبهة غزة التي اشتعلت فيها الحرب صباح السابع من أكتوبر/تشرين الثاني 2023.
لكنّ جبهة الإسناد التي دخلت الحرب ضمن نطاق حذر ومتريث ووفق تصعيد منضبط من الطرفين، تحولت بعد عام كامل إلى مواجهة شبه مفتوحة برا وجوا، ولا تزال الحرب فيها عالقة تبحث عن أفق سياسي لا يبدو قريبا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"هذي مش إسرائيل يا زلمة!".. حوار مع منير شفيقlist 2 of 2طبول الحرب حول تايوان فهل تستعد الصين فعلا للمواجهة الأخطر؟end of listولم يستعد سكان شمال إسرائيل حتى الآن ثقتهم في قدرة جيش الاحتلال على توفير الأمن، ولم يتمكنوا من العودة إلى مستوطناتهم. وفي استطلاع رأي أجراه مؤخرا معهد "مأجار موحوت" الإسرائيلي، عبّر 70% ممن تم إجلاؤهم من مستوطنات الشمال عن عدم رغبتهم في العودة إلى منازلهم، حتى إن توقفت الحرب الآن.
دخلت إسرائيل الحرب مع حزب الله بسقف تصريحات عالٍ، يصل إلى حد تدمير مقدّرات الحزب العسكرية وفرض منطقة خالية من السكان شمال الحدود الإسرائيلية، وتراجعت الأهداف تدريجيا حتى صرّح رئيس الأركان هرتسي هاليفي منذ أسبوع بأن اغتيال القيادات العليا للحزب يُعدّ كافيا لوقف الحرب.
فما الذي خسرته إسرائيل جراء الحرب على جبهة لبنان قد يدفعها فعلا إلى هذا التراجع النسبي؟
هاليفي: اغتيال القيادات العليا لحزب الله كافٍ لوقف الحرب (الفرنسية) إستراتيجيا: خسارة كبرىخلال عام من الحرب، تحولت منطقة الجليل -شمال إسرائيل- ذات الأهمية الإستراتيجية والأمنية إلى منطقة مهددة ورخوة أمنيا، بينما كانت تتمتع طوال ما يقرب من عقدين باستقرار أمني مقارنة بمنطقة غلاف غزة جنوبا.
تتميز الجليل بكونها منطقة مرتفعات وجبال عالية تعطي أفضلية في السيطرة الميدانية والتكتيكية، وتسمح بإنشاء قواعد عسكرية ومراكز اتصالات ومراقبة آمنة في قمم المرتفعات، كما تمثل أهمية خاصة للتراث الصهيوني والوعي القومي الإسرائيلي، وتتميز مستوطناتها بمكانة رمزية خاصة في مشوار تأسيس إسرائيل، باعتبارها موطن قدامى المحاربين و"الكيبوتسات" (البؤر الاستيطانية) التي كانت تستقبل يهود الشام المهاجرين من لبنان وسوريا.
بيد أن الجليل الآن باتت منطقة مكشوفة أمنيا وطاردة للسكان، فقد اضطرت حكومة الاحتلال لتفريغ حوالي 28 مستوطنة من سكانها، وتعرّضت كافة المنشآت العسكرية والاستخباراتية فيها لنيران حزب الله بصورة أهدرت سمعتها الأمنية بشكل بالغ، مثل استهداف مقرّ الاستخبارات الإسرائيلية الرئيسي للمنطقة الشمالية في صفد، واستهداف مقر لواء غولاني -أهم ألوية النخبة الإسرائيلية العاملة في الشمال والذي يعرف بلواء رقم 1- في عملية دقيقة للغاية استهدفت تجمعا للجنود أثناء تناول الطعام.
ويذكر أن لواء غولاني تتبع له الفرقة 36 التي تقود محور الجهد الرئيسي للعملية البرية جنوب لبنان من بلدة راميا إلى عيترون.
فضلا عن ذلك؛ تسهم الحرب على جبهة لبنان، التي يطول مداها دون تحقيق أهدافها، في تعميق الشرخ الذي أحدثه طوفان الأقصى في العقيدة القتالية الإسرائيلية.
فقد تجنبت إسرائيل منذ تأسيسها الحروب الطويلة، واعتمدت مبدأ "الحروب الخاطفة" لتحقيق أهداف سريعة اعتمادا على التفوق التقني والاستخباري الذي بات يتعرض الآن لتساؤلات جوهرية عن مدى جدواه.
كما فشلت إستراتيجية الدفاع السلبي والقائمة على ثلاثية المساحات الآمنة، وقدرة اعتراض عالية للنيران، وقدرة المستوطنين على التحمل. فتعرضت الارتكازات الثلاثة لتحديات تضرب في صميمها.
عسكريا: نزيف مستمرخلال شهر واحد، منذ بدء العملية البرية على جنوب لبنان في 30 سبتمبر/أيلول 2024، فقدت إسرائيل حوالي 95 جنديا قتلوا في مسرح العمليات، وأصيب أكثر من 750 ضابطا وجنديا، كما أُعطبت 38 دبابة "ميركافا" وأُسقطت 4 مسيرات إسرائيلية عالية التقنية من طراز هيرميس 450 وهيرميس 900.
لا تشمل هذه الأرقام خسائر الجبهة الداخلية نتيجة عمليات القصف المستمرة والتي تخضع للرقابة العسكرية ولا تظهر أرقامها الحقيقية، وهذا فضلا عن 12 ألف عسكري استقبلوا في المستشفيات منذ بدء الحرب، منهم 1500 أصيبوا مرتين بحسب بيانات مركز إعادة التأهيل.
وبالرغم من هذه الخسائر التي تعد قياسية بالنسبة لما اعتاده الجيش الإسرائيلي، فلم يتمكن في المقابل من التقدم بصورة كافية على الحدود، ولم يستطع السيطرة على قرية واحدة كاملة، وأيا ما يكن من نتائج مستقبلية قد تجعل الاحتلال في وضع ميداني أكثر تقدما، فهي لن تلغي حقيقة أن الخسائر في هذا الطريق كانت أكثر من المتوقع وأكبر مما تحتمله قدرات إسرائيل على المدى البعيد.
اقتصاديا: نزيف آخر
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن تكلفة توسيع الحرب في الجبهة اللبنانية خلال شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين قد بلغت نحو 9 مليارات دولار، وإن هذه النفقات الكبرى ستتطلب إعادة النظر في ميزانية إسرائيل مرة أخرى.
وتضم منطقة الشمال عدة مراكز اقتصادية وحيوية لإسرائيل، وبالأخص مدينة حيفا التي باتت في مرمى نيران حزب الله. وتمثل حيفا مركز ثقل تجاري وطاقوي بالغ الأهمية لإسرائيل، وإدخال حيفا وما حولها ضمن نطاق العمليات العسكرية يتسبب في خسارة ما يقرب من 150 مليون دولار يوميا، علما بأن منشآت الطاقة ومستوعبات "الأمونيا" والرصيف البحري في حيفا لم تدخل في بنك أهداف الحزب إلى اليوم.
كما قالت دراسة لمعهد أهارون للسياسة الاقتصادية إنه مع استمرار السيناريو العسكري الحالي على الجبهة الشمالية، فإن نفقات الحرب قد تزيد بقيمة 111 مليار شيكل حتى نهاية عام 2024 فضلا عن عجز بنسبة 6.8%، لتكون نسبة الدين حوالي 71.6% في نهاية 2024.
كما بلغت خسائر قطاع السياحة في الشمال نحو 3.5 مليارات دولار إلى الآن، علما بأن للجليل -خصوصا الجليل الأعلى- أهمية سياحية كبيرة، إذ يقصده سنويا حوالي 1.5 مليون سائح.
وكلّف إخلاء مستوطنات الشمال البالغ عددها 28 مستوطنة -حتى فبراير/شباط الماضي- حوالي 613 مليون دولار (بتكلفة توازي 163 ألف دولار يوميا)، فيما خُصص نحو 1.7 مليار دولار لمواصلة تمويل إخلاء السكان حتى يوليو/تموز 2024.
وقالت القناة 14 الإسرائيلية إن 6 آلاف طلب قُدمت للتعويض عن منازل تضررت بفعل قصف حزب الله للمستوطنات الشمالية بمعدل حوالي 150 صاروخا يوميا، مشيرة إلى أن طلبات التعويض كلفت خزينة الدولة نحو 4 مليارات دولار. وقدر "بنك إسرائيل" أن غياب 57 ألفا و600 شخص من طاقة العمل في مستوطنات الشمال يكلّف الاقتصاد الإسرائيلي نحو 63.2 مليون دولار أسبوعيا.
الجليل بات منطقة مكشوفة أمنيا وطاردة للسكان (الجزيرة)زراعيا؛ تعرّضت منطقة الجليل لخسائر فادحة، حيث قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إنّ الخوف من نيران حزب الله يتسبب بتعطيل قدرة مزارعي الشمال على الوصول لبساتينهم، وقد بلغت الأضرار الناتجة عن ذلك نحو 500 مليون دولار.
في حين كانت محاصيل زراعية بقيمة 20 مليون شيكل (5.4 ملايين دولار) لا تزال على الأشجار في الجليل الأعلى، لكنها تضررت كليا بسبب نقص الأيدي العاملة الذي بلغ نحو 90%، كما تضررت صناعة الدواجن، وأغلق 24 مرعى حيوانيا كبيرا لأسباب أمنية.
وأضرار القطاع الزراعي تحديدا، لا تحتسب فقط في الميزان المالي، لكن ثمة أبعاد أكثر عمقا تتمثل في ضرب علاقة المزارع بالأرض وارتباطه بها، إذ ينظر إلى مزارعي الشمال تحديدا في إسرائيل باعتبارهم مثالا في الوعي القومي، وبأنهم وقاموا بدور هائل في حماية حدود الدولة وتمكين الاستيطان.
كذلك، فإن الطبيعة التضامنية لسكان "الكيبوتس" والمستوطنات الزراعية تجعل أية خسائر تلحق ببستان أو مزرعة خسارة جماعية يتحملها كافة السكان، لذلك فإن الخسائر الاقتصادية المتراكمة قد تؤدي على مدى زمني طويل إلى صعوبة في استعادة ترابط المستوطنين بالأرض وإعادة تماسك مستوطنات الجليل مرة أخرى.
ويضاف إلى ذلك الأعباء الاقتصادية التي يتحملها هؤلاء المستوطنون بعد نقلهم خارج الشمال، فعلى الرغم من محاولة الحكومة تعويضهم، فإن ثمة أضرارا أكبر من قدرة الحكومة على التعويض.
وفي استطلاع رأي أجرته شركة مايند بول خلال سبتمبر/أيلول الماضي على 500 شخصا ممن جرى إجلاؤهم من الشمال، قال 68% منهم إنهم لم يتلقوا أي مساعدة توظيف منذ بداية الحرب، وأفاد 32% بأنهم لا يجدون عملا حاليا ومهاراتهم المهنية تتآكل، وعبر 31% عن كونهم مستعدين نفسيا للعمل بفرض إتاحته.
ويبدو أن هذه الخسائر العميقة التي سيكون لبعضها تأثيرا طويل المدى، تركت آثارا واضحة على التصور السياسي الإسرائيلي بشأن الأهداف التي يمكن تحقيقها على جبهة الشمال، فبعد الرفض الإسرائيلي لأية تفاهمات بمرجعية القرار 1701 والحديث عن عدم صلاحيته للتطبيق، عادت الأمور مجددا للقبول بنفس القرار مما يعني تخفيضا لسقف التوقعات.
وعلى الرغم من تعمد الاحتلال الإبقاء على قدر كبير من الغموض بشأن أهداف العملية البرية، فإن شهرا كاملا من عملية واسعة تقودها خمس فرق من الجيش الإسرائيلي لا يبدو أن ما حققته حتى الآن من اختراقات محدودة يكافئ ما كان مُتوقعا عندما صرّح قائد المنطقة الشمالية أوري غوردين قائلا "نحن مصممون على تدمير كل البنية التحتية، وإبعاد حزب الله من هنا، ومنعهم من شن أي هجوم ضدنا".
وبطبيعة الحرب وباعتبار فارق ميزان القوى، فإن الخسائر ليست فقط في جانب إسرائيل بكل تأكيد، إذ تضررت البنية التحتية لحزب الله ضررا بالغا منذ دخول الحرب مرحلة التصعيد الواسع بدءا من 17 سبتمبر/أيلول الماضي. وأظهرت إسرائيل مقدرة استخباراتية عالية في لبنان، مقارنة بنظيرتها في غزة، واستطاعت توجيه ضربات قوية لمستودعات الصواريخ ومنصات إطلاقها.
وتدّعي إسرائيل أنها استطاعت تدمير ثلثي البنية الصاروخية لحزب الله، لكن من المرجح أن هذا يحمل قدرا كبيرا من المبالغة، غير أنها بالتأكيد أصابت جزءا مؤثرا من قدراته. هذا كله فضلا عن تصفية قيادات الصف الأول، وضرب منظومة الاتصال الداخلية لحزب الله في عمليات أظهرت احتمالية عالية لوجود اختراق داخل الحزب أو في محيطه القيادي يعمل لصالح إسرائيل.
ولعل الأهم والأعمق هو تهجير قرابة 100 ألف من سكان الجنوب، ويظهر أن عمليات التهجير ليست عشوائية، بل تستهدف إسرائيل بصورة أساسية مناطق تجمع الحاضنة الشعبية للحزب، مما يشكل ضغطا معنويا على مقاتليه، فضلا عن إعادة هندسة ديمغرافية لسكان لبنان قد تؤثر على قاعدة الحزب الاجتماعية بشكل مستدام إذا استمرت الأوضاع الأمنية على ما هي عليه لمدى طويل.
في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال الأمين العام الحالي لحزب الله نعيم قاسم إن "الحرب هي حرب من يصرخ، ونحن لن نصرخ، وستسمعون صراخ العدو"، لكن المؤكد فقط هو أن الحرب في جبهة لبنان لم تصل نهايتها بعد، ولم تقترب منها، وكما هو معلوم أن خسائرها في لبنان هائلة، مدنيا وعسكريا، فإن خسائرها في إسرائيل أيضا كذلك.