الصيف.. حنين وذكريات وتفاصيل لا تغادر الوجدان
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
حلّ فصل الصيف مجدداً، لتستيقظ في الذاكرة خيراته المتنوعة، وروائحه الزكية، ووجوهه الغائبة، ورياحه البعيدة القادمة من وراء سديم الأزمنة. ولموسم الصيف في الماضي الذي يعرف محلياً ب«القيظ»، مذاقه الخاص، حيث سخاء الطبيعة التي تبعث البهجة في نفوس أهل الإمارات، وقلوبهم، مع ظهور تباشير أنواع مختلفة من الرطب، أبرزها «النغال»، إضافة إلى أنواع من الفواكه الأخرى.
بنظرة إلى الماضي، وقبل قيام اتحاد دولة الإمارات، كان فصل الصيف يحفل بالعديد من السلوكات والقيم المتوارثة التي تجعل منه نمط حياة متكاملاً، فبداية دخوله في مثل هذا الوقت تلزم الأهالي بممارسة سلوك اجتماعي وفطري، ينقسم على إثره سكان الساحل إلى قسمين، الأول هم العارفون بالبحر، ويتوجهون إلى رحلة الغوص الكبير، والقسم الآخر يتوجه في رحلة للداخل تحكمها البساطة والصعوبة، وصولاً إلى الواحات والمناطق الزراعية والحيور، ورؤوس الجبال.
وحول السبب وراء الاكتفاء الذاتي بالفواكه والخضروات في الماضي، واستيرادها الآن بكميات كبيرة، عزا المواطن حمدان بن محمد المزروعي السبب إلى قلة الأمطار في بعض السنوات، ما أدى إلى هجرة الأهالي لمهنة الزراعة، مشيراً إلى أن الحال تغيّر منذ منتصف القرن الماضي، عندما أصبحت دولة الإمارات مركزاً عالمياً للاقتصاد والأعمال، فتضاعف عدد السكان مرات عدّة، فأصبح الإنتاج المحلي لا يسد الطلب، واعتمدت الدولة على الاستيراد من الخارج.
وأكد أن موسم «القيظ» في الإمارات قديماً، يعد أحد المواسم الاقتصادية النشطة التي ينتظرها المزارعون سنوياً، بعد عناء واهتمام بالنخلة خلال عام زراعي كامل، ينتهي مع بداية أشهر القيظ، عندما يبدأ موسم جني، أو خرف الرطب، حاملاً معه الخير للجميع.
وقال المزروعي: «يبدأ موسم القيظ مع بداية منتصف شهر يونيو/ حزيران ويعرف القيظ بأنه موسم حصاد وجني ثمار النخيل، الرطب، وبعض أنواع الحمضيات، والفواكه.
وأضاف: «أول أنواع النخيل الذي يأتي بتباشير الرطب في موسم القيظ هو النغال، وهذه النخلة سيدة النخيل، لكونها تطرح الرطب أولاً، فتشد إليها نظر الشباب، والأطفال، عندما يصبح إنتاجها بسراً، فتراهم يتسابقون للوصول إليه، وجني كل ما تصل إليه أيديهم».
ونوه بأن النخيل في الإمارات متعددة الأنواع والألوان، وذكر أن ليالي القيظ رائعة جداً، فترى الناس يتسامرون، ويتنادمون تحت ضوء القمر الساطع، والقيظ مملوء بالخيرات، كالرطب متعدد الأنواع، إلى جانب الهمبا، والزيتون، والتين، والعنب، والليمون.
وقال المزروعي: «ارتبط الإماراتيون بنخيلهم منذ القدم، فاعتنوا بها وتعلموا منها شيم العطاء والكرم، إذ جادت عليهم بثمرها وسعفها وخوصها وليفها ورطبها، وحتى من لب ولحاء أشجار النخيل استخرجوا الحيب وهي فاكهة حلوة المذاق».
وأضاف: «يبقى فصل الصيف قديماً موسماً غنياً بالفواكه الطازجة، والخضار، لكن الآن مع كثرة عدد السكان، والوفرة المادية، واستيراد جميع أنواع الفواكه، من مختلف الدول، وتوفرها الدائم في الأسواق والمحال التجارية الكبرى، وزيادة الإقبال على استهلاك الفاكهة، والخضروات، جعلتنا نتناسى منتجاتنا المحلية من الفواكه والخضار الطازجة التي كان ينتظرها جيل الآباء والأجداد، في مواسمها المختلفة».
من جانبه، عدّد المواطن محمد بن سعيد القايدي، ما يزيد على 20 نوعاً من فواكه الإمارات، أولاها الرطب، وهو فاكهة الصيف الأولى، وذكر أن لها أجناساً، وسلالات، وألواناً مختلفة.
وقال:«الرطب هو آخر مراحل النضج التي تصل إليها ثمار شجرة النخيل المباركة التي لا تماثلها شجرة أخرى، ومن أول الصيف حتى مطلع الشتاء تكون حاضرة سلالات الرطب، بأشكال وألوان وأحجام مختلفة، وإذا تم تجفيف الرطب يصبح تمراً، ويسمى محلياً السح، ويكون قابلا للتخزين، ويقدم مع القهوة العربية، ليكون عنوانا للكرم والضيافة».
وقال القايدي: يكثر في الأراضي الطينية والجبلية اللوز، ويسمى بيذام، واللومي الحلو، وهو فاكهة صيفية شبيهة بالبرتقال من حيث الحجم لكنها أكثر حلاوة من البرتقال، ولون قشرتها أخضر.
وأضاف أن من فواكه الإمارات الصيفية الفرصاد «التوت»، والجيكو، أو الشيكو، وهي فاكهة حلوة المذاق يقبل عليها الجميع، ولونها بني تشبه ثمرة الكيوي، والتين، والرمان، والزيتون، وهي فاكهة الجوافة المعروفة.
وأشار إلى أن الهمبا، وهي فاكهة المانجو، من الفواكه المرغوبة صيفاً، وتجود في الإمارات أنواع صغيرة الثمار والهمبو «بوالروان»، والهمبو هي فاكهة صيفية دائرية بحجم ثمار العنب الكبيرة، لونها أصفر، وفيها نواة كبيرة وسائل لزج حلو المذاق استخدم هذا السائل في الماضي كصمغ عند أهل الإمارات.
وقال: «عندما ينتقل الأهالي من المنازل السكنية في الفرجان إلى الحيور والمزارع يكون هدفهم القرب من النخيل، وجني الرطب، والإقامة تحت ظلاله الوارفة التي تقيهم من حرارة الصيف في أوقات النهار، والاستمتاع بمذاق الفواكه الأخرى».
وأكد أن تلك العادات والتقاليد، وهي إرث ثقافي نابع من روح الإنسان وقلب المكان، شهدت في السنوات الأخيرة تغيراً عما كانت عليه في الماضي، نظراً لتوفر الإمكانات المادية والكماليات، ووسائل الراحة الحديثة التي تحد من شدّة الحر، إلا أن الكثير من أهل الإمارات لا يزالون متمسكين بتلك العادات، يقضون فترات متفاوتة من عطلهم، وعطل مدارس أولادهم خاصة خلال فترة القيظ، واشتداد حرارة الجو في مزارعهم و بساتينهم. (وام)
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات فصل الصيف الإمارات فی الماضی
إقرأ أيضاً:
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
هل تساءلت يوما عن الفاكهة التي تتصدر القائمة باعتبارها "الأكثر صحة"، قد يتبادر إلى ذهنك البرتقال بسبب احتوائه على فيتامين سي، أو ربما الرمان بفوائده المضادة للأكسدة والالتهابات.
ومع ذلك، هناك فاكهة أقل شهرة حصلت على لقب "أكثر الأطعمة المغذية في العالم" في قائمة "بي بي سي"، حيث حصلت على درجة غذائية رائعة بلغت 96 من 100.
شيريمويا
الفاكهة الأعلى تصنيفا ولا يتفوق عليها سوى اللوز الذي حصل على 97 نقطة. تشتهر بأنها غنية بالسكر وفيتامينات "إيه" و"سي" و"ب 1" و"ب 2" والبوتاسيوم. يشار إليها غالبا باسم "تفاحة الكاسترد" بسبب قوامها الكريمي. من الخارج، تبدو وكأنها فاكهة خضراء مخروطية الشكل ذات سطح خارجي خشن، ولكن من الداخل، تخفي طعما كريميا حلوا. مليئة بمضادات الأكسدة وغنية بالألياف والفيتامينات والمعادن، مما يشير إلى أنها قد تكون داعمة للمناعة وتسهم في تقليل الالتهابات وتعزز صحة العينين والقلب. مفيدة جدًا للهضم والحفاظ على صحة الأمعاء. تحتوي على مركبات الفلافونويد ذات الخصائص المضادة للسرطان.