ألمانيا تحذر من تزايد خطر نشوب حرب شاملة بالشرق الأوسط
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
عبّرت ألمانيا عن قلقها البالغ إزاء ما وصفته بتصاعد العنف على حدود إسرائيل مع لبنان، وتزايد خطر نشوب صراع أوسع في المنطقة، ودعت إلى هدنة إنسانية في قطاع غزة.
وحذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، خلال كلمة لها في مؤتمر أمني بإسرائيل اليوم الاثنين، من أن إسرائيل قد "تخسر نفسها" في الحرب مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، وأن الغضب المتزايد جراء معاناة المدنيين في غزة يقوض أمن إسرائيل.
وقالت بيربوك "نحن قلقون للغاية حيال تزايد العنف على الحدود الشمالية. سأزور بيروت غدا مرة أخرى لهذا السبب تحديدا".
وأضافت "نعمل دون كلل مع شركائنا لإيجاد حلول يمكن أن تحول دون تزايد المعاناة، فخطر التصعيد غير المقصود والحرب الشاملة يتزايد يوما بعد يوم".
وتابعت "بصفتي صديقة لإسرائيل، أريد أن أكون صريحة: هذا الغضب لا يساعد إسرائيل على تلبية احتياجاتها الأمنية، وإنما على العكس من ذلك، يخدم فقط حملة حماس لإثارة المزيد من التصعيد".
وسلطت بيربوك الضوء على الوضع الإنساني في غزة، قائلة إن ما لا يقل عن 17 ألف طفل فقدوا والديهم أو انفصلوا عنهما حتى الآن.
وأشارت إلى تقارير عن انتهاكات لحقوق الإنسان تشمل تعذيب المعتقلين وطرد المستوطنين المتطرفين للفلسطينيين من منازلهم في الضفة الغربية.
هدنة في غزة
وفي تصريحات أخرى، اليوم الاثنين، بلوكسمبورغ، التي تستضيف اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم، إلى هدنة إنسانية بقطاع غزة، قبل انطلاقها في زيارة إلى الشرق الأوسط.
وقالت بيربوك، التي تدعم بلادها تل أبيب في حربها على غزة، إنها ستبدأ اليوم زيارة إلى الشرق الأوسط تشمل إسرائيل وفلسطين ولبنان.
وذكرت أن هناك حاجة إلى هدنة إنسانية في غزة، وادعت أن المشاهد الآتية من غزة والأفكار بشأن الأسرى الذين ما زالوا مختطفين تفطر القلب.
وأضافت "بالنسبة لي ولنا ولشركائنا، فإن دفن رؤوسنا في الرمال الآن ليس خيارا على الإطلاق"، كما أكدت أنه يجب إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، وإنهاء معاناة الفلسطينيين.
وعلى غرار الدول الأوروبية الأخرى، أثارت الحرب على قطاع غزة معارضة شعبية في ألمانيا مع ارتفاع عدد الشهداء في القطاع إلى أكثر من 37 ألفا حتى الآن، مما دفع حكومة المستشار أولاف شولتس إلى تشديد لهجتها حيال سلوك إسرائيل، مقارنة بما كان عليه الحال في بداية العدوان على غزة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
منظمة “أكشن إيد”: قطاع غزة يشهد أسوأ أزمة إنسانية
يمانيون../ قالت منظمة “أكشن إيد” أن قطاع غزة يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، مع استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والدواء، للأسبوع الثامن على التوالي.
وأكد موظفو المنظمة في بيان اليوم الثلاثاء أن أسعار المواد الغذائية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، حيث بلغ سعر كيس الدقيق في مدينة دير البلح 300 دولار، فيما ارتفع في شمال القطاع إلى 500 دولار.
وأشارت المنظمة إلى أن الأسواق في غزة خالية تقريبًا من المواد الأساسية مثل اللحوم، والخضروات، والبيض، ومنتجات الألبان، في حين لجأت العائلات إلى طحن المعكرونة المجففة لصنع الدقيق.
وأوضحت “أكشن إيد” أن إنتاج الغذاء داخل القطاع أصبح شبه مستحيل نتيجة الدمار الواسع الذي لحق بالأراضي الزراعية والبنية التحتية بفعل القصف، أو بسبب السيطرة الإسرائيلية على المناطق الزراعية.
وأضافت المنظمة أن السكان يعيشون على وجبة واحدة يوميًا تتكون غالبًا من المعكرونة أو الأطعمة المعلبة، محذّرة من تداعيات صحية كارثية، لا سيما على الأطفال والنساء.
ووفقًا لتقارير أممية، فإن أكثر من 3700 طفل أُدخلوا لتلقي العلاج من سوء التغذية الحاد خلال شهر مارس الماضي، بزيادة وصلت إلى 80% مقارنة بالشهر السابق.
وأشارت المنظمة إلى أن مستشفى العودة، يسجّل تزايدًا في حالات سوء التغذية المتوسطة والحادة بين النساء الحوامل والمرضعات، وأن معظم الأطفال يُولدون حاليًا بوزن ناقص.
وقالت تسنيم، وهي موظفة لدى شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية (PNGO) الشريكة لأكشن إيد: “لم يُسمح بدخول شاحنة واحدة من الغذاء أو الدواء منذ أكثر من 50 يومًا، والوضع الإنساني أصبح لا يُطاق. لم نرَ طعامًا طازجًا منذ شهور، المخابز أُغلقت لعدم توفر الدقيق، ولا يوجد خضار، ولا لحوم، ولا بيض، ولا حليب”.
وأضافت: “نحن نعيش واحدة من أكثر الكوارث الإنسانية قسوة في التاريخ الحديث. المجاعة لم تعد مجرد تحذير، بل واقع نعيشه يوميًا. الناس يموتون بصمت، سواء من الجوع أو من نقص الدواء، ولا سيما الفئات الأكثر ضعفًا كالأطفال والنساء وكبار السن والمرضى”.