الهجوم الثالت من نوعه في روسيا خلال العام.. ما الذي جرى في داغستان؟
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
موسكو- ساعات دامية عاشتها جمهورية داغستان التابعة لروسيا، مساء أمس الأحد، عندما أطلق مسلحون النار من أسلحة رشاشة على كنيس (معبد اليهود) وكنيسة (معبد النصارى) بمدينة ديربنت، بالتوازي مع هجوم مماثل شنه مسلحون آخرون على مركز للشرطة بالعاصمة محج قلعة.
وبحسب آخر البيانات، لقي 15 من رجال الأمن بالإضافة إلى كاهن الكنيسة وحارسها مصرعهم وأصيب 25 آخرون، بينما اقتصرت الأضرار في الكنيس على احتراقه بالكامل دون وقوع إصابات بين الحاضرين.
كما أسفر الهجوم عن مقتل 6 من المنفذين وإصابة 6 آخرين، وأُعلن عن تعزيز الإجراءات الأمنية في جمهوريتي أنغوشيا وكاباردينو بلقاريا المجاورتين.
بدأت الهجمات في مدينة ديربنت الواقعة على بعد 125 كيلومترًا جنوب شرق محج قلعة، عندما قام مسلحون يرتدون ملابس سوداء بإلقاء عبوات حارقة "مولوتوف" على كنيس مما أدى لاحتراقه بالكامل، وأوضح المؤتمر اليهودي الروسي أن الهجوم وقع قبل 40 دقيقة من "صلوات العشاء".
وبعد نحو ساعة كان الهجوم الأعنف في المدينة، حيث اقتحم 5 مسلحون كنيسة "شفاعة السيدة العذراء مريم" (عليها السلام) خلال إحياء مراسم ما يسمى عيد الثالوث الأقدس، وقاموا بإطلاق النار على الحارس الذي كان مسلحًا فقط بمسدس غاز، قبل أن يتوجهوا نحو كاهن الكنيسة ويقوموا بذبحه من منطقة الرقبة.
وفي الوقت نفسه، أطلق مجهولون النار على نقطة لشرطة المرور في شارع إرموشكين بالعاصمة محج قلعة، مما أدى لمقتل 6 من ضباط الشرطة وإصابة 12 آخرين.
ومما يلفت الأنظار أن اثنين من المهاجمين الذين تمكنت قوات الشرطة من تصفيتهم من أبناء محمد عماروف (سكرتير فرع داغستان لحزب "روسيا الموحدة" الموصوف بالحزب الحاكم في البلاد) والذي يشغل أيضا منصب حاكم منطقة سيرغوكالينسكي بالجمهورية، كما كان من بين المسلحين القتلى برصاص الشرطة ابن شقيقة عماروف.
وقد اعتقل المسؤول الداغستاني مباشرة بعد التعرف على هوية أبنائه، وما زالت التحقيقات جارية معه لمعرفة صلته بالهجمات، وفي الأثناء صدر قرار بفصله من الحزب، ولاحظت الجزيرة نت اختفاء صفحة عماروف من الموقع الإلكتروني لفرع الحزب في داغستان.
مواقف وتصريحاتوصف مفتي داغستان أحمد عبد اللاييف الهجومين بأنهما "محاولة من قبل المتطرفين لتحريض الداغستانيين ضد بعضهم البعض وحرق الجسور بين الأديان" مؤكدا أنهم لن ينجحوا في ذلك.
من جانبه ربط ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي بين الهجوم الصاروخي الذي نفذته القوات الأوكرانية على "سيفاستوبول" والهجمات التي شهدتها داغستان، واصفا إياها بـ"الحقيرة والدنيئة".
أما المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، فأوضح أن الرئيس فلاديمير بوتين ليس لديه حاليا أي خطط لتوجيه خطاب إلى المواطنين على خلفية الأحداث التي وقعت في داغستان وسيفاستوبول.
وفي الوقت الذي لم تعلن فيه أي جهة مسؤوليتها عن هذه الهجمات، وبينما لم يقم المسلحون بإعلان أية مطالب مرتبطة بهذه الحادثة، فإنها أعادت إلى الأذهان سلسلة الهجمات التي شهدتها روسيا، حيث يعد الحادث الأخير الثالث من نوعه الذي تشهده البلاد منذ بداية العام الحالي.
ففي 22 مارس/آذار الماضي وقعت إحدى أكبر الهجمات المسلحة في روسيا خلال العقود الأخيرة في قاعة مجمع "كروكوس" على أطراف العاصمة موسكو، بعد أن قام 4 مسلحين ببنادق آلية بإطلاق النار في الشارع، ثم واصلوا استهدافهم للأشخاص الموجودين بالمجمع، وأشعلوا النيران في قاعة للحفلات، وقد قُتل بهذا الهجوم ما لا يقل عن 145 شخصًا وأصيب أكثر من 550 آخرين.
ورغم أن "تنظيم الدولة الإسلامية" أعلن مسؤوليته عن الهجوم، فإن مسؤولين ومراقبين من الروس ألمحوا إلى وجود دور أوكراني، واعتبروا أن ترويج وسائل إعلام غربية لمسؤولية التنظيم عن العملية ليست إلا محاولة لتبرئة الجهات الأوكرانية.
وفي 16 يونيو/حزيران الجاري تم احتجاز رهائن في مركز توقيف بمدينة "روستوف على الدون" من قبل 6 سجناء، تمكنوا من الفرار من الزنزانة، وطالبوا بتزويدهم بأسلحة وسيارة، والخروج من دون عوائق من المركز.
كما قام هؤلاء بتسجيل عدة مقاطع فيديو زعموا فيها أنهم أعضاء في تنظيم الدولة، وكان من بينهم أشخاص أدينوا بتهم "إرهابية" وحكم عليهم بالسجن 18 عامًا بتهمة التحضير لتفجير مبنى المحكمة العليا في قراتشاي تشيركيسيا عام 2022، لكن المحاولة فشلت بعد أن شنت قوات خاصة هجومًا مباغتًا انتهى بتحرير الرهائن ومقتل جميع المهاجمين.
يُذكر أن العاصمة محج قلعة شهدت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي اقتحام متظاهرين -منددين بالاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة- للمطار الدولي بالمدينة، قبيل هبوط طائرة قادمة من إسرائيل، وتمكنوا من الوصول إلى صالة القادمين ومدرج المطار، وفتشوا السيارات المغادرة بحثا عن مسافرين إسرائيليين، رغم الطوق الأمني الذي فرضته الشرطة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی داغستان محج قلعة
إقرأ أيضاً:
المملكة تكشف النقاب عن مشروع “أرض التجارب لمستقبل النقل” الأكثر تقدمًا من نوعه في العالم
المناطق_واس
أطلقت وزارة النقل والخدمات اللوجستية، بالشراكة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست” وبالتعاون مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية، مبادرة “أرض التجارب لمستقبل النقل”، التي تمثل نقلة نوعية في مسيرة تطوير قطاع النقل في السعودية والممتد أثرها عالميًا، وتبلغ مساحة المشروع 1,56 كيلومتر مربع داخل حرم جامعة “كاوست”، ويعد منصة فريدة لاختبار أحدث ابتكارات النقل البري والجوي والبحري.
ويهدف مشروع “أرض التجارب لمستقبل النقل” في دعم أولويات المملكة في قطاع النقل والخدمات اللوجستية، إلى جانب جذب الاستثمارات والابتكارات العالمية، وقيادة الابتكار في حلول النقل الذاتية والمستدامة والذكية عبر توفير بيئة محكمة وآمنة لاختبار وتطوير حلول نقل أكثر أمانًا وكفاءةً واستدامة بيئية, ويُتوقع أن تسهم في توفير فرص عمل، وتحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز السلامة المرورية، والحد من الحوادث المتعلقة بالمركبات.
أخبار قد تهمك نائب وزير الداخلية يستقبل سفير جمهورية الصومال لدى المملكة 28 أبريل 2025 - 9:13 مساءً الهيئة السعودية للمياه تضبط أكثر من 1500 مخالفة 33% منها توصيلات غير نظامية لشبكة المياه والصرف الصحي 28 أبريل 2025 - 8:29 مساءًوأكد معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح بن ناصر الجاسر أن هذه المبادرة الطموحة ستعزز الشراكة الإستراتيجية مع جامعة “كاوست” من خلال إطلاق أول أرض تجارب متكاملة لأنماط النقل على مستوى المنطقة، وبناء بيئة فريدة لاختبار الأفكار المتقدمة؛ وتوظيف القدرات البحثية في علوم البيانات والذكاء الاصطناعي، والطاقة النظيفة، وأنظمة القيادة الذاتية لدعم برامج التطوير لحلول النقل المستقبلي، وترسيخ مكانة المملكة مركز عالمي للابتكار في مستقبل التنقل الحديث والمستدام، وفق مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية.
بدوره أفاد معالي مساعد وزير الصناعة والثروة المعدنية للتخطيط والتطوير الدكتور عبدالله الأحمري أن هذا التعاون يُمثل فصلًا جديدًا في جهود التكامل بين الوزارات لتمكين القطاعات الصناعية وقطاع السيارات في المملكة العربية السعودية من تحقيق كامل إمكاناتها، وسيؤدي مشروع ميدان أرض التجارب دورًا محوريًا في تحقيق المستهدفات ضمن إطار الإستراتيجية الوطنية للصناعة، من خلال توفير منصة للمصنعين والموردين لاختبار واعتماد وتوسيع نطاق تقنيات المركبات المتقدمة، ويعزز هذا المشروع الطموح في ترسيخ مكانة المملكة كمركز إقليمي لصناعة السيارات والابتكار..
من جانبه قال رئيس كاوست البروفيسور إدوارد بيرن: “تُعد هذه الشراكة التاريخية مع وزارة النقل والخدمات اللوجستية خطوة كبيرة لوضع المملكة على خارطة الابتكار في مجال تقنيات النقل, وستشكل أرض التجارب لمستقبل النقل محفزًا لتعاون الباحثين والشركات الناشئة والصناعة معًا لصياغة حلول نقل حقيقية, ونحن في كاوست فخورون بأن نكون شريكًا موثوقًا في تشكيل مستقبل النقل في المملكة والعالم.
وستستفيد وزارة النقل والخدمات اللوجستية من أبحاث كاوست في مجالات علوم البيانات والتحليلات والروبوتات والذكاء الاصطناعي، مع الاستفادة من خبرتها في هندسة المواد وحلول الطاقة النظيفة وستسهم الشراكة في تنمية الكوادر الوطنية المحلية من خلال برامج الدراسات العليا في الجامعة.
ويمثل المشروع منصة اختبار مستقبلية، ومتعددة الوسائط، مصممة لتسريع الابتكار في مجالات النقل البري والجوي والبحري وستتيح اختبار المركبات ذاتية القيادة، وطائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية (eVTOL)، والطائرات المسيّرة في قطاع النقل اللوجستي، والتقنيات البحرية، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، وأنظمة الدفع المتقدمة, جميعها ضمن بيئة متكاملة تدعم أحدث أنظمة الاستشعار والاتصالات واختبارات السلامة.
وتعد هذه المبادرة الوطنية الطموحة تجمع بين الريادة في الابتكار، والخدمات اللوجستية، والتنمية الصناعية، وتحظى بدعم برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (ندلب)، أحد أهم برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، مما يجعلها محركًا رئيسيًا لتسريع طموح المملكة لتصبح مركزًا عالميًا للصناعات المتقدمة والتنقل الذكي، كما تسعى هذه المبادرة إلى دعم وتطوير حلول نقل مستدامة ومتصلة تتناسب مع الظروف المميزة لمنطقة الخليج.
وعلى هامش إطلاق مشروع “أرض التجارب لمستقبل النقل”، أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية ووزارة النقل والخدمات اللوجستية عن تعاون مشترك ضمن مبادرة وطنية لتمكين البنية التحتية الخاصة بقطاعات تصنيع المركبات والنقل والخدمات اللوجستية, وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز القدرات التقنية، وتوطين التقنيات المتقدمة، وتحفيز الاستثمارات ذات الأثر العالي، التي تسهم في صناعة حديثة بقيادة الكفاءات الوطنية السعودية.
وسيُنفذ المشروع على عدة مراحل، بدءًا من تجهيز البنية التحتية والتقنية، يليها استقطاب الشركاء الرئيسيين، على أن يكتمل المشروع بالكامل بحلول عام 2029، مما يمثل علامة فارقة في مسيرة المملكة نحو مستقبل النقل والابتكار.