جريدة الوطن:
2024-12-24@02:21:08 GMT

دول الخليج والصين.. شراكة طموحة

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

دول الخليج والصين.. شراكة طموحة

 

اتجاهات مستقبلية

 

دول الخليج والصين.. شراكة طموحة

 

 

 

 

 

 

تتلاقى دول الخليج العربي والصين في مسار متصاعد من التعاون؛ وخاصة مع تولي الرئيس شي جين بينغ، حكم الصين، والتحولات الجيوسياسية الإقليمية والدولية التي أعطت الفرصة للطرفين في توسيع العلاقات على مستويات عدة، في مقدمتها الاقتصاد، لكنها تتجاوز الطاقة والتجارة، وتمتد إلى نواحٍ جيوسياسية.

أبدت السنوات القليلة الماضية الشراكة بين الصين ودول الخليج، حيث يتبادل الجانبان الزيارات على أعلى المستويات وتتنامى التجارة، وتنجح بكين في القيام بأدوار وساطة، ويمكن اعتبار القمة الصينية-الخليجية عام 2022، خلال زيارة الرئيس الصيني للمنطقة، محطة مهمة في سبيل تطوير العلاقات؛ وخاصة أن التصورات الخليجية الاستراتيجية باتت تركز أكثر على تنوع العلاقات مع أطراف العالم المتعددة.

وتنبهًا لأهمية العلاقات الخليجية الصينية، كان مركز “تريندز للبحوث والاستشارات” على موعد خلال مشاركته في معرض بكين الدولي للكتاب 2024، لطرح وجهات النظر الخليجية والصينية بشأن “الصين ودول الخليج العربية.. ترسيخ علاقات التعاون والشراكة”، في حلقة نقاشية تبرز مكامن الشراكة، نظرًا إلى مكانة الصين الدولية ودورها الرئيس في الاقتصاد العالمي، وأهمية التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية.

إن التعاون الخليجي الصيني، وفي القلب منه الشراكة الممتدة بين أبوظبي وبكين يمتد لأكثر من 40 عامًا، إلى أن أضحت الإمارات أكبر شريك تجاري للصين، بوصول حجم التبادل التجاري إلى 95 مليار دولار في 2023، ومن أجل الوصول إلى 200 مليار دولار من التبادل التجاري يعمل البلدان سويًّا لمضاعفة التجارة بحلول 2030، كما تعد الصين ثالث أكبر مستثمر عالمي في الإمارات، باستثمارات تقدر بنحو 7 مليارات دولار بنهاية عام 2021.

وفي أثناء زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الصين، مع انعقاد المنتدى الصيني العربي، كان توسيع آفاق “الشراكة الاستراتيجية الشاملة” نحو علاقات أعمق مع دول الشرق الأوسط، محور المباحثات، إذ لا تقتصر العلاقات على الطاقة، كما في دول الخليج العربي، وإنما هناك سعي مشترك إلى تطوير التعاون في مجالات الرقائق والذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة والمتجددة والبنية التحتية والابتكار والتكنولوجيا.

وزيادة للروابط بين الصين ودول الخليج، تمثل عضوية الإمارات والسعودية في مجموعة “بريكس” طريقًا في سياق تنامي العلاقات، وفي الوقت نفسه، تستطيع الصين تلبية طموحات دول الخليج في مجالات مثل إنتاج الهيدروجين الأخضر، أو الطاقة النووية، وهو ما ظهر مع توقيع مؤسسة الإمارات للطاقة النووية 3 اتفاقيات مع منظمات الطاقة النووية الصينية، في مايو 2023.

ولا تزال المفاوضات المتعلقة باتفاق للتجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي جارية، وإن تأخرت النتائج، لكن نجاحها سيعطي دفعة قوية للجانبين؛ ولاسيما أن حجم التبادل التجاري بين الصين ودول الخليج بلغ 286.9 مليار دولار في 2023، وهناك شراكة استراتيجية شاملة بين بكين وأبوظبي، والصين والسعودية، وهناك شراكة استراتيجية بين الصين وكل من قطر وعُمان والكويت، ما يعني أن معادلة العلاقات تذهب إلى الأمام، لكن اتفاقية التجارة الحرة ستفتح آفاقًا جديدة قد تضاعف التجارة غير النفطية.

إن الإمارات والصين تشتركان في الكثير من الطموحات على المستوى البيني والدولي، ولن يكتفي الجانبان بأن الصين هي الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات، لكنهما سيبحثان عن بلورة مسارات جديدة تمهد لآفاق واعدة في مجالات متعددة، منها مبادرة “الحزام والطريق”، التي لا تعد مجرد قنوات لتدفق السلع والخدمات، بل جسور توفر الحلول لتحديات دولية تتعلق بحركة التجارة العالمية؛ خاصة أن منطقة الخليج محورية في المبادرة، وكذلك امتداد التعاون ليشمل الجوانب الثقافية والعلمية والبحثية، وانخراط أكبر في الشرق الأوسط، للعمل على تهدئة المنطقة، نظرًا إلى أن الوساطة الصينية بين السعودية وإيران بمثابة تجربة عملية لقدرات الصين الدبلوماسية.

– –


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

جامعة أبوظبي وبنك الصين يوقعان مذكرة تفاهم

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «شراع الحمرية» يحصد ذهبية في بطولة آسيا بالصين قائد القوات الجوية والدفاع الجوي يلتقي مسؤولاً صينياً

أعلنت جامعة أبوظبي توقيعها مذكرة تفاهم مع بنك الصين «بنك أوف تشاينا»، أحد أكبر المؤسسات المالية في العالم. وتهدف الشراكة الاستراتيجية إلى دعم مهارات الطلاب في مجال التمويل والتسويق، إلى جانب تعزيز الابتكار والتعاون الدولي.
وقع مذكرة التفاهم كل من البروفيسور غسان عواد، مدير جامعة أبوظبي، ووي تشي يو، نائب رئيس بنك الصين، فرع دبي، بحضور عدد من ممثلي المؤسستين، وذلك على هامش فعاليات «المؤتمر الدولي لمستقبل أكثر استدامة 2024».
وبموجب الشراكة، ستعمل جامعة أبوظبي وبنك الصين على تزويد الطلاب بخبرات عملية من خلال التدريب الداخلي والبحوث المشتركة وبرامج التدريب العملي. وسيستضيف الطرفان ندوات ومؤتمرات لتعزيز التعليم العالي والبحث العلمي وتبادل المعرفة من خلال برامج أكاديمية ومهنية مشتركة.
 ويهدف التعاون إلى إنشاء منصات لتعزيز الابتكار وتزويد الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والباحثين بالوسائل والأدوات اللازمة لتحقيق النجاح في اقتصاد عالمي مترابط.
شراكة
قال البروفيسور غسان عواد، مدير جامعة أبوظبي: «يسرنا توقيع هذه الشراكة الاستراتيجية مع بنك الصين، الرائد عالمياً في مجال الخدمات المالية، حيث يُسهم هذا التعاون المهم في تعزيز رسالتنا المتمثلة في دفع التميز الأكاديمي وقيادة الابتكار على مستوى العالم، ساعين من خلاله إلى تمكين طلبتنا من التنقل والتفوق ضمن قوى العمل سريعة التطور على المستوى العالمي، ونواصل في جامعة أبوظبي، من خلال مثل هذا المبادرات، المساهمة في دعم تطلعات دولة الإمارات العربية المتحدة للتحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة، وإعداد قادة المستقبل لإلهام وقيادة التغيير الإيجابي». ويلعب بنك الصين دوراً حيوياً في تعزيز التجارة العابرة للحدود والاستثمار ومبادرات النمو المستدام في جميع أنحاء العالم. ويعكس هذا التعاون التزام الجامعة الثابت بتعزيز الشركات على المستويين المحلي والعالمي، وضمان حصول طلابها وأعضاء هيئة التدريس والباحثين على فرص تعليمية ومهنية تحويلية.

مقالات مشابهة

  • الكويت واليابان تتفقان على شراكة إستراتيجية شاملة لتعزيز التعاون في مختلف المجالات
  • جامعة أبوظبي وبنك الصين يوقعان مذكرة تفاهم
  • السعودية ومصر خطوات نحو تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري.. خبراء: الاستثمارات بين البلدين شراكة استراتيجية وتنمية مستدامة
  • كتاب إماراتي جديد يكشف حكايات كأس الخليج
  • الإمارات وكرواتيا تبحثان فرص تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية
  • شراكة ثقافية أم لعبة سياسية؟ تحركات العراق في واشنطن تثير التساؤلات!
  • الكويت والهند تتفقان في بيان مشترك على رفع مستوى العلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية
  • الإمارات وبيلاروسيا.. تعاون راسخ وآفاق واعدة
  • قنصل الصين: العلاقات بين القاهرة وبكين تاريخية وشاملة
  • التعادل يحسم مباراة قطر والإمارات في كأس الخليج العربي