دينا محمود (مقديشو، لندن)
مشهد قاتم رسمته بيانات أممية حديثة، بشأن الوضع الإنساني المتردي في الصومال، على وقع استمرار التوترات السياسية والانعدام الكبير للأمن في أراضيه، وما يترتب على ذلك من أزمات اقتصادية ومعيشية، تفاقم منها الصدمات المناخية التي يتعرض لها هذا البلد، بما تشمله من موجات جفاف شديدة الوطأة وفيضانات مفاجئة ومدمرة.


وكشفت البيانات، التي أُعِدَت بعد نهاية الربع الأول من العام الجاري، النقاب عن أن هذه المجموعات المتضافرة من الأزمات، تجعل ما يشارف 6.9 مليون صومالي، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، وهو ما يزيد على 39% من سكان البلاد، البالغ عددهم نحو 17.6 مليون نسمة.
وبحسب البيانات، التي تضمنها تقرير نشرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يعاني قرابة 4.3 مليون شخص في الصومال من الانعدام الحاد للأمن الغذائي، وذلك في وقت لا تزال فيه معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة مرتفعة، إلى حد أنها طالت خلال الصيف الماضي، ما يقرب من مليونيْ طفل.
ووفقا للتقرير، الذي نُشِرَ على موقع «ريليف ويب» الإلكتروني التابع للأمم المتحدة، يواصل معدل النزوح الداخلي ارتفاعه في الصومال، جراء التأثيرات الكارثية للتغير المناخي والأزمات السياسية والأمنية سواء بسواء، ما قاد إلى أن يبلغ إجمالي عدد النازحين هناك، ما يقرب من 3.86 مليون شخص.
ومنذ مطلع العام الجاري، وصل عدد النازحين في الصومال، إلى ما يُقَدَّر بـ 140 ألف شخص، نزح 52 ألفاً تقريبا منهم في شهر إبريل الماضي وحده، وفقا للمفوضية الأممية.
وعلى رأس الأسباب التي حدت بهؤلاء الأشخاص للسير على درب النزوح، الفيضانات التي ضربت أنحاء مختلفة من الصومال على مدار الشهور القليلة الماضية، ونزح جراءها 63% ممن تركوا ديارهم في إبريل، بجانب الاضطرابات الأمنية، التي أفضت لأن يترك 27% من إجمالي النازحين خلال ذلك الشهر، قراهم وبلداتهم متوجهين إلى مناطق صومالية أخرى.
كان إقليم جوبا السفلى، الواقع في جنوبي الصومال والمطل على المحيط الهندي، مسرحاً للجانب الأكبر من حالات النزوح، إذ شهدت تلك المنطقة الثرية بالموارد الطبيعية، تسجيل 63% من حركة النازحين، ممن كان الغذاء والماء والمأوى، في مقدمة احتياجاتهم.
وتحذر الوكالات الإغاثية الدولية والمحلية، من أن النساء والأطفال، يشكلون 80% على الأقل من إجمالي النازحين في الصومال، وذلك في وقت تشير فيه البيانات، إلى أن تلك الشريحة المجتمعية تحديدا، تواجه مخاطر متزايدة تهدد حياة أفرادها، أو تجعلهم عرضة لانتهاكات جسيمة.
وسبق أن أشارت تقديرات دولية، إلى أن نحو نصف النازحين في الصومال منذ يناير 2021، اضطروا للجوء إلى هذا الخيار، بفعل موجة الجفاف غير المسبوقة المتواصلة هناك بفعل عدة مواسم متتالية من شُح الأمطار. كما تحذر وكالات إنسانية تابعة للأمم المتحدة، من أن المشكلات الأمنية، خاصة في المناطق الصومالية الخاضعة لسيطرة تنظيمات إرهابية، لا تزال تعرقل إيصال الدعم الإغاثي، لملايين من المحتاجين إليه.
في الوقت ذاته، تتفاقم التهديدات التي تواجه مواطني الصومال واللاجئين إلى هذا البلد، على ضوء أزمة الميزانية التي تعاني منها منظمات الإغاثة العاملة هناك. 
فبحسب التقرير الأخير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ثمة حاجة لقرابة 177 مليون دولار أميركي لتمويل الأنشطة الإنسانية في الصومال، خلال العام الجاري. 
ولكن التقرير يشير إلى أن ما تم توفيره من هذا المبلغ حتى الآن، لم يتجاوز 11% منه.

أخبار ذات صلة مباحثات حول هيكلة البعثة الأممية في الصومال الإمارات تساهم بـ 25 مليون دولار لبرنامج الأغذية العالمي في السودان

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الصومال مساعدات إنسانية للأمم المتحدة فی الصومال إلى أن

إقرأ أيضاً:

لافروف وعبد العاطي يبحثان الأوضاع في سوريا وفلسطين

روسيا – أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره المصري بدر عبد العاطي امس الأحد دعمهما القوي لسيادة سوريا، وضرورة تحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة في أسرع وقت ممكن.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان: “خلال المحادثة، تم تبادل مفصل لوجهات النظر حول قضايا الشرق الأوسط الحالية مع التركيز على الأحداث الجارية في سوريا، وتحدث الطرفان عن الدور الاستباقي للأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى سوريا غير بيدرسن في تعزيز العلاقات الدولية والجهود الرامية إلى دعم الاستقرار وإحلال السلام المدني في هذا البلد على أساس عملية سياسية شاملة يقودها السوريون أنفسهم، بما يتماشى مع المبادئ المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2254”.

وأشارت الوزارة أيضا إلى أنه “تم الإعراب عن الدعم القوي لمسألة الحفاظ على سيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية”.

وعلى الساحة الفلسطينية، قالت الوزارة إن الوزيرين “بحثا الوضع في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وشددا على ضرورة وقف إطلاق النار بأسرع ما يمكن في قطاع غزة وتهيئة الظروف لحل عادل للمشكلة الفلسطينية على أساس قانوني دولي معترف به من قبل الجميع”.

كما ناقش الوزيران أيضا المشاريع والاتجاهات الواعدة لمواصلة تطوير التعاون الروسي المصري، وأكدا اهتمامهما المتبادل بالحفاظ على حوار سياسي وثيق وتوسيع العلاقات التجارية والاقتصادية والإنسانية.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • لافروف وعبد العاطي يبحثان الأوضاع في سوريا وفلسطين
  • البيت الأبيض: الولايات المتحدة بحاجة إلى استعادة مجمعها العسكري
  • الحروب وتغير المناخ خلال 2024| الأوزون تتضرر من حرب الإبادة في غزة.. الولايات المتحدة الأمريكية الملوث الأكبر على مدى التاريخ.. أمريكا الشمالية سبب الإشعاع الحرارى المؤخر على الكوكب
  • تقرير رسمي: 170 مشردًا في مدينة ذمار يعيشون ظروفًا إنسانية صعبة
  • أزمة السودان.. جهود دولية إنسانية دون حل سياسي في الأفق
  • البديوي يبحث مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا الجهود الرامية لوحدة وسيادة وأمن سوريا
  • «حقوق الإنسان» ترسل فريقاً إلى سوريا الأسبوع المقبل
  • ماذا قال الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الغارات الإسرائيلية على اليمن؟
  • قصف جوي يستهدف مقرا للأمم المتحدة بجنوب شرق السودان
  • السويد: لن نموّل الأونروا وسنساعد غزة عبر قنوات أخرى