كيف يتناول الإعلام اللبناني احتمالات الحرب بين حزب الله وإسرائيل؟
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
بيروت- احتلت التوقعات بشأن نشوب حرب بين حزب الله وإسرائيل حيزا كبيرا في وسائل الإعلام اللبنانية على اختلافها، وانقسمت الصحف اليومية والمواقع الإخبارية الإلكترونية ووسائل الإعلام المرئي في عناوينها وتحليلاتها، في ظل التوترات المتزايدة وتصاعد المواجهات العسكرية على الحدود اللبنانية الجنوبية، وفي ظل التعقيدات الإقليمية والمحلية.
ومع تميز التغطية الإعلامية في لبنان بالتنوع والتباين، نظرا لتعدد وجهات النظر واختلاف المواقف السياسية وانقسام القوى داخل البلاد، تناول الإعلام المحلي سيناريوهات المواجهة المحتملة وتداعياتها، محاولا تقديم صورة شاملة عن التحركات العسكرية والتصريحات السياسية والتحليلات الإستراتيجية.
وقد سلطت بعض وسائل الإعلام الضوء على الاستعدادات العسكرية للطرفين، والتحذيرات والرسائل المتبادلة بينهما، واستند جزء منها إلى تصريحات المسؤولين وتصعيد الخطاب السياسي، بينما ركزت الأخرى على الجهود الدبلوماسية ومساعي الوساطة الدولية لاحتواء الوضع وتبريد الجبهة، بالإضافة إلى التأثيرات المحتملة على الاستقرار الداخلي بلبنان والمنطقة.
ليست مجرد تهويلرصدت الجزيرة نت أبرز ما تناولته بعض الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الاثنين حول احتمال نشوب حرب بين حزب الله وإسرائيل، وخصصت "الأخبار" ملفا يتضمن أبرز التطورات الميدانية والسياسية تحت عنوان "ماذا أعدت المقاومة للعدو" وعرضت تقارير تحليلية حول مشاركة الدول الغربية في "حرب تهويل" ضد اللبنانيين، ووضعيات الانتشار الإسرائيلي الجديدة على الحدود.
وأوردت الصحيفة تقديرًا يفيد بأن "قيادة العدو الأمنية والعسكرية أقنعت القيادة السياسية بأنها تملك بنك أهداف كبيراً في لبنان" وأن تنفيذ عملية خاطفة ومباغتة -مشابهة لتلك التي نفّذها سلاح الجو الإسرائيلي بداية حرب يوليو/تموز والتي اعتبرها ناجحة في ضرب القدرات النوعية لمنظومة الصواريخ لدى المقاومة- يمكنها أن تصيب القدرات الفعّالة لدى حزب الله.
وقالت "الأخبار" أن هذا التقدير يشير إلى إمكانية تخيير حزب الله بين التسوية بشروط جديدة أو الذهاب إلى حرب أكثر شراسة ومساحة.
وتحت عنوان "مسعى فاتيكاني لمساعدة لبنان" و"أسابيع الحرب أو التسوية" كتبت "الجمهورية" اليومية مادتين على صفحتها الأولى، تناولت فيهما العودة إلى شريط الأحداث والتطورات إثر عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وذكرت الجريدة أن الحديث عن نية إسرائيل شن حرب على لبنان ليس مجرد تهويل بهدف الضغط على حزب الله والسلطات اللبنانية، لإنجاز اتفاق جديد يؤدي إلى واقع أمني مختلف في المنطقة الحدودية، من خلال تطبيق القرار الأممي 1701.
وأضافت أنه "أصبح مثبتاً أن العديد من مراكز القرار الإسرائيلية، وفي طليعتهم وزير الدفاع يوآف غالنت، اقترحوا أن يكون الرد السريع على طوفان الأقصى عبر توجيه ضربة عسكرية لحزب الله، ومن ثم التعامل مع حركة حماس في غزة".
تحذير من الحرب
أما "النهار" فكتبت أنه "يمكن اختصار التطورات المتسارعة على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية -الساعات الأخيرة- بأنها توغّل بالغ الخطورة" يدفع بانفجار حرب التهويل المتعلقة بـ"بنوك الأهداف" التي أعدها كل من حزب الله وإسرائيل "وكأن الحرب واقعة في أي لحظة".
وربطت الصحيفة بين استحضار مطار رفيق الحريري الدولي كمسرح لأهداف حيوية محتملة، واستعراض فيديو "الهدهد" الأخير -الذي بثه حزب الله- لمناطق حيوية بالجانب الإسرائيلي "في حين تتصاعد المخاوف من مؤشرات ميدانية ومعطيات ديبلوماسية تنحو جميعها باتجاه التحذيرات من اقتراب انفجار حرب واسعة".
وطرحت جريدة الأنباء الإلكترونية خطورة تعرّض لبنان لعمليات عدوانية متزايدة، مؤكدةً الحاجة لليقظة والحذر، واستندت بذلك إلى تحذير أميركي من صراعٍ واسع في لبنان قد يزيد من مخاطر نشوب صراع أوسع، تنجر إليه إيران والمسلحون المتحالفون معها.
الحرب وفق التوجهاتكما رصدت الجزيرة نت ما تناوله الإعلام المرئي اللبناني بشأن احتمالات الحرب، والتي اختلفت بحسب توجهات وسياسات القنوات الفضائية المختلفة، حيث يمكن ملاحظة أن معظمها يتعاطى مع احتمال نشوب حرب بشكل جدي، بينما تخصص بعض الوسائل فقرات خاصة لمتابعة التهديدات الأمنية.
فقد استعرضت قناة "إل بي سي" (LBC) ضمن نشراتها الإخبارية اليومية أبرز تطورات جبهة الجنوب، وتناولت في نشرتها الإخبارية الصباحية تقرير "تلغراف" البريطانية، وقدمت تفاصيل دقيقة، حيث قارنت التقرير الأصلي بالتعديلات التي أُجريت عليه من قبل الصحيفة لتكشف مدى زيفه.
وفي برنامج "الحدث" الصباحي الذي يُعرض على قناة "الجديد" عُرض موضوع المطار وادعاء وجود أسلحة مخزنة لحزب الله به، وناقشت الموضوع مع محلل سياسي موضحا التفاصيل للرأي العام ورادا على الادعاءات الإسرائيلية والشائعات والحرب النفسية المتعلقة باحتمال حدث هجوم موسع على لبنان.
وعرضت قناة "إم تي في" (MTV) أيضا في نشرتها الإخبارية الصباحية اليوم تقرير "تلغراف" وبدأت بطرح تساؤلات حول دقة هذه المعلومات، مشيرة إلى مخاوف وقلق من تعريض المطار وجعله هدفًا إسرائيليا.
أما قناة "المنار" التي تواصل تغطيتها المستمرة منذ بداية العدوان على قطاع غزة، فقد خصصت برامجها ونشراتها الإخبارية لعرض تقارير ميدانية وبث مباشر من الجنوب اللبناني، واستضافت خبراء لتحليل التصعيد.
وعلى الجانب الآخر، يُلاحظ أيضًا أن بعض وسائل الإعلام تعرض تقارير عن الحرب بالجنوب، بينما تروج في الوقت نفسه للسياحة في بيروت والشمال من خلال تحقيقات مصورة، كما تواصل محطات فضائية عرض برامجها وفقراتها المتنوعة بشكل عادي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حزب الله وإسرائیل
إقرأ أيضاً:
قائد الجيش اللبناني في السعودية.. ما وراء الزيارة
توجه قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، الخميس، إلى السعودية في زيارة رسمية تهدف لبحث التعاون بين الجانبين وسبل دعم المملكة في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وقالت قيادة الجيش اللبناني، في بيان على منصة إكس، إن العماد عون غادر إلى المملكة تلبية لدعوة من رئيس هيئة الأركان العامة السعودية الفريق أول الركن فياض بن حامد الرويلي.
وأضافت: "سيتناول البحث التعاون بين جيشَي البلدين، وسبل دعم المؤسسة العسكرية (اللبنانية)، بخاصة في ظل التحدّيات التي تواجهها حاليًّا لتنفيذ مهمّاتها حفاظًا على أمن لبنان واستقراره".
غادر قائد الجيش العماد جوزاف عون لبنان إلى المملكة العربية السعودية، تلبية لدعوة من نظيره السعودي معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن فياض بن حامد الرويلي. وسيتناول البحث التعاون بين جيشَي البلدين وسبل دعم المؤسسة العسكرية، بخاصة في ظل التحدّيات التي تواجهها حاليًّا… pic.twitter.com/ms4wi4UztV — الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) December 26, 2024
وفي الفترة الأخيرة، تتضافر الجهود الإقليمية والدولية لدعم الجيش اللبناني الذي باشر عملية نشر قواته في المناطق الحدودية، في إطار تنفيذ بنود وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، بموجب الاتفاق الأخير قبل شهر برعاية أمريكية، على ضوء القرار الأممي رقم 1701.
ويدعو قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر في 11 أغسطس/ آب 2006، إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين "حزب الله" وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، باستثناء تلك التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل".
ومنذ 27 تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين إسرائيل و"حزب الله" بدأ في 8 تشرين الأول / أكتوبر 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الفائت.
ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار انسحاب الاحتلال الإسرائيلي تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل مع لبنان خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وبموجب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، وإنشاء لجنة للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.
ويقدم لبنان والاحتلال الاسرائيلي، وفق الاتفاق، تقارير لهذه اللجنة وقوة اليونيفيل بشأن أي خروقات لوقف إطلاق النار.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و63 قتيلا و16 ألفا و663 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر الماضي.