بوابة الوفد:
2024-12-24@01:54:17 GMT

الناس زعلانة ليه؟

تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT

الناس زعلانة ليه؟ سؤال مش غريب، ولا محير وله بدل الإجابة أكثر من ألف إجابة، وكلها منطقية، وتدعو إلى الاكتئاب والحيرة والدهشة من قبل أصحابها، بل وهناك أسئلة حائرة لا إجابة لها ولا تجد تفسيرا منطقيا سوى الدهشة والسباحة فى المجهول.
الناس زعلانة لأنها لم تعد لديها المقدرة على تحمل جبال الهموم والمشكلات المتنوعة والمتعددة التى حولت سلاسة الحياة إلى براكين من الغضب على طريقة «مفيش حاجة فى الدنيا تسر»، و«كلنا فى الهم سوا».


وتحولت التجمعات واللقاءات إلى ندوات مصغرة لديوان المظالم ومساحات الشكاوى ومتاعب الناس فى الصحف، لكنها وللأسف لا تسفر عن حلول بل عن مزيد من الاحتقان وجبال الهموم التى باتت تطبق على الصدور، وتفقد الشعب المصرى أجمل صفاته الابتسامة والتغلب على الغم والهم بالنكتة والدم الخفيف.
زمان كانت لقاءات سيدات المنازل وربات البيوت فى زمن «محدش بينام من غير عشاء» قائمة على الحديث فى آخر صيحات الأزياء والموضة وأحدث الأكلات، وربما امتدت للنميمة، وقال وقلنا والبذخ الذى لحق فلانة وعلانة وبحور النعيم اللى غرقانين فيها.
اليوم تغيرت الأحوال، وتبدلت الموضوعات والأسئلة كلها تغيرت فى اتجاه الغلاء والأسعار والأزمات والخنقة اللى فاقت حرارة الجو.
سؤال أى شخص الآن إيه مزعلك؟ أشبه بالمهمة المستحيلة والخوض فى مستنقع مليء بالقنابل والمتفجرات التى لا نهاية لها؟ المشكلة الحقيقية أن كل شيء فى حياتنا أصبح فيه مشكلة وتعاظم المشكلات كل يوم يزيد الحلول صعوبة، ويخلق فى السكة مشكلات جديدة ليتقوقع كل منا فى مشكلاته على طريقة «كل واحد فيه اللى مكفيه».
الحكاية ببساطة أن أبسط متطلبات الحياة أصبحت فوق قدرات الناس، الشريحة العظمى نحت الفقر ملامحه فى وجوههم، وبات الجوع والقهر والفقر خطًا عريضًا لمسار حياتهم.
الناس زعلانة من غول الأسعار وانفلات الأسواق وتحكم التجار واختفاء السلع وظهور أكثر من بورصة موازية وأكثر من سعر للسلعة الواحدة و«اللى مش عاجبه ميشتريش ومايكلش، ويضرب راسه فى أقرب حيط» فى ظل اختفاء الأجهزة الرقابية والاتصال بالخطوط الساخنة بيفكرنا بالمشاركة فى فوازير رمضان أيام نيللى وسمير غانم، كانت الناس من كثرة الأكل يشغلوا فراغهم ويكسبوا كمان.
الناس زعلانة من ارتفاع فواتير الكهرباء والمياه والنور وزيادة أسعار المواصلات ورداءة التعليم والعلاج وارتفاع أسعار الأدوية واختفائها وارتفاع أسعار المدارس والجامعات الخاصة وزيادة طابور البطالة.
الناس زعلانة علشان مفيش شبكة تأمين صحى شاملة وحق فى العلاج بدلًا من عذاب التأمين الصحى وطابور انتظار العمليات الجراحية بالشهور والأخطر أصحاب الحالات المرضية الحرجة الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية كبرى لا يغطيها التأمين الصحي، وطبعا المحظوظون يسافرون إلى الخارج للعلاج، والفقراء على موعد مع عزرائيل، ومن ثم الذهاب إلى القبر.
لو عايزين تعرفوا الناس زعلانة ليه شوفوا صرخات المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي، والاستغاثات المدفوعة فى وسائل الإعلام، وعلى أبواب المحاكم والأقسام وأماكن الحجز.. حكايات وقصص ومآس يندى لها الجبين.
باختصار.. الناس زعلانة ليه؟ سؤال ربما يكون الأصغر كونه من ثلاث كلمات فقط، ولكنه فى الحقيقة الأكبر عمقا، لأنه يحتوى على آلام وهموم أكثر من 110 ملايين مصرى لهم أحلام، وعلى كاهلهم جبال الهموم.
نحن لا نحتاج وزيرًا للسعادة.. ولكننا نحتاج وزراء للفقراء ومعدومى الدخل وأصحاب البطون الخاوية والمرضى والجيوب الفارغة، نحتاج وزارة فاعلة للتعامل مع المشكلات على أرض الواقع.. وزارة تملك القدرة على استنباط حلول فورية وسريعة من تجارب دول مرت بتلك الأزمات، وتخطتها، مع ربط ذلك بطبيعة المجتمع المصرى.. وزارة تعترف بالأزمة أولا، ثم تعلن خطوات حلها بيد قوية غير مرتعشة لا تخشى وحش السوشيال ميديا.
نحتاج وزيرا يفهم خطورة ارتفاع سعر رغيف الخبز وقرص الطعمية واختفاء قرص الأسبرين وارتفاع سعر باكو الشاى والآثار السلبية التى تترتب على نسف أبسط حقوق منظومة الحق فى الحياة.. يا رب تكون الرسالة وصلت.  
[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار الشعب المصرى حرارة الجو زيادة اسعار المواصلات

إقرأ أيضاً:

2024.. عام فوضى وحروب وارتفاع جنوني بالاسعار

23 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: فيما يلملم عام 2024 أوراقه الأخيرة استعداداً للرحيل، تاركاً خلفه حروباً وصراعات وارتفاعاً جنونياً في الأسعار، يبدأ العالم في ترقب عام جديد لربما يكون أفضل حالا ويجلب معه أحوالا أفضل للبشر في أنحاء الكرة الأرضية.

ارتفاع الأسعار الجنوني

فقد تراجع التضخم في معظم الاقتصادات في أنحاء العالم في عام 2024، لكن الناخبين لم يعبأوا بذلك.

فقد أغضبهم الارتفاع الهائل في أسعار كل شيء من البيض إلى الطاقة على مدى السنوات القليلة الماضية، فعاقبوا الأحزاب الحاكمة كلما حانت لهم الفرصة. ولا يزال تأثير التضخم مستمرا، وتحملت الأحزاب الحاكمة اللوم في انتخابات تلو الأخرى.

عودة ترامب للبيت الأبيض

وفي الولايات المتحدة، ساعد ارتفاع التكاليف دونالد ترامب على الفوز بولاية ثانية كرئيس بعد أربع سنوات من هزيمته أمام جو بايدن وخروجه من البيت الأبيض ليردد بعدها أن الانتخابات جرى التلاعب بها.

وفشل أنصاره في محاولتهم لقلب هزيمة ترامب باقتحام مبنى الكونغرس الأميركي في السادس من يناير 2021. وهذا العام، رفعوا أصواتهم في صناديق الاقتراع، مما أدى إلى ظهور قيادة أميركية جديدة من المرجح أن تختبر المؤسسات الديمقراطية في الداخل والعلاقات في الخارج.

كما أدت المشاعر المعادية للسلطات، والتي نشأت بسبب التضخم، إلى تنصيب حكومات جديدة في بريطانيا وبوتسوانا والبرتغال وبنما.

“أحكام عرفية” وانتخابات حول العالم

كما أوصل الناخبون في كوريا الجنوبية المعارضة إلى البرلمان الذي شكلت فيه أغلبية، وهو ما كبح جماح الرئيس يون سوك يول. وفي أوائل ديسمبر، فرض الرئيس الأحكام العرفية، وهي الخطوة التي سرعان ما أبطلها البرلمان.

انتخابات حول العالم.. واستمرار بوتين

وفيما هزت الانتخابات فرنسا وألمانيا واليابان والهند، فإن مكانا واحدا لم يحدث فيه أي تغيير: روسيا، حيث أعيد انتخاب فلاديمير بوتين رئيسا بحصوله على 88% من الأصوات، وهو رقم قياسي في روسيا ما بعد الاتحاد السوفييتي.

الحرب الروسية الأوكرانية

وواصلت موسكو حربها ضد أوكرانيا، وحققت مكاسب ملحوظة على الأرض. والسؤال الكبير هو: ما التأثير الذي قد تخلفه عودة ترامب إلى البيت الأبيض على الصراع؟

ووعد الرئيس الأميركي المنتخب بإنهاء الحرب في يوم واحد. ويخشى كثيرون في أوكرانيا وأماكن أخرى في أوروبا أن يعني ذلك الانحياز إلى بوتين والإبقاء على الوضع الراهن.

اشتعال الشرق الأوسط

وفي الشرق الأوسط، واصلت إسرائيل حربها على قطاع غزة وامتدت الحرب إلى لبنان، حيث خلفت وراءها حالة من الدمار والفوضى بعد اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصرالله. ونفس الشيء مع حركة حماس التي فقدت قيادييها إسماعيل هنية ويحيى السنوار.

كما شهد العام المواجهات المباشرة بين إسرائيل وإيران.

وفي سوريا، أطاحت مجموعة من جماعات المعارضة المسلحة المنسقة على نحو جيد ببشار الأسد، وهي تسعى الآن إلى إدارة البلاد، بقيادة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني – سابقا).

نفوذ الذكاء الاصطناعي ينمو

وفي عالم الأعمال، كافحت الشركات في مختلف أنحاء العالم بشأن كيفية التكيف مع الذكاء الاصطناعي.

ويمكن تلخيص هيمنة شركات التكنولوجيا بالنسبة للمستثمرين في هذه الحقيقة البسيطة: سبع شركات تكنولوجيا، أو ما يسمى بالشركات السبع المدهشة، تمثل الآن أكثر من ثلث القيمة السوقية لمؤشر ستاندرد اند بورز 500.

إضافة إلى ذلك، فإن إيلون ماسك، الذي يملك إحدى هذه الشركات، وهي شركة تسلا، هو مستشار وداعم مالي للرئيس المنتخب ترامب.

وإذا نظرنا إلى المستقبل، فإن هذا المزيج من سحر التكنولوجيا والقوة السياسية قد يحدد ملامح عام 2025.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • كريم محمود عبدالعزيز: «الهنا اللى أنا فيه» كوميديا تحترم عقل المشاهد
  • بالمصري.. هو وهي.. "عايشين ببعض" رحلة العمر
  • بارومتر الأعمال: التضخم وارتفاع أسعار الطاقة والمياه أكبر التحديات أمام الشركات
  • 2024.. عام فوضى وحروب وارتفاع جنوني بالاسعار
  • استقرار الدولار والذهب وارتفاع النفط
  • المتهم بقتل ممرض الزاوية الحمراء: "أنا مش فاكر اللى حصل ومحتاج علاج"
  • تحديات داخلية تضغط على الاقتصاد: تقلبات أسعار النفط وارتفاع تكاليف الإنتاج
  • «الهنا اللى أنا فيه» يحقق إقبالًا جماهيريًا خلال 72 ساعة من عرضه
  • السيسي: نحتاج 2 تريليون دولار مصروفات سنوية
  • لماذا تحتفظ مصر بالقوة العسكرية؟.. سمير فرج يحذر من سيناريو اليابان: اللى متغطي بأى دولة تانية عريان (فيديو)