كل ما نعيشه خلال هذه الأيام يؤكد أن أزمة انقطاع الكهرباء لا تسير نحو الحلول الجذرية لإعادة الأمور إلى نصابها كما كانت من قبل، بعد أن أصبحت المعاناة تزداد يومًا بعد يوم، الأمر الذى يعنى غياب الرؤية والحلول، والإبقاء على نفس السياسة التى لا تقدم أى جديد فى حياة المواطن المصرى.
والحقيقة أنه مع الفشل الواضح فى توفير أبسط حقوق كل مواطن بعدم انقطاع الكهرباء التى ارتبطت بها كل مناحى الحياة، نجد الإصرار على استمرار الحكومة فى تحميل أى أعباء ونتيجة فشلها للمواطن الذى لم يعد يملك من الوقت ما يجعله يشعر بآدميته بسبب الانشغال فى توفير متطلبات الحياة اليومية.
وما يحدث الآن، خاصة بعد قرار زيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائى لمدة 3 ساعات على مدار يومين، تم انقطاع التيار لمدة ساعة أخرى وأكثر من ساعة إضافية فى بعض المناطق يؤكد أن الحكومة غير صادقة فى بياناتها التى تصدر بشأن الأزمة دون أن تكون لدينا معلومات واضحة ومؤكدة عن مدة الانقطاع الذى تتعلق به أرواح المواطنين، خاصة عند استخدام المصاعد والأجهزة الطبية وإجراء العمليات الجراحية وغيرها من الأمور الدقيقة.
وإذا تحدثنا عن طلاب الثانوية العامة والثانوية الأزهرية على وجه الخصوص خلال هذه الأيام، نجد أن ما يحدث فى ملف الكهرباء ينسف كل الجهود التى بذلت فيما يتعلق بتطوير التعليم، والتعليم والتعلم عن بعد، فماذا يفيد التابلت أو المراجعات التى تتم عن طريق الانترنت وقت انقطاع الكهرباء، إلى جانب ارتفاع درجة حرارة الجو وما يسببه من أضرار؟!.
ومبررات الحكومة ممثلة فى وزارة الكهرباء بشأن انقطاع الكهرباء من ناحية، وزيادة ساعات الانقطاع من ناحية أخرى، ثم الحديث عن أن سبب زيادة الساعات الانقطاع يرجع لارتفاع درجة حرارة الجو ومن ثم الحفاظ على الشبكات والمحطات بتخفيف الأحمال هى فى حقيقة الأمر "عذر أقبح من ذنب!.، لأنه ببساطة يعنى تخفيف الأحمال بتحميل الأعباء على المواطن.
وبدلًا من التفكير فى إيجاد حلول والخروج للشعب لإعلان موعد انتهاء الأزمة نجد تفاقم الأزمة، وبدلًا من تقليل ساعات الانقطاع تدريجيًا كى يثق الشعب فى خطوات الحكومة نجد زيادة الساعات دون أسبقية إعلان، وذلك كله فى عشوائية واضحة لكيفية إدارة الأزمة التى نعيشها منذ شهور دون حلول.
ولنا الآن طرح التساؤل بأنه إذا كان هذا هو التصرف تجاه شبكات ومحطات الكهرباء أثناء ارتفاع درجة الحرارة، فأين الذين صدعوا رؤوسنا بشأن التعامل مع التغيرات المناخية وتخصيص ميزانيات هائلة للتعامل مع الأمر، وماذا سيكون الوضع حال مجىء التغيرات المناخية بشكل أكبر وأصعب خلال السنوات القادمة وبطريقة تحتاج حلولًا ابتكارية؟!.
خلاصة القول أنه من غير المقبول استمرار إدارة الفشل فى ملف الكهرباء.كما أنه من غير المقبول أيضًا ضياع الوقت والجهد والتصريحات المرسلة والمسكنات دون البحث عن حلول جذرية واضحة لشعب مر على ثورته العظيمة فى 30 يونيو 2013 أحد عشر عامًا لم ينل منها إلا نصيبه من الظلام فى حكومة أصبح السمة الأساسية لها تخفيف أحمال الكهرباء وتحميل الأعباء على المواطن.. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء وللحديث بقية إن شاء الله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أحمال الكهرباء طلاب الثانوية العامة الثانوية الأزهرية حياة المواطن المصرى انقطاع الکهرباء
إقرأ أيضاً:
لعلهم يرشدون
بقلم: دانيال حنفى
خرج أربعة من أعضاء مجلس الشيوخ على العالم – أثناء زيارتهم الى تل أبيب – بتصريحات تدين وتهاجم المحكمة الجنائية الدولية – لادانتها رئيس الوزراء الاسرئيلى بنيامين نتانياهو بارتكاب جرائم حرب فى غزة – وتدعو بتحد إلى معاقبة المحكمة، على أساس عدم المساواة بين رئيس الوزراء الإسرائيلى وقادة حماس من حيث القيمة والمكانة ومن حيث كل شىء، وحتى لا تطارد المحكمة هولاء النواب أنفسهم ذات يوم وفقا لتصريحات النواب أنفسهم أمام الكاميرات.
تحدث النواب أيضا عن العداء لحماس وعن القضاء على حماس نهائيا، وتحدثوا عن حق اسرائيل فى الدفاع عن نفسها، وتحدثوا عن القيم المشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والتزام الولايات المتحدة الأمريكية بالدفاع عن إسرائيل ومساعدة إسرائيل فى كل الأحوال ومهما حدث، وكيف أن إسرائيل هى الدولة الديمقراطية الوحيدة فى المنطقة حتى ان رئيس وزراء إسرائيل يخضع للمحاكمة عن تهم موجهة إليه وهو ما زال فى السلطة.
كانت مداخلات النواب الأربعة مباشرة وعنيفة وخالية من المنطق الا قليلا وتمثل روحا متعطشة الى الانتقام وليس الى التعبير عن المودة والتضامن والعدل والحق والسلام فى اسرائيل التى باتت مليئة بهذه الروح الشربرة وليست بحاجة الى المزيد منها، إلا من باب النفاق. ولذلك ، كانت مداخلة النواب الأمريكيين من السوء بحيث تمثل سبة فى حقهم كنواب يمثلون شعبهم ويمتهنون الدفاع عن الحقوق وعن كرامة الإنسان وعن العدالة وعن التعاون وعن التسامح وعن البناء وعن العمل من أجل الغد. لقد بدا النواب الأربعة كنواب للشيطان والدم والخبث ونأهوا بأنفسهم بعيدا عن شرف النيابة التى يتخيلون انها تسمح لهم بالجرأة على شعوب العالم كلهم وتصويب التهديدات الي الجميع وهم على خطأ ، لأن التهديد ليس اسلوبا للحياة. وليست إسرائيل على حق فيما تشنه.
من حملات الابادة ضد الشعب الفلسطينى وضد أرضه وضد ممتلكات الشعب الفلسطينى اذا كانت إسرائيل تسعى إلى العيش والى البقاء على قيد الحياة فى المستقيل القريب قبل البعيد . فالعداء والدم والهدم لن يولدوا فى قلوب الشعب الفلسطينى ولا فى فلوب أحد من شعوب العالم حبا ومودة تجاه إسرائيل والشعب الإسرائيلى ، ولن يخلفوا الا مزيدا من الدماء ومن المعاناة للشعب الإسرائيلى وللشعب الفلسطينى وللعالم الذى يريد أن يرى سلاما بين الجانبين ويرى نهاية لقطار الموت الذى لا يتوقف. ان النواب الذين سمحوا لأنفسهم بالخروج جماعة على العالم وامام الكاميرات بكل التحدى وبكل دعوات العنف يستحقون الشفقة والرثاء لكونهم نوايا فقراء العقل والحكمة والضمير ويحتاجون إلى مراجعة أنفسهم ومراجعة دوائرهم التى يمثلونها لعلهم يرشدون. ان المرء ليدهش ويمتلىء استغرابا من أناس فى مواقع المسؤولية وقد خبرتهم الحياة وعركتهم وعلمتهم، ولكنهم يكفرون بكل القيم الطيبة التى تعلموها وصاروا يرددونها ربما فى بغض خطبهم الفاشلة، فمن المؤكد أنهم يلجأون إلى خداع الناخبين والى غشهم ليكسبوا أصواتا ويمثلوا دوائرا لا تعلم عن هولاء النواب الا خيرا د بينما هم دعاة شر وعداء سوف تثبته الأيام وتخذلهم. وسوف تثبت لهم الأيام فشل رحلاتهم المريضة بالكراهية والحقد حتى من قبل اسرائيل التى تعلو فيها نفسها أصوات كثيرة تطالب بالعقل والسلام واحترام حقوق الشعب الفلسطينى من أحل الحياة للجميع وليس لجانب دون جانب.
Tags: جرائم حربغزةفلسطين