على الرغم من أنّ هيمنة الولايات المتحدة فى العالم آخذة فى الانحسار، لا تزال انتخابات الرئاسة الأمريكية مؤثرة على الساحة الدولية بما فيها الشرق الأوسط، لما للرئيس الأمريكى من صلاحيات واسعة فى مجال رسم السياسة الخارجية، إضافةً إلى دور ومصالح أمريكا فى هذه المنطقة، حيث لا تزال الولايات المتحدة تمارس نفوذًا وتأثيرًا كبيرين فى الأحداث داخل الشرق الأوسط، حيث لها علاقات سياسية واستراتيجية قوية مع معظم بلدان العالم العربى، ومن سطور المقدمة أنتقل إلى تفاصيل المقال، حيث تجرى انتخابات الرئاسة الأمريكية كل 4 سنوات، وتعتبر الانتخابات الرئاسية لعام 2024 هى رقم 60 فى تاريخ أمريكا، ومقرر إجراؤها يوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024، وهى أول انتخابات رئاسية بعد إعادة توزيع الأصوات الانتخابية وفقًا لإعادة توزيع التعداد البيان السكانى بعد عام 2020، من المعروف أن الرئيس الحالى جو بايدن ينوى الترشح لولاية ثانية عن الحزب الديمقراطى، مع كامالا هاريس كنائبة له، وأيضًا الرئيس السابق دونالد ترامب لا يزال الأوفر حظًا لخوض الانتخابات ممثلًا للحزب الجمهورى، أيضًا الكاتبة ماريان ويليامسون هى كاتبة وخطيبة ومرشحة رئاسية أمريكية وتنتمى إلى الحزب الديمقراطى، بالإضافة إلى عدد من المرشحين المستقلين، ومن المقرر أن يتم تحديد الفائز فى الانتخابات الرئاسية لعام 2024 فى 20 يناير 2025، حيث يتوجه الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع فى شهر نوفمبر 2024 من هذا العام لانتخاب الرئيس الأمريكى المقبل للبلاد، وسيتقلد الفائز فيها رئاسة البلاد لفترة أربع سنوات فى البيت الأبيض ابتداءً من يناير 2025، وبما أن الشخص الذى يجلس فى المكتب البيضاوى بالبيت الأبيض له تأثير كبير على حياة الناس داخل وخارج الولايات المتحدة، فتحظى هذه الانتخابات بالاهتمام ويتابع الجميع نتائجها، والجدير بالذكر يهيمن على النظام السياسى فى الولايات المتحدة حزبان فقط، وإلى أحدهما ينتمى كل رؤساء أمريكا فى العصر الحديث، فالحزب الديمقراطى هو الحزب السياسى الليبرالى وهو حزب الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن الذى يسعى للفوز بفترة ولاية رئاسية ثانية فى البلاد، أما الحزب الجمهورى، فهو الحزب السياسى المحافظ فى الولايات المتحدة، ويعرف أيضا باسم الحزب القديم الكبير، وكل المهتمين ينتظرون بعد أيام قليلة بدء أول مناظرة فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 بين الرئيس الأمريكى، جو بايدن وسلفه دونالد ترامب، وهما نفس الغريمين الذين تنافسا للوصول إلى البيت الأبيض فى 2020، ومؤخرًا فاجأ ترامب ناخبيه بالإشادة بخصمه فى خطوة غير متوقعة اعتبرها الخبراء تكتيكًا قديمًا قبل بدء المعركة، وبالرجوع بالذاكرة قبل أربع سنوات، اتسمت المناظرة الرئاسية الأولى بمقاطعة ترامب المتكررة لبايدن، لدرجة أن بايدن قال لترامب «اصمت يا رجل»، ولكن ترامب تعلم من الخطأ وكان أكثر تحكمًا فى المواجهة الثانية، ومن ناحية أخرى ووفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، تفوق دونالد ترامب على جو بايدن للشهر الثانى على التوالى فى مايو 2024 فى جمع التبرعات، وتجاوزه بحوالى 81 مليون دولار من التبرعات على مدار الشهرين الماضيين، حيث استفاد من زيادة الدعم المالى بعد إدانته بـ34 جناية، وفيما يخص التأثير العربى فى المشهد السياسى فى الولايات المتحدة فما زال ضعيفًا على مستوى الصحافة ووسائل الإعلام الأمريكية والمنظمات السياسية، وتستغلّ الجالية اليهودية نفوذها إلى أقصى حدّ ممكن، إذ لدى هذه الجالية مجموعة كبيرة من المنظمات السياسية أبرزها لجنة الشؤون العامة الأمريكية–الإسرائيلية (إيباك)، التى تتفاعل مع الكونجرس والبيت الأبيض والمؤسّسات الحكومية الأخرى فى محاولة للتأثير فى عملية صنع القرار، ولذلك تؤثر نتائج الانتخابات الأمريكية دائمًا فى منطقة الشرق الأوسط والعالم العربى، وللحديث بقية إن شاء الله.
دكتور جامعى وكاتب مصرى
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الطريق إلى البيت الأبيض د أحمد محمد خليل هيمنة الولايات المتحدة الشرق الأوسط الولايات المتحدة توزيع التعداد الإسرائيلية إيباك الولایات المتحدة جو بایدن
إقرأ أيضاً:
ترامب: لا أمزح بشأن السعي إلى ولاية ثالثة في البيت الأبيض
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه لا يمزح بشأن السعي لشغل فترة ولاية ثالثة، في أوضح إشارة على أنه يفكر في سبل لتجاوز حاجز دستوري يمنعه من الاستمرار في قيادة البلاد بعد انتهاء فترة ولايته الثانية في أوائل عام 2029.
وأوضح ترامب في مقابلة جرت عبر الهاتف مع شبكة "إن بي سي": "هناك طرق يمكن من خلالها فعل ذلك، لكن من المبكر للغاية التفكير في ذلك".
أخبار متعلقة مصرع شخص.. تحطم طائرة لاصطدامها بمنزل في مينيابوليس الأمريكيةوفاة أكثر من 300 شخص من جراء تفشي وباء الكوليرا في أنغولاوينص التعديل الـ 22، الذي أضيف إلى الدستور الأمريكي عام 1951 بعد انتخاب الرئيس فرانكلين د. روزفلت 4 فترات متتالية، على أنه "لا يجوز انتخاب أي شخص لمنصب الرئيس أكثر من مرتين".شك قانونييشار إلى أن أي محاولة للبقاء في المنصب ستكون موضع شك قانوني ومن غير الواضح مدى جدية ترامب في السعي لتحقيق هذا الهدف.
ومع ذلك، فإن هذه التصريحات تعد تعبيرًا غير عادي عن الرغبة في الحفاظ على السلطة من قبل رئيس انتهك التقاليد الديمقراطية قبل 4 سنوات عندما حاول عكس الانتخابات التي خسرها أمام الديمقراطي جو بايدن.
وقالت النائبة الديمقراطية من نيويورك دانييل جولدمان، التي عملت مستشارًا رئيسيًا في محاكمة ترامب الأولى:"هذه خطوة تصعيدية أخرى في جهوده الواضحة للاستيلاء على الحكومة وتدمير ديمقراطيتنا".
وأضافت: "إذا كان الجمهوريون في الكونجرس يؤمنون بالدستور، يجب عليهم أن يصرحوا علنًا بمعارضتهم لطموحات ترامب في فترة ثالثة".حجج قانونية ذات مصداقيةودعا ستيف بانون، الاستراتيجي السابق لترامب والذي يدير بودكاست "غرفة الحرب" اليميني، الرئيس إلى الترشح مرة أخرى خلال خطاب في مؤتمر العمل السياسي المحافظ الشهر الماضي.
وقال: "نريد ترامب في 2028".
وقال جيريمي بول، أستاذ القانون الدستوري في جامعة نورث إيسترن في بوسطن: "لا توجد حجج قانونية ذات مصداقية تجيز له الترشح لفترة ثالثة".ترامب يحب العملوردا على سؤال لكريستن ويلكر الصحفية في شبكة "إن بي سي" بشأن ما إذا كانت إحدى الطرق المحتملة للحصول على ولاية ثالثة هي أن يترشح نائب الرئيس جيه دي فانس للرئاسة ثم "ينقل له الشعلة" لاحقًا، قال ترامب: "هذه واحدة، لكن هناك أيضًا خيارات أخرى".
وردا على سؤالها: "هل يمكنك إخباري بطريقة أخرى؟" فأجاب ترامب "لا".
وعما إذا كان يرغب في الاستمرار في تولي "أصعب وظيفة في البلاد" وهو في سن 82 عند نهاية ولايته الثانية، قال الرئيس: "حسنا، إنني أحب العمل".
وأشار ترامب إلى أن الأمريكيين قد يوافقون على توليه ولاية ثالثة بسبب شعبيته.