بوابة الوفد:
2024-11-08@17:41:16 GMT

تنظيف السلم من أعلى

تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT

طول فترة بقائى فى المنزل هذه الأيام جعلنى ألاحظ أشياء لم تكن من اهتماماتى فى السابق، مثلا شاهدت المرأة التى تساعدنا فى تنظيف المنزل كل أسبوع تقوم بكنس السلم من فوق لتحت، لم تأخذ منها عملية الكنس وقتًا طويلاً، وتطرق الجرس لنشاهد عمايل إيديها ودرجة النظافة، وابتسامة طيبة تقول: أهه بيبرق -وتقصد السلم- بعد استخدام المنظفات والمياه والفرشاة، تدخلت فى عملها وطلبت منها أن تجرب كنس السلم من تحت لفوق، لم تفهم المرأة قصدى، ونفذت طلبى لاعتقادها أنه الأفضل رغم حيرتها المؤقتة التى لاحظتها عليها.


بدأت المرأة عملية الكنس من أسفل لأعلى، الوقت طال، واختلطت رغمًا عنها أدوات النظافة، التراب دخل على المياه على المنظفات، طلبت العديد من أكياس البلاستيك لجمع التراب، نترك سلمة، وتصعد أخرى، وتنظر خلفها تجد أن السلالم التى اعتقدت أنها نظفتها مازالت فى حاجة إلى نظافة، وعندما أصابها اليأس من الوصول إلى درجة النظافة المطلوبة، حتى دون أن تصل إلى قمة السلم من فوق، رمت الخيشة من يدها، وضربت الباب بقدمها، وقالت الله الغنى أنا لن أعود إليكم!!
المرأة لم تفهم أن الموضوع بالنسبة لى ليس مجرد نظافة سلم أو كنسه، كنت أريد مشاهدة بيانا عمليا على محاربة الفساد بكنسه من أعلى كما نكنس السلم حتى نقضى على الفساد تمامًا كما نقضى على القاذورات لنحصل على درجة نظافة عالية تخيلت أن السلم مؤسسة تعج بالفساد ونريد تطهيرها فعندما نبدأ بالطريقة الصحيحة للكنس فلابد أن نبدأ بأول سلمة أو أول درجة حتى نصل إلى أسفل درجة أو بداية السلم، هذه الطريقة هى المثلى للتطهير، ولكن إذا كنسنا السلم من تحت لفوق، لن نصل إلى قمة الفساد ونزهق، ونرمى الخيشة كما رمتها المرأة، ونترك الفساد يتراكم من جديد كما يتراكم على السلم المكنوس من أسفل لأعلى.
فى حياتنا سلالم كثيرة كانت تحتاج إلى نسف وليس "كنس" فقط لأن الفساد عشش داخلها وبلغ الحلقوم ولم يتوقف عند الركب، السلالم السفلى لابد أن تظل آخر ما تلمسها المقشة وبعدها يتم الإعلان عن نظافة السلم بالكامل الذى نتعامل معه من فوق.
تطبيق نظرية كنس السلم من أعلى هو أفضل طريقة للقضاء على الفساد واصطياد الحيتان والكبار الذين التهموا الكعك كله، ويريدون السيطرة على الفرص التى يعيش عليها الغلابة.
الفساد لا يقل خطرًا عن الإرهاب لأن كليهما يؤدى إلى هدم الدول وإفقار شعبها والقضاء عليه، أحيانًا نحارب الفساد على طريقة كبش الفداء ويستمر الفساد ويزداد استفحالا، آخر تعامل مع الفساد حدث فى طريقة معالجة سقوط كرة القدم المصرية أو انهيارها لا فرق، بسبب فساد المنظومة الرياضية بالكامل والتى كانت تحتاج إلى قرار جريء لاستبعادها، وانشاء منظومة جديدة نظيفة اليد وسليمة العقل فى كل مشتقات كرة القدم بما فيها الإعلام الرياضى، نسف المنظومة الرياضية وانشاء منظومة جديدة على أسس علمية خالية من الفهلوة والأرزقية وأنصاف الموهوبين والجهلاء بالرياضة هو السلم الذى نصعد عليه للوصول للقمة، لكن ما حدث هو التعامل مع العار الكروى الذى تحول إلى عك فى عك عن طريق كبش الفداء الذى تم اختزاله فى المدير الفنى للمنتخب الوطنى إيهاب جلال رغم أنه لم يتسلم المنتخب إلا قبل عشرة أيام من إقالته صحيح أنه فى هذه الفترة القصيرة فاز فى مباراة بعد أداء هزيل وهزم فى الثانية فى مباراة رسمية والثالثة فى مباراة ودية لكنها ليست كافية للحكم عليه لأن المنظومة فاشلة قبل توليه المسئولية وأن منتخبنا خرج من تصفيات كأس العالم ومن نهائى الأمم الافريقية على يد منتخب السنغال ولم يكن جلال مديرًا فنيًا للمنتخب فى المباراتين وتم الاستغناء عن المدير الفنى كيروش وجاء جلال، تقريبًا الإقالة والتعيين تمّا بدون دراسة وجيء بهما لإرضاء الجماهير حتى يستمر اتحاد كرة القدم فى مكانه وكان الأولى أن يتقدم أعضاء الاتحاد باستقالتهم ليتم بناء منظومة على مية بيضا.
سلم المنظومة الرياضية مازالت تفوح منه روائح كريهة رغم المنظفات التى تم دلقها على سلالمه السفلى مع تجاهل السلالم الأعلى، الحال ليس فى الرياضة فقط ولكن هناك فاسدين آخرين أينعت رقابهم وحان قطافها، يخرجون ألسنتهم من السلالم اللى فوق، هذا لا يعنى أن هناك فسدة كبارا فى السجون وخارج المنظومة مطلوب أن تستمر عملية التنظيف لإعادة حقوق الدولة وحقوق المجتمع و يجب ألا نزهق  ونرمى الخيشة!!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن محمود غلاب الإعلام الرياضي السلم من

إقرأ أيضاً:

«هاريس - ترامب» رهان خاسر وسبات عميق

أتابع عبر الشاشات ومنصات التواصل الاجتماعى نظرة تفائل هنا وتشاؤم هناك حول المرشحين فى الانتخابات الأمريكية للرئاسة التى بدأت صباح اليوم الثلاثاء، أتابع وأنا أضحك وجود معسكرين فى المنطقة العربية، الأول ينحاز لترامب والثانى لهاريس، كلا المعسكرين يبنى آمال عريضة على مرشحه وكأننا نحمل الجنسية الأمريكية، صحيح أن الولايات المتحدة هى وحدها التى تضع سياسة العالم وهى الدولة الكبرى الوحيدة فى العالم التى لا ينافسها أحد، لكن مسألة المبالغة فى التفاؤل تجاه أحد المرشحين هو أمر مثير للدهشة منا كعرب، لأن هاريس وترامب وجهين لعملة واحدة، بالنسبة لبعض الدول العربية هناك وجه منهم مريح إلى حد ما فى بعض الأمور، لكن بالنسبة للقضايا الرئيسية التى تشغل العرب مثل القضية الفلسطينية أو اعتداءات الكيان الصهيونى على بعض الأشقاء فتلك السياسات لن تتغير، سيبقى الأسطول الأمريكى فى البحر المتوسط لحماية الكيان الصهيونى، وسيظل «الفيتو» الأمريكى موجود لتعطيل وتعديل أى قرار ضد الكيان الصهيونى، وستظل المساعدات العسكرية والمالية تصل إلى تل أبيب فى الميعاد الذى تطلبه حكومة الكيان.

أمريكا طوال تاريخها، وهناك فتى واحد مدلل بالنسبة لها فى منطقة الشرق الأوسط، هذا الفتى هو الشرير الذى يحرق ويقتل ويرفع راية البلطجة على الجميع.

خلال عام قام هذا البلطجى «مصاص الدماء» بقتل أبناء فلسطين حتى وصل عدد الشهداء إلى ما يقرب من خمسين ألف، وتجاوز عدد المصابين المائة ألف بين طفل وسيدة وكبار سن، دمر هذا الطفل المدلل ما يقرب من ٧٠% من غزة وحولها إلى تلال من المبانى المنهارة، أصبحت غزة بقايا مدينة، لم تعد بها أسرة واحدة مكتملة البناء «الأبناء الأب الأم»، أحدهم أو كلهم شهداء، وهناك أسر كاملة استشهدت، لم يعد لها من يحمل اسمها، نعم أسر كاملة أبيدت برعاية أمريكية، وبسلاح ومساندة ودعم أمريكى.

لذلك لا أعلم كيف وبأى وجه أجد بعض العرب يبنون آمال عريضة على نجاح مرشح أمريكى بعينه أو أجد متشائم من وصول الآخر لسدة الحكم، كلاهما مر.

أمريكا هى التى ترعى دولة الكيان وحريصة على بقائها، وبقاء هذه الدولة المحتلة مرهون ببقاء أمريكا، ونحن العرب ستظل أمريكا بالنسبة لنا هى الكابوس الذى يطاردنا فى الليل والنهار.

سياستها تجاهنا قائمة على مصلحتها، ومصلحة الكيان الصهيونى الذى يحركها كما ومتى يشاء، الموضوع بينهما تخطى مرحلة المصالح إلى مرحلة الحياة والموت، إسرائيل تعتبر أمريكا قلبها النابض، الذى يمد جسدها بالدم المحمل بالاكسجين، وأمريكا تعتبر إسرائيل الابن المدلل.

و بالنسبة لنا كعرب أمريكا هى سفينة النفايات التى تحمل لنا السموم والميكروبات بكافة اشكالها.

أمريكا ليست للعرب فقط مركز السموم، و وكر الأفاعى، لكنها تمثل نفس الأمر لدول كثيرة حول العالم تضررت منها وذاقت من شرورها الكثير.

الغريب فى الأمر والشيء العجيب أن كل الأقطار العربية تعى تماما حجم العلاقة بين الكيان الصهيونى وأمريكا، ورغم ذلك مازلنا نبحث عن الأمان عندها، تريدون أن تعوا قيمة الكيان الصهيونى لدى أمريكا؟، اقرأوا هذا الرقم الذى يوضح حجم العلاقة بينهما،

منذ تأسيس إسرائيل فى عام 1948 حتى عام 2022 تلقت 158 مليار دولار مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة، مما يجعلها أكبر متلق فى التاريخ.

فى النهاية نجحت هاريس أم سقطت، نجح ترامب أم سقط كلاهما مر، فلا تشغلوا حالكم بمن هو الرئيس القادم، الكل ينفذ أجندة واحدة تم وضعها منذ سنوات طويلة ولم ولن تتغير.

تلك الحرب الدائرة فى كل بقاع الأرض أمريكا هى كلمة السر فيها، فلا تسرفوا فى التفاؤل تجاه أحد المرشحين كلاهما مر، كلاهما لا يهمه سوى مصلحته ومصلحة الكيان الصهيونى.

فلا تصدقوا التعهد الذى قطعته نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس، بأنها ستسعى لإنهاء الحرب فى قطاع غزة فى حال فوزها بالانتخابات الرئاسية، معتبرة أن قتل الفلسطينيين الأبرياء فى القطاع وصل إلى مستوى غير معقول، ولا تصدقوا ترامب عندما يقول نفس المفردات، خاصة أن أمريكا لن تسمح بحل الدولتين مهما حدث.

على العرب يستيقظوا من السبات العميق الذى هم عليه، علينا كعرب البحث عن طرق أخرى للتعامل مع هذا الكيان «الأمريكى - الصهيونى».

 

مقالات مشابهة

  • قرية البصيرة بالعامرية بلا خدمات
  • «ملكات» أشباه الرجال!؟ لو أحبتك «٢»
  • ملتقى المرأة بالجامع الأزهر: العفة خلق إسلامي يحمي المجتمع من الفساد
  • ملتقى المرأة بالجامع الأزهر: العفة خلق إسلامي يحافظ على المجتمع ويحميه من الفساد
  • غزة لن ترفع الراية البيضاء
  • عودة «ترامب» للبيت الأبيض
  • عادل حمودة يكتب: مفاجأة العدد 1000
  • «هاريس - ترامب» رهان خاسر وسبات عميق
  • الرئيسة هاريس!!
  • ضريبة النجاح القاسية