بوابة الوفد:
2024-06-29@15:01:48 GMT

تنظيف السلم من أعلى

تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT

طول فترة بقائى فى المنزل هذه الأيام جعلنى ألاحظ أشياء لم تكن من اهتماماتى فى السابق، مثلا شاهدت المرأة التى تساعدنا فى تنظيف المنزل كل أسبوع تقوم بكنس السلم من فوق لتحت، لم تأخذ منها عملية الكنس وقتًا طويلاً، وتطرق الجرس لنشاهد عمايل إيديها ودرجة النظافة، وابتسامة طيبة تقول: أهه بيبرق -وتقصد السلم- بعد استخدام المنظفات والمياه والفرشاة، تدخلت فى عملها وطلبت منها أن تجرب كنس السلم من تحت لفوق، لم تفهم المرأة قصدى، ونفذت طلبى لاعتقادها أنه الأفضل رغم حيرتها المؤقتة التى لاحظتها عليها.


بدأت المرأة عملية الكنس من أسفل لأعلى، الوقت طال، واختلطت رغمًا عنها أدوات النظافة، التراب دخل على المياه على المنظفات، طلبت العديد من أكياس البلاستيك لجمع التراب، نترك سلمة، وتصعد أخرى، وتنظر خلفها تجد أن السلالم التى اعتقدت أنها نظفتها مازالت فى حاجة إلى نظافة، وعندما أصابها اليأس من الوصول إلى درجة النظافة المطلوبة، حتى دون أن تصل إلى قمة السلم من فوق، رمت الخيشة من يدها، وضربت الباب بقدمها، وقالت الله الغنى أنا لن أعود إليكم!!
المرأة لم تفهم أن الموضوع بالنسبة لى ليس مجرد نظافة سلم أو كنسه، كنت أريد مشاهدة بيانا عمليا على محاربة الفساد بكنسه من أعلى كما نكنس السلم حتى نقضى على الفساد تمامًا كما نقضى على القاذورات لنحصل على درجة نظافة عالية تخيلت أن السلم مؤسسة تعج بالفساد ونريد تطهيرها فعندما نبدأ بالطريقة الصحيحة للكنس فلابد أن نبدأ بأول سلمة أو أول درجة حتى نصل إلى أسفل درجة أو بداية السلم، هذه الطريقة هى المثلى للتطهير، ولكن إذا كنسنا السلم من تحت لفوق، لن نصل إلى قمة الفساد ونزهق، ونرمى الخيشة كما رمتها المرأة، ونترك الفساد يتراكم من جديد كما يتراكم على السلم المكنوس من أسفل لأعلى.
فى حياتنا سلالم كثيرة كانت تحتاج إلى نسف وليس "كنس" فقط لأن الفساد عشش داخلها وبلغ الحلقوم ولم يتوقف عند الركب، السلالم السفلى لابد أن تظل آخر ما تلمسها المقشة وبعدها يتم الإعلان عن نظافة السلم بالكامل الذى نتعامل معه من فوق.
تطبيق نظرية كنس السلم من أعلى هو أفضل طريقة للقضاء على الفساد واصطياد الحيتان والكبار الذين التهموا الكعك كله، ويريدون السيطرة على الفرص التى يعيش عليها الغلابة.
الفساد لا يقل خطرًا عن الإرهاب لأن كليهما يؤدى إلى هدم الدول وإفقار شعبها والقضاء عليه، أحيانًا نحارب الفساد على طريقة كبش الفداء ويستمر الفساد ويزداد استفحالا، آخر تعامل مع الفساد حدث فى طريقة معالجة سقوط كرة القدم المصرية أو انهيارها لا فرق، بسبب فساد المنظومة الرياضية بالكامل والتى كانت تحتاج إلى قرار جريء لاستبعادها، وانشاء منظومة جديدة نظيفة اليد وسليمة العقل فى كل مشتقات كرة القدم بما فيها الإعلام الرياضى، نسف المنظومة الرياضية وانشاء منظومة جديدة على أسس علمية خالية من الفهلوة والأرزقية وأنصاف الموهوبين والجهلاء بالرياضة هو السلم الذى نصعد عليه للوصول للقمة، لكن ما حدث هو التعامل مع العار الكروى الذى تحول إلى عك فى عك عن طريق كبش الفداء الذى تم اختزاله فى المدير الفنى للمنتخب الوطنى إيهاب جلال رغم أنه لم يتسلم المنتخب إلا قبل عشرة أيام من إقالته صحيح أنه فى هذه الفترة القصيرة فاز فى مباراة بعد أداء هزيل وهزم فى الثانية فى مباراة رسمية والثالثة فى مباراة ودية لكنها ليست كافية للحكم عليه لأن المنظومة فاشلة قبل توليه المسئولية وأن منتخبنا خرج من تصفيات كأس العالم ومن نهائى الأمم الافريقية على يد منتخب السنغال ولم يكن جلال مديرًا فنيًا للمنتخب فى المباراتين وتم الاستغناء عن المدير الفنى كيروش وجاء جلال، تقريبًا الإقالة والتعيين تمّا بدون دراسة وجيء بهما لإرضاء الجماهير حتى يستمر اتحاد كرة القدم فى مكانه وكان الأولى أن يتقدم أعضاء الاتحاد باستقالتهم ليتم بناء منظومة على مية بيضا.
سلم المنظومة الرياضية مازالت تفوح منه روائح كريهة رغم المنظفات التى تم دلقها على سلالمه السفلى مع تجاهل السلالم الأعلى، الحال ليس فى الرياضة فقط ولكن هناك فاسدين آخرين أينعت رقابهم وحان قطافها، يخرجون ألسنتهم من السلالم اللى فوق، هذا لا يعنى أن هناك فسدة كبارا فى السجون وخارج المنظومة مطلوب أن تستمر عملية التنظيف لإعادة حقوق الدولة وحقوق المجتمع و يجب ألا نزهق  ونرمى الخيشة!!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن محمود غلاب الإعلام الرياضي السلم من

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعى الخطر القادم لتدمير «البشرية»

يعتمد مصير البشرية على أفعال آلة المستقبل فائقة الذكاء، كارثة خطيرة تهدد الإنسان البشرى بالانقراض. 
وقوع كارثة وجودية بسبب الذكاء الاصطناعى على نطاق واسع، ويتوقف جزئيًا على السيناريوهات المختلفة للتقدم المستقبلى فى علوم الكمبيوتر وإلى اين يذهب بنا ذلك الاختراع والإبداع الذى فى الأصل من صنع البشر؟! والذى قد يؤدى مستقبلا إلى صعوبة التحكم فيه وكبح الانفلات الذى سوف ينتهى بنا إلى دوامات من غموض أخطار التكنولوجيا الجامحة. 
يثير اشمئزازى وشيئا من القلق والغموض حول مصير العالم بعد عشر سنوات، وكثيرا من الشفقة، أيضا الترويج والتسويق غير المشروط فى سياقنا لحالة «الذكاء الاصطناعى» المنفجرة حديثا فى تطبيقاتها المختلفة والمتعددة التى تجاوزت حدود «الاندرويد»، ذلك الانفجار الذى بلغ أعلى مستوياته فى السنوات القليلة الماضية، والذى أطلَق العنان لشركات المعلوماتية والذكاء الاصطناعى للتسابق الرهيب لاقتطاع مساحات واسعة من العقل البشرى، وأفسح للذكاء المتسلح اصطناعيا أن يعفى العقل البشرى ويحيله إلى التقاعد المبكر... يبدو أننا نقف على أعتاب استسلام العقل الإنسانى البشرى للعقل الاصطناعى، وأننا قريبون جداً من الجولة الأخيرة نرفع فيها الراية البيضاء نُسلم فيها لمنظومات الذكاء الاصطناعى وخوارزمياته لقيادة كل شىء فى حياتنا بخاصة العلمية والفكرية: من تحرير الرسائل، وكتابة البحوث، وتدوين المقالات، بل وإنتاج الموسوعات بطريقة اصطناعية مصطنعة مثلما يدعى الباحثون فى هذا المجال والإنجاز العبقرى فى تاريخ المعرفة الإنسانية، ولا يعلم هؤلاء مخترعو الشيطان الآلى، الذى سوف يقيد المخلوق البشرى ليخضع للأوامر  أنه آلة صماء لا تعترف بالمشاعر ولا القيم ولا حتى الإنسانية. 
إنها صرخة لكل المهتمين بهذا «الاصطناعى» أن يعوا تماما سلبيات هذه الاختراعات أكثر من ايجابياتها، ولأن طبيعة البشر الممنوع عندهم دائما مرغوب، خاصة وأن هذه الاختراعات التكنولوجية تفتح أبواب جهنم بكل بساطة ودون عناء، نحو الانحراف وبأوسع أبوابه، وأنا بالمناسبة أقدم شكرى وامتنانى، مسبقا، لكل من سيقدم لى دروس دعم مجانية فى فوائد الذكاء الاصطناعى وعددا من إيجابياته التى أُقر بها، لكننى أذكره أننى أعرف جيدا الفرق بين «زيت زيتون طبيعى شهى»، وبين «زيت نباتى اصطناعى»، وأدعوه إلى مشاهدة المنظومة التسويقية منذ منتصف القرن الماضى كيف عدلتْ سلوك الإنسان فى مأكله ومشربه، ونحن نرى اليوم كيف بات البشر، بعد نصف قرن، اعتادوا على الأكلات السريعة وأيضا المعلبات فى مأكلهم ومشربهم. عادات أخرى سيئة، أصابت جسم الإنسان بالأمراض المزمنة والسمنة، والسكر َوغيرها من الأمراض التى تدعو للموت البطىء، يصعب التخلص مما أدمنوا عليه من مأكولات ومشروبات سريعة غير صحية ولا آمنة، وإننى لا أعرف هل تنقية المعِدة بعد أن أدمنت المأكولات المصطنعة من السموم أسهل! أم تصفية العقل من الشوائب الصناعية والكسل الفكرى أيسر! أم أننا سنضطر فى المستقبل القريب لحصص من العلاج الكيمياوى لاستئصال معنوى وذهنى للخلايا الفكرية العصبية السرطانية من عقولنا لفرط إدمان الذكاء الاصطناعى.
الضجَّة حول الذكاء الاصطناعى أو الطفرة التكنولوجية، والروبوتات، والسيارات ذاتيَّة القيادة، وما إلى ذلك، هدفها الأول والأخير وضع حد للأخطاء البشرية، وتوفير الوقت والجهد والحد من المخاطر، والأهم من ذلك أن الذكاء الاصطناعى لا يعترف بالعواطف تماما، فالذكاء الاصطناعى قادر على اتِّخاذ القرارات فى كل خطوة بسهولة من خلال المعلومات والبيانات التى تمّ جمعها مُسبقًا والّتى يتمّ تحليلها باستخدام مجموعة معيّنة من الخوارزميات. عندما يتم برمجة هذه الخوارزميّات بشكل صحيح، يمكن تقليل احتمالية الخطأ لنسبة تصل إلى الصفر..لا شكّ أنّه ليس من الصعب إدراك أنّ تقنيّات الذكاء الاصطناعى قد توغّلت بشكلٍ كبير فى جميع مجالات الحياة. فكلّ منّا يتعامل مع الذكاء الاصطناعى بطريقةٍ أو بأخرى كل يوم تقريبا، ومنذ اللحظة التى تستيقظ فيها لتتفحّص هاتفك الذكى أو تتلقى إشعارًا بشأن الموعد الذى كنت قد حفظته فى تقويم الهاتف الخاص بك، شق الذكاء الاصطناعى طريقه سريعًا إلى حياتنا اليوميّة.


سكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية ورئيس لجنة المرأة بالقليوبية.
‏magda [email protected]
 

مقالات مشابهة

  • دورنا فى مواجهة التطرف وأشكاله
  • أبعد من مسألة «تتلظى»
  • صراحة رئيس الوزراء
  • رسالة مفتوحة الى مرتضى الغالى، رشا عوض وفائز سلك ومن لف لفهم
  • حلم شاب.. والحكومة الرشيدة (٣)
  • مركز شباب المراشدة
  • الذكاء الاصطناعى الخطر القادم لتدمير «البشرية»
  • نهاية نتنياهو
  • نصر إسرائيل الزائف!
  • الزمالك يكشف الفساد فى الكرة المصرية