كنيسة مصرية تحاكم قسا بعد مشاركته في ذبح أضحية العيد
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
القاهرة- بينما كان المسلمون في مصر منشغلين بالاحتفال بعيد الأضحى المبارك، كان القس دوماديوس إبراهيم حبيب المعروف باسم "دوماديوس الراهب" قد انضم إلى مبادرة مع الكنيسة الأسقفية بالجيزة لذبح الأضحية وتوزيعها على فقراء المسلمين.
وأُضيف تصرفه هذا إلى سلسلة من التصرفات السابقة التي أثارت حفيظة الكثير من الأقباط.
كما ظهر في فعالية سابقة يعلق زينة رمضان مع جيرانه المسلمين رافعا شعار "الوحدة الوطنية" إلى جانب زيارته مسجد أحمد البدوي في محافظة الغربية وقد انتهى به الأمر للتحقيق معه، وفق بيان رسمي صادر عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
تحقيقوفي بيان أصدرته الخميس الماضي، قالت الكنيسة إن كل ما صدر عن حبيب "من تصرفات مثيرة للجدل لا يمثل سوى شخصه" وإنها غير مسؤولة عنها.
وأضافت أن هذا القس "أثار أزمات كثيرة عبر سنوات في كل كنيسة خدم فيها، وتنقل بسبب مشكلاته بين عدة كنائس، فضلا عن صدور تصرفات منه تثير الجدل في الشارع وعلى وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي".
ووفق البيان ذاته "حاولت الكنيسة طوال سنوات حل مشكلات دوماديوس ومعالجة أخطائه، حرصا على سلامه وخلاصه، وتم نصحه كثيرا ومُنِح فرصا عديدة".
وتم التحقيق مع حبيب في أغسطس/آب 2023، وصدر قرار بإيقافه عن العمل الكهنوتي "لم يلتزم به، بل تمادى مؤخرا في تصرفاته المثيرة للجدل".
إيقاف ومنعوقال البيان ذاته إن تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أصدر قرارا بتشكيل لجنة من 3 أعضاء من أحبار الكنيسة وبعض الآباء الكهنة للتحقيق مع حبيب.
وتم استدعاء القس، الأربعاء الماضي، للمثول أمام اللجنة، حيث تم الاستماع إليه ومناقشته في تصرفاته، وفي أسباب عدم التزامه بقرار البابا بإيقافه عن الخدمة الكهنوتية، كما يضيف البيان.
وأشار بيان الكنيسة إلى أن لجنة التحقيق انتهت إلى استمرار إيقاف حبيب عن الخدمة الكهنوتية، ومنعه من التعامل بشكل كامل مع وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي بكافة صورها.
كما انتهت إلى "قضائه فترة خلوة روحية في أحد الأديرة القبطية لمنحه فرصة لمراجعة نفسه وتصرفاته" على أن يستمر العمل بما سبق لمدة عام، مع متابعة مدى التزامه به خلال هذه المدة، وفي حالة خرقه أي بند من البنود الثلاثة السابقة، يعرّض نفسه "للتجريد من رتبته الكهنوتية".
خضوع تامبدوره، أعلن القس حبيب خضوعه التام للكنيسة والبابا، معلنا انقطاع صلته بأي أخبار أو مواقع أو وسائل للتواصل إلا من خلال صفحته الشخصية على فيسبوك، مؤكدا أنه طلب لقاء البابا -مرارا- ولم تتح له الفرصة لذلك.
وتشير المعلومات إلى أن حبيب كان يخدم في أبرشية الفيوم وتم إيقافه على خلفية خلاف مع المطران الأنبا إبرام، ومن ثم انتقل للخدمة بإحدى كنائس القاهرة التي أثار فيها بعض المشكلات أيضا، مما استدعى إيقافه مرة ثانية.
وأكد حبيب أن الكنيسة "كانت تنوي تجريده من رتبته الدينية تماما بعد هاتين المشكلتين" إلا أن ظهوره المتكرر في وسائل الإعلام بمناسبات وفعاليات الوحدة الوطنية قد أجّل هذا القرار "حتى لا تُفهم الكنيسة خطأ وكأنها تعاقبه لأنه يشارك المسلمين مناسباتهم وأعيادهم".
ويرى بعض المتابعين للشأن القبطي في مصر أن تصرفات القس حبيب قد تندرج ضمن مناخ المجاملات الشعبية المعتادة بهذه المناسبات، في حين يرفضها البعض ويعدّها مسا بالحدود الدينية والعقائدية بين الأديان.
ولعل استحضار مفهوم التدين الشعبي يستدعي نمطا آخر من القساوسة الأرثوذكس، فالقس مكاري يونان الكاهن الراحل بالكنيسة المرقسية بالأزبكية كان أحد تلك النماذج التي تستجلب شرائح من المسلمين والأقباط "طالبين الشفاء مما يسمى بالمس أو السحر أو -بالمصطلح المسيحي- طرد الشياطين" مما أثار ردود فعل متباينة حول تلك الممارسات.
من ناحيته، دافع القس حبيب عن نفسه مؤكدا التزامه بعقائد الكنيسة القبطية وطقوسها طوال فترة خدمته، مشيرا إلى أن المشاركة في الأضاحي أفعال محبة ليس لها أي أهداف عقائدية "لأن توزيعها ليس ذبيحة دينية بالمفهوم المسيحي، بل هي دعم للفقراء".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
صديق الجميع
عائض الأحمد
كيف لهذا الرجل؟ ومن أين له أن يأتي بهذه القوة والصبر، ثم يحكم على نفسه بأنه "صديق الجميع"؟ كيف له أن يجمع متناقضات هذه الشخصيات ويطويها تحت جناحيه ثم يحلق بها ويخلق لنفسه ولمن حوله مساحة للحديث والتساؤل؟
أي قُدرة جعلته يتلون ويستوعب حربهم وسلامهم صراخهم إنصاتهم، وتقلبات أجوائهم وسخرية أعمالهم وفوضوية أحوالهم؟ كيف له أن يبث شكواه وينعى حاله؟
أي ذنب اقترفتُ ومن أنا لأحملُ عذبات من ينفر منهم الجن قبل الإنس؟ ومن أين لى بصبر أُداوي نفس مرهقة أعياها لقاؤهم سنوات مليئة بالتوجس والخوف تعلوها ابتسامة لم تكن لي منها إلا تلك الصور الجامدة الموغلة في النفاق الاجتماعي الموسومة بالقدرة على محو التفاصيل وجمع أجزائها المفقودة في "برواز" يُضفي عليها شرعية المخالفين ومصافحة الأعداء في حدائق قصور الأغنياء، ممسكون أيدي بعضهم بعضا دون أن تبرد أطرافهم أو ترف أجفانهم، مخافة أفعالهم وسوء نواياهم.
لدي إيمان كامل بأن الحياة تعطي لنا الكثر وتأخذ منا أكثر، وكثيرها يُنتزع فلا تعتقد أنه سيأتيك خاضعا صاغرا يمشي على قدميه، وأخلاقياتك هي التي تحدد أي طريق تسلكه.
صديق الجميع، أنت مختلف ليس لأنك صديق لكل هؤلاء؛ بل لأنك لون وفرشة ووعاء ومصب تجري فيه كل هذه الشوائب، وأعتقد جازما أن الوقت لن يسعفك ليصفو ماعلق بهم، فاشرب ودع مُر الشكوى، فقد كان خيارك.
ومن لديه قدرة جمع كل هؤلاء، حتمًا سيخسر نفسه لا محاله، حذاري أن تندب حظك يا صانع الشقاء، وتقبل يا صديق الجميع، أو ليس قدرك؟!
لها: ليس بعد هذا البرق والرعد إلّا المطر.
شيء من ذاته: لم تجعل لى من طريق إلى قلبها تقصيني ثم تحسب أنفاسي تلذذًا بطلب العفو وغفران الماضي.
نقد: يظن أنه الصورة المثالية المجتمعة، ويرى أنه القدوة، وكأن الغرف المظلمة أُغلقت وغاب أثرها.
رابط مختصر