لجريدة عمان:
2025-02-28@16:53:07 GMT

القطاع الصحي واللامركزية

تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT

يحظى التوجه الحكومي نحو تعزيز اللامركزية في محافظات سلطنة عُمان عموما باهتمام كبير من قبل مختلف شرائح المجتمع، لاسيما لامركزية تقديم الخدمات لأفراد المجتمع وإنجازها سريعا عبر الصلاحيات الممنوحة للمحافظات في اتخاذ بعض القرارات في منافذ تقديم الخدمات في مديريات المؤسسات الخدمية؛ فمثلا وزارة الإسكان والتخطيط العُمراني تخطو سريعا نحو إنجاز كثير من المعاملات إلكترونيا بدلا من تقديمها بالطرق التقليدية التي تتطلب وقتا طويلا؛ لكثرة المعاملات في قائمة الانتظار، ووزارة العمل عزّزت موقعها الإلكتروني بنوافذ جديدة لإنجاز معظم المعاملات التي كانت تتطلب الحضور إلى المديريات في المحافظات لإنجازها، وغيرها من المؤسسات الحكومية التي أطلقت تطبيقات إلكترونية تسهم في إنجاز المعاملات إلكترونيا حديثا تزامنا مع معرض كومكس لعام 2024م.

هذا التحول الرقمي لاقى ارتياحا مجتمعيا وفي وسائل الإعلام ووسائل الإعلام الحديثة؛ للتطور الملحوظ في تقديم الخدمات وإنجازها إلكترونيا، مما تكوّن لدى الرأي العام العُماني حالة من التفاؤل بإمكانية إنجاز المعاملات سريعا دون عناء مراجعة عدة جهات حكومية، مع الآمال أن تتحول جميع الخدمات إلكترونيا؛ لتسهيل إنجازها وتقليل الوقت والجهد المستغرق سابقا لتخليصها.

أما القطاع الصحي فيشهد حراكا تنمويا نشطا تمثّل في إسناد الأعمال الإنشائية لبعض المستشفيات الكبرى في المحافظات، وطرح مناقصات لإنشاء مستشفيات أخرى، إضافة إلى الجهود التي تبذلها إدارات المستشفيات في محافظة مسقط لتقليل فترة انتظار مواعيد العيادات التخصصية، وتجويد الخدمات الصحية والطبية للمرضى، وكذلك التعاون بين المؤسسات الصحية الخاصة والحكومية لتقليل فترة انتظار المواعيد، والاستعانة ببعض التخصصات الطبية في المؤسسات الصحية الخاصة؛ لمعالجة موضوع تأخر المواعيد.

ما يميّز القطاع الصحي أنه متجدد في تخصصاته ويتطور في تقديم خدماته، وكذلك يشهد تزايدا في عدد المؤسسات الصحية بجميع أنواعها في المحافظات التي تستوعب عددا كبيرا من الباحثين عن عمل من خريجي التخصصات الصحية والطبية باستمرار، مما يعد أحد القطاعات النشطة في استيعاب الباحثين عن عمل، إضافة إلى دوره الكبير والملحوظ في إحلال الكوادر البشرية العُمانية بالكوادر البشرية غير العُمانية.

قبل فترة وجيزة استبشرنا خيرا ببدء الأعمال الإنشائية لمستشفى النماء بمحافظة شمال الشرقية، ومستشفى سمائل بمحافظة الداخلية، وطرح مناقصة إنشاء مستشفى الفلاح بمحافظة جنوب الشرقية المتوقع إسناد الأعمال التشغيلية قريبا للبدء في إنشائه، إضافة إلى وصول نسب الأعمال الإنشائية للمستشفيات الأخرى في عدة محافظات إلى أكثر من 70% مثل مستشفيات محوت، ومسندم، وصلالة، جميع هذه المستشفيات بعد اكتمالها وبدء الأعمال التشغيلية ستسهم في توزّع الخدمات الصحية في المحافظات، وستعزز اللامركزية في تقديم خدمات القطاع الصحي، مما ستعالج موضوع تأخر مواعيد بعض الأشعات والعيادات التخصصية، وكذلك ستساعد على تقريب العاملين الصحيين من مناطق سكناهم، وستنشّط من الحركة التجارية والشرائية في المحافظات خاصة في المناطق المحيطة بالمستشفيات عبر توفير بعض الخدمات والسلع ذات الاحتياج لمرتادي المستشفيات والعاملين فيها، أيضا ستساعد في رفع إسهام المحافظات في الناتج المحلي الإجمالي، وفقا للتوجه بتعزيز اقتصاديات المحافظات، والترويج عن فرصها الاستثمارية والسياحية.

الحق أننا نعيش فترة تتميّز بتسريع وتيرة العمل الجاد والمخلص لأجل عُمان وقائدها ومن يعيش عليها، وتتميّز بالإنصات جيدا لما يناقش من مقترحات وملحوظات وحلول فاعلة لبعض التحديات التي تواجه أهالي المحافظات عبر تفعيل ممارسة الرصد والتحليل في غالبية دوائر التواصل والإعلام في المؤسسات الحكومية؛ لمعالجتها واستدامتها وتطويرها بحيث تتواءم مع المتغيرات وتنسجم مع تطلعات أفراد المجتمع عموما. يحق لنا أن نفخر بما يشهده القطاع الصحي من حراك تنموي واعد في مختلف مجالاته لاسيما البنى الأساسية التي ستشهد نقلة نوعية في مرافقها وقدرة القطاع على توفير جميع التخصصات الطبية والصحية، إلا أن ما نرجوه أن يحظى ملف العلاج في الخارج باهتمام وزارة الصحة والمدينة الطبية الجامعية والمدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية؛ لدراسة أسباب ثقة بعض المواطنين بالعلاج في الخارج عوضا عن العلاج في مستشفيات سلطنة عُمان؛ لتقليل التكاليف على المواطنين وعناء السفر إلى بعض الدول لتلقي العلاج وإجراء الفحوصات، رغم توفّرها بمستوى عال من الكفاءة وبكوادر بشرية مؤهلة ومدربة في أرقى الجامعات والمستشفيات العالمية، مع إمكانية توفير بعض التخصصات غير الموجودة في مستشفيات سلطنة عُمان عبر استقطاب الكفاءات الطبية عالميا بين فترة وأخرى لتقديم العلاجات في المستشفيات.

نأمل بعد اكتمال إنشاء المستشفيات في المحافظات ألا يضطر أهاليها للذهاب إلى محافظة مسقط لتلقي العلاج أو مراجعة بعض العيادات التخصصية؛ لتسهم في تعزيز اللامركزية في تقديم الخدمات الصحية، واستقرار أهالي المحافظات في مناطق سكناهم للاستفادة من الخدمات بدلا من عناء السفر وتكاليف الإقامة في محافظة مسقط.

ختاما،، كل الشكر والتقدير لجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- وللمخلصين من أبناء عُمان على جهودهم الكبيرة المقدّرة التي أثمرت عن بدء الأعمال الإنشائية لبعض المستشفيات الكبرى في المحافظات، آملين أن تنفذ وفق البرنامج الزمني المعد لذلك.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأعمال الإنشائیة تقدیم الخدمات القطاع الصحی فی المحافظات فی تقدیم

إقرأ أيضاً:

الإمارات تختتم مشروع ترميم الصرف الصحي في خان يونس

غزة (الاتحاد)
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها في تقديم المساعدات الإغاثية للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، في إطار عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية، التي أمر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لدعم الأشقاء الفلسطينيين.

أخبار ذات صلة الإمارات: صون حقوق الشعب الفلسطيني موقف ثابت «الأونروا»: الضفة الغربية تشهد امتداد الحرب في غزة

واختتمت بلدية خان يونس أعمال ترميم وإصلاح شبكات الصرف الصحي في مناطق متفرقة من خان يونس، بدعم من عملية «الفارس الشهم 3» لإعادة تأهيل البنية التحتية في جنوب القطاع، للحد من المخاطر البيئية والصحية التي تواجه السكان نتيجة تضرر الشبكات وخطوط الصرف الصحي في المدينة، وتعزيزاً لصمود العائدين إلى المدينة من مخيمات ومراكز النزوح.
وشمل المشروع إصلاح وتأهيل خطوط الصرف الصحي المتضررة، ما أسهم في تحسين النظام الصحي والحد من المخاطر البيئية التي كانت تهدد السكان، خاصة في المناطق الأكثر تضرراً. وثمن رئيس بلدية خان يونس، الدكتور علاء الدين البطة، الجهود الإماراتية الإغاثية والإنسانية.
وأعرب المواطنون عن شكرهم لدولة الإمارات العربية المتحدة على جهودها المستمرة ومشاريعها الهادفة إلى تخفيف المعاناة وتحسين سبل الحصول على الخدمات الصحية في قطاع غزة.
ويأتي المشروع في إطار اتفاقية تعاون بين عملية «الفارس الشهم 3» وبلدية خان يونس، بهدف تعزيز قدرة البلدية على تقديم الخدمات الأساسية، وضمان بيئة آمنة وصحية للسكان في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تشهدها المدينة وانهيار البنية التحتية وما ترتب من نتائج الحرب الكارثية على القطاع.
وضاعفت الإمارات جهودها منذ بداية الهدنة، حيث كثّفت عمليات الإغاثة الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها القطاع، وقد وصل بذلك عدد قوافل المساعدات التي دخلت القطاع ضمن عملية «الفارس الشهم 3» إلى 160 قافلة، بإجمالي مساعدات إنسانية بلغ نحو 31026 طناً، مما أسهم بشكل كبير في تخفيف الأوضاع الإنسانية، ورفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفاً، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم.
جدير بالذكر أن الإمارات أطلقت عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية، لتقديم الدعم الإنساني إلى الشعب الفلسطيني في غزة، في تجسيد لقيم التضامن والتآزر مع الشعب الفلسطيني الشقيق، والتي تستند إلى تاريخ طويل من العمل الإغاثي والإنساني، وللوقوف بجانبهم خلال الظروف الصعبة التي يواجهونها.

مقالات مشابهة

  • “غرفة مقدمي الرعاية الصحية” تطالب بمساواة المستشفيات بالمنشآت الصناعية في الضرائب
  • الرعاية الصحية: خطة لتطوير القطاع الصحي الخاص تحفيزا للاستثمار
  • غرفة الرعاية الصحية تُطالب بمساواة المستشفيات مع المنشآت الصناعية في الضرائب
  • «دومة» يلتقي مدير إدارة الخدمات الصحية في سبها
  • مشاهد صعبة للحالة الصحية التي خرج عليها أسرى غزة جراء التعذيب (شاهد)
  • محافظ أسيوط : تقديم أفضل الخدمات للطلاب لإعداد جيل قادر يحفاظ على الوطن
  • الإمارات تختتم مشروع ترميم الصرف الصحي في خان يونس
  • من حقك تختار حملة جديدة بمنظومة التأمين الصحي الشامل في السويس| إيه الحكاية؟
  • وزير الصحة: تحالف العدوان والحصار حرص على إفشال القطاع الصحي باليمن
  • الصحة تطلق دورة الإحالة الأولى بالرعاية الصحية في دمشق