عادل عسوم: رسالتان، إلى الشيوعيين واليسار
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
لست صاحب هذه الرسائل، انما قامتان سودانيان توشحا بالمجد وسيرة حياة تنفح بشذى الايجاب مارفرف علم هذا السودان فوق السارية.
أولهما شاعر وأديب انتقل إلى رحمة الله قبل سنوات قليلة، إنه القامة عبدالله شابو، بدأ حياته شيوعيا منذ الخمسينيات، وشارك في تأسيس جمعية أبادماك الأدبية، وكان من أصحاب مشروع الغابة والصحراء، ولُقّب بألقاب عديدة منها: العبقري، وعميد شعراء السودان، وأيقونة الشعر السوداني.
أحب الشعر العربي حبا ملك شغاف قلبه، وقد اعتاد القول في العديد من اللقاءات الصحفية بأن حب هذا الشعر العربي كان السبب في قتل الشاعر الإسباني الشهير لوركا الذي قال: “أنا ذاهب إلى مملكتي العربية الإسلامية في غرناطة”!.
وترك عبدالله موسى ابراهيم (عبدالله شابو) للناس من دواوين الشعر: (أغنية لإنسان القرن الحادي والعشرين)، و (حاطب الليل)، ثم (شجر الحب الطيب) ضمن مجموعته الشعرية “أزمنة الشاعر الثلاثة”، ثم (إنسان يحدث الناس).
وتسلّم العديد من المناصب خلال حياته، منها رئيس رابطة الكتاب السودانيين، ورئيس نادي الشعر السوداني في اليونسكو، وتم اختياره من قبل جائزة الطيب صالح شخصية العام في 2015 تقديراً لدوره الرائد في خارطة الإبداع السوداني باعتباره أحد أبرز رواد الجيل الثاني من قصيدة التفعيلة في السودان.
عبدالله شابو رحمه الله بكل هذا التميز والفوت والنضج ترك بعد خروجه وانعتاقه من عوالم اليسار رسالة سامية وصادقة قال فيها بالحرف: “أنا عبد الله شابو الشاعر فقط. دخلت اليسار وخرجت منه، والإنسان كلما كبر وازدادت معارفه نضج. هذا النضوج يجعله مراجعاً لمواقفه السابقة وأكثر انفتاحاً على الإنسانية. أما الأيديولوجيا، فقد يخاصمها أو يستمر فيها”.
رحمك الله.
أما القامة الثانية فهو رصيف له بدأ حياته أيضا شيوعيا، إنه السفير أحمد سليمان المحامي رحمه الله، الذي عنون مذكراته القيمة بعنوان تضمن رسالة عميقة المعنى والمدلول: (مذكرات شيوعي اهتدى)!.
رسالتان صدرتا من قامتين باذختين، الرسالة الأولى تسمي ترك الشيوعية (نضجا)، والأخرى تسمي ذات الترك والانعتاق بال(هداية)!
لعمري انهما رسالتان عميقتا المعنى والدلالة، انهما عبرة لمن يعتبر.
عادل عسوم
adilassoom@gmail.com
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يوجه ضربة حاسمة ضد ميليشيا الدعم شمال الفاشر
أكدت الفرقة الـ6 مشاة التابعة للجيش السوداني في الفاشر تنفيذ ضربة نوعية ناجحة شمال الفاشر، أسفرت عن تدمير منصة مدافع تابعة لـ"الميليشيا المتمردة" كانت تستهدف المدنيين داخل أحياء المدينة.
ووفق التصريحات التي نقلتها وسائل إعلام سودانية فتن القصف أسفر عن سقوط 47 ضحية وإصابة العشرات من المدنيين جراء قصف مدفعي مكثف من "الميليشيا" على المدينة.
ويشار إلي أن حدة المعارك بين الجيش السوداني وعناصر ميليشيا الدعم السريع المتمردة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان اشتدت، مما أدى لاستمرار عمليات النزوح من معسكري زمزم وأبوشوك للنازحين إلى مناطق الكورما و"طويلة" التي تحولت إلى أكبر مخيم يضم مئات الآلاف من النازحين، وذلك بحسب شبكة العربية.
وتقع مدينة طويلة على بعد نحو 65 كيلومتراً غربي مدينة الفاشر.
وقالت منسقة النازحين واللاجئين في دارفور اليوم الأحد إن ما يقارب 300 ألف نازح وصلوا إلى منطقة طويلة منذ بداية الشهر الحالي، فضلاً عن عمليات نزوح سابقة لم يتم حصرها، حيث يتجاوز العدد خمس مئة ألف نازح من المعسكرات حول الفاشر وحدها خلال الأسابيع الماضية.
كما أشار المتحدث باسم المنسقية آدم رُجال إلى أن هناك حالات نزوح أخرى من الفاشر ومعسكراتها نحو عدة مناطق من بينها فنقا وجبل مرة ونيرتتي.
ولفت إلى انعدام مقومات الحياة من المياه والطعام والخدمات الصحية، إضافة إلى انعدام المساعدات الإنسانية وتوقفها إلى شمال دارفور مع وجود نقص كبير في المساعدات التي تصل إلى المخيمات بولايتي وسط وجنوب دارفور حيث لا تكفي حاجة النازحين هناك.
وكانت الأمم المتحدة أعربت عن "مخاوفها بعد مقتل أكثر من 100 شخص، بينهم 20 طفلاً، في هجمات لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر "، وفق ما ورد من تقارير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وقال مكتب الأمم المتحدة (أوتشا) إن ميليشيا الدعم السريع شنّت "هجمات برية وجوية منسّقة" في وقت سابق من الشهر الجاري على الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين.