نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الاثنين، تقريرا عن جهود الحكومة الإسرائلية لمواجهة "تصاعد العداء لإسرائيل، واحتجاجات الطلاب في عدد من جامعات الولايات المتحدة".

وأشار التقرير إلى أنه في نوفمبر الماضي، جرى استدعاء وزير المساواة الاجتماعية الإسرائيلي، عميحاي شيكلي، إلى الكنيست، "لإطلاع المشرعين على ما يمكن القيام به بشأن تصاعد العداء لإسرائيل".

ورد شيكلي قائلا "ذكرت ذلك من قبل، وسأقوله مرة أخرى الآن، أعتقد أنه ينبغي علينا، وخاصة في الولايات المتحدة، أن نكون في موقف هجوم".

ومنذ ذلك الحين، قاد شيكلي حملة موجهة لمواجهة منتقدي إسرائيل.

وسلطت صحيفة "الغارديان" الضوء على برنامج الحكومة الإسرائيلية المعروف باسم "كيلا شلومو"، المصمم لتنفيذ ما سمته إسرائيل "أنشطة الوعي الجماهيري" التي تستهدف إلى حد كبير الولايات المتحدة وأوروبا.

ومن أكتوبر حتى مايو، أشرف شيكلي على ما لا يقل عن 32 مليون شيكل، أو حوالي 8.6 مليون دولار، تم إنفاقها على الدعوة الحكومية لإعادة "صياغة النقاش العام"، وفق الصحيفة ذاتها.

وانخرطت شركة كونسرت Concert، المعروفة حاليا باسم أصوات إسرائيل، في حملات مصممة لمواجهة تصاعد العداء لإسرائيل في الولايات المتحدة.

ولم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى تمكن معهد دراسة معاداة السامية العالمية والسياسة، وهو إحدى مجموعات المناصرة الأميركية التي تنسق بشكل وثيق مع وزارة شيكلي، من تحقيق نجاحات، بحسب "الغارديان".

وفي جلسة استماع للكونغرس في ديسمبر عن معاداة السامية المزعومة بين الطلاب المتظاهرين المناهضين للحرب في غزة، استشهد العديد من المشرعين الجمهوريين في مجلس النواب صراحة بأبحاث معهد دراسة معاداة السامية العالمية والسياسة في استجواباتهم لرؤساء الجامعات. 

وانتهت جلسة الاستماع بمواجهة بين النائبة إليز ستيفانيك ورئيسة جامعة هارفارد آنذاك، كلودين غاي، التي تقدمت باستقالتها لاحقًا، بعد موجة انتقادات.

وتباهى ناتان شارانسكي، عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، الذي يرأس المعهد، بأن "كل هذه الجلسات كانت نتيجة لتقريرنا الذي قال إن كل هذه الجامعات، بدءًا من جامعة هارفارد، تأخذ الكثير من الأموال من قطر".

مرره مجلس النواب الأميركي.. ما هو قانون التوعية بمعاداة السامية؟ في خطوة تزامن مع احتجاجات الجامعات التي تشهدها الولايات المتحدة منذ عدة أيام رفضا للحرب في غزة ، مرر مجلس النواب الأميركي هذا الأسبوع قانون التوعية بمعاداة السامية وسط الكثير من الجدل بشأنه.

وواصل معهد دراسة معاداة السامية العالمية والسياسة، في التأثير على تحركات الكونغرس من منطلق أن الاحتجاجات ضد إسرائيل مدفوعة بمعاداة السامية. كما شارك في حملة تهدف لقوانين جديدة تعيد تعريف معاداة السامية، بما يجرم أشكالًا معينة من الخطاب الناقد لليهود وإسرائيل، وفق "الغارديان".

ونفذت مجموعات أميركية أخرى مرتبطة بشركة أصوات إسرائيل، مجموعة من المبادرات لتعزيز الدعم لإسرائيل. وإحدى هذه المجموعات هي المجلس الوطني لتمكين السود (NBEC)، الذي نشر رسالة مفتوحة من سياسيين ديمقراطيين يتعهدون فيها بالتضامن مع إسرائيل. 

وكذلك نفذت مجموعة سايبر ويل CyberWell، وهي مجموعة مؤيدة لإسرائيل، حملة لمكافحة التضليل الإعلامي، انطلاقا من تفاهمات بينها وشركة ميتا ومنصة تيك توك. وقد دعا تقرير حديث للمجموعة ميتا، المالكة لفيسبوك إلى مكافحة شعار "من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر".

وكشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية وكذلك صحيفة نيويورك تايمز الأميركية مؤخرا أن وزارة شيكلي استخدمت شركة علاقات عامة للضغط سرا على المشرعين الأميركيين.

كما استخدمت الشركة المئات من الحسابات المزيفة التي تنشر محتوى مؤيدًا لإسرائيل، أو معاديًا للمسلمين، على منصة (إكس) وفيسبوك، وإنستغرام. 

ونفت وزارة شؤون الشتات تورطها في الحملة.

تقرير: ارتفاع غير مسبوق لحوادث معاداة السامية في أميركا كشفت إحصائية جديدة عن ارتفاع الحوادث المرتبطة بمعاداة السامية في الولايات المتحدة، إلى معدلات غير مسبوقة.

إذ جرى تسجيل 8873 حادثة اعتداء وتخريب ومضايقة خلال عام 2023، كأعلى حصيلة منذ 45 عاما، بحسب رابطة مكافحة التشهير، المعنية برصد الانتهاكات ضد اليهود. 

ووفق "الغارديان"، تقوم وزارة شؤون الشتات وشركاؤها بجمع تقارير أسبوعية بناءً على نصائح من مجموعات طلابية أميركية مؤيدة لإسرائيل.

على سبيل المثال، أبلغت شركة هيليل إنترناشيونال، أحد مؤسسي شبكة تحالف إسرائيل في الحرم الجامعي، وواحدة من أكبر مجموعات الجامعات اليهودية في العالم، عن دعم مالي واستراتيجي من شركة موزاييك يونايتد، وهي شركة عامة تدعمها وزارة شيكلي. 

ولم تستجب شركة "هيليل إنترناشيونال" و"سايبر ويل"، ووزارة شؤون الشتات الإسرائيلية وأصوات إسرائيل "كونسرت"، لطلب "الغارديان" للتعليق.

وقال إيلي كليفتون، أحد كبار المستشارين في معهد كوينسي للحكم الرشيد، "هناك تركيز على مراقبة الخطاب الأميركي بخصوص العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وكذلك خطاب الحرم الجامعي".

وأشار تقرير "الغارديان" إلى أنه لم يتم تسجيل أي من المجموعات المذكورة في التقرير بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب (فارا) الذي يلزم المجموعات التي تتلقى أموالاً أو توجيهات من دول أجنبية بتقديم إفصاحات علنية إلى وزارة العدل الأميركية.

وقالت لارا فريدمان، رئيسة مؤسسة السلام في الشرق الأوسط: "هناك افتراض راسخ بأنه لا يوجد شيء غريب على الإطلاق، في النظر إلى الولايات المتحدة باعتبارها مجالًا مفتوحًا لإسرائيل للعمل فيه، وأنه لا توجد قيود في ذلك".

ويعود تأسيس شركة كونسرت إلى عام 2017، تحديدا عندما قررت وزارة الشؤون الاستراتيجية تطوير برنامج للقيام بحملات سرية تهدف إلى تغيير الرأي العام، ولتوفير رد سريع ومنسق ضد محاولات تشويه صورة إسرائيل في جميع أنحاء العالم.

وأظهرت الوثائق أن العديد من المستفيدين من أموال الحملة كانت منظمات صهيونية مسيحية أميركية، مثل المسيحيين المتحدين من أجل إسرائيل، وإعلان العدالة، ومؤسسة حلفاء إسرائيل.

وكان معهد دراسة معاداة السامية العالمية والسياسة، أحد أكبر المستفيدين الأميركيين من التمويل، إذ ورد أنه تلقى ما لا يقل عن 445 ألف دولار، وهو مبلغ يعادل 80% من إجمالي إيراداته عام 2018، كجزء من تعهد بقيمة 1.3 مليون دولار. 

وشكك الدكتور تشارلز سمول، المدير التنفيذي للمعهد، في هذه الأرقام عندما سألته صحيفة Forward، على الرغم من أنه أعطى تعليقات متضاربة لوسائل إعلام كندية، وفق "الغارديان".

بايدن: لا مكان لمعاداة السامية بأي حرم جامعي حذر الرئيس الأميركي، جو بايدن، الثلاثاء، من خطورة "تصاعد معاداة السامية في العالم"، مؤكدا أن "كراهية اليهود استمرت وتعمقت في قلوب الكثيرين".

والعام الماضي، أصبح العميد سيما فاكنين غيل، ضابط المخابرات السابق، مسؤول الاتصال بشركة كونسرت في الحكومة الإسرائيلية، مديرًا إداريًا لمعهد دراسة معاداة السامية العالمية والسياسة.

وفي يناير، أدلى غيل وسمول بشهادتهما أمام لجنة في الكنيست لمناقشة الرد المناسب على منتقدي إسرائيل. 

وخلال الشهادة، جرى النقاس حول الحاجة إلى تشجيع الدول لتبني تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة، الخاص بمعاداة السامية، الذي يساوي بين النقد القاسي لإسرائيل ومعاداة الصهيونية.

ووقع حاكم جورجيا، بريان كيمب، في يناير، على تشريع عدل بموجبه قانون جرائم الكراهية في الولاية، ليشمل تعريف التحالف الدولي لمعاداة السامية، مما يجعل من الممكن أن تؤدي انتقادات معينة لإسرائيل إلى أحكام بالسجن. 

وحذت ولايتا كارولينا الجنوبية وداكوتا الجنوبية حذوه بقوانين مماثلة في الأشهر الأخيرة. 

وأقر مجلس النواب الأميركي تشريعًا يدمج تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست لمعاداة السامية في معايير وزارة التعليم. 

وإذا أقرّ مجلس الشيوخ التشريع وتم التوقيع عليه ليصبح قانونًا، فسيسمح للحكومة الفيدرالية بقطع التمويل عن مؤسسات التعليم العالي التي تسمح ببعض الانتقادات لإسرائيل.

وقال سمول في جلسة استماع في الكنيست، في يناير، "هذه لحظة تاريخية يجب علينا فيها زيادة قوتنا، فيما يتعلق بتاريخ الشعب اليهودي، ودولة إسرائيل".

وأجرى الكنيست جلسات استماع متعددة مع منظمات يهودية أميركية لبحث التنسيق. وأشارت مارغريتا سبيشكو، المسؤولة في وزارة شؤون الشتات، في ديسمبر، إلى أن مكتبها يصدر تقريرا أسبوعيا بناء على المعلومات التي يجمعها من الشركاء في الولايات المتحدة.

وأشارت هداس لوربر، التي تعمل مساعدة لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، خلال نفس الجلسة، إلى أن مكتب رئيس الوزراء كان يجتمع بانتظام مع المجموعات الموجودة في واشنطن كجزء من "محاولة جادة لمعرفة كيف يمكننا مكافحة معاداة السامية".

وفي مارس الماضي، جمع الكنيست قادة الجماعات الرئيسية المؤيدة لإسرائيل من جميع أنحاء العالم، لتقديم تقرير عن الأنشطة المتعلقة بالحرب في غزة. 

وأشار مئير هولتز، رئيس منظمة موزاييك يونايتد، في الجلسة إلى أن الحكومة الإسرائيلية ستستثمر هذا العام 48 مليون شيكل، حوالي 12.8 مليون دولار، في منظمته للتأثير بالحرم الجامعي.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی الولایات المتحدة معاداة السامیة فی بمعاداة السامیة مجلس النواب إلى أن

إقرأ أيضاً:

كاتب أميركي بارز: القوة السياسية لصالح إسرائيل لكن العدالة ستنتصر

الدوحة- أعرب الكاتب الأميركي "نيثان ثرال" عن تشاؤمه تجاه القصية الفلسطينية خلال المستقبل القريب، موضحا أنه طوال 7 عقود لا يرى إلا توسعا للاحتلال الإسرائيلي وتمددا في الأراضي، في مقابل انكماش وتقلص في الجانب الفلسطيني. وتوقع أن يستمر هذا الأمر وربما بصورة أسرع وبشكل أسوأ "لكن العدالة ستنتصر في النهاية".

وأضاف الكاتب، الحائز على جائزة بوليتزر العالمية في الأدب الواقعي لعام 2024 -في حوار مع الجزيرة نت- أنه رغم ظهور حركات تعاطف كبيرة في دول العالم المختلفة تجاه القضية الفلسطينية "فإنه يجب ألا نبالغ في تقييم الوضع، لأنه من حيث القوة السياسية الحقيقية، فإن كل شيء يصب في مصلحة إسرائيل الآن، لذلك إذا كان لدينا تفاؤل بشأن التغير الجوهري فهو تفاؤل على الأمد البعيد".

وحصل ناثان ثرول، وهو كاتب أميركي مقيم في القدس، الذي استضافته جامعة جورجتاون في قطر، على الجائزة عن عمله الرائد "يوم في حياة عابد سلامة"، الذي يروي قصة مأساوية لحادث حافلة مدرسية في مدينة القدس تحمل أطفالا فلسطينيين، كما يتناول الإجراءات والقرارات السياسية العديدة التي تؤثر على الحياة اليومية في فلسطين.

وحصل الكتاب الأكثر مبيعا على مستوى العالم، والمترجم إلى أكثر من 20 لغة، على إشادة النقاد، كما تم اختياره كأفضل خيارات المحرر لمراجعات الكتب بمؤسسة نيويورك تايمز وإدراجه ضمن أفضل الكتب لهذا العام من قبل 18 منشورا.

إعلان

وأكد نيثان أنه حاول من خلال هذا الكتاب أن يروي التاريخ من خلال أعين الشخصيات أو قصص عائلاتهم، لذلك لم تكن هناك أقسام منفصلة في الكتاب يقدم فيها درسا تاريخيا للقارئ، بل كل شيء فقط من خلال ذكريات وقصص الشخصيات الفردية كما تُرى من وجهة نظرهم، وهكذا سيفهم القارئ الجانب السياسي. وإلى نص الحوار:

جامعة جورجتاون في قطر تستضيف الكاتب الأميركي للحديث عن إنتاجه الروائي العالمي (الجزيرة) قصة حقيقية ما الذي ألهمك لكتابة هذه الرواية "يوم في حياة عابد سلامة: تشريح مأساة القدس"؟

أول شيء ألهمني هو أنني تأثرت بشدة بهذه القصة الحقيقية عن حادث حافلة كان على متنها مجموعة من أطفال الروضة الفلسطينيين في منطقة القدس الكبرى، فقد رأيت في هذه القصة شيئا رمزيا للغاية، حيث اشتعلت الحافلة لمدة تزيد على 30 دقيقة قبل أن تصل أول سيارة إطفاء إسرائيلية إلى المكان. وكان الفلسطينيون الموجودون يحاولون جاهدين إطفاء النيران دون أن تكون لديهم الوسائل اللازمة لذلك.

في الوقت نفسه، كان الآباء عاجزين عن الوصول إلى أطفالهم، وغير قادرين على عبور الحواجز للبحث عنهم في المستشفيات التي تم نقلهم إليها، لذلك رأيت في هذه القصة شيئا رمزيا ومؤثرا للغاية، وقد سمحت لي هذه القصة بدمج هدفين أساسيين لدي في الكتاب الأول، أولهما الوصول إلى الناس على المستوى العاطفي لنقل مأساة الحياة في فلسطين، أما الهدف الثاني فهو وصف نظام الفصل العنصري، ومن خلال سرد ما حدث في تلك الساعات الـ24 بعد الحادث، لا يمكن رواية تلك القصة إلا بشرح نظام الهيمنة العنصري الذي كان على الآباء التنقل خلاله.

بالنسبة لي، كانت هذه القصة وسيلة لوصف الحياة اليومية تحت الاحتلال، والتركيز بعناية على شيء يحدث في جميع أنحاء العالم، مثل حادث سيارة، ولكن لإظهار ماذا يعني حدوث هذا الشيء العادي في مكان غير عادي على الإطلاق.

إذن، هل "عابد سلامة" شخصية حقيقية؟ وكيف اخترت هذه الشخصية؟

نعم، القصة حقيقية، وقد وقع هذا الحادث في 16 فبراير/شباط 2012، ففي البداية قررت أن أكتب عن هذا الحادث دون أن ألتقي بعابد، وحاولت التواصل مع كل شخص له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالحادث، الآباء والمعلمين والشهود والأطباء والمحامين وعمال خدمات الطوارئ. وفي وقت مبكر من بحثي ومقابلتي للناس، أخبرتني صديقة مقربة من العائلة أن لديها قريبا بعيدا كان والد أحد الأطفال على متن الحافلة، وقد وضعتني تلك الصديقة على اتصال مع قريب أقل بُعدا، الذي أوصلني بدوره إلى عابد، وبعد يوم أو يومين كنت في غرفة جلوسه أتحدث إليه وفي اللحظة التي بدأ فيها بسرد قصته، امتلأت عيناي بالدموع وأدركت أن هذه قصة يجب أن تُروى.

هناك حركة قوية ومتنامية لدعم حقوق الفلسطينيين لكن نتائجها ستظهر على الأمد البعيد (الأناضول) علينا ألا نبالغ يرى الجمهور العربي أن أوروبا وأميركا تدعمان إسرائيل فقط، هل تعتقد أن هناك حركات في أوروبا تدعم حقوق الفلسطينيين؟ وهل هذه الحركة تزداد؟

نعم، أرى ذلك وأعتقد أن هذا ظاهرة مهمة للغاية نحن نشهد تغيرا جليا، فقد رأينا الحشود في لندن ونيويورك، هناك حركة قوية ومتنامية لدعم حقوق الفلسطينيين، ولكن يجب ألا نبالغ في تقييم الوضع فمن حيث القوة السياسية الحقيقية، فإن كل شيء يصب في مصلحة إسرائيل الآن، لذلك إذا كان لدينا تفاؤل بشأن التغير الجوهري فهو تفاؤل على الأمد البعيد. هؤلاء الشباب في العشرينيات من عمرهم، أولئك المشاركون في الاحتجاجات في الجامعات قد لا يكتسبون النفوذ السياسي الحقيقي إلا بعد 20 عاما ربما، لذلك أعتقد أن هذا مهم للغاية، ولكن يجب علينا أيضا ألا نبالغ في تصوير توازن القوى الحالي، الذي يميل بالكامل لصالح إسرائيل.

إعلان في غزة، والسودان ودول أخرى، لدينا ملايين القصص مثل عابد سلامة، كيف يمكن للأدب التعامل مع كل هذه القصص؟

أعتقد أن ما يفعله الأدب هو أنه يأخذ وضعا مليئا بملايين المآسي، كما في فلسطين، حيث يميل الناس إلى الحديث بلغة التجريدات أو التفكير بتجرد، فاليوم، عندما يتحدث الناس عن غزة، يتحدثون بالأرقام 46 ألفا و47 ألفا و48 ألفا، وفكرة الأدب ليست إنكار الأرقام، فالأرقام مهمة ويجب أن ننتبه إليها، ولكن الهدف هو أن نفهم حقا ما تعنيه كل واحدة من هذه الـ46 ألف حالة، فكل واحدة منها هي قصة منفصلة بالتأكيد.

لقد كرست حياتي للعمل على القضية الفلسطينية وقد عملت لمدة 10 سنوات في منظمة دولية رائدة، وهي مجموعة الأزمات الدولية، وكان عملي يتمثل في التحدث إلى الدبلوماسيين والصحفيين والمحللين في مراكز التفكير، وأدركت أن هذا كان مضيعة كاملة للوقت، لأنك عندما تتحدث إلى جمهور نخبوي فإن هذا الجمهور لا يكون مستعدا إلا لإجراء تغييرات صغيرة جدا وتدريجية.

ولكن في حالة مثل فلسطين، تحتاج إلى قلب العالم رأسا على عقب، حيث نحتاج إلى فهم مختلف تماما لما يحدث وما الذي يجب تغييره، فالأمر ليس مجرد إجراء تغيير صغير تدريجي، ولذلك كان هذا النهج خاطئا بالنسبة لي. إذا كنت أريد حقا رؤية تغيير في فلسطين، فيجب العمل على مستوى فهم الناس العاديين، وهذا يتم من خلال السرد، ومن خلال الحكي، وليس محاولة إقناع سياسي رفيع المستوى من خلال التحليل، فالكتاب يركز على مأساة القدس.

ناثان ثرال مدرس مقرر الفصل العنصري في إسرائيل، بكلية بارد الأمريكية، يتعرض لهجوم اليمن الإسرائيلي، بزعم أن محاضراته معادية للسامية، وهي ادعاءات كاذبة لمنع انتقاد الاحتلال، واستخدام معاداة السامية سلاحا لإسكات معارضته، وتقليص التعامل النقدي مع سياساته، ومنع التضامن مع الفلسطينيين. pic.twitter.com/l53PxOk17I

— Adnan Abu Amer (@AdnanAbuAmer2) March 16, 2023

إعلان انكماش فلسطيني كيف توازن بين السرد الشخصي والقضايا السياسية الكبرى؟

كان هذا هو التحدي الأكبر بالنسبة لي في هذا الكتاب، كنت أرغب في أن يحقق هذا الكتاب كلا الأمرين، أن يجمع بين السياسي والشخصي، والطريقة التي قررت من خلالها ضمان تحقيق ذلك كانت أنني لن أروي التاريخ إلا من خلال أعين الشخصيات أو قصص عائلاتهم. لذلك، لم تكن هناك أي أقسام منفصلة في الكتاب أقدم فيها درسا تاريخيا للقارئ بل كل شيء، فقط من خلال ذكريات وقصص الشخصيات الفردية كما تُرى من وجهة نظرهم وهكذا سيفهم القارئ الجانب السياسي.

هل تعتقد أن الكتاب كان له تأثير على الوضع السياسي في القدس؟

هناك حالة من الظلم العميق لدرجة أنني لا أعتقد أن الفلسطينيين سيحصلون على حريتهم خلال حياتي، وكل ما أتمناه هو أن أترك أثرا، وأن أُحرز تقدما طفيفا في الاتجاه الصحيح ومن ثم فإني أعتقد أن هذا الكتاب يمكن أن يفعل ذلك، ويمكنه أن يغير القلوب والعقول بالنسبة لمن يقرؤه.

ما رؤيتك لمستقبل القدس في ظل هذه الظروف السياسية؟

إذا نظرنا إلى ما حدث خلال العقود الماضية في فلسطين، فإننا نرى عملية مستمرة من التوسع الإسرائيلي والانكماش الفلسطيني إلى مساحات أصغر وأصغر، وهذه العملية تتسارع الآن أكثر مما كانت عليه في الماضي، فخلال السنة التي تلت 7 أكتوبر، صادرت إسرائيل أراضي فلسطينية في الضفة الغربية أكثر مما صادرت في العقدين السابقين. لذلك إذا سألتني ماذا أتوقع للمستقبل؟ فإنني أتوقع المزيد من الشيء نفسه، ولكن بشكل أسوأ، لذلك، حتى وإن كان لدي تفاؤل طويل الأجل جدا بأن العدالة ستنتصر، ولكن ربما لن يكون ذلك شيئا سوف أعيش لأراه، وليس لدي إيمان بأنه سيكون هناك استقلال فلسطيني فأنا بالفعل متشائم.

مقالات مشابهة

  • سيناتور أميركي : الولايات المتحدة ساعدت في ارتكاب الجرائم الجماعية في غزة
  • في هذه الحالة.. "ضوء أخضر" أميركي لإسرائيل باستئناف القتال
  • الولايات المتحدة ترحب بتعديل حظر الأسلحة على ليبيا وتدعم جهود مكافحة التهريب والفساد
  • ميل غيبسون.. من معاداة السامية والمثلية إلى سفير ترامب في هوليوود
  • الولايات المتحدة تكشف عدد شاحنات المساعدات التي ستدخلها لغزة
  • الولايات المتحدة توسع قائمة العقوبات ضد روسيا
  • الغارديان: إسرائيل تعترف باستخدام جنودها لسيارة إسعاف لمداهمة مخيم للاجئين
  • تايمز: معاداة السامية في العالم أصبحت حالة طوارئ
  • كاتب أميركي بارز: القوة السياسية لصالح إسرائيل لكن العدالة ستنتصر
  • اليهود يغادرون.. حاخام بارز يدعو أوروبا إلى التصدي لتزايد معاداة السامية