نشرت مجلة "ذا ويك" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن الطرق التي تتبعها كوريا الشمالية للتهرب من العقوبات الدولية المفروضة عليها.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أصحاب "الشعر المستعار الجديد اللامع والرموش الصناعية" الغربيين ربما يدينون بمظهرهم إلى عمالة العبيد في كوريا الشمالية.

فبحسب صحيفة الغارديان فإن العملاء الغربيين قد يساعدون بيونغ يانغ عن غير قصد على "التهرب من تأثير العقوبات"، وذلك من خلال شراء هذه المنتجات.



"تجاوز العقوبات"
وفقا لبيانات الجمارك الصينية، شملت صادرات كوريا الشمالية إلى الصين السنة الماضية 1680 طنا من الرموش الصناعية واللحى والشعر المستعار بقيمة حوالي 167 مليون دولار. وتشكل هذه الكمية 60 بالمئة من صادرات كوريا الشمالية المعلنة إلى الصين، مع انتعاش التجارة بعد عمليات الإغلاق التي فرضها فيروس كورونا.

وبعد التحدث إلى 20 شخصًا، كشفت وكالة رويترز عن ترتيب مربح تستورد بموجبه الشركات التي مقرها الصين منتجات نصف مصنعة من كوريا الشمالية، التي يتم بعد ذلك استكمالها وتعبئتها على أنها صينية، قبل تصديرها إلى الأسواق بما في ذلك في الغرب واليابان وكوريا الجنوبية.

وقالت صحيفة الغارديان إن المتسوقين في لندن وسيول "الذين يبحثون عن أدوات الشعر وغيرها" سيجدون ملصقات تخبرهم أن هذه العناصر مصنوعة في الصين، وليس في كوريا الشمالية. وقالت وكالة رويترز إن ملصقات "صنع في الصين" تمنح نظام كيم جونغ أون في بيونغ يانغ وسيلة "للتهرب من العقوبات الدولية"، مما يوفر "مصدرا حيويا للعملة الأجنبية".


"معسكرات العمل"
منذ سنة 2006، سعى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى "تقويض" برنامج كيم للأسلحة النووية من خلال العديد من قرارات العقوبات التي تقيد قدرة كوريا الشمالية على الاتجار في منتجات مثل الفحم والمنسوجات والنفط. ومن المفترض أن يتم تنفيذ العقوبات من قبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ولكن لا يوجد حظر مباشر على منتجات الشعر. وقال ثلاثة خبراء إن تجارة الرموش الصناعية من كوريا الشمالية لا تنتهك بالضرورة القانون الدولي.

لكن في حديثه إلى صوت أمريكا، قال تروي ستانجارون، المدير الأول في المعهد الاقتصادي الكوري، إن "أي جهود" تبذلها الشركات الصينية لتصدير هذه السلع "بشكل مباشر أو غير مباشر" إلى الولايات المتحدة ستكون "انتهاكًا للعقوبات الأمريكية". وأضاف أنه لا تزال هناك فرصة جيدة لأن ينتهي الأمر بهذه العناصر في الولايات المتحدة.

وقالت صحيفة "نيويورك بوست" إنه من وجهة نظر بكين، فإن استيراد مواد الرموش من كوريا الشمالية أمر منطقي بسبب "انخفاض تكلفة العمالة في البلاد والرموش عالية الجودة". ويمكن للعمال الكوريين الشماليين أن يحصلوا على عُشر ما يحصل عليه نظراءهم الصينيّون مقابل نفس الخدمة، كما أن منتجاتهم تحظى بتقييم عالٍ في هذا القطاع.

وقال البروفيسور ميمورا ميتسوهيرو، من جامعة محافظة نيجاتا، لصحيفة ستريتس تايمز إن كوريا الشمالية تمر "بكساد اقتصادي سيئ للغاية"، لذا فهي في حاجة ماسة إلى العملات الأجنبية لشراء النفط والمواد الأساسية لدعم شعبها. ولكن على الرغم من أن هذه المبيعات تدر مبالغ طائلة، إلا أن وزارة الخارجية الأمريكية تقدر أن كوريا الشمالية تستولي على ما يصل إلى 90 بالمئة من الدخل الأجنبي الذي يولده مواطنوها.

وفي تصريح لوكالة رويترز، قال شين تونغ تشان محامي العقوبات ومقره سيول إنه: "علينا أن نفترض" أن "ملايين الدولارات" التي تجنيها كوريا الشمالية من خلال هذه التجارة تستخدم لصالح نظام كيم جونغ أون". ووفقا لبحث صادر عن مؤسسة بحثية تمولها حكومة كوريا الجنوبية، هناك أقسام لصنع الشعر المستعار والرموش الصناعية في معسكرات العمل، حيث "تؤدي السجينات في الغالب هذه المهمة دون الحصول على أي أجر"، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة ستريتس تايمز.

وتصر الدولتان على أن التجارة بينهما قانونية وأن أي إشارة إلى أنها تنتهك عقوبات الأمم المتحدة "لا أساس لها من الصحة". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن بكين وبيونغ يانغ "جارتان صديقتان" وأن "التعاون الطبيعي" بين البلدين "القانوني والملتزم" لا ينبغي "المبالغة فيه".

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية كوريا الشمالية الصينية الصين كوريا الشمالية كيم جونغ اون صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة کوریا الشمالیة الشعر المستعار

إقرأ أيضاً:

تحليل لـCNN: لماذ تخشى الصين من تقارب ترامب نحو بوتين؟

تحليل لسيمون مكارثي من شبكة CNN

(CNN)-- يبدو أن مساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا من شأنها أن تقدم تنازلات كبيرة لروسيا، مما يترك كييف وأنصارها الأوروبيين على الهامش وهم يواجهون احتمال إبرام اتفاق سلام بدون مشاركتهم.

لكنهم ليسوا اللاعبين الرئيسيين الوحيدين الذين يتصارعون مع تداعيات تحول ترامب نحو روسيا الذي قلب سنوات من السياسة الخارجية الأمريكية في موجة من الدبلوماسية السريعة.

وفي بكين أيضًا، يُنظر إلى التحول السريع للأحداث على أنه يثير تساؤلات حول كيفية تأثير حملة السلام الأمريكية على الشراكة المدروسة بعناية بين الرئيس الصيني شي جينبينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين - والعلاقات الهشة بين الصين وإدارة ترامب.

قبل أسابيع فقط، بدت الصين مستعدة للعب دورا رئيسيا في جهود السلام التي يبذلها ترامب في أوكرانيا.

وكان الرئيس الأمريكي قد اقترح مرارا وتكرارا أنه قد يعمل مع نظيره الصيني، باستخدام النفوذ الاقتصادي للصين على روسيا للمساعدة في إنهاء الصراع - وهو نفوذ مهم لبكين في سعيها لتجنب حرب تجارية مع أكبر اقتصاد في العالم.

وكان ذلك ليتوافق مع الجهود التي تبذلها بكين منذ فترة طويلة لتقديم نفسها كطرف محايد مستعد للتوسط في السلام في الصراع الطاحن - حتى مع اتهام حلف شمال الأطلسي (الناتو) لها بتزويد موسكو بالسلع ذات الاستخدام المزدوج، وفي المقابل دافعت الصين عن "تجارتها الطبيعية".

والآن، تجد بكين نفسها غير متورطة في المفاوضات كحليف لروسيا، وعلى الأقل، تركت خارج التطورات السريعة التي يقول المراقبون إنها فاجأت المسؤولين الصينيين - ودفعتهم إلى البحث عن جانب إيجابي.

عكس نيكسون؟

إن المخاطر كبيرة بالنسبة لشي، الذي عمل لسنوات على تنمية علاقة شخصية مع "صديقه القديم" بوتين وعلاقات بلاده مع روسيا - حيث رأى جاره الشمالي شريكًا محوريًا في صراع قوة أكبر مع الغرب.

وخاض الرئيس الصيني مخاطرة محسوبة عندما عبرت الدبابات الروسية الحدود الأوكرانية قبل 3 سنوات، فاختياره عدم إدانة ذلك الغزو وجعل بلاده بمثابة شريان حياة لبوتين – باستيراد النفط الروسي مقابل تزويد موسكو بالسلع الأساسية - جعل بكين تفقد ثقة أوروبا وحفز حلفاء أمريكا في آسيا على العمل بشكل أوثق مع حلف شمال الأطلسي.

وأعرب المسؤولون الصينيون في الأيام الأخيرة عن موافقتهم على "الاتفاق" بين الولايات المتحدة وروسيا لبدء محادثات السلام.

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، في نفس اليوم الذي التقى فيه كبار المسؤولين الروس والأمريكيين في المملكة العربية السعودية لوضع الأساس للمفاوضات بشأن إنهاء القتال في أوكرانيا إن "الصين تدعم كل الجهود المؤدية إلى محادثات السلام".

ولكن من المرجح أن تكون تعليقات المسؤولين الأمريكيين في الأيام الأخيرة قد لفتت انتباه بكين إلى الأهداف الأمريكية الكامنة المحتملة في عملها مع روسيا.

وذكر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن إمكانية "التعاون الجيوسياسي والاقتصادي" في المستقبل بين واشنطن وموسكو كانت من بين 4 نقاط رئيسية نوقشت في الرياض.

قبل أيام، قال مبعوث إدارة ترمب إلى روسيا وأوكرانيا كيث كيلوغ في حلقة نقاشية في ميونيخ إن الولايات المتحدة تأمل "في إجبار" بوتين على اتخاذ إجراءات "لا يشعر بالارتياح تجاهها"، والتي قد تشمل تعطيل تحالفات روسيا مع إيران وكوريا الشمالية والصين.

ويشكك المراقبون في أن واشنطن قد تحطم العلاقة بين روسيا والصين، نظرا لاصطفافهما العميق ضد النظام الذي تقوده الولايات المتحدة واعتماد موسكو الاقتصادي الراسخ على بكين.

ولكن أي مخاوف قد تتجلى في الصين حول ما إذا كان ترامب - الذي أعلن مرارا وتكرارا إعجابه بكل من بوتين وشي - قادرا على فك ارتباطهما من المرجح أن تؤكدها أصداء انعدام الثقة في الماضي بين الجارتين.

ان النزاعات الاقليمية المريرة على طول حدودهما المشتركة الطويلة اندلعت في صراع بين روسيا السوفييتية وجمهورية الصين الشعبية الشابة في عام 1969 ولم يتم حلها الى حد كبير الا في تسعينيات القرن العشرين.

ثم هناك "الانقلاب الدبلوماسي" الذي هندسه الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون ومستشاره هنري كيسنجر، الذي استغل الانقسام بين الجارتين الخاضعتين للحكم الشيوعي لإقامة علاقات مع بكين وتحويل ميزان القوى في الحرب الباردة لصالح الولايات المتحدة.

ورغم أن هذا التاريخ من غير المرجح أن يتكرر، يقول المراقبون إن حتى مجرد تلميح إلى تحول جديد في الولاءات يشكل نعمة لأهداف واشنطن.

وقالت مدير برنامج الصين في مركز ستيمسون للأبحاث في واشنطن يون صن: "حتى لو كان ذلك بنسبة 30٪ فقط من عكس نيكسون فإن هذا من شأنه أن يزرع بذور الشك".

وأضافت: "هذا سيجعل شي جينبينغ يشكك في التوافق الاستراتيجي الذي قضى السنوات الـ12 الماضية لبنائه مع روسيا ربما لا يكون هذا التحالف جديرًا بالثقة، وربما ليس قويًا جدًا".

وتابعت أنه إذا جاء يوم تقرر فيه الصين غزو تايوان، فإن "الصينيين سيضطرون إلى النظر إلى ظهورهم ويتساءلون ماذا ستفعل روسيا؟"، في إشارة إلى الجزيرة الديمقراطية التي تتمتع بالحكم الذاتي والتي تطالب بها بكين. 

مكان على الطاولة؟

لكن آخرين يقولون إن بكين قد تكون لديها ثقة أكبر في علاقاتها مع موسكو.

وقال يو بين، وهو زميل بارز في مركز الدراسات الروسية بجامعة شرق الصين في شنغهاي: "العلاقات الصينية والروسية لديها أساس قوي واتصالات مؤسسية قوية في العقود الماضية".

وأشار يو إلى جهود البلدين للدفع نحو التعددية وبناء منظماتهما الدولية الخاصة مثل مجموعة البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، فضلاً عن الحاجة إلى الحفاظ على استقرار حدودهما.

 وأضاف: "لا أعتقد أن أيًا من الجانبين سيسمح بذلك لأن ترامب موجود هناك منذ أربع سنوات".

وتابع: "بدلاً من ذلك، تشعر الصين بالقلق بمجرد أن تتصالح روسيا والولايات المتحدة بشأن خلافاتهما وتحققا قدرا من السلام في أوكرانيا، فإن ذلك من شأنه أن يحرر إدارة ترامب لتحويل تركيزها إلى الصين".

وأشار وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث إلى ذلك الأسبوع الماضي، عندما أخبر نظراءه الأوروبيين أن الولايات المتحدة لا تستطيع التركيز بشكل أساسي على الأمن في قارتهم عندما يتعين عليها إعطاء الأولوية لـ"ردع الصين".

لو لم يتمكن ترامب من التعامل مع بوتين بشكل مباشر، ربما حاولت بكين تخفيف بعض الاحتكاكات مع الولايات المتحدة من خلال العمل مع واشنطن على جلب الرئيس الروسي إلى الطاولة - ولكن الآن من غير الواضح ما إذا كانت الصين ستلعب أي دور في مفاوضات السلام في أوكرانيا في المستقبل.

ومع ذلك، يقول المراقبون إنه إذا تم التوصل إلى اتفاق، يمكن لبكين إرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا عبر الأمم المتحدة وستكون حريصة على لعب دور في إعادة بناء البلاد.

وفي الوقت الحالي، يقوم المسؤولون الصينيون  بجهود دبلوماسية في الأيام الأخيرة لمحاولة استعادة الحب المفقود مع أوروبا - ودعوا في بيانات عامة "جميع الأطراف المعنية وأصحاب المصلحة المشاركين في أزمة أوكرانيا" إلى "الانخراط في عملية محادثات السلام"، في إشارة إلى حق أوروبا في مقعد على الطاولة.

وفي الوقت نفسه، سعوا أيضًا إلى تعزيز إمكاناتهم لتولي دور، في حين يشيرون إلى أن تحول ترامب الواضح إلى بوتين يثبت أن موقف بكين كان صحيحًا طوال الوقت.

وفي الوقت نفسه، أثارت أوكرانيا احتمال محاولة تجنيد الصين كحليفة لها.

وأشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي لم يحظ باهتمام كبير من بكين منذ بداية الحرب، إلى ذلك عقب اجتماع عقد يوم السبت بين وزير الخارجية الصيني والمسؤولين الأوكرانيين في ألمانيا.

وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي الثلاثاء: "من المهم بالنسبة لنا أن نتعاون مع الصين للمساعدة في الضغط على بوتين لإنهاء الحرب، وأعتقد أننا نرى لأول مرة اهتمام الصين، ويرجع هذا في الغالب إلى حقيقة أن جميع العمليات تتسارع الآن".

وفيما يتعلق بمن يجب أن يكون على طاولة المفاوضات، أضاف الرئيس الأوكراني أنه يجب أن تكون الدول "مستعدة لتحمل المسؤولية عن ضمان الأمن وتقديم المساعدة ووقف بوتين والاستثمار في إعادة إعمار أوكرانيا".

أمريكاأوكرانياالصينروسياالأزمة الأوكرانيةالإدارة الأمريكيةالحكومة الصينيةدونالد ترامبشي جينبينغفلاديمير بوتيننشر الجمعة، 21 فبراير / شباط 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • عاجل.. كوريا الشمالية تهدد أمريكا وإسرائيل تؤكد هوية جثة شيري بيباس وحزب الله يستعد لتشييع نصر الله
  • كوريا الشمالية تندد بتزايد الاستفزازات العسكرية الأمريكية
  • كوريا الشمالية: سنواجه التهديدات الاستراتيجية الأمريكية بطريقتنا الخاصة
  • كوريا الشمالية تندد بتزايد "الاستفزازات العسكرية" الأميركية
  • رئيسة وزراء أيرلندا الشمالية تقاطع احتفالات البيت الأبيض بيوم القديس باتريك
  • تحليل لـCNN: لماذ تخشى الصين من تقارب ترامب نحو بوتين؟
  • ترامب يتحدث عن إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين
  • تسريب ملف شاكيرا الطبي.. السلطات تتحرك!
  • كوريا الشمالية تنتقد أمريكا بسبب صفقة غواصات مع أستراليا
  • منتخب السعودية للشباب يهزم كوريا الشمالية ويتأهل لربع نهائي كأس آسيا