مسقط- الرؤية

رعى معالي الدكتور محمد بن ناصر الزعابي الأمين العام بوزارة الدفاع احتفال سلطنة عُمان ممثلةً في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات باليوم العالمي للبحّارة، بمشاركة العديد من الجهات المعنية بالنقل والأمن البحري مثل شرطة عُمان السُّلطانية والبحرية السُّلطانية العُمانية ومجموعة أسياد للخدمات اللوجستية.

وأطلقت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات خلال الحفل خدمة تجديد شهادات البحارة إلكترونيًّا تضمنت تجديد شهادات الكفاءة وتجديد شهادات الأهلية وتجديد شهادات الاعتراف وتجديد وثائق هوية البحارة. وقال معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النَّقل والاتصالات وتقنية المعلومات إن هناك نموًّا مطردًا في تسجيل السفن مقارنة بالأعوام السابقة ونموًّا مطردًا في اختبارات البحارة وشهادات التصديق على البحارة في سلطنة عُمان، مضيفًا أنه جرى تطوير العديد من هذه الخدمات إلكترونيًّا حيث يكون التقديم عن طريق الأنظمة الإلكترونية تسهيلا على البحارة وملاك السفن. وأشار معاليه إلى أن هذا القطاع جاذب للأعمال وتطوير مهارات العُمانيين، مبينًا أنه قبل نهاية عام 2024 سيتم إصدار بعض القرارات المتصلة بتشجيع العمل للعُمانيين في هذا القطاع وتخصيص بعض الوظائف به للعُمانيين فقط، متوقّعا إطلاق هذه المبادرة خلال الأسابيع المقبلة. وقال معاليه إن المبادرة تتمثل في تخصيص بعض الوظائف في قطاع النقل عمومًا وقطاع النقل البحري خصوصًا لتكون مقتصرة على العُمانيين، موضحًا أنه قبل نهاية 2025 سيُحدَّد عمل المرشدين الملاحيين وقباطنة القطر البحري للعُمانيين فقط.

من جهته، قال الكابتن ماجد بن سيف البارحي مدير عام الشؤون البحرية بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات إن الوزارة عملت على تحديث القانون البحري الذي صدر بالمرسوم السلطاني رقم (19/ 2023)؛ حيث جاء التحديث في هذا القانون من خلال إضافة العديد من الأحكام ذات الطابع الاستثماري؛ بما يتوافق مع رؤية "عُمان 2040" ومواكبة تطورات صناعة النقل البحري مع أحكام الاتفاقيات البحرية الدولية، وإصدار المرسوم السُّلطاني رقم (58/ 2023) بالموافقة على انضمام سلطنة عُمان إلى اتفاقية المنظمة الدولية للمساعدات الملاحية البحرية لتعزيز حضور سلطنة عُمان في المجتمع البحري الدولي.

وأضاف أنه قد تم إطلاق خدمة التحقق الإلكتروني من صحة شهادات البحارة ضمن خطة وجهود الوزارة في التحول الرقمي لتمكين الإدارات والشركات البحرية من التأكد من صحة وصلاحية شهادات الكفاءة والأهلية التي يحملها البحارة الراغبون في الحصول على الاعتراف بشهاداتهم أو الذين يسعون في العمل على متن السفن التجارية، وإطلاق خدمة تزويد السفن بالوقود البحري بمعدات قياس التدفق الشامل وهي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط. وأكد أن الوزارة تعمل بالشراكة مع الجهات ذات العلاقة على إيجاد فرص وظيفية في القطاع البحري، فقد تم وضع برامج تدريبية مقرونة بالتوظيف بالشراكة مع وزارة العمل ومجموعة أسياد عبر تدريب وتوظيف 230 مواطنًا من الخريجين.

وأوضح أنه وفي إطار التعاون الخارجي فقد وقّعت الوزارة على 8 اتفاقيات تعاون في مجال النقل البحري و10 اتفاقيات مع هيئات التصنيف الدولية، وتقوم بمهام التفتيش والرقابة على السفن من خلال كادر مُتخصص، فقد تم خلال العام 2023م تفتيش (307) سفن أجنبية في موانئ سلطنة عُمان، وأصدرت الوزارة (320) تصريحًا ملاحيًّا للسفن الأجنبية للعمل في المياه الإقليمية العُمانية، كما بلغ إجمالي عدد الخدمات المقدمة من أقسام تسجيل السفن الموزعة على أنحاء السلطنة (3872) خدمة، وسجلت الخدمات الخاصة بالأنشطة البحرية إصدار (934) نشاطًا بحريًّا، إلى جانب ذلك تم التوقيع على 11 مذكرة تفاهم للاعتراف المتبادل بشهادات البحارة، وإصدار 734 شهادة بحارة، بالإضافة إلى إجراء 628 اختبارًا.

وأشار إلى أن إجمالي البضائع الواردة عبر المنافذ البحرية بلغ 37 مليار طن، في حين بلغ إجمالي البضائع الصادرة عبر المنافذ البحرية 59 مليار طن، بينما بلغ إجمالي البضائع المعاد تصديرها عبر المنافذ البحرية أكثر من مليار طن. وأكد مدير عام الشؤون البحرية بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات على أن إسهام النقل البحري من إجمالي إسهام النقل والتخزين في الناتج المحلي الإجمالي يبلغ 11,78%.

واستعرضت قيادة شرطة خفر السواحل في المعرض المصاحب للحفل، دورها في حفظ الأمن في البحر الإقليمي العُماني بالإضافة إلى استعراض أحدث الأدوات الإغاثية ومعدات البحث والإنقاذ.وتضمن الحفل استعراض منجزات القطاع البحري في سلطنة عُمان بالتكامل مع كل المؤسسات ذات العلاقة إلى جانب إقامة معرض مصاحب للجهات المشاركة وعقد جلسات حوارية ونقاشية واستعراض أوراق عمل متخصصة وتكريم الجهات الراعية والمجيدين من العاملين بالقطاع البحري.

ويأتي الاحتفال لإبراز التاريخ البحري الفاعل لسلطنة عُمان وتأكيدًا لدور البحارة العاملين في هذا القطاع، ولاستعراض الدور المهم للشؤون البحرية وتعزيزا لدورها الاقتصادي الحيوي وتنشيطا لإسهامها في الناتج المحلي إلى جانب الحرص على استمرار حركة التوظيف.

يُشار إلى أن المنظمة البحرية الدولية اعتمدت اليوم العالمي للبحّارة ليكون في الخامس والعشرين من يونيو من كل عام؛ لضمان استمرار التقدير العميق والامتنان للبحار.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

غدا.. سلطنة عُمان تحتضن محادثات جديدة بين واشنطن وطهران

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تشهد العاصمة العُمانية مسقط غدا /السبت/ أولى جلسات المحادثات الأمريكية الإيرانية، بحثا عن حلول واقعية لأزمة الملف النووي الإيراني بعيدا عن الحلول العسكرية. 

ويترأس الوفد الإيراني وزير الخارجية عدنان عراقجي، فيما يترأس الوفد الأمريكي المبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف.

ويقول المراقبون إن مطالب واشنطن في محادثات مسقط، هى الحد من نفوذ طهران وتقييد برامجها العسكرية والنووية، وإخضاعها لتفتيش دولي دوري مكثف، وفي المقابل تسعى إيران إلى تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها في قطاعات مثل النفط والبنوك والتجارة في مفاوضات متوازنة على أساس الاحترام المتبادل.

وتأتي استضافة مسقط للمحادثات الإيرانية الأمريكية ليبرز سلطنة عُمان مجددا كوسيط إقليمي ودولي حيوي ونزيه وموثوق به، بفضل دبلوماسيتها الهادئة التي أكسبتها ثقة كافة الفرقاء الإقليميين، بما قد يفتح نافذة أمل جديد يؤسس لمرحلة أخرى في العلاقات بين واشنطن وطهران.

وتستند الثقة الإقليمية والدولية في سلطنة عُمان، التي تحتضن المحادثات بين واشنطن وطهران، على الخبرات التاريخية للجهود الدبلوماسية العُمانية في مجال السعي للتوصل إلى حلول توافقية لنزع فتيل التصعيد وكبح السباق نحو الحلول العسكرية بشان الملف النووي الإيراني، وقبل كل ذلك تحقيق المصالح الوطنية العُمانية لإحلال الاستقرار والسلام باعتباره البيئة الخصبة للبناء الاقتصادي والتنمية المستدامة.

وفي كل مواقفها تؤكد القيادة السياسية العُمانية بأنّ السلام الشامل مع دول الجوار يخدم السلطنة ومصالح جيرانها التجارية، ومن هذا المنطلق، يمكن اعتبار جهود مسقط لتيسير الدبلوماسيّة والحوار بين الخصوم الإقليميين عملية وواقعية في جوهرها، حيث يُعد نهج مسقط القائم على الحفاظ على الروابط الدبلوماسية الودية مع القوى المتخاصمة ودعم المفاوضات كالآلية المفضلة لحل النزاعات، الأسلوب الأكثر فعالية.

واستبقت المحادثات الأمريكية الإيرانية التي ستبدأ غدا حملات تصعيد متبادلة بين واشنطن وطهران؛ الأمر الذي يقتضي من سلطنة عُمان بذل المزيد من الجهود لإنجاح تلك المحادثات مثلما نجحت سابقًا في التوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015 بعد استضافتها لنحو عشر جولات من المحادثات المباشرة وغير المباشرة بين واشنطن وطهران إبان إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما والتي اتسمت هذه المحادثات بالسرية في بداياتها إلى أن تم توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة، أو ما يُعرف بـ "الاتفاقية النووية" بين إيران وست دول كبرى.

إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سارع إلى سحب بلاده من هذا الاتفاق عام 2018، خلال ولايته الرئاسية الأولى، لكنه عاد هذه المرة إلى البيت الأبيض، مستعدًا لإجراء محادثات مباشرة مع طهران، مُبقيًا في الوقت نفسه، على لهجته التصعيدية تجاهها.

ولعل أول العوامل التي أهلت سلطنة عُمان لاستضافة المحادثات الإيرانية الأمريكية والتي قد تشهد ولادة اتفاق جديد بين واشنطن وطهران مرة أخرى: ثقة طرفي النزاع في مصداقية ونجاعة الدور العُماني التي نجحت في التوصل إلى اتفاقات 2015، وهو ما يساعد عليه موقع عُمان الجغرافي والجيواستراتيجي، وعلاقاتها الدبلوماسية الجيدة بإيران وواشنطن، واعتمادها الحياد والمصداقية في تعاملاتها الدولية، واستقرارها السياسي الداخلي.

ومنذ سبعينيات القرن الماضي.. اعتمدت سلطنة عمان في سياساتها الخارجية على ثلاثة مبادئ: الحياد والوساطة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

وبعد تأسيس مجلس التعاون الخليجي عام 1981، تمسكت سلطنة عمان بموقفها المحايد من الحرب العراقية الإيرانية التي بدأت عام 1980 وانتهت عام 1988، وحافظت مسقط على علاقاتها المتميزة مع طهران، من دون الإخلال بعلاقاتها مع دول المجلس في الوقت نفسه.

ولم تقتصر الوساطة العُمانية على الأزمات الكبرى، بل شملت قضايا إنسانية، كدورها في إطلاق سراح رهينة فرنسية كانت قد اختُطفت في اليمن عام 2015، ومحطات أخرى لإطلاق سراح رهائن بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وأيضًا بين إيران وبلجيكا.

ويمكن القول إن احتضان مسقط للمحادثات الأمريكية الإيرانية، سيشكل ويدشن مرحلة جديدة لما بعد عام 2018، وربما تكون هذه الجولة التي تنطلق غدا في مسقط بداية جديدة بمعطيات مختلفة وجولة أولى تتبعها جولات أخرى قد تستغرق وقتًا للتوصل إلى حلول توافقية يرتضيها الطرفان، منذ انسحاب واشنطن من اتفاق عام 2015.
 

مقالات مشابهة

  • الرميح يلتقي بقادة القطاع البحري في لندن لبحث سبل تعزيز التعاون الدولي
  • إطلاق منصة إلكترونية لبيانات الكوارث الطبيعية في ألمانيا
  • غدا.. سلطنة عُمان تحتضن محادثات جديدة بين واشنطن وطهران
  • شركات الشحن الصهيونية تشكو تأثيرات الحصار البحري اليمني
  • إغلاق ميناء العريش البحري لسوء الأحوال الجوية
  • جامعة بني سويف تحتفل باليوم العالمي للتوعية بالتوحد
  • السفينة الحربية الصينية التي أظهرت تخلف البحرية الأميركية
  • مباحثات رسمية بين عُمان والجزائر لتعزيز التعاون اللوجستي
  • جمعية الأطفال ذوي الإعاقة تحتفل باليوم العالمي لاضطراب طيف التوحد
  • ناشيونال انترست: البحرية الأمريكية تعاني الإرهاق في مواجهة اليمنيين