سقطرى.. تحركات رسمية ومجتمعية لقطع الطريق على أدوات عُمان والإخوان
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
شهدت محافظة سقطرى تحركات رسمية ومجتمعية استباقاً لأي محاولات لإثارة الوضع، بعد أيام من حلول الذكرى الرابعة لتحرير المحافظة من سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على القرار السياسي والعسكري للجزيرة.
حيث شهدت الجزيرة، الأحد، لقاءً موسعاً لوجهاء ومقادمة أرخبيل سقطرى حضرته السلطة المحلية وقيادات عسكرية وأمنية بالإضافة الى قيادة المجلس الانتقالي بالمحافظة، بدعوة من السلطان علي بن عيسى بن عفرار رئيس لجنة التنمية ورئيس الهيئة التنفيذية للمجلس العام لأبناء سقطرى والمهرة الشيخ مبارك علي قبلان.
وفي اللقاء شدد محافظ سقطرى المهندس رأفت الثقلي على حرص السلطة المحلية، في الحفاظ على وحدة الصف لأبناء سقطرى وتجاوز جميع الخلافات والوقوف "أمام كافة التحركات المشبوهة التي تحاول بعض الجهات تنفيذها بالأرخبيل لتعكير صفوة الأمن والاستقرار وتفكيك النسيج الاجتماعي". حسب قوله.
ولفت إلى "أن جميع التحركات المشبوهة في المحافظة مرصودة ومعروفة"، مؤكداً أنه "سيتم التعامل معها بكل حزم لحماية الأرخبيل من مربع الفوضى والصراعات والفوضى الخلاقة".
وبحسب الخبر الرسمي، فقد طالب اللقاء من المحافظ بإلغاء صفة شيخ مشايخ سقطرى "لما ينتج عن هذه الصفة من انقسامات ومشكلات كبيرة"، وهو ما استجاب له المحافظ سريعاً بإصداره قراراً بإلغاء هذه الصفة.
ونشر المحافظ على حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، صورة للقرار الذي نص على إلغاء صفة شيخ مشايخ أرخبيل سقطرى عن الأخ "عيسى سالم بن ياقوت"، وعدم التعامل بها سواء في الشأن القبلي او الصفة الرسمية للدولة كونها دخيلة على المجتمع السقطري.
وحذر القرار أن "من ينتحل صفة شيخ مشايخ أرخبيل سقطرى سوف يعرض نفسه للإجراءات الإدارية والقانونية"، فيما قضت المادة الثانية من القرار، بإلغاء أي تكليف سابق بخصوص مستشار المحافظ لشؤون المشايخ والقبائل.
المحافظ أشار في ديباجة القرار أنه جاء بناءً على مقترحات وتوصيات لقاء وجهاء ومقادمة أرخبيل سقطرى وبعد "تدارس الأمر لأكثر من عام، ولنزع فتيل الصراع"، مضيفاً بأنه تم "استخدام صفة شيخ المشايخ للأغراض الحزبية وخلق الصراعات وشق النسيج الاجتماعي والقبلي وخرق العادات والتقاليد".
حديث المحافظ في قراره يشير إلى الدور الذي لعبه "عيسى سالم بن ياقوت" مستغلاً صفة شيخ مشايخ أرخبيل سقطرى، وتحوله إلى أحد أهم أدوات جماعة الإخوان ضد السلطة المحلية وقوات التحالف العربي خلال السنوات الماضية، ومهاجمتها عبر وسائل إعلام الجماعة.
كما ظهر بن ياقوت لأكثر من مرة في الاعتصامات المسلحة التي يقيمها المدعو علي الحريزي في محافظة المهرة ضد تواجد قوات التحالف العربي منذ سنوات والتي تديرها جماعة الإخوان ويمولها النظام في سلطنة عُمان، والذي يكيل له الرجل المدائح والإشادة بشكل لافت من خلال منشوراته في مواقع التواصل الاجتماعي.
ابن ياقوت الذي غادر الجزيرة مع هزيمة سلطة الإخوان في يونيو عام 2020م، عاد إليها أواخر العام الماضي، ويقوم منذ ذلك الوقت بتنظيم زيارات ولقاءات داخل الجزيرة، وهو ما أثار المخاوف لدى السلطات من وجود مخطط لإثارة الوضع بالجزيرة.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: أرخبیل سقطرى بن یاقوت
إقرأ أيضاً:
كيف تستخدم كوريا الشمالية الذكاء الاصطناعي في عمليات الاحتيال والقرصنة الإلكترونية؟
في سباقها المحموم للحصول على العملات الأجنبية، لجأت كوريا الشمالية إلى الذكاء الاصطناعي كسلاح جديد في ترسانتها السيبرانية، ما يزيد من صعوبة التصدي لهجماتها الإلكترونية.
ورغم الجهود التي تبذلها كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية، مثل OpenAI وGoogle، لتعطيل الحسابات المرتبطة بالقراصنة المدعومين من بيونج يانج، إلا أن خبراء الأمن السيبراني يؤكدون أن هذه الإجراءات غير كافية لكبح جماح الأنشطة الاحتيالية المتزايدة.
كيف يتجاوز القراصنة الحظر؟منذ أواخر يناير، أعلنت OpenAI وGoogle عن خطوات لحظر الحسابات المرتبطة بالقراصنة الكوريين الشماليين وكشف أساليب استغلال منصاتها.
لكن النظام الكوري الشمالي يملك أدوات متطورة لتجاوز الحظر، منها استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة (VPNs)، وإنشاء شركات وهمية، والاعتماد على وسطاء خارجيين للحصول على وصول غير مقيد إلى أدوات الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا السياق قال راف بيلينج، مدير استخبارات التهديدات في شركة Secureworks الأمريكية: "المهاجمون الإلكترونيون يبحثون عن الأدوات الأرخص والأكثر كفاءة لإنجاز مهامهم، وهذا ينطبق على كوريا الشمالية، التي تفضل الخدمات المجانية أو تلك التي يمكن الدفع مقابلها بالعملات الرقمية".
منصات ذكاء اصطناعي خارج السيطرة.. خطر متزايدلا يعتمد قراصنة كوريا الشمالية على أدوات الذكاء الاصطناعي الأمريكية فقط مثل ChatGPT أو Google Gemini، بل بدأوا في استغلال منصات أخرى أقل خضوعًا للرقابة.
ففي يناير، أطلقت شركة DeepSeek الصينية نموذجًا لغويًا متطورًا، سرعان ما تصدر متجر Apple في الولايات المتحدة، بفضل قدراته الفائقة في التحليل المنطقي.
فيما يحذر توم هيجل، الباحث الرئيسي في شركة SentinelLabs للأمن السيبراني، من أن بعض الشركات الصينية قد تكون أقل صرامة في حجب المستخدمين الكوريين الشماليين، مما يقلل من قدرة الدول الغربية على مراقبة أنشطتهم.
واوضح التقرير المنشو ر بموقع “businessday”، القراصنة الكوريون الشماليون أثبتوا بالفعل قدرتهم على استخدام الذكاء الاصطناعي لتنفيذ عمليات احتيال متطورة.
ففي تقرير حديث لـOpenAI، تم الكشف عن استخدام ChatGPT لإنشاء سير ذاتية مزيفة، هويات وهمية، ومراجع كاذبة للحصول على وظائف في شركات غربية، وتحويل أرباحها إلى النظام الكوري الشمالي.
كما كشفت Google عن استغلال قراصنة بيونج يانج لنظام Gemini في تحليل الأسواق المالية، والبحث في المخابرات العسكرية الكورية الجنوبية، وحتى إنشاء إعلانات توظيف مزيفة لاستدراج الشركات الغربية.
تدريب جيل جديد من القراصنةلا تقتصر استفادة كوريا الشمالية من الذكاء الاصطناعي على الهجمات الإلكترونية، بل امتدت إلى إعداد كوادر جديدة من المبرمجين والمخترقين.
فقد نشرت وسيلة الإعلام الحكومية "صوت كوريا" مقطع فيديو يظهر فيه برنامج بعنوان "GPT-4 Real Case: Writing"، مما يشير إلى أن النظام يستخدم هذه الأدوات كجزء من برامج تعليمية لتدريب جيل جديد من المتخصصين في الأمن السيبراني.
ووفقًا للحكومة الأمريكية، فإن كوريا الشمالية تدير شبكة عالمية من العاملين في قطاع تكنولوجيا المعلومات، يعمل معظمهم في الصين وروسيا، إضافة إلى دول في جنوب شرق آسيا وأفريقيا، ويعتقد أنهم يدرّون مئات الملايين من الدولارات سنويًا لصالح النظام.
كيف يمكن مواجهة هذه التهديدات؟تتيح أدوات الذكاء الاصطناعي للقراصنة تنفيذ هجمات أكثر تعقيدًا، مثل التصيد الاحتيالي المتطور، وإنشاء محتوى Deepfake لخداع الضحايا.
ولمواجهة هذه التهديدات، دعا الخبراء إلى تعزيز التحقق الجغرافي (Geofencing) لمنع الوصول غير المصرح به، علاوة على تحسين آليات الكشف عن السلوك المشبوه في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
كما نصح الخبراء بمراقبة أنماط الاستخدام غير العادية لاكتشاف الأنشطة الاحتيالية مبكرًا، بالاضافة إلى توعية فرق التوظيف بأساليب الاحتيال، مثل السير الذاتية المزيفة، والرفض المتكرر لاستخدام الفيديو في المقابلات.
عصر جديد من الجرائم السيبرانيةمع استمرار كوريا الشمالية في استغلال الذكاء الاصطناعي لتنفيذ هجمات متقدمة، تتزايد التحديات أمام الحكومات والشركات لمكافحة هذه التهديدات.
وفيما تسعى الدول الغربية إلى تحصين أنظمتها الإلكترونية، يبدو أن بيونج يانج تراهن على الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدراتها الاقتصادية والاستخباراتية في ميدان الحرب السيبرانية.