شهدت محافظة سقطرى تحركات رسمية ومجتمعية استباقاً لأي محاولات لإثارة الوضع، بعد أيام من حلول الذكرى الرابعة لتحرير المحافظة من سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على القرار السياسي والعسكري للجزيرة.

حيث شهدت الجزيرة، الأحد، لقاءً موسعاً لوجهاء ومقادمة أرخبيل سقطرى حضرته السلطة المحلية وقيادات عسكرية وأمنية بالإضافة الى قيادة المجلس الانتقالي بالمحافظة، بدعوة من السلطان علي بن عيسى بن عفرار رئيس لجنة  التنمية ورئيس الهيئة التنفيذية للمجلس العام لأبناء سقطرى والمهرة الشيخ مبارك علي قبلان.

وفي اللقاء شدد محافظ سقطرى المهندس رأفت الثقلي على حرص السلطة المحلية، في الحفاظ على وحدة الصف لأبناء سقطرى وتجاوز جميع الخلافات والوقوف "أمام كافة التحركات المشبوهة التي تحاول بعض الجهات تنفيذها بالأرخبيل لتعكير صفوة الأمن والاستقرار وتفكيك النسيج الاجتماعي". حسب قوله.

ولفت إلى "أن جميع التحركات المشبوهة في المحافظة مرصودة ومعروفة"، مؤكداً أنه "سيتم التعامل معها بكل حزم لحماية الأرخبيل من مربع الفوضى والصراعات والفوضى الخلاقة".

وبحسب الخبر الرسمي، فقد طالب اللقاء من المحافظ بإلغاء صفة شيخ مشايخ سقطرى "لما ينتج عن هذه الصفة من انقسامات ومشكلات كبيرة"، وهو ما استجاب له المحافظ سريعاً بإصداره قراراً بإلغاء هذه الصفة.

ونشر المحافظ على حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، صورة للقرار الذي نص على إلغاء صفة شيخ مشايخ أرخبيل سقطرى عن الأخ "عيسى سالم بن ياقوت"، وعدم التعامل بها سواء في الشأن القبلي او الصفة الرسمية للدولة كونها دخيلة على المجتمع السقطري.

وحذر القرار أن "من ينتحل صفة شيخ مشايخ أرخبيل سقطرى سوف يعرض نفسه للإجراءات الإدارية والقانونية"، فيما قضت المادة الثانية من القرار، بإلغاء أي تكليف سابق بخصوص مستشار المحافظ لشؤون المشايخ والقبائل.

المحافظ أشار في ديباجة القرار أنه جاء بناءً على مقترحات وتوصيات لقاء وجهاء ومقادمة أرخبيل سقطرى وبعد "تدارس الأمر لأكثر من عام، ولنزع فتيل الصراع"، مضيفاً بأنه تم "استخدام صفة شيخ المشايخ للأغراض الحزبية وخلق الصراعات وشق النسيج الاجتماعي والقبلي وخرق العادات والتقاليد".

حديث المحافظ في قراره يشير إلى الدور الذي لعبه "عيسى سالم بن ياقوت" مستغلاً صفة شيخ مشايخ أرخبيل سقطرى، وتحوله إلى أحد أهم أدوات جماعة الإخوان ضد السلطة المحلية وقوات التحالف العربي خلال السنوات الماضية، ومهاجمتها عبر وسائل إعلام الجماعة.

كما ظهر بن ياقوت لأكثر من مرة في الاعتصامات المسلحة التي يقيمها المدعو علي الحريزي في محافظة المهرة ضد تواجد قوات التحالف العربي منذ سنوات والتي تديرها جماعة الإخوان ويمولها النظام في سلطنة عُمان، والذي يكيل له الرجل المدائح والإشادة بشكل لافت من خلال منشوراته في مواقع التواصل الاجتماعي.

ابن ياقوت الذي غادر الجزيرة مع هزيمة سلطة الإخوان في يونيو عام 2020م، عاد إليها أواخر العام الماضي، ويقوم منذ ذلك الوقت بتنظيم زيارات ولقاءات داخل الجزيرة، وهو ما أثار المخاوف لدى السلطات من وجود مخطط لإثارة الوضع بالجزيرة.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: أرخبیل سقطرى بن یاقوت

إقرأ أيضاً:

اغتيال نصر الله.. بين تحركات حزب الله وإيران وخطط إسرائيل

ذكرت هيئة الإذاعة البريطاني "بي بي سي"، أن اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، يمثل تصعيداً خطيراً من شأنه دفع المنطقة، على الأرجح، خطوة إضافية نحو نزاع أشمل وأشد تدميرا.

وتتحدد مسارات الأحداث المقبلة في المنطقة بشكل أساسي على ثلاثة عوامل رئيسية، تتمثل وفقا لـ"بي بي سي"، في تحركات أطراف الصراع حزب الله وإيران من جهة وإسرائيل، من جهة ثانية.

وقتل الأمين العام لحزب الله في غارة جوية إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، في ضربة قاسية وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي، السبت، بأنها "منعطف تاريخي" لبلاده في الحرب ضد "أعدائها".

ماذا سيرد حزب الله؟

تقول الهيئة إن حزب الله يترنح من ضربة تلو الأخرى، بعد أن تم قطع رأس هيكله القيادي، مع اغتيال عدد من كبار قادته، وتخريب اتصالاته إثر التفجيرات الصادمة لأجهزة النداء وااللاسلكي، فضلا عن تدمير العديد من أسلحته في غارات جوية.

ويقول محمد الباشا، محلل الأمن في الشرق الأوسط المقيم في الولايات المتحدة: "سيكون لفقدان حسن نصر الله تداعيات كبيرة، من المحتمل أن تزعزع استقرار الجماعة وتغير استراتيجياتها السياسية والعسكرية على المدى القصير."

لكن أي توقع بأن هذه المنظمة المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، ستستسلم فجأة وتطلب السلام، وفق شروط إسرائيل من المرجح أن يكون في غير محله.

وتعهد حزب الله بالفعل بمواصلة القتال. لا يزال لديه آلاف المقاتلين، العديد منهم يطالبون بالانتقام للضربات الإسرائيلية الأخيرة، وفقا للمصدر ذاته.

ولا يزال لدى الحزب أيضا، ترسانة كبيرة من الصواريخ، العديد منها أسلحة طويلة المدى وموجهة بدقة يمكنها الوصول إلى تل أبيب ومدن أخرى.

وسيكون هناك ضغط داخل صفوفه لاستخدامها قريباً، قبل أن يتم تدميرها هي أيضاً.

غير أن التصعيد بهذا الشكل عبر هجوم جماعي يتجاوز دفاعات إسرائيل الجوية ويؤدي إلى مقتل المدنيين، من المرجح أن تقابله إسرائيل برد مدمر، مما يلحق الدمار بالبنية التحتية اللبنانية، أو حتى يمتد إلى إيران.

ماذا ستفعل إيران؟

ويمثل اغتيال نصر الله ضربة لإيران بقدر ما هو لحزب الله. لقد أعلنت بالفعل الحداد لمدة خمسة أيام. كما اتخذت احتياطات طارئة، بإخفاء زعيمها، علي خامنئي، خشية اغتياله هو أيضا، وفقا للهيئة البريطانية.

وطلبت طهران عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي الذي دعته إلى "اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لوقف العدوان الإسرائيلي ومنع جر المنطقة إلى حرب شاملة".

وبعدما تفادت إيران الانتقام لـ"الاغتيال المهين" لزعيم حماس، إسماعيل هنية، في عاصمتها طهران، توضح الهيئة أن ما "حدث الآن سيجعل المتشددين في النظام يفكرون في نوع من الرد".

ولدى إيران مجموعة كاملة من الميليشيات المسلحة الحليفة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ما يسمى بـ "محور المقاومة".

بالإضافة إلى حزب الله، لديها الحوثيون في اليمن، والعديد من الجماعات في سوريا والعراق. يمكن لإيران أن تطلب من هذه الجماعات تصعيد هجماتها على كل من إسرائيل والقواعد الأميركية في المنطقة.

لكن أياً كان الرد الذي تختاره إيران، فمن المحتمل أن تعايره حتى لا يؤدي إلى إثارة حرب لا تملك أي أمل في الانتصار فيها، وفقا للمصدر ذاته.

ماذا ستفعل إسرائيل؟

تذكر الهيئة البريطانية، أن من الواضح أن إسرائيل ليس لديها نية لوقف حملتها العسكرية من أجل هدنة من 21 يوما اقترحتها 12 دولة، بما في ذلك حليفتها الأقرب، الولايات المتحدة.

ويعتقد جيشها أنهم قد أوقعوا حزب الله في موقف دفاعي الآن، لذا سيرغبون في مواصلة هجومهم حتى تتم إزالة تهديده.

وتوعّد رئيس الأركان الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، بـ"الوصول" إلى كل من يهدّد إسرائيل، قائلا "لم نستنفد كل الوسائل التي في متناولنا. الرسالة بسيطة: كل من يهدّد مواطني إسرائيل، سنعرف كيف نصل إليه".

وباستثناء استسلام حزب الله، وهو أمر غير محتمل، وفقا لـ"بي بي سي"، من الصعب رؤية كيف يمكن لإسرائيل تحقيق هدفها الحربي المتمثل في إزالة تهديد هجمات حزب الله دون إرسال قوات على الأرض.

ونشرت قوات الدفاع الإسرائيلية لقطات لمشاة جيشها يتدربون بالقرب من الحدود لهذا الغرض تحديدا.

لكن حزب الله قضى أيضا الـ 18 عاما الماضية، منذ نهاية حرب تموز، في التدريب على خوض الحرب القادمة. وفي خطابه العلني الأخير قبل وفاته، قال نصر الله لأتباعه إن التوغل الإسرائيلي في جنوب لبنان سيكون "فرصة تاريخية"، على حد تعبيره.

وبالنسبة للقوات الإسرائيلية، تقول الهيئة إن "الدخول إلى لبنان سيكون سهلا نسبياً. لكن الخروج قد يستغرق - مثل غزة - أشهرا".

مقالات مشابهة

  • اغتيال نصر الله.. بين تحركات حزب الله وإيران وخطط إسرائيل
  • صوان: حل أزمة المركزي خطوة مهمة لقطع الطريق أمام أي إجراءات أحادية تتجاوز الإعلان الدستوري وتنقلب عليه
  • إسبانيا تُعلن الإضراب ضد حرب الإبادة بغزة وتدعو لقطع العلاقات مع “إسرائيل”
  • عصام السيد: اعتصام المثقفين شرارة ثورة 30 يونيو ضد نظام الإخوان البائد
  • ما هي أدوات إسرائيل في ممارسة الحرب النفسية؟
  • مليشيا الحوثي تطوق منزل أحد مشايخ سنحان بصنعاء وتقتاده إلى جهة مجهولة
  • التيجاني لم يكن الأول.. بين الصوفي والسلفي والتنويري مشايخ تصدروا التريند بعباءة الدين
  • العفافيش بين ثورتي 11 فبراير و21 سبتمبر
  • محافظ شمال سيناء يلتقي مشايخ وعواقل قرية نجع شيبانة
  • كيف أثرت غزة على الانتخابات النيابية الأردنية ؟