جريدة الرؤية العمانية:
2024-06-29@13:36:41 GMT

نجوم الشهرة أم أبطال التفاهة؟

تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT

نجوم الشهرة أم أبطال التفاهة؟

 

سعيد بن حميد الهطالي

saidalhatali75@gmail.com

بات مفهوم الشهرة يتغير ويتطور بُسرعة مُذهلة في عصرنا الحالي، حيث تتسارع التغيرات التقنية، وتتوسع وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث أصبح من الصعب تجاهل تأثير الشخصيات العامة والمشاهير في تشكيل الوعي الجمعي، لكن هنا يبرز سؤال مُهم: هل الشهرة تعني بالضرورة القيمة والجودة؟ أم أنها أصبحت مجرد وسيلة لإبراز التفاهة والسطحية؟ وهل هؤلاء النجوم يستحقون فعلا لقب نجوم الشهرة أم أنهم مجرد أبطال التفاهة؟

الشهرة في جوهرها ليست أمرًا سلبيًا أو إيجابيًا بحد ذاته، بل تعتمد على كيفية استخدامها، ومن يستحقها، هناك العديد من الشخصيات التي اكتسبت شهرة واسعة بفضل موهبتها، عملها الدؤوب، وإنجازاتها المُتميزة، هؤلاء يستخدمون شهرتهم لإحداث تأثير إيجابي في المجتمع وتقديم محتوى ذا قيمة سواء كان ذلك من خلال الفن، أو الرياضة، أو العلم، أو النشاط الاجتماعي.

وعلى الجانب الآخر، نجد أن هناك من يسعى للشهرة والمال بأيِّ ثمن، حتى لو كان ذلك من خلال التفاهة والسطحية، أو من خلال تقديم الإعلانات التجارية التي غدت ظاهرة متزايدة تشكل تحديًا حقيقيًا هي الأخرى على المستهلك بكونها تفتقد في الغالب إلى المصداقية؛ حيث يتعاون المشاهير مع شركات أو منتجات لا يكون لديهم معرفة حقيقية بها، أو لا يستخدمونها في حياتهم اليومية، الهدف الأساسي منها هو تحقيق مكاسب مالية سريعة لهم ولو على حساب ثقة ومشاعر المتابعين، وجودة المنتج؛ حيث يتم التركيز على شراء المُنتج بناءً على شهرة الشخص الذي يُروِّج له.

وهذه الفئة تعتمد على إثارة الجدل، وتقديم محتوى فارغ من القيمة، واللعب على مشاعر الجمهور مستغلة عدد متابعيها ومعجبيها، وللأسف فإنَّ هذا النوع يحظى بشعبية كبيرة، ربما لأنَّ الكثير من الناس يعتمدون على توصيات المشاهير.

من هنا يجب على وسائل الإعلام أن تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز أو مكافحة هذه الظاهرة، فعندما تُركز وسائل الإعلام على المحتوى الهادف والجيِّد، فإنها تساهم في رفع مستوى الوعي والذوق العام لدى الجمهور، أما عندما تروج للتفاهة، فإنها تعزز من قيم سطحية ومادية؛ مما يؤدي إلى تراجع مستوى الذوق العام والقيم الثقافية.

وفي الجانب الثالث والمهم، الذي يقع على عاتقهم الدور الأكبر هم أفراد المجتمع، فكل شخص يجب أن يكون واعيًا وأكثر انتقائية في التعامل مع الإعلانات التي يُشاهدها، عليه أن يقوم بالبحث والتحقق عن المنتجات قبل الشراء ولا يعتمد على رأي المروجين التجاريين الذين يسعون إلى الربح المادي دون تحكيم الضمير، فهو مسؤول عن نوعية المحتوى الذي يستهلكه ويدعمه، فإذا اختار الجمهور دعم المحتوى الهادف والمفيد، فسيضطر صناع المحتوى للابتعاد عن التفاهة والبحث عن الجودة والإبداع، والعكس.

إنَّ التفاهة التي يتسم بها بعض مشاهير منصات التواصل الاجتماعي ممن يفتقرون إلى المسؤولية والوعي قد تساهم في نشر القيم الاستهلاكية، والتركيز على المظاهر السطحية والمحتوى الفارغ بدلًا من المحتوى الهادف والمُفيد، يسيئون بتصرفاتهم البهلوانية وحركاتهم الصبيانية التي يسعون من خلالها لجذب الانتباه بأي وسيلة ممكنة إلى تشويه صورة المجتمع الذي ينتمون إليه، مما يؤدي هذا العبث لإنسياق الفئات التي لديها تراجع في مستويات الوعي والنضج وراء هذه الشخصيات التي ربما قد تعتبرها قدوة حسنة لها.

لذا لنبني مجتمعًا أفضل، علينا أن نعمل معًا على تعزيز القيم الإيجابية، والإبداعية ودعم المواهب الحقيقية، وعلينا أن نشجع الإبداع، الثقافة، والعلم، وأن نكون حذرين من الوقوع في فخ التفاهة والسطحية والارتقاء بمستوى التفكير والثقافة لكيلا يفقد المجتمع ثراءه الفكري والثقافي والإبداعي، فإن تضافر الجهود بين أفراد المجتمع والمؤسسات يمكن أن يساعد في التصدي لتأثيرات بهلوانات التواصل الاجتماعي السلبية.

وفي جانب حل مشكلة الإعلانات التجارية الرخيصة نرى أن يتم تعزيز قوانين وتنظيمات الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي لضمان الشفافية والمصداقية، وينبغي على المشاهير الإفصاح بوضوح عن العلاقات التجارية التي تربطهم بالمنتجات التي يروجون لها والتأكد من تقديم نصائح صادقة وحقيقية للشراء.

وفي الختام.. لا تثق بكل ما تراه، أو تسمعه، أو تقرأه على أنَّه حقيقة مُطلقة؛ بل كُن يقظًا وواعيًا، وتأكد من صحة المعلومة، وحرر عقلك من التبعية والأسر.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حفل تكريم أبطال تحدي القراءة العربي بموسمه الثامن في دار الأسد للثقافة باللاذقية

اللاذقية-سانا

استضاف مسرح دار الأسد للثقافة باللاذقية اليوم حفلاً تكريمياً لأبطال تحدي القراءة العربي بموسمه (الثامن) الذي أقامته مديرية التربية في اللاذقية بتضافر جهود مختلفة من مديرية الثقافة واتحاد الكتاب العرب واتحاد شبيبة الثورة ومكتبة الأطفال العمومية لتتوج ثمار التحدي لهذا العام وللأعوام السابقة.

وتخللت حفل التكريم مشاركة لأبطال التحدي بإلقاء الكلمات التي تمجد اللغة العربية، وتستحضر التاريخ المشرق والمجيد، وتسلط الضوء على عظمة الشعراء والكتاب والأدباء وإبداعاتهم الشعرية والأدبية، إضافة إلى مشاركة فرقة (هارموني) للمسرح الراقص بتقديم لوحات فنية تعبيرية راقصة من وحي المناسبة.

ولفت المنسق الوزاري لمسابقة تحدي القراءة العربي في اللاذقية المهندس محمد سلوم لمراسلة سانا إلى تأهل 9 طلاب على مستوى الجمهورية بينهم طالب من ذوي الإعاقة سيخضعون للجنة تحكيم على المستوى الوطني الأسبوع القادم، مبيناً أن التكريم لم يقتصر على أوائل الطلاب، وإنما شمل أوائل المدارس وأوائل المنسقين في المدارس وحالات التميز للطلاب الذين حصلوا على 90 درجة وما فوق، كما قدمت شهادات تكريم لكل الطلاب المشاركين بالمجمل.

وأشارت عضو لجنة التحكيم في منافسات تحدي القراءة العربي الدكتورة لارا ستيتي إلى أن هذه المرحلة هي تتويج للجهود المبذولة في ميدان تحدي القراءة، مؤكدة أهمية العناية باللغة العربية والجهود التي تحث على تطوبر مجالات تحدي القراءة العربي والتي لابد أن تثمر لكون تحدي القراءة هو تحد للذات ينير لنا مستقبلاً نأمل أن يكون مشرقاً.

ولفت مدير فرقة هارموني للمسرح الراقص بسام جديد ومخرج العرض إلى أن هذه العروض تحمل ميزة خاصة، وتقدم كوجبة دسمة لهذا الجيل الذي يواجه التحديات بالعلم والمعرفة والتعلم من خلال لوحات تعبيرية فنية راقصة.

وأشار المدرب في فرقة هارموني للمسرح الراقص فارس جاموس إلى أنه تم اختيار اللوحات بحيث تتناسب مع فحوى هذه الاحتفالية التي ركزت على الأصالة والعراقة بلوحة “طل الخيل” وعلى الطفولة بلوحة “لحن الحياة” وعلى أصالة دمشق وعراقتها، إضافة إلى لوحات تسلط الضوء على التراث السوري وبلاد الشام عامة.

ووصف المشاركون المكرمون، الذين انتقلوا للمرحلة الثالثة على المستوى الوطني، أبطال الموسم الثامن ومنهم نايا حميدان وميس نوفل وحلا ماريا وحنين رحال وليث علي، هذه التجربة بالغنية والمميزة، حيث أكسبتهم الثقة بالنفس وحب القراءة والمطالعة وبث روح التنافس الإيجابي الذي عزز من مهاراتهم، وأكسبهم حب الاطلاع والمعرفة.

كما أشارت فاطمة عبد السلام طيبة ويعرب العش وزينب أسعد المكرمون من المواسم السابقة إلى أن التجربة مليئة بالعلم والمعرفة لكون القراءة غذاء الروح ومنيرة للعقول، وتأخذهم إلى بحار من العلم والمعرفة لتروي صحارى الجهل والظلام.

غفار ديب

مقالات مشابهة

  • رئيس الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت يعتقد أنه من المقبول سرقة المحتوى إذا كان موجودا على الإنترنت
  • للمرة الأولى.. آبل تطرح نظارات فيجن برو خارج الولايات المتحدة
  • حفل تكريم أبطال تحدي القراءة العربي بموسمه الثامن في دار الأسد للثقافة باللاذقية
  • مجلس رقابة ميتا يتخذ 53 قرارًا فقط في عام 2023
  • "صنعة جابر".. مشروع يحظى بدعم "إثراء" ضمن مبادرتها للمحتوى العربي
  • ثغرة في “ميتا” تُعَطل “مرشح المحتوى السياسي” في “ثريدز” و”إنستجرام”
  • خطأ ميتا يكسر مرشح المحتوى السياسي في Threads وInstagram
  • العاطفة ليست نقيصة، والعقل ليس كافيا
  • المحكمة العليا الأمريكية ترفض حد صلاحية الدولة في التدخل بمحتوى الشبكات الاجتماعية
  • وكان الله بالسر عليمًا