منصات التواصل الاجتماعي العربية الهادف يجابه التافه.. عائلة أبو رعد نموذجا
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
ساد انطباع لدى الكثيرين بأن “التفاهة” التي غزت موقع “يوتيوب” وغيره من منصات التواصل الاجتماعي ستنحسر، مع مرور الوقت وتعزز هذا الانطباع بعد ذياع شهرة العديد من المنصات الهادفة، مثل عائلة أبو رعد إلا أن المحتوى التافه عاد ليتربع على عرش ما يتابعه جمهور الويب.
التفاهة التي وسمت “يوتيوب” العربي خلال السنوات الأخيرة عادت لتطفو إلى السطح بقوة خلال الأيام الأخيرة، بعد أن صار المحتوى عبارة تحد بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي التي صارت ساحة للتحدي والتحدي المضاد وسط تزايد أعداد المتابعين.
وفيما تتوالى الدعوات إلى “عقلنة” ما يقدمه “صناع المحتوى” العربي، قال سعيد سليمان، الخبير في مجال المعلوميات، إن أشد المتفائلين من المهتمين بالشأن الرقمي ببلادنا العربية لا يتوقعون نهاية التفاهة المنتشرة بشكل رهيب على “يوتيوب” وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، أو على الأقل خفوت حدتها”.
وفي ظل هذا الزخم التافة ظهرت العديد من المنصات العربية تقدم المحتوى الثمين، الذي من الممكن أن يقضي على التافه، مثل عائلة أبو رعد، التي اشتهرت بإنتاجاتها الفنية المتنوعة والمحببة لدى الأسر العربية، تستمر في تحقيق نجاحات ملحوظة على منصة يوتيوب، حيث وصلت إلى ملايين المشاهدات والمتابعين من مختلف الجاليات العربية حول العالم.
منذ إطلاق قنواتها الفنية على يوتيوب، استطاعت عائلة أبو رعد أن تثبت نفسها كأحد أبرز الأسماء في عالم الترفيه العائلي، حيث جمعت نحو 15 مليون متابع على قناتها الرئيسية وما يزيد عن 12 مليون متابع على قناة أخرى مخصصة للمنوعات، إضافة إلى قناة للمقاطع القصيرة وأخرى للأغاني والكليبات.
النجاح الكبير الذي حققته العائلة لم يأتِ عن طريق الصدفة، بل بفضل المحتوى المميز الذي يقدمه الأب حسام الحلبي وأبناؤه. ابتداءً من مسلسلاتهم الشهيرة مثل "الحماية والكنة" و"الضراير" و"نكشات أبو رعد"، وصولًا إلى الأغاني الخاصة التي تنتقل بين الراقص والمؤثر، استطاعت العائلة أن تلبي تطلعات الجمهور بأسلوب فني يجمع بين الفرح والتعليم.
عائلة أبو رعد ترسخ مفهوم الأسرة العربية
تعد العائلة أيضًا رمزًا للتواصل الاجتماعي المباشر، حيث تتفاعل مع جمهورها من خلال التعليقات والبث المباشر، مما يساهم في بناء علاقة قوية ومستدامة مع متابعيها. هذا التفاعل الفعال لعائلة أبو رعد يعكس التزامها بالتواصل الفعال وتلبية توقعات واحتياجات جمهورها.
بهذه الطريقة، تواصل عائلة أبو رعد احتلال مرتبة متقدمة على منصة يوتيوب، وتعزز مكانتها كرواد في مجال الفن العائلي بين الجاليات العربية حول العالم، مما يعكس الشعبية الواسعة والتأثير الإيجابي الذي تتمتع به في المجتمع العربي العالمي.
القضاء على التوافه
فيما تظل منصات تافهة تقدم محتوى ساقط، اعتبر سليمان، أن هذه التفاهة التي أصبحت تسم ما يُقدم على منصات التواصل الاجتماعي العربية غير مرتبطة بما قبل أو بعد الجائحة بقدر ما هي مرتبطة بالوعي المجتمعي، مُرجعا سببها إلى عدم الاهتمام بمؤسسات المجتمع المعنية بالتربية، وفي مقدمتها المدرسة.
وفي هذا الإطار، قال الخبير ذاته: “نحن، والحالة هذه، نجني ثمار ما زرعناه لعقود من إهمالٍ لقطاع التربية والتعليم وتبخيس دور مؤسساته؛ بل أصبح المربي موضوعا للتنكيت والحط من قيمته، إضافة إلى غياب البرامج التربوية الهادفة عن وسائل الإعلام، والتي من شأنها أن تعمل على إيجاد جيل قادر على التمييز”.
وبالرغم من أن “السطحية” أصبحت هي السمة الأساسية لكثير مما يُبث على “يوتيوب” وغيره من المنصات الاجتماعية، فإن سليمان يرى أنه انطلاقا مما يرصده الباحثون والمهتمون بالشأن الرقمي من التحولات التي تطرأ على المجتمعات من خلال رصد مواقع التواصل الاجتماعي “من النادر أن تجد مثيلا للتفاهة التي تسيطر على “يوتيوب” المغربي في باقي محتويات المجتمعات الأخرى”.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الأسر العربية
إقرأ أيضاً:
برلماني: مصر قدمت نموذجا عربيا لايستهان به فى دعم غزة
أكد المهندس هاني العسال، عضو مجلس الشيوخ، أن الدور المصري في تمرير المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة، منذ اندلاع الحرب وحتى بعد إتمام الهدنة يسطره التاريخ، عن الدعم اللامحدود التي قدمته مصر قيادة وشعباً من أجل دعم الأشقاء في هذه المحنة، مما يعكس إصرار مصر على مواصلة دعمها رغم الاستهداف المتكرر للعاملين من المنظمات الإنسانية.
وأوضح "العسال "، أن الجهود المصرية لازالت مستمرة بنفس وتيرتها بالتنسيق مع المنظمات الدولية والمحلية لضمان وصول المساعدات إلى الشعب الفلسطيني في أسرع وقت ممكن، عبر معبر رفح دون تحصيل لأي رسوم، لتبرهن الدولة المصرية انها أكثر الدول التي دعمت القضية الفلسطينية في محنتها التاريخية على كافة المستويات السياسية والإنسانية والإغاثية، وسط تخاذل الغرب من الحفاظ على حقوق الإنسان التي انتهكت بأيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي التي ارتكبت جرائم ومجازر دامية لن ينساها العرب يوماً.
وأشار عضو الشيوخ، إلى أنه بجانب الدور الإغاثي المشرف للدولة المصرية، لكنها أيضا قدمت نموذج عربي لايستهان به لدعم المفاوضات بين جانب الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، فقد نجحت بالتنسيق مع الأطراف الإقليمية في سريان اتفاقية وقف إطلاق النار، ومازالت تعكف في خطواتها لإتمام المرحلة الجديدة من الهدنة على الرغم من التعنت الإسرائيلي الذى يرغب في مواصلة حربه الشعواء و لم تكشف حتى الآن عن خسائرها النهائية وهي الأكثر كُلفة على الإطلاق.