لجريدة عمان:
2024-12-19@00:46:27 GMT

مهرجان ظفار السياحي والثقافة المأمولة

تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT

تابعنا منذ أيام البرنامج الترويجي لمهرجان ظفار السياحي، وهنا لا بد من الإشادة بجهود القائمين على هذه المادة البصرية الفريدة من نوعها، التي قدمها صاحب السمو محافظ ظفار وسعادة الدكتور رئيس بلدية ظفار وعدد من موظفي بلدية ظفار الذين اجتهدوا في الترويج للموسم السياحي، ومقومات ظفار السياحية، وبرامج البلدية المُعدة لتفعيل الأنشطة والبرامج الترفيهية.

وقبل الولوج إلى جوهر الموضوع لا بد من الإشارة والإشادة مرة أخرى بالظهور الإعلامي للمحافظ ورئيس البلدية كمؤثرين إعلاميين في المادة الترويجية، وبذلك يكون المسؤول الإداري قد استخدم الوسائل الإعلامية الحديثة في التعريف بمهام مؤسسته ووظائفها، وكذلك ثقة المسؤول في فاعلية المؤسسة التي يديرها ومدى تأثيرها في المجتمع، بمعنى بأن المؤسسة لن تحتاج بعد الآن إلى أصحاب الحسابات الترويجية أو ممن يعرفون بالمؤثرين في التعريف أو الترويج ببرامج المؤسسات وأنشطتها كما ينبغي ويُراد لها في تحقيق أهداف رؤية «عمان 2040». لفت انتباهي أن الفعاليات في المجال الثقافي المطروح ضمن المادة الترويجية للمهرجان انصبت على مهرجان مسرح ظفار الأول، وكأن المسرح هو المجال الثقافي الوحيد في محافظة ظفار الذي يستحق الدعم والاهتمام، وهو بالفعل يستحق الاهتمام، ولكن ليس على حساب الفعاليات الثقافية الأخرى كالندوات والمحاضرات والمؤتمرات المعنية ببعث مشروعات وطنية ثقافية تسهم في إبراز المفردات الثقافية المادية واللامادية، التي يُمكن الاستفادة منها في صناعة المحتوى الترويجي لمحافظة ظفار، فالزائر للمحافظة يرغب في التعرف على المكونات الثقافية في المحافظة التي تُشكل الهوية الثقافية لسلطنة عُمان وتأثيرها في الصناعات الأدبية والفنية، وقدرة المثقف العُماني على استيعاب ثقافته وتوظيفها في أعماله الإبداعية.

كنت أرجو من بلدية ظفار، الجهة المنفذة لمهرجان ظفار السياحي، الاستعانة بالمؤسسات الثقافية في سلطنة عُمان مثل وزارة الثقافة والرياضة والشباب، والنادي الثقافي، والجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، وجمعية الصحفيين العُمانية، وغيرها من الكيانات الثقافية في بلورة خطط وفعاليات ثقافية مستدامة يمكن تنفيذها على فترات قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، وتعمل وفق الخطط والبرامج التنموية الوطنية، الأمر الذي يُشجع على ولادة استراتيجية سياحية وثقافية خاصة بمهرجان ظفار السياحي، فكل ما نراه ونشهده حاليا هو غياب فعلي لاستراتيجية سياحية وثقافية في محافظة يُعوّل عليها في تحقيق رؤية «عمان 2040» في المجال السياحي. إذ إن التركيز على العروض البصرية والضوئية يفقد المهرجان زخمه وأثره الاجتماعي والاقتصادي والثقافي في المحافظة، خاصة أن العنصر الجاذب للسياحة في المحافظة طبيعي وليس مصطنعا، وهذه ميزة تنفرد بها المحافظة عن بقية الأمكنة في الدول المجاورة، ولذلك فإن أي خطط أو برامج لا تضع الطبيعة البيئية في أولوياتها لن يكتب لها النجاح، والمقصود بالطبيعة البيئية هنا هو فصل الخريف والحفاظ على التوازن البيئي عبر اتباع خطط طويلة المدى تضع التقلب المناخي على سلم أولوياتها. والحقيقة أن ما كنا ننتظره من مهرجان ظفار السياحي هو البرامج والفعاليات المتعلقة بالبيئة والطبيعة منها على سبيل الذكر: إقامة حديقة للنباتات الطبيعية في ظفار على غرار حديقة النباتات العُمانية، تكون مزارا سياحيا على مدار العام ومصدرا من مصادر الحفاظ على التوازن الطبيعي في المحافظة، بالإضافة إلى تحويل الحديقة إلى متحف طبيعي مفتوح يُعرّف الزائر والمقيم بأسماء الأشجار والنباتات في المحافظة واستخداماتها الطبية والعلاجية ووظائفها في صناعة مواد التجميل المستخدمة في السابق، وعلى ذلك يُمكن إقامة العديد من المؤتمرات والندوات العلمية المختصة بالصناعات الطبية والتجميلية القائمة على النباتات الطبيعية التي تزخر بها محافظة ظفار، وبذلك يمكن رفد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في مجال الصناعات الطبية والعلاجية بالمواد والكوادر القادرة على بعث مشروعات صناعية تستوعب الشباب وفئة الباحثين عن عمل لإيجاد مشروعات دخل مستدامة.

نأمل من الجهات المعنية بالسياحة والثقافة التركيز على المورد الوطني الذي لا ينضب وعدم الانشغال بالفعاليات المستوردة، التي لا ينتفع منها إلا قلة من الناس، كما نرجو الاستمرارية في العمل على البرامج المستدامة الخاصة بالثقافة البيئية والسياحية والاستفادة منها مستقبلا في صناعات وبرامج تعزز من الهوية الوطنية والانتماء للبيئة والمجتمع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ظفار السیاحی فی المحافظة

إقرأ أيضاً:

وزير الإعلام والثقافة الكويتي يشيد بالمكانة التاريخية لماسبيرو

أشاد وزير الإعلام والثقافة الكويتي عبد الرحمن المطيري بالمكانة التاريخية لماسبيرو، وبدور الإعلام والثقافة في مصر في تعزيز القوة الناعمة العربية.

جاء ذلك خلال استقباله الكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، والذي زار وزارة الإعلام الكويتية، وتفقد الاستديوهات الجديدة، ومركز الأخبار بتليفزيون دولة الكويت.

وقال المسلماني في تصريحات صحفية عقب تكريمه من وزارة الإعلام الكويتية: لقد اتفقنا على المزيد من التعاون الإعلامي بين البلدين الشقيقين، وسيكون الإنتاج المشترك على جدول الأولويات في المرحلة القادمة.

وأضاف رئيس الهيئة الوطنية للإعلام: لدى الكويت تجربة ثرية في الثقافة والإعلام تستحق الاحترام والتقدير، وقد شكّل زكي طليمات وفؤاد زكريا وزكي نجيب محمود وغيرهم جسورًا فكرية ربطت مصر بالكويت لعقود طويلة، واليوم فإننا نعمل من جديد لتعزيز العلاقات في مجالات الإذاعة والتليفزيون والإنتاج المشترك.

مقالات مشابهة

  • فوز بنك ظفار بجائزتين في مجال تجربة الزبائن
  • محافظ الإسكندرية يوجه بسرعة رصف الطرق التي يشتكي منها المواطنون.. صور
  • دراسة تكشف عن المحافظة اليمنية التي ستكون منطلقا لإقتلاع المليشيات الحوثية من اليمن
  • «حي الشروق» في صلالة .. نقلة نوعية لتنشيط القطاع السياحي
  • الكشف عن أكبر المشاكل التي يعاني منها سكان إسطنبول
  • محافظ الشرقية يلتقي أهالي "الحسينية" لبحث المشاكل التي تواجههم لإنهاء إجراءات التقنين
  • بلدية دبي تحصل على 3 شهادات مواصفات دولية جديدة منها شهادة معالجة الحمأة التي تمنح لأول مرة على مستوى العالم في 2024
  • أسوأ الأفرع الأمنية التي قهرت وعذبت السوريين (إنفوغراف)
  • بين المالية والثقافة ” شعيط ومعيط وجرار الخيط ” ومنّة المكافأة ….!
  • وزير الإعلام والثقافة الكويتي يشيد بالمكانة التاريخية لماسبيرو