ما قصة رأس جدير بين ليبيا وتونس.. لماذا تكرر إغلاقه؟
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
أثار تكرار إغلاق معبر رأس جدير الحدودي بين ليبيا وتونس وفشل الحكومات في تأمينه وافتتاحه مزيدا من الأسئلة عن طبيعة الأزمة وأسباب العجز الحكومي الأمني في السيطرة على المنطقة الحدودية الاستراتيجية بين البلدين وتأثير ذلك على العلاقات الثنائية، فما قصة المعبر وما طبيعة أزمته؟.
"رأس جدير" هو معبر حدودي يقع شمال غرب ليبيا، على بعد حوالي 170 كيلومترًا غرب العاصمة طرابلس، ونحو 60 كيلومترا عن مدينة زوارة (غرب ليبيا)، ونحو 32 كيلومترا عن مدينة "بنقردان" التونسية، وتعبر منه مئات الشاحنات وآلاف المواطنين يوميا وهو نقطة العبور الرئيسية بين غرب ليبيا وجنوب شرق تونس.
"من المسيطر؟
عقب الإطاحة بنظام معمر القذافي، سيطرت قوات تابعة للمجلس العسكري لمدينة "زوارة" وهي تمثل أقلية "الأمازيغ" على رأس جدير، وضمّته رسميا إلى منطقتها الإدارية، الواقعة تحت سيطرة بلديتها، التابعة اسما للحكومة المتواجدة في غرب البلاد (حكومة الدبيبة).
وتكمن أزمة المعبر في صراع النفوذ والسيطرة بين القوات الأمازيغية وقوات حكومة الدبيبة التي تريد فرض سيطرتها على المعبر كونها الحكومة الرسمية والمعترف بها دوليا، في حين ترفض قوة الأمازيغ ذلك كون المعبر يقع في مناطق نفوذهم ويسيطرون عليه منذ الثورة على القذافي.
ويؤدي إغلاق هذا المعبر إلى توقف مرور البضائع في كلا الاتجاهين، وحركة العديد من العمال التونسيين الذين يعملون في ليبيا وحركة الليبيين المتوجهين إلى تونس خصوصا لتلقي العلاج.
"إغلاق مكرر وفشل في افتتاحه"
وتكرر إغلاق المعبر الحدودي عدة مرات منذ بدء الأزمة بين الحكومة وقوات الأمازيغ كان آخرها في 19 مارس الماضي حيث أعلن رسميا إغلاق المعبر بسبب اشتباكات أمنية بين القوتين.
من جهتها أكدت وزارة الداخلية بحكومة الدبيبة أن "المعبر الحدودي لابد أن يعمل تحت سلطة وشرعية الدولة، وأن القوات الأخرى التي تريد السيطرة هم مجموعة خارجة عن القانون، وسيتم "اتخاذ أشد العقوبات ضدها وأنه تم إصدار التعليمات لقوة إنفاذ القانون للبدء في ذلك"، وفق بيان للوزارة.
ورغم إعلان حكومة الدبيبة رسميا أنه سيتم إعادة فتح رأس جدير الإثنين 24 يونيو إلا أن القوات الرافضة لذلك أغلقت الطريق المؤدي للمعبر ودخلت في اعتصام مفتوح ما أجبر الحكومة على التراجع واستمرار إغلاق المعبر رغم توقيع اتفاق رسمي مع الجانب التونسي بذلك.
وقدر تقرير للبنك الدولي المبادلات التجارية بين تونس وليبيا بـ 1.5 مليار دينار تونسي سنويا، وتمثل التجارة البينية أكثر من نصف المبادلات التجارية مع ليبيا، حيث تمر غالبية السلع بشكل غير رسمي عبر معبر رأس جدير.
وتوجه اتهامات للقوات المسؤولة عن تأمين المعبر الحدودي سواء الليبية أو التونسية بالتورط في التجارة غير الشرعية والتهريب وكسب الملايين جراء ذلك وأن فرض الإتاوات سواء على سيارات النقل والمركبات الخاصة أو المواطنين أصبح علانية وبشكل شبه رسمي.
فهل يؤكد استمرار إغلاق المعبر فشل الحكومات الليبية والتونسية أمنيا ومتى يتم التأمين والافتتاح وفرض شرعية الدولة على المعبر؟
"تفاوض مع الأمازيغ"
من جانبها قالت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، ربيعة بوراص إن "فشل الحكومة في إعادة فتح معبر رأس جدير الحدودي بسبب أن المشكلة لم تكن مع الجانب التونسي بل كانت أزمة داخلية بين الحكومة والجماعات المحلية بمدينة زوارة، وتكرر الفشل كون الحوار والتفاوض كان يجب أن يكون مع الأطراف المحلية وليس مع الجانب التونسي".
وأوضحت في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن "الأزمة الأساسية كانت في أسلوب وزارة الداخلية الليبية في إدارة شؤون المعبر الحدودي والتي تسببت في مشكلة اجتماعية وأمنية، وكي تنجح مساعي عودة العمل لرأس جدير يجب أن يكون الحوار داخلي بين الحكومة والجهات الرافضة لسياسة الحكومة وداخليتها"، وفق تقديرها.
وتابعت: "على حكومة الوحدة الليبية العودة إلى طاولة المفاوضات لإيجاد حلول وسط تضمن إعادة فتح المعبر تعزز من خلالها كرامة المواطن ودور الأمن لخدمة المواطن وليس لخدمة تصفية الحسابات، وإدخال تونس على خط المشكلة كانت محاولة فاشلة من الحكومة للضغط على الجماعات المحلية"، كما رأت.
"3 عومل لفتح المعبر"
الباحث التونسي في العلاقات الدولية، البشير الجويني رأى أن "المشكلة تتركز في التباين بين السلطة المركزية في طرابلس وإدارة المعبر في رأس جدير وأن تصوير الأمر أن مجرد التوقيع على اتفاق سيحل المشكلة أمر يقفز على حقائق عديدة تاريخية وجغرافية وأمنية".
وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "نجاح تأمين المعبر وإعادة فتحه مرتبط بعوامل ثلاث: أولا سيطرة الأجهزة النظامية من الجانب الليبي، وثانيا: حل الإشكاليات ذات البعد الاقتصادي بشكل قانوني مع مراعاة خصوصيات الجهة من الجانبين التونسي والليبي، ثالثا: إخراج المعبر عن كل أشكال التجاذبات السياسية أو المناطقية واعتبار كل من يهدد سلامته وسهولة تحرك الأشخاص والبضائع والأموال ضمن نطاقه مهددا للأمن الحيوي للبلدين"، بحسب قوله.
"نفوذ التنظيمات المسلحة"
في حين أشار المحلل السياسي الليبي، وسام عبدالكبير إلى أن "تكرار فشل فتح معبر رأس اجدير كان بسبب رفض بعض التنظيمات المسلحة لمدينة زوارة للخطوة ورفضها الاتفاق بين حكومتي ليبيا وتونس، كونها رأت أن الترتيبات الجديدة لوزارة الداخلية وإعادة تنظيم المعبر هو إقصاء لتواجدها ونفوذها".
وأضاف: "لكن بالرغم مما حدث خلال هذه الأيام من تعطيل فتح المعبر وقيام هذه المجموعات بإقفال الطريق إلا أن السلطات الليبية لازالت لها القدرة على معالجة هذه الإشكالات وإتمام إجراءات افتتاح المعبر مع الجانب التونسي في الأسابيع القادمة"، وفق رأيه وتصريحه لـ"عربي21".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية ليبيا التونسية ليبيا تونس المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المعبر الحدودی حکومة الدبیبة إغلاق المعبر رأس جدیر معبر رأس
إقرأ أيضاً:
وزير الاتصال التونسي: نعمل على استثمار العلاقة الاستراتيجية مع مصر لتحقيق المزيد من التعاون
أشاد سفيان الهميسي، وزير تكنولوجيا الاتصال التونسي، بالعلاقات المصرية التونسية في مختلف المجالات وخصوصا فيما يتعلق بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مؤكدا أن مصر وتونس تربطهما علاقات قوية وتاريخية وتقريب وجهات النظر فيما يتعلق بالقضايا العربية ومجالات التعاون في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وقال الهميسي، في تصريحات لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، على هامش أعمال النسخة الثانية من "منتدى التعاون الرقمي والتنمية"، التي عقدت مؤخرا في الأردن تحت شعار "رؤيتنا، عالمنا، مستقبلنا": نعمل على استثمار العلاقة المميزة والممتازة والاستراتيجية بين قيادتي مصر وتونس من أجل المزيد من التعاون وتبادل الخبرات بين وزارة الاتصالات المصرية ونظيرتها التونسية"، مشيرا إلى أن هناك العديد من الاتفاقيات بين الوزارتين في مجال التدريب وتبادل الخبرات والتجارب فيما يخص الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأضاف أنه مؤخرا كان قد اجتمع مع وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عمرو طلعت وتبادلا النقاش فيما يتعلق بترفيع التعاون والعلاقات بين البلدين، موضحا أنه تم وضع خطة لتعزيز هذه العلاقات ومجالات التعاون بين البلدين.
وأشار وزير تكنولوجيا الاتصال التونسي إلى أنه تم التباحث مع الأشقاء في مصر من أجل وضع أطر لمزيد من التعاون بين وزارتي الاتصالات في البلدين، مشددا على أهمية التعاون وتبادل الخبرات بين مصر وتونس في مجال التحول الرقمي وتكنولوجيا المعلومات.
وبشأن استراتيجية وزارة تكنولوجيا الاتصال التونسية، أوضح الوزير سفيان الهميسي، أن تونس ومن خلال العديد من الاصلاحات لديها استراتيجيتها الوطنية لتعزيز الجانب الرقمي وتسعى إلى بناء اقتصاد رقمي تنافسي يساهم في تحقيق أهدافها الاجتماعية، مؤكدا أن تونس تعمل على تعزيز اقتصادها الرقمي من خلال مجموعة من الاصلاحات واستراتيجيتها الوطنية.
وكشف أن تونس تمتلك استراتيجية للتحول الرقمي وتكنولوجيا المعلومات تتماشى مع الاستراتيجية العربية وأهدافها، منوها إلى أن الاستراتيجية التونسية تقوم على عدة محاور أهمها رقمنة كافة الخدمات الحكومية وتحقيق الاقتصاد الرقمي وتشجيع كافة القطاعات على تنفيذ والاعتماد على التحول الرقمي.
ونوه إلى أن تشجيع ريادة الأعمال وتطوير أعمال الشركات الناشئة وتطوير البنية التحتية وتدريب العناصر العاملة في قطاع الاتصالات يمثل لب الاستراتيجية التونسية أيضا، مشيرا إلى أن تونس تمتلك استراتيجية للذكاء الاصطناعي وتطويره في كافة القطاعات التكنولوجية وغيرها.
وعن مشاركة تونس في تنفيذ الاستراتيجية العربية للتحول الرقمي، أكد وزير تكنولوجيا الاتصالات التونسي أن التحول الرقمي العربي يحتاج إلى مزيد من التعاون والشراكة بين دول العالم العربي، مشيرا إلى أن تونس تعمل مع الأشقاء العرب في هذا الإطار عبر التعاون العربي المشترك في مجال الاتصالات تحت مظلة جامعة الدول العربية.
ولفت إلى أن عالم التكنولوجيا يعيش ثورة حقيقية وهذا ما يؤكده أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط دائما في المحافل العربية والدولية، مشددا على ضرورة العمل العربي المشترك في هذا القطاع وأصبح ضرورة حتمية.
ونوه إلى أن التعاون العربي وتبادل الخبرات العربية تمثل استراتيجية ضرورية يجب العمل عليها عربيا وهذا ما يتم حاليا، مؤكدا أن توفير التحول الرقمي والاقتصاد الرقمي في عالمنا العربية أصبح ضرورة وليس رفاهية.
اقرأ أيضاً«البيئة التونسية» تواجه تغيرات المناخ بتثقيف الأطفال.. مبادرات وحلول
مصر تحقق إنجازًا استثنائيًا في احتفالية الأسبوع العربي للبرمجة 2024 بتونس
سمير دغفوس.. معماري تونسي يعيد حرفة البلاط الأندلسي إلى الحياة