الاتحاد الأوروبي: إيصال المساعدات في غزة “مستحيل تقريباً”.. والصراع قد يمتد إلى لبنان
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
شدد البيان على أن إرسال المساعدات دون الوصول إلى غزة أو داخلها أمر غير مجد، داعياً إلى “وقف فوري لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن الرهائن، وحماية المدنيين بما في ذلك العاملين في المجال الإنساني
التغيير:(وكالات)
حذر الاتحاد الأوروبي، الاثنين، من أن الأزمة الإنسانية في غزة وصلت إلى “نقطة تحول”، بعدما أصبح إيصال المساعدات الإنسانية إلى داخل القطاع “مستحيلاً تقريباً”، مشيراً إلى أن النسيج الأساسي للمجتمع المدني بدأ في التفكك مع لجوء المدنيين إلى تدابير يائسة للوصول إلى المساعدات المحدودة التي تصلهم.
وأشار بيان مشترك لمسؤول السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ومفوض إدارة الأزمات يانيز لينارتشيتش، وفقا لـ”الشرق للأخبار” إلى أنه في ظل العمليات العسكرية الجارية وانهيار القانون العام والنظام في غزة، تضطر المنظمات الإنسانية للعمل في “بيئة غير آمنة على نحو غير مقبول”.
واعتبر التكتل أن “الإعلان عن التوقفات التكتيكية المؤقتة لتسليم المساعدات الإنسانية لم يسفر عن أي تحسن في البيئة الأمنية للجهات الفاعلة الإنسانية على الأرض”.
وأدّت الحرب إلى تدمير معظم البنى التحتيّة في غزّة وحصول نقص كبير في الغذاء والوقود وسلع أساسيّة أخرى.
ويواصل الجيش الإسرائيلي قصف القطاع، بينما يثير تبادل الضربات مع حزب الله عند حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان وتهديدات الطرفين، خشية من توسع نطاق الحرب المتواصلة منذ أكثر من 8 أشهر.
وهدد حزب الله، الخميس، باستهداف قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي، في حال وفرت أي دعم عسكري لإسرائيل.
المساعدات تتراكم وبعضها معرض للتلف
وذكر بيان مسؤول السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي ومفوض إدارة الأزمات في التكتل أن “آخر المستجدات من جانب المنظمات الإنسانية التي تحاول تسليم المساعدات الأساسية مثيرة للقلق الشديد”، محذراً من أن “العمليات معرضة لخطر الانهيار” إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء.
وقال الجانبان إن المساعدات الإنسانية تتراكم على حدود مصر والأردن، بما في ذلك المساعدات الممولة من الاتحاد الأوروبي، وأشارا إلى أن بعض هذه المساعدات “مثل المواد الغذائية، قابلة للتلف ومعرضة للضياع”.
واعتبر البيان أن هذه الانتكاسات تشكل “ضربة قوية لجهودنا الإنسانية وجهود المجتمع الدولي بأسره، فضلاً عن كونها خسارة مادية ومالية” للاتحاد الأوروبي.
وشدد البيان على أن إرسال المساعدات دون الوصول إلى غزة أو داخلها أمر غير مجد، داعياً إلى “وقف فوري لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن الرهائن، وحماية المدنيين بما في ذلك العاملين في المجال الإنساني، والعمل المتضافر لتسهيل توصيل المساعدات المنقذة للحياة” إلى سكان غزة.
وعلى غرار الاتحاد الأوروبي، أكدت منظمة الصحة العالمية أن “الهدنة التكتيكية” اليومية التي أعلنتها إسرائيل في جنوب قطاع غزة “لم يكن لها أيّ تأثير” على وصول المساعدات التي يحتاج إليها سكّان القطاع بشكل ملحّ، مشيرة إلى أنّ دخول المساعدات “كان في حدّه الأدنى”
والأسبوع الماضي، أعلنت إسرائيل بشكل مفاجئ عن “هدنة تكتيكية في الأنشطة العسكرية” جنوب غزة خلال ساعات محددة من النهار، لكن الجيش حرص على التأكيد على أن “العمليات العسكرية في رفح مستمرة” وعلى أنه “لا يوجد وقف للأعمال القتالية”.
قلق أوروبي من اتساع دائرة الصراع
وفقدت مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى والرهائن الزخم الذي انطلقت مع عقب إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن مقترح جديد لوقف الحرب يتضمن خطة من 3 مراحل، لكن هذا الاتفاق الذي بدا قريب المنال مراراً، لم يتحقق حتى الآن مع تشبث إسرائيل وحماس بمواقفهما المتعارضة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، “المصادقة على الخطط العملانيّة لهجوم على لبنان”، في وقت حذّر الأمين العام للحزب حسن نصرالله في اليوم التالي من أنّ أي مكان في إسرائيل “لن يكون بمنأى” من صواريخ حزبه في حال اندلاع حرب.
وفي هذا الإطار، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الاثنين، إن الشرق الأوسط على أعتاب “امتداد رقعة الصراع إلى لبنان”، مشيراً إلى “تزايد خطر تأثير هذه الحرب على جنوب لبنان وامتدادها يوماً بعد يوم”. وأضاف: “نحن على أعتاب حرب يتسع نطاقها”.
بدورها، اعتبرت وزير الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن الوضع بين إسرائيل وحزب الله “مقلق للغاية”، وأن “أي تصعيد آخر سيكون كارثياً بالنسبة لشعوب المنطقة”، كما أعلنت عزمها إجراء زيارة إلى لبنان “قريباً”.
وقال الأمين العام لجماعة حزب الله حسن نصر الله، الأسبوع الماضي، إنه في حال اندلاع الحرب “لن يكون هناك مكان في الكيان (إسرائيل) بمنأى عن صواريخنا ومسيراتنا”، وهدد أيضاً قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى ومناطق أخرى بمنطقة البحر المتوسط.
وقال وزير الخارجية اليوناني جورج جيرابيتريتيس “من غير المقبول على الإطلاق توجيه تهديدات لدولة ذات سيادة في الاتحاد الأوروبي.. نقف إلى جانب قبرص، وسنتصدى جميعاً لكل أنواع التهديدات العالمية من المنظمات الإرهابية”.
“غزة أخرى”
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قد شدد، الجمعة، على وجوب ألا يصبح لبنان “غزة أخرى”، مندداً بـ”الخطاب العدائي” لإسرائيل وحزب الله والذي يثير مخاوف من كارثة “لا يمكن تصورها”.
وقال جوتيريش: “لنكن واضحين: لا يمكن لشعوب المنطقة ولشعوب العالم أن تسمح بأن يصبح لبنان غزة أخرى”.
وأضاف: “أشعر بأنني مضطر اليوم إلى التعبير عن قلقي البالغ حيال التصعيد بين إسرائيل وحزب الله على طول الخط الأزرق” الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل إثر انسحاب الجيش الإسرائيلي.
وتابع: “تصعيد في التبادل المستمر للقصف. تصعيد في الخطاب العدائي لدى الجانبين كأن حرباً شاملة باتت وشيكة”.
وحذر غوتيريش من أن “خطر اتساع رقعة النزاع في الشرق الأوسط هو أمر فعلي ويجب تجنبه. أي خطوة غير عقلانية، أي خطأ في الحساب، قد يتسببان بكارثة تتجاوز الحدود إلى حد بعيد، (كارثة) لا يمكن بصراحة تصورها”.
ويتبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار بشكل شبه يومي منذ اندلعت الحرب في قطاع غزة. وتكثف هذا القصف في الأسابيع الأخيرة مع تهديدات متبادلة من الطرفين تثير مخاوف من اندلاع حرب إقليمية.
الوسومالأزمة الإنسانية الاتحاد الأوروبي قطاع غزةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأزمة الإنسانية الاتحاد الأوروبي قطاع غزة الاتحاد الأوروبی حزب الله على أن إلى أن ة أخرى
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعلن مسؤوليتها عن انفجارات بيجر في لبنان.. «حرب نفسية أم ماذا؟»
لقاء مثيرا عُرض على شاشة قناة «CBS» الأمريكية الأحد الماضي، ظهر فيه عميلان في الموساد الإسرائيلي من المسؤولين عن تفخيخ أجهزة «بيجر» في لبنان، كشفا تفاصيل الأزمة كاملة، بداية من طريقة شراء الأجهزة، حتى تفخيخها وبيعها لحزب الله اللبناني، في واحدة من «أخطر العمليات المخابراتية»، لكن، ماذا استفادت إسرائيل من الكشف عن العملية؟
قبل شهر، ألمح نتنياهو في مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية، إلى أنّ إسرائيل كانت وراء عملية انفجارات «بيجر»، وهو أول إعلان رسمي من إسرائيل بالوقوف وراء الهجمات التي كانت محاطة بالسرية.
صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، ذكرت أنّ ما قاله رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، قد يكون سببه الترويج لنفسه وتعقيد الجهود الرامية إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فكلما زادت ثقة «نتنياهو» في نفسه، قل خوفه من الضغوط الموجودة بسبب الحرب.
انفجارات «بيجر».. أخطر عملية خلال الحربوانفجرت أجهزة الاتصالات اللاسلكية أو النداء في لبنان المعروفة باسم «بيجر»، والتي يستخدمها عناصر حزب الله اللبناني يوم 18 سبتمبر الماضي، وأدت إلى خسائر فادحة تعرض لها الحزب، وقُتل وأصيب أكثر من 4 آلاف شخص معظمهم من عناصر حزب الله.
إدارة حرب نفسية«هآرتس» الإسرائيلية أوضحت أنّ رئيس الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنياع، استغل كشف «نتنياهو» عن السرية فيما يتعلق بـ«بيجر»، وتعاون مع شبكة «CBS» الأمريكية وبرنامج «60 دقيقة» للكشف عن تفاصيل العملية، وكان يريد من خلال ذلك إدارة حرب نفسية وتعزيز قوة الرد الإسرائيلية، والكشف عن قوة الموساد.
هل أخطأت إسرائيل بالكشف عن تفاصيل عملية «بيجر»؟وفي تحليل لـ«هآرتس»، بيّنت أنّ الكشف عن تفاصيل «بيجر» يفتقر إلى القيمة العملياتية أو التأثير النفسي ذي المغزى، وأعرب بعض كبار المسؤولين السابقين في الموساد، بما في ذلك من كانوا على دراية بعملية أجهزة النداء «بيجر»، عن دهشتهم من قرار «برنياع»، وعلق أحدهم: «هذا مجرد تباهي من أجل التباهي.. ومن المؤكد أنّه لا يخدم كرادع»، وأضافت الصحيفة أنّ «نتنياهو» يخدم بذلك مصالحه السياسية فقط، ليصور للجميع أنّه انتصر على حزب الله، وصرف الانتباه عن مسؤوليته عما يحدث داخل إسرائيل.
كيف فخخت إسرائيل أجهزة «بيجر»؟وظهر العميلان الإسرائيليان التابعان للموساد عبر قناة «CBS» الأمريكية، بأسماء وأصوات مستعارة وملثمين، وقالا إنّ بطارية الأجهزة صُنعت أساسًا في إسرائيل بمنشأة تابعة للوساد، وكانت تحتوي على جهاز متفجر، وكانت أجهزة بيجر مصممة لوضعها في جيب الصدر في سترة تكتيكية لعناصر حزب الله اللبناني.
واشترى حزب الله اللبناني أكثر من 16 ألف جهاز متفجر، استخدم بعضها في نهاية المطاف ضدهم في 18 سبتمبر الماضي يوم العملية، وقال أحدهم: «لقد حصلوا على سعر جيد، ولم يكن السعر منخفضًا للغاية لأن إسرائيل لم تكن تريد إثارة شكوك حزب الله، واحتاج الموساد إلى إخفاء هويته باعتبارها البائع وضمان عدم تعقب أجهزة الاتصال اللاسلكية إلى إسرائيل، لذا فقد أنشأت شركات وهمية للتسلل إلى سلسلة التوريد».