عربي21:
2025-03-10@05:48:06 GMT

التوتر الباكستاني- الأفغاني.. تداعيات بعيدة المدى

تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT

أمضيت حوالي أسبوعين بين العاصمتين الباكستانية والأفغانية، وأنا أبحث وأسأل عن خلفيات وتداعيات التوتر الأخير الناشب بين البلدين، والذي أتى ظاهريا على ما تقوله إسلام آباد بسبب دعم وإيواء كابول لمقاتلي حركة طالبان باكستان الذين يواصلون عملياتهم ضد قوات الأمن الباكستانية، لا سيما بعد فشل التوصل لهدنة بين الطرفين برعاية حكومة الإمارة الإسلامية الأفغانية في كابول.



وتعتقد أوساط عدة في العاصمة الأفغانية أن من نسف هذه الهدنة بعض الأوساط العسكرية الباكستانية، إذ إن الاتفاق كان قد أُبرم في ظل حكومة عمران خان الذي يواجه السجن بتهم عدة الآن، ليتم التخلي عنه فجأة، وتعود الأمور إلى حالتها المتأزمة، ومربعها الأول.

بالتأكيد لا يمكن اختزال مسألة التوتر بهذا الشكل البسيط، فمقاتلو طالبان باكستان هم نسيج قبلي باكستاني مقيم على الجانب الجغرافي الآخر، وقد لعبوا أدورا مهمة، شبيهة بأدوار الدولة الباكستانية أيام الجهاد الأفغاني ضد السوفييت، من حيث توفير الملاذ الآمن لمقاتلي طالبان أفغانستان، ودعمهم ومساندتهم في مواجهة القوات الغربية بقيادة أمريكا، وذلك على مدى عقدين كاملين من المقاومة الأفغانية، بينما اصطفت الحكومة الباكستانية الرسمية طوال تلك الفترة إلى جانب القوات الغربية ضد مقاتلي طالبان أفغانستان، إما بدعم القوات الأمريكية،مقاتلو طالبان باكستان هم نسيج قبلي باكستاني مقيم على الجانب الجغرافي الآخر، وقد لعبوا أدورا مهمة، شبيهة بأدوار الدولة الباكستانية أيام الجهاد الأفغاني ضد السوفييت، من حيث توفير الملاذ الآمن لمقاتلي طالبان أفغانستان، ودعمهم ومساندتهم في مواجهة القوات الغربية بقيادة أمريكا، وذلك على مدى عقدين كاملين من المقاومة الأفغانية، بينما اصطفت الحكومة الباكستانية الرسمية طوال تلك الفترة إلى جانب القوات الغربية أو باعتقال المقاتلين وشحنهم إلى غوانتانامو، فضلا عن مهاجمة مقاتلي طالبان باكستان وإجلائهم عن مناطقهم القبلية إلى أفغانستان، وهو الأمر الذي لا يمكن لمقاتلي طالبان أفغانستان أن يتخلوا عنه، الأمر الذي يذكر تماما بخسارة طالبان بقيادة الملا محمد عمر لدولتها من أجل حماية أسامة بن لادن، يوم رفضت تسليمه للسعودية أو لأمريكا، فكيف ستُقدم الإمارة الإسلامية الأفغانية على التخلي عن طالبان باكستان التي وقفت معها في ساعة العسرة!

يدور همس واسع في أفغانستان بأن باكستان هي من أقنعت المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى بالابتعاد عن كابول، وإغلاق سفاراتها، ولكن مثل هذه السياسة الباكستانية إن صحت لا يمكن التعويل عليها اليوم في ظل استقطاب اقليمي ودولي واسع النطاق، ونحن نرى اقترابا روسيا وصينيا وإيرانيا وحتى دول شرق آسيا باتجاه الحكم الجديد في كابول، الأمر الذي سيعزل الطرف الآخر وهو باكستان ومن يبتعد عن أفغانستان، ومعه سيسعى المقتربون من الإمارة الإسلامية الأفغانية باستغلال كابول لتكون مصدر تهديد بشكل أو بآخر لإسلام آباد وغيرها. ونحن نرى ذلك بشكل واضح من خلال تشغيل شركة هندية لميناء تشاربهار الإيراني باتجاه دول وسط آسيا.

فالإعلان الأخير الذي تم بين نيودلهي وطهران عن تشغيل هذا الميناء المهم ولمدة عشر سنوات؛ سيلقي بتداعيات جيوسياسية خطيرة على كل من الصين وباكستان وربما على دول الخليج، إذ إنه سيوفر نافذة لكل من أفغانستان ودول وسط آسيا بعيدا عن ميناءي كراتشي وجوادر الباكستانيين، مما سيحرم باكستان من الإطلالة على أفغانستان ووسط آسيا، ويقدم هذه الفرصة لخصمها اللدود الهند، ومن خلفه سيحرم الصين من استراتيجية الطريق والحزام الواحد. أما على صعيد الخليج فإنه سيقدم الغاز الإيراني وربما غاز مناطق وسط آسيا وتحديدا تركمانستان، كبديل عن غاز بعض دول الخليج.

ما زاد الغضب الأفغاني أكثر هو التململ الباكستاني من شق قناة أفغانية على نهر جيحون لجرّ المياه إلى آلاف الهكتارات الأفغانية لريّها، الأمر الذي يشي بثورة زراعية مهمة في الشمال الأفغاني الذي يبعد مئات الكيلومترات عن الأراضي الباكستانية، ويقول الأفغان بأن إسلام آباد منعت تصدير الإسمنت الذي يستخدم في بناء مثل هذه القنوات، وذلك بحجة أن ذلك ربما يساعد في بناء سدود مقبلة على الأنهار الأفغانية، ومنها نهر كونار الذي سيهدد برأيها كمية المياه الواصلة إلى باكستان، وهو أمر لم يتحمله الأفغان، بل وصل الأمر إلى قول أحدهم لي في كابول: "إن خلاف إسلام آباد لم يعد مع حكومة طالبان أو مع حكومة إسلامية في كابول، إن خلافها الحقيقي مع حكومة قوية مستقلة ذات قرار وطني".

وصل الأمر إلى قول أحدهم لي في كابول: "إن خلاف إسلام آباد لم يعد مع حكومة طالبان أو مع حكومة إسلامية في كابول، إن خلافها الحقيقي مع حكومة قوية مستقلة ذات قرار وطني"
على باكستان أن تعي تماما أن مياها كثيرة جرت بعد الغزو الغربي لأفغانستان بقيادة أمريكا، وأن تحالفها طوال تلك الفترة ضد طالبان أفغانستان، لا يمكن تناسيه أفغانيا بهذه السهولة، ويحتاج وقتا لتندمل تلك الجروح الغائرة. كما على باكستان أن تعي تماما أن الجيل الأفغاني الجديد في كابول ليس كالجيل القديم الذي كان مواليا لها، ولديها عليه أفضال كثيرة، مما يجعله محكوما بالولاء لها، فالجيل الشبابي الأفغاني الجديد في كابول لا تربطه روابط قوية بباكستان، وإن كانت تربطه، فبمقدار وقوف الشرائح الباكستانية معه في قتاله ضد الأمريكيين، لقد بات هذا معيارا مهما في الحكم على الجهات التي يتعامل معها الجيل الأفغاني الحاكم.

بالمقابل فإن على الإمارة الإسلامية في كابول أن تعي أن التعويل على علاقات تكتيكية مع الدول الأخرى لا يمكن الرهان عليه، يضاف إليه بأن قهر الجغرافيا يفرض على كابول وإسلام آباد الكثير من التعاون وتناسي الخلافات التكتيكية، خصوصا مع التشاطر العرقي والديني والمذهبي الكبير بينهما، وبجانب هذا تحديات كثيرة يطول الحديث عنها في هذا المقال، فكما قال المثل البشتوني "إن الماء لا يمكن فصله بالعصا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الباكستانية طالبان علاقات باكستان افغانستان علاقات طالبان مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإمارة الإسلامیة طالبان أفغانستان القوات الغربیة طالبان باکستان إسلام آباد الأمر الذی فی کابول مع حکومة لا یمکن

إقرأ أيضاً:

مقيمون من الجنسية الباكستانية بجدة يحييون عاداتهم الرمضانية بإفطار جماعي

المناطق_واس

نظم مقيمون من الجالية الباكستانية في مدينة جدة اليوم، إفطارًا جماعيًا، شهد حضورًا واسعًا من المقيمين وممثلين عن القنصلية الباكستانية بجدة.

وتأتي مبادرة الافطار الجماعي؛ لتعزيز التواصل بين أفراد الجالية، وترسيخ القيم الرمضانية التي تجمع المسلمين في مختلف أنحاء العالم وتعزيز روح الشهر الكريم، وما يمتاز به من أجواء روحانية وإيمانية.

أخبار قد تهمك وزير العدل يلتقي برؤساء محاكم الاستئناف ويؤكد دورهم الرئيس في الرقابة الموضوعية والإجرائية 9 مارس 2025 - 11:30 مساءً خادم الحرمين الشريفين يصل إلى جدة قادمًا من الرياض 9 مارس 2025 - 10:46 مساءً

ورصدت عدسة “واس” مشاهد التآلف وروح الأخوة والترابط بين الحضور، حيث تنوعت المائدة الرمضانية من أصناف مختلفة من الأطباق الباكستانية المعروفة، متضمنة “لباكورا” و “السمبوسة” و “الهليم” و “الدهي بهلة” إضافةً إلى المشروبات المعروفة مثل: “روح أفزا” وهو مشروب شهير في باكستان يُقدَّم على مائدة الإفطار، إلى جانب الحلويات التقليدية التي تعتبر من رموز الضيافة الرمضانية في الثقافة الباكستانية.

وحرص الحضور على ارتداء الملابس الباكستانية التقليدية، والزي المعروف باسم “الشلوار قميص” الذي يرتديه الرجال عادة في المناسبات الدينية والاجتماعية، والملابس التقليدية المطرزة بألوان زاهية للنساء، مما أضفى على اللقاء طابعًا ثقافيًا يعكس هوية الجالية واعتزازها بتراثها.

وأكد المستشار الإعلامي للقنصلية الباكستانية محمد عرفان، أهمية مثل هذه الفعاليات التي تعزز من وحدة أبناء الجالية الباكستانية، وتعكس القيم النبيلة لشهر رمضان المبارك، وعن سعادته بهذا التجمع الذي يعكس روح التآخي والتكافل التي يدعو إليها شهر رمضان المبارك.

وأشار إلى أن مثل هذه الفعاليات توطد العلاقات بين الجميع، وتعزز من الشعور بالانتماء لوطنهم، مشيدًا بما تحظى به الجاليات المختلفة في المملكة من تقدير واحترام، والبيئة الآمنة والمستقرة التي تضمن لهم ممارسة شعائرهم الدينية بحرية وطمأنينة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط 9 مارس 2025 - 11:36 مساءً شاركها فيسبوك ‫X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد9 مارس 2025 - 9:59 مساءًمحافظ القطيف يدشّن مبادرة “قلعة تاروت” في نسختها الرابعة أبرز المواد9 مارس 2025 - 9:54 مساءًهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية تعقد جلسة استماع حول مسودة معيار الحوكمة أبرز المواد9 مارس 2025 - 9:36 مساءًالشرع يحذر من محاولات لجر سوريا إلى حرب أهلية أبرز المواد9 مارس 2025 - 9:26 مساءً4,879,682 مليون وجبة إفطار في الحرمين الشريفين خلال الأسبوع الأول من رمضان أبرز المواد9 مارس 2025 - 9:03 مساءًسفرة رمضانية تجمع لاعبي الأشخاص ذوي الإعاقة وذويهم بالجوف9 مارس 2025 - 9:59 مساءًمحافظ القطيف يدشّن مبادرة “قلعة تاروت” في نسختها الرابعة9 مارس 2025 - 9:54 مساءًهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية تعقد جلسة استماع حول مسودة معيار الحوكمة9 مارس 2025 - 9:36 مساءًالشرع يحذر من محاولات لجر سوريا إلى حرب أهلية9 مارس 2025 - 9:26 مساءً4,879,682 مليون وجبة إفطار في الحرمين الشريفين خلال الأسبوع الأول من رمضان9 مارس 2025 - 9:03 مساءًسفرة رمضانية تجمع لاعبي الأشخاص ذوي الإعاقة وذويهم بالجوف وزير العدل يلتقي برؤساء محاكم الاستئناف ويؤكد دورهم الرئيس في الرقابة الموضوعية والإجرائية وزير العدل يلتقي برؤساء محاكم الاستئناف ويؤكد دورهم الرئيس في الرقابة الموضوعية والإجرائية تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2025   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • كيف تحولت العلاقة بين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده من تحالف فكري إلى خلاف سياسي؟
  • مقيمون من الجنسية الباكستانية بجدة يحييون عاداتهم الرمضانية بإفطار جماعي
  • الأمم المتحدة تدعو بريطانيا لاستقبال مزيد من اللاجئين الأفغان
  • في اليوم العالمي للمرأة..الأمم المتحدة تطالب طالبان برفع القيود على الأفغانيات
  • خطة الجحيمفي غزة.. ما الذي تخطط له حكومة نتنياهو ؟
  • طالبان تحتفي بيوم المرأة..الأفغانية في أمان وحقوقها محمية
  • زلزال بقوة 4.8 درجة يضرب إقليم بلوشستان الباكستاني
  • الكويت تدين استهداف منشأة أمنية شمال غرب باكستان
  • هل يحمل مقترح سياف رؤية جديدة لحل الأزمة في أفغانستان؟
  • تصاعد الاشتباكات على الحدود بين باكستان وأفغانستان