إيطاليا تخفض عدد قواتها في النيجر لتوفير مساحة للمدنيين المحتاجين إلى الحماية
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
قالت الحكومة الإيطالية اليوم الأحد إنها خفضت عدد قواتها في النيجر لإفساح المجال في قاعدتها العسكرية للمدنيين الذين قد يحتاجون إلى الحماية من وضع أمني هش.
هددت الكتلة الإقليمية لغرب إفريقيا (الإيكواس) بالتدخل العسكري في النيجر ما لم يتم عكس انقلاب 26 يوليو، تنتهي مهلة إعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم الأحد.
وقالت وزارة الدفاع الإيطالية في بيان إن طائرة عسكرية أقلعت من العاصمة النيجيرية نيامي وهبطت في روما في ساعة متأخرة من مساء السبت وعلى متنها 65 جنديا إيطاليا وعشرة جنود أمريكيين.
تم ترتيب الجسر الجوي لزيادة 'الاستقلالية اللوجيستية' للقاعدة العسكرية الإيطالية ، 'وتحسين قدرتها الاستيعابية ، إذا أصبح من الضروري استقبال المواطنين المدنيين ، وإجلائهم في حالة الطوارئ'.
وقالت الوزارة إنه من المقرر إجراء المزيد من الرحلات الجوية من النيجر في الأيام المقبلة ، مضيفة أنه في الوقت الحالي ، لا يزال 250 جنديًا إيطاليًا ، منتشرين في مهام مكافحة التمرد والتدريب العسكري ، في البلاد.
في الأسبوع الماضي ، أجلت إيطاليا 36 من مواطنيها من نيامي ، بالإضافة إلى العشرات من مواطني دول أخرى ، تاركين حوالي 40 مدنيا إيطاليا ، معظمهم من العاملين في المنظمات غير الحكومية ، لا يزالون موجودين في النيجر.
وإيطاليا واحدة من سلسلة من الدول الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا التي لها قوات في النيجر التي كانت حليفا للغرب ضد التمردات الإسلامية في منطقة الساحل بغرب إفريقيا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التدخل العسكري في النيجر المنظمات غير الحكومية غرب أفريقيا فی النیجر
إقرأ أيضاً:
المؤتمرات العلمية.. مختبرات لصناعة التغيير
لا تبني النظريات الجامدة الأمم، ولا بد من تحويل النظريات والمعرفة بشكل عام إلى مشاريع واقعية، وتحويل البحوث إلى سياسات، والنقاشات إلى قرارات عملية. ومن راقب المشهد في سلطنة عُمان خلال المرحلة الماضية وبشكل خاص خلال هذه الأيام سيجد المؤسسات العمانية الحكومية والخاصة وبعض مؤسسات المجتمع المدني في وضع يمكن وصفه بأنه ورشة عمل تسعى إلى تحويل النظريات العلمية إلى مشاريع والبحوث إلى سياسات هدفها السير بعُمان نحو المستقبل.
وهذه المؤتمرات على اختلافها واختلاف مواضيع نقاشها لا تأتي في سياق سياحة المؤتمرات، رغم أهمية هذا النوع من السياحة، ولكن هدفها الأول والأساسي هو أن تكون مختبرات أفكار مفتوحة يلتقي الباحثون فيها برواد الصناعة، ويجلس السياسيون مع الأكاديميين، ويتفاعل المستثمرون مع أصحاب الرؤى الجديدة ويستمع الصحفيون إلى الأطروحات من الجميع ليضعوا خططهم ومساراتهم التي تناقش وتُسائل كل هذه الأطروحات وتضعها في السياق التكاملي للمجتمع.
توفر المؤتمرات السياسية مساحة نادرة للحوار بعيدا عن ضغط الأحداث، حيث يمكن للدول المتنافسة التحدث بصراحة، وللمسؤولين استشراف التحولات العالمية دون أن يكونوا مكبلين بحسابات ضيقة. وفي الاقتصاد، تشكل نقطة التقاء بين رأس المال والمعرفة، وبين المشاريع الوليدة والشركات الكبرى، وبين الحكومات والقطاع الخاص. أما في العلوم والتكنولوجيا، فهي نافذة ضرورية للاطلاع على ما يجري في المختبرات الأكثر تقدما، وما تخبئه الابتكارات القادمة من فرص وتحديات.
فتح، على سبيل المثال، مؤتمر المحيط الهندي مساحة للحوار بين الدول المطلة على المحيط الهندي واستمع الجميع للتحديات التي تواجههم ليس فقط في بنية الأطروحات السياسية التي تتبناها كل دولة ولكن تم وضع تلك الأطروحات أمام واقع التحالفات التجارية والمخاطر التي تواجه الأمن البحري ووضعت كل تلك التحديات أمام التحولات الجيوسياسية التي يشهدها العالم. وفي مؤتمر القانون الدولي الإنساني جلس الكثير من صناع السياسات إلى جوار الفقهاء وإلى جوار المنظمات الحقوقية والإنسانية واستمع كل منهما إلى أطروحات الآخر.
وفي مؤتمرات عقدت خلال الفترة الماضية حول الذكاء الاصطناعي اطلع الحضور على مستقبل الذكاء الاصطناعي ودوره في تحريك اقتصاد المستقبل وتشكلت توجهات نحو صياغة تشريعات تواكب هذه التحولات، كما تحرك خبراء الأمن السيبراني نحو إعادة تشكيل منظوماتهم الأمنية بناء على الثورة التكنولوجية الجديدة.
ومثل هذه النقاشات لا تقتصر على العلماء، بل يحضرها صناع القرار، وأصحاب الشركات الناشئة، والجهات المنظمة للأسواق، والنتيجة تتجاوز التوصيات بل تتحول في الكثير من الأحيان إلى توجيهات عملية لحظية سواء في بناء تشريعات جديدة أو في استثمارات ضخمة تغير خريطة المنافسة.
من هنا تكتسب المؤتمرات أهمية حقيقية وتحول الدولة، أي دولة كانت، إلى مساحة للنقاشات وطرح الأفكار وتعزز قوة الدولة الناعمة كما تعزز مركزها الفكري والمعرفي.
لكن المهم أن تكون المشاركة في هذه المؤتمرات فاعلة وهدفها تطوير الأفكار وصناعة تحولات حقيقية في كل قطاع من القطاعات التي يناقشه المؤتمر/ المؤتمرات ويمكن لكل قطاع أن يقوم ببناء مؤشرات تقيس مدى استفادة الأفراد وقطاعات والمؤسسات مما تطرحه المؤتمرات وما تصل له من نتائج.
فلا بد من مراقبة الأفكار التي تتشكل إلى جوار هذه المؤتمرات والقرارات التي تنضج في مسارها حتى لا تتحول المؤتمرات إلى مجرد عبء مالي وإداري.