أكد رئيس وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» بيل نيلسون، أن الولايات المتحدة تتنافس مع الصين في الموعد المحدد لتمكين البشر من الهبوط إلى سطح القمر، عقب هبوط مركبة فضائية صينية أخرى الشهر الجاري على الجانب البعيد من القمر، لجمع عينات من التربة والصخور يمكن أن توفر نظرة ثاقبة للاختلافات بين المنطقة الأقل استكشافاً والجانب القريب الأكثر شهرة.

وهنأ نيلسون - في تصريحات خاصة لصحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية - الصين على ذلك، حيث أنها تتحدى هيمنة الولايات المتحدة طويلة الأمد على الفضاء، قائلا إنه «أعجب بهبوطها الرابع الناجح على سطح القمر».

وتابع قائلا «أوضحت إلى حد ما في تعليقاتي أننا في سباق فضائي مع الصينيين وأنهم جيدون للغاية خاصة في السنوات العشر الماضية، لقد حققوا الكثير من النجاح كما أنهم ينفذون ما يقولونه».

وأوضح رئيس وكالة الفضاء الأمريكية أن «المؤشر الجيد على قدرة ناسا على الوصول إلى القمر قبل الصين كان نجاح سبيس إكس في رحلتها الأخيرة إلى المركبة الفضائية، لكن شركة إيلون ماسك لا تزال بحاجة إلى إثبات إمكانية إعادة تزويد المركبة بالوقود في مدار حول الأرض بواسطة أسطول من المركبات الفضائية وتحليق البشر بأمان، وكذلك الهبوط بهدوء على سطح القمر وكلها مهام طموحة للغاية ومعقدة قد يستغرق تنفيذها سنوات».

كما أشار إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تسير على الطريق الصحيح لإعادة رواد الفضاء إلى سطح القمر قبل منافستها الرئيسية، إلا أن الصين لها العديد من الإنجازات التي حققتها في الفضاء، والتي تشمل إنشاء محطة فضائية مشغولة في مدار أرضي منخفض وهبوط مركبة متجولة على المريخ في عام 2021.

وأضاف نيلسون أنه «رغم التنافس بين الولايات المتحدة والصين، سيتعين على البلدين إيجاد طريقة للتعايش على القمر وحوله، وأن برامج الفضاء لكلا البلدين مرتبطة أيضًا بالتهديدات في الفضاء».

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن إدارة الطيران والفضاء الأمريكية تخطط لبناء وجود دائم في أحد أهم العقارات في النظام الشمسي، القطب الجنوبي للقمر وبهدف تحقيق ذلك الهدف تعتزم ناسا إرسال أربعة رواد فضاء حول القمر في أواخر العام المقبل، ومن ثم إنزال البشر على السطح في أواخر عام 2025 لأول مرة منذ آخر بعثات أبولو في عام 1972.

كما لفتت إلى أنه تم تأجيل هذا الجدول عدة مرات بسبب التحديات التقنية، بما في ذلك الجهود المبذولة لفهم أداء الدرع الحراري للكبسولة بشكل أفضل، والتي تهدف إلى نقل رواد الفضاء من وإلى المنطقة المجاورة للقمر.

فخلال رحلة تجريبية حول القمر عام 2022 دون وجود على متنها، تآكل الدرع الحراري لمركبة أوريون الفضائية التابعة لناسا بشكل مختلف عما كان متوقعا في أكثر من 100 مكان أثناء سقوطه في الغلاف الجوي، وفقا لتقرير صادر في الربيع عن ناسا.

وتهدف كل من الولايات المتحدة والصين في نهاية المطاف إلى إقامة معسكرات بالقرب من القطب الجنوبي للقمر، حيث يوجد ماء على شكل جليد في الحفر المظللة بشكل دائم، فالماء ليس حيويا لاستمرار الحياة فحسب، بل يمكن أيضا استخدام الأجزاء المكونة له الأكسجين والهيدروجين كوقود للصواريخ، ما يسمح بمزيد من الاستكشاف في النظام الشمسي.

بدوره، قال رائد فضاء في ناسا «ريد وايزمان» - خلال حدث أجرته صحيفة واشنطن بوست مؤخرًا - حول سباق الفضاء مع الصين، «لا نشعر أن هذا سباق نشعر أن هذا هو الاتجاه الصحيح للاستكشاف وهذا هو الاتجاه الذي نسير فيه".. .وأضاف: "لكن كأمريكي، أشعر أن هناك ضغوطا متزايدة».

اقرأ أيضاً«ناسا» تطلق قمرا صناعيا لدراسة المناطق القطبية

ناسا تخطط لإرسال رسالة إلى كوكب المشترى.. تضم 2.6 مليون اسم

التعادل السلبي يحسم مباراة العين الإماراتي وناساف الأوزبكي بدوري أبطال آسيا

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أمريكا ناسا واشنطن بوست وكالة الفضاء الأمريكية ناسا الهبوط على القمر الولایات المتحدة سطح القمر مع الصین

إقرأ أيضاً:

أمريكا تستعد لمواجهة التهديدات الصينية عبر شبكة أقمار صناعية بالذكاء الاصطناعي

لطالما اعتمدت الهيمنة الأمريكية في الفضاء على شبكة واسعة من الأقمار الصناعية العسكرية، لكن الصين تسعى لتحدي هذا التفوق، ما يضع أنظمة الأقمار الصناعية الأمريكية تحت التهديد.

وفقًا لتقرير نشرته Defense News الشهر الماضي، تعمل البحرية الأمريكية على تطوير شبكة من الأقمار الصناعية المستقلة تمامًا، والتي يمكنها التنقل بدون الاعتماد على GPS أو التحكم الأرضي، لتعزيز أمن الفضاء الأمريكي في مواجهة التهديدات المتزايدة.

مرعب.. هاكر يتمكن من سرقة سيارات "سوبارو" والتحكم بها عبر القمر الصناعيسباق الهيمنة على الأقمار الصناعية

تعتبر السيطرة على الفضاء قضية استراتيجية بالغة الأهمية، حيث توفر الهيمنة على البنية التحتية للأقمار الصناعية تفوقًا استخباراتيًا وقدرة على تنفيذ ضربات دقيقة في أي نزاع مستقبلي، وفقًا لميلاني غارسون، أستاذة العلاقات الدولية في University College London.

وأوضحت غارسون، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز قدرات المراقبة والتجسس، كما سيمكن الأقمار الصناعية من التصدي للهجمات الإلكترونية أو الحروب الطيفية، التي يمكن أن تشنها الدول المنافسة مثل الصين وروسيا.

حاليًا، تمتلك الولايات المتحدة مئات الأقمار الصناعية العسكرية في المدار، بينما تسعى الصين وروسيا إلى تقليل الفجوة من خلال تعزيز قدراتهما الفضائية.

تهديدات الصين لأنظمة الفضاء الأمريكية

في حال نشوب صراع بين الولايات المتحدة والصين، يعتقد خبراء عسكريون أن بكين قادرة على إلحاق ضرر كبير بالأصول الفضائية الأمريكية باستخدام قدراتها المتقدمة في الحرب المضادة للأقمار الصناعية (ASAT)، بما في ذلك برمجة أقمارها الصناعية لاستهداف الأقمار الأمريكية.

ووفقًا لتقرير وكالة المخابرات المركزية (CIA) المُسرّب في عام 2023، فإن الصين تركز على تطوير قدرات القرصنة الإلكترونية لاستهداف أنظمة التحكم في الشبكات الأمريكية للأقمار الصناعية، وهو ما يُعرف بـ "حرب المواجهة وتدمير الأنظمة"، وهو تكتيك عسكري صيني بارز في الحروب المستقبلية.

ووفقًا للتقرير، فإن تعطيل هذه الأنظمة قد يشل عمليات نقل الاتصالات والبيانات ويمنع الأقمار الصناعية من التنسيق فيما بينها، مما يعرض التفوق الفضائي الأمريكي للخطر.

دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز قدرات الأقمار الصناعية الأمريكية

يُعد الذكاء الاصطناعي أداة حاسمة للحفاظ على التفوق الأمريكي في الفضاء، حيث يمكن أن يزود الأقمار الصناعية بالقدرة على العمل بشكل مستقل دون الحاجة إلى تدخل بشري مستمر.

يقول كلايتون سوب، نائب مدير مشروع أمن الفضاء في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، إن الأقمار الصناعية المستقلة ستكون أقل عرضة للهجمات الإلكترونية والتشويش على الإشارات، لأنها لا تعتمد على البنية التحتية الأرضية بنفس القدر.

وتضيف كريستا لانجلاند، نائبة رئيس مبادرة RAND الفضائية، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في اكتشاف الهجمات الفضائية والتعامل معها بشكل فوري، مما يعزز مرونة أنظمة الأقمار الصناعية الأمريكية.

الذكاء الاصطناعي لمعالجة البيانات وتجنب الهجمات

 معالجة كميات هائلة من البيانات الفضائية بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
 التعرف بسرعة على الأقمار الصناعية المعادية واتخاذ إجراءات وقائية.
 تجنب التصادمات العرضية أو الهجمات المتعمدة من قبل الخصوم عبر المناورة الذكية.

المستقبل: نحو أقمار صناعية ذاتية التحكم بالكامل

رغم التقدم الملحوظ، لا تزال هذه التكنولوجيا تحتاج إلى 10 إلى 15 عامًا للوصول إلى مستوى الاستقلالية الكاملة، وفقًا لما ذكره فرانك كالفيللي، المسؤول السابق عن عمليات الاستحواذ في القوة الفضائية الأمريكية.

ومع ذلك، تتسارع الجهود لتحقيق هذا الهدف، حيث كشفت البحرية الأمريكية عن مشروع "Autosat"، وهو نموذج أولي لقمر صناعي مستقل بالكامل.

وقال ستيفن ميير، مدير مختبر الأبحاث البحرية في قمة عُقدت مؤخرًا بولاية فيرجينيا:
"لقد أثبتنا مبادئ هذا النظام في تجارب سابقة، ونبحث الآن عن تمويل لبناء نظام متكامل وإطلاقه في الفضاء."

ختامًا

تستعد الولايات المتحدة لعصر جديد من السباق الفضائي، حيث سيكون للذكاء الاصطناعي دور حاسم في تعزيز الأمن الفضائي والتصدي للهجمات الصينية والروسية. 

وبينما لا يزال تحقيق الاستقلالية الكاملة للأقمار الصناعية قيد التطوير، فإن الجهود الأمريكية المتسارعة تشير إلى مستقبل تقني قد يعيد رسم موازين القوى في الفضاء.

مقالات مشابهة

  • ناسا تعلن ارتفاع احتمالات اصطدام كويكب 2024 YR4 بالأرض سنة 2032
  • الولايات المتحدة تعلن دعمها للفلبين في بحر الصين الجنوبي
  • وكالة الفضاء المصرية تستضيف مسابقة INNOVA8 لتشجيع الابتكار والإبداع بين الطلاب
  • وكالة الفضاء تستضيف مسابقة «INNOVA8» لتشجيع الابتكار بين الطلاب
  • وكالة الفضاء المصرية تستضيف مسابقة «INNOVA8» لتشجيع الابتكار والإبداع بين الطلاب
  • الصين تؤسس بنية ضخمة من «الأقمار الاصطناعية».. الكشف عن آخر المشاريع!
  • هل يستغل "داعش" إغلاق وكالة المساعدات الأمريكية؟
  • سفارة الولايات المتحدة الأمريكية تحتفل بيوم الاستقلال الـ ٢٤٩
  • الصين تنتقد الولايات المتحدة لتغييرها لغة وزارة الخارجية بشأن تايوان
  • أمريكا تستعد لمواجهة التهديدات الصينية عبر شبكة أقمار صناعية بالذكاء الاصطناعي