ضابط سابق في الاستخبارات الأمريكية يحذر من تمدد روسيا في ليبيا
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
حذر مقال نشرته جريدة «ذا هيل» الأميركية من النوايا الحقيقية وراء التوغل الروسي المتنامي داخل ليبيا والقارة الأفريقية في الآونة الأخيرة، معتبرا أن الهدف الأساسي هو “ثروات تلك البلاد لتمويل الحرب الطويلة في أوكرانيا، وقطع الطريق الحيوي أمام سفن الشحن التجارية المتجهة إلى أوروبا”.
وقال محلل شؤون الأمن القومي والسياسة الدولية مارك توث، والضابط السابق في الاستخبارات الأميركية، جوناثان سويت، إن أحد الأهداف الاستراتيجية الرئيسية للرئيس فلاديمير بوتين هو إقامة قاعدة بحرية في مدينة طبرق، شرق ليبيا لبسط قوته في منطقة شرق البحر المتوسط، وخلق تهديدات مستقبلية للأسطول الأميركي السادس المتمركز في مدينة نابولي الإيطالية.
وحسب المقال، فإن خطة بوتين تتركز على تحويل طبرق إلى منصة استراتيجية ولوجستية لعمليات المجموعات شبه العسكرية التابعة لروسيا، بما فيها “فاغنر” و”الفيلق الأفريقي”، في ليبيا ودول أفريقيا.
وتأكيدا على أهمية ليبيا في استراتيجية موسكو الأوسع في أفريقيا، أشار المقال إلى وصول 1800 من المرتزقة الروس خلال الأشهر الأخيرة، بعضهم انطلق صوب النيجر، حيث وصلوا إلى قاعدة (101) التي كانت تحتضن القوات الأميركية قبل انسحابها.
ولتحقيق هذا الهدف تقربت موسكو إلى خليفة حفتر، الذي يسيطر وأبنائه الستة على شرق ليبيا، ويساعد في جلب روسيا وقواتها المرتزقة إلى داخل البلاد، حسب كاتب المقال.
ولاتزال أنشطة مجموعة “فاغنر” تزدهر في أفريقيا، وهي الآن تحت السيطرة الكاملة للكرملين، بعد إعادة تسميتها بـ”الفيلق الأفريقي”، ويعتمد عليها بوتين بشكل كامل لتغذية الانقلابات العسكرية في القارة.
وينبه المقال من أن هدف بوتين الأساسي من التوغل بشكل واسع في ليبيا والقارة الأفريقية هو “سرقة ونهب ثروات القارة من الذهب والألماس والمعادن الأرضية النادرة وغيرها من الموارد الطبيعية لتمويل حربه الطويلة في أوكرانيا، وكذلك تجنيد مقاتلين من أفريقيا للقتال على الجبهات الأمامية”.
وكانت تقارير إعلامية سابقة، أشارت إلى أن “الفيلق الأفريقي” في السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى ومالي والنيجر وبوركينا فاسو، يعمل لتأمين وحماية الأنظمة القائمة مقابل الوصول الكامل إلى الموارد الطبيعية الحيوية.
يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه وسائل إعلام إيطالية مصادرة شحنة من الأسلحة الصينية كانت في طريقها إلى شرق ليبيا، موضحة أن الإدارة الأميركية “تشكك في أن الأسلحة الصينية كانت في طريقها إلى حفتر في الشرق”.
وانتقد المقال انسحاب الدور الأميركي من ليبيا وأفريقيا بشكل عام، ما مهد الطريق أمام التوغل الروسي السريع، وعرض المصالح الأميركية والأوروبية إلى الخطر.
وأمام التمدد الروسي، يؤكد المقال حاجة الولايات المتحدة إلى تطوير استراتيجية جديدة لمواجهة الوجود العسكري لموسكو والاستثمارات الصينية في أفريقيا، مؤكدا أن الاستراتيجية التي أطلقتها إدارة جو بايدن، العام 2022 في منطقة الساحل الأفريقية غير فعالة بالشكل الكافي.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الفيلق الإفريقي ليبيا
إقرأ أيضاً:
مسؤولان أميركيان سابقان يحثان ترامب على وقف دعم حصار غزة
حذّر مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية من أن تجعل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب معاناة الفلسطينيين سياسة رسمية للبلاد بسماحها لإسرائيل مواصلة حصار غزة دون حساب ولا عقاب.
وأكد كاتبا المقال، أندرو ميلر الزميل في مركز التقدم الأميركي وفيليب هغوردون الباحث في معهد بروكينغز، أن إسرائيل الآن بصدد انتهاك جميع المعايير التي حددتها الإدارة السابقة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بما فيها عدم إعادة احتلال غزة.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4صمود غزة يزيد عدوانية إسرائيلlist 2 of 4بوريل: إسرائيل تُعد لأكبرِ عملية تطهير منذ الحرب العالميةlist 3 of 4إنترسبت: روبيو يُسكت كل صوت ينتقد إسرائيل بالخارجية الأميركيةlist 4 of 4إعلام إسرائيلي: أهالي الأسرى ناقمون وبعضهم يدعو للهجرةend of listولفت المقال إلى أن هذه الانتهاكات المستمرة دون أي اعتراض من ترامب تعد "فشلا أخلاقيا يزيد معاناة الفلسطينيين" ويزيد إسرائيل جرأة.
وتجلى دعم إدارة ترامب -وفق المقال- في تصريح السفير الأميركي لإسرائيل مايك هاكابي، الذي رفض دعوات منظمة الصحة العالمية بممارسة ضغوط على إسرائيل لتمرير مساعدات إنسانية إلى غزة، قائلا "إن الضغط يجب أن يُمارس على حماس فقط".
وكلا الكاتبين، خدم في إدارة الرئيس السابق جو بايدن، أشارا إلى أن تحميل مسؤولية الحرب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا يُبرر تجويع أكثر من مليوني مدني، منهم نحو مليون طفل، بل هو، في واقع الأمر، عقاب جماعي.
وأضاف الكاتبان، أن ترامب لا يمارس أي ضغوط على إسرائيل بل صرح بأن "هذه ليست حربنا"، رغم أن الحرب تُهدد مصالح أميركية، فقد تضررت سمعة واشنطن العالمية وستتضرر أكثر إذا ما استمرت في دعم سياسات إسرائيل "غير الأخلاقية وغير القانونية".
إعلانوحذر المقال من أن العالم يلاحظ النفاق الملحوظ في إدانة الولايات المتحدة غزو روسيا أوكرانيا، في الوقت الذي تواصل فيه واشنطن دعم تجويع واضطهاد إسرائيل للفلسطينيين.
وأشار أيضا إلى الثمن العسكري الذي تدفعه الولايات المتحدة جراء حمايتها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ إن ذلك يصرفها عن خصومها الصين وروسيا ويحول انتباهها إلى خصوم إسرائيل مثل إيران وجماعة الحوثيين، الذين ترتبط هجماتهم على القوات الأميركية مباشرة بغزة.
ويرى الكاتبان أن إدارة بايدن حاولت تقييد سياسة الحصار خلال الحرب وضغطت لتسهيل دخول المساعدات على الرغم من رفض إسرائيل ذلك، أما إدارة ترامب الحالية فهي تؤيد الحصار كاملا، بل وترى فيه أداة تفاوض مشروعة.
وأشار الكاتبان إلى أن إدارة بايدن قدمت لغزة أكثر بكثير مما قدمه ترامب، ولكنهما أقرا أيضا أنه من الإنصاف انتقاد أداء الإدارة السابقة، إذ إنها لم تقم بواجبها الكامل تجاه الأزمة الإنسانية في فلسطين.
وخلصا إلى أن ترامب يجب أن يخضع للمعيار الأخلاقي نفسه، فهو الآن يعرض حياة ملايين المدنيين في غزة للخطر، ويمنح نتنياهو موافقة علنية على سياساته، و"إذا كان الرئيس يدعم سياسة إسرائيل، فلا ينبغي للشعب الأميركي أن يدعمه".