رئاسيات موريتانيا.. قوانين وآليات مراقبة فلماذا المعارضة قلقة؟
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
نواكشوط ـ يتوجه الموريتانيون يوم 29 يونيو/حزيران الجاري إلى صناديق الاقتراع، في انتخابات رئاسية حساسة هي الثامنة في تاريخ البلاد، وتسعى فيها الأغلبية الحاكمة لتجديد الثقة بالرئيس الحالي وتوطيد حكمه لولاية ثانية، بينما تنتظر المعارضة إعلان ميلاد رئيس جديد.
وتأتي هذه الاستحقاقات التي يشارك فيها أكثر من 1.
وتحظى الانتخابات الرئاسية في موريتانيا باهتمام كبير داخليا وخارجيا؛ إذ تتبنى الدولة ذات الموقع الإستراتيجي الرابط بين المغرب العربي وغرب أفريقيا، نظاما سياسيا يمنح رئيس الجمهورية كامل الصلاحيات، فهو الذي يحدد كما ينص الدستور "السياسة الخارجية للأمة وسياستها الدفاعية والأمنية" كما يُعين الوزير الأول (رئيس الوزراء) وينهي وظائفه.
وبالنسبة للنظام الانتخابي، تعتمد موريتانيا نظام الجولتين، ويتم انتخاب الرئيس بالأغلبية المطلقة للأصوات المعبر عنها، وإذا لم يحصل أحد المترشحين على الأغلبية في الجولة الأولى، تُنظم جولة ثانية بعد أسبوعين بين المرشحَين الحاصلين على أعلى نسبة من الأصوات، وللرئيس الحق في الترشح لفترة رئاسية أخرى مدتها 5 سنوات فقط.
مهرجان سابق للمعارضة الموريتانية (الجزيرة) هيئات الإشرافوتجرى الانتخاب الرئاسية في موريتانيا باستدعاء من رئيس الجمهورية لهيئة الناخبين، ويتم بعدها وجوبا انتخاب رئيس الجمهورية الجديد خلال 30 يوما على الأقل و45 يوما على الأكثر قبل انقضاء مدة الرئاسة الجارية.
ويتولى المجلس الدستوري استقبال ملفات الترشيح، ويبتّ في صحتها، ويعلن نتائج الانتخابات، ويستقبل الطعون في النتائج، ويلزم أن يتضمن كل ملف لمترشح للرئاسة 100 تزكية من مستشارين بلديين و5 عُمد على الأقل من مناطق مختلفة.
ومن جهة أخرى، تتولى وزارة الداخلية تأمين المسار الانتخابي وتهيئة الظروف، بالتنسيق مع اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات التي تتولى هي الأخرى الإشراف على عملية الاقتراع في المكاتب على كافة التراب الوطني، وتوفير بطاقات التصويت المؤمّنة، وإصدار تقرير مع نهاية العملية، وتتألف اللجنة من 11 عضوا يعينهم رئيس الجمهورية باقتراح من الأغلبية والمعارضة.
أما السلطة العليا للصحافة، فتسعى لضمان تغطية مهنية وموضوعية للحملات الانتخابية، وتأمين النفاذ الشامل لكافة المرشحين للرئاسة، إلى وسائل الإعلام العمومي والخصوصي.
المعارضة تطالب بضمانات محددة لإجراء الانتخابات الرئاسية (الجزيرة) مرصد جديدوفي الانتخابات الرئاسية الحالية لعام 2024 استحدثت موريتانيا مرصدا وطنيا جديدا يعنى بمراقبة الانتخابات، ويدعى "المرصد الوطني لمراقبة الانتخابات" تم تعيين رئيسه وأمينه العام من طرف الوزير الأول محمد بلال مسعود.
وتتألف تشكيلة المرصد الوطني المنتدب لمدة 3 أشهر، من 12 عضوا تم اختيارهم من بين الأعضاء الذين تم اقتراحهم من طرف منظمات المجتمع المدني الرئيسة في موريتانيا.
وكانت رئاسة الوزراء قد أوضحت في بيان سابق لها أن المرصد هو "إطار وطني مستقل يعمل مع منظمات المجتمع المدني المحلية والأجنبية في مجال مراقبة الانتخابات".
لكن المعارضة أعلنت رفضها لهذا المرصد "الذي أقصى المعارضة من تشكيلته"، وعبّرت عن مخاوفها من التلاعب بنتائج الانتخابات.
ويرجع القيادي في حزب "تواصل" الدكتور محمد الأمين ولد شعيب أسباب هذه المخاوف إلى "ضعف هيئات الرقابة وعدم استقلاليتها؛ إذ يتم تعيينها من طرف السلطة التنفيذية ممثلة في الوزير الأول بمعنى أن النظام هو الخصم والحكم في الوقت ذاته".
ويقول ولد شعيب، الذي يشغل منصب مدير العمليات الانتخابية للمرشح حمادي سيد المختار، في حديث للجزيرة نت "لا مؤشرات على شفافية ونزاهة هذا الاقتراع إذا لم تبادر جهات الإشراف بإصلاحات حقيقية تعالج الاختلالات الهيكلية التي تهدد مصداقية العملية الانتخابية".
مرشحو الرئاسة من المعارضة قدموا 12 مطلبا للجنة الانتخابات (الجزيرة) هواجس الشفافيةورغم التعهد المتكرر من اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات بالتزام الشفافية في سير العملية الانتخابية، تظل ثقة المعارضة فيها دائما مهزوزة.
ويؤكد ولد شعيب أن اللجنة المستقلة للانتخابات غير جادة في توفير ضمانات حرية ونزاهة وشفافية الانتخابات، وتلعب على فرض الأمر الواقع بحجة عامل الوقت.
وكان وكلاء مرشحي الرئاسة من المعارضة قد قدموا 12 مطلبا للجنة الانتخابات اعتبروها مطالب ملحة لضمان الشفافية في الانتخابات، لكن رد اللجنة حسب شعيب كان مخيبا للآمال، حيث أعطت وعدا بتلبية مطلب واحد منها، واكتفت بحديث في العموميات عن بقية المطالب.
وقال ولد شعيب "أبلغنا اللجنة رسميا بإحضارنا خبيرا دوليا متخصصا في تدقيق السجلات الانتخابية لكنها رفضت تدخله بحجة ضيق الوقت، ورفضت أيضا توفير الأجهزة القارئة للبصمة في مكاتب التصويت للوقوف في وجه التصويت بالنيابة".
الناطق الرسمي باسم اللجنة الانتخابية ينفي رفض طلبات المعارضة (مواقع التواصل ) لجنة الانتخابات تردلكن الناطق باسم اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد تقي الله الأدهم، نفى أن تكون اللجنة رفضت أي طلب متعلق بتدقيق السجل الانتخابي، مؤكدا "أن اللجنة عبرت مرارا عن استعدادها لتولي كلفته ماليا".
وأضاف تقي الله في تصريح صحفي السبت الماضي "أن ردهم على الوكلاء كان شفويا، مؤكدا أن التدقيق مناف للارتجال ولا يمكن أن يحصل بملاحظات عابرة لخبير كان مسافرا لإحدى دول الجوار ومرّ بالبلاد في طريق عودته إلى بلده".
وعبّر تقي الله عن استغرابه من شعور وكلاء المرشحين بالقلق رغم تجاوب اللجنة معهم واستعدادها اللامشروط لتلبية مطالبهم ما لم تخالف نصّا قانونيا صريحا، لا تملك اللجنة صلاحية تغييره أو تأويله.
ورغم قلقها المتزايد على مصداقية هذه الانتخابات، تأمل المعارضة في أن تصحح اللجنة الاختلالات والخروقات التي تعتقد أنها شابت الانتخابات البرلمانية والبلدية والجهوية الماضية في عام 2023.
لكن، وحسب الدكتور ولد شعيب فإن "اللجنة مصرّة على المضي في نفس المسار، وفي استحقاق خاص وغاية في الحساسية، يتعلق بمنصب رئيس الجمهورية في نظام سياسي يمنحه كل الصلاحيات، وهو ما يفرض أن تكون مشروعيته وشرعيته معترفا بها من قبل الجميع وفق آلية انتخابية حرة ونزيهة وشفافة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المستقلة للانتخابات رئیس الجمهوریة
إقرأ أيضاً:
اعتماد الكشوف النهائية لانتخابات اتحاد الطلاب بجامعة الزقازيق
عقدت اللجنة العليا للإشراف على انتخابات اتحاد الطلاب بجامعة الزقازيق اجتماعها برئاسة الدكتور خالد الدرندلي، رئيس الجامعة ورئيس اللجنة، لمتابعة الجدول الزمني المعلن للإجراءات الانتخابية، واعتماد الكشوف النهائية للانتخابات بجميع كليات الجامعة.
أكد رئيس الجامعة، أن الانتخابات الطلابية تعد فرصة هامة لإرساء قيم المشاركة الطلابية وتعزيز روح القيادة لدى الطلاب، مشيدًا بالتنظيم الجيد للعملية الانتخابية والالتزام بالقوانين المنظمة لها، مشيرًا إلى أن إدارة الجامعة تسعى دائمًا لدعم النشاط الطلابي بكافة أشكاله باعتباره جزءًا أساسيًا من بناء شخصية الطالب.
في السياق ذاته، قال إيهاب الببلاوي، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث والقائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب ونائب رئيس اللجنة: أن الكشوف النهائية تم إرسالها إلى جميع الكليات، وستعلن رسميًا يوم 20 نوفمبر، على أن تبدأ الدعاية الانتخابية في اليوم التالي، وتنتهي فعاليات الحملات الانتخابية في 28 نوفمبر، مؤكدًا أهمية الالتزام بالقواعد التنظيمية لضمان سير العملية الانتخابية بشكل سلس وشفاف.
من جانبه، أوضح الدكتور أحمد عناني، عميد كلية الطب البشري ومستشار رئيس الجامعة للأنشطة الطلابية، أن الجامعة تولي اهتمامًا خاصًا بالأنشطة الطلابية، كونها وسيلة لتعزيز مهارات الطلاب وتشجيعهم على المشاركة الفعالة في القضايا المجتمعية والوطنية، مشيدًا بحرص الطلاب على المشاركة الإيجابية في الانتخابات.
تضم اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات عدة قيادات جامعية الدكتور إيهاب الببلاوي والدكتور أحمد عناني، والدكتور ممدوح المسلمى، القائم بأعمال عميد كلية الحقوق، والدكتور نصر عبد الوهاب عميد كلية الطب البيطري، والدكتور عبد الله مناع الطحاوي، عميد كلية التربية الرياضية للبنين، والدكتور عبد الرؤوف هاشم بسيوني، الأستاذ المتفرغ بكلية الحقوق، والمستشار إسلام توفيق الشحات، المستشار القانوني للجامعة، والدكتور أحمد شاكر حسين، وكيل كلية الزراعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور أدهم عزت الدمرداش، مدير عام الإدارة العامة لشئون مكتب رئيس الجامعة، والدكتور محمد متولي إبراهيم، القائم بأعمال مدير عام الإدارة العامة لرعاية الطلاب.
يُذكر أن الانتخابات الطلابية تُجرى وفقًا لقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2523 لسنة 2017 الخاص بتعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات الصادر بالقانون رقم 49 لسنة 1972، بالإضافة إلى اللائحة المالية والإدارية للاتحادات الطلابية بالجامعات الصادرة بالقرار الوزاري رقم 352 لسنة 2019.