أطفال غزة يئنون من جحيم الحرب.. حرمان تام من التعليم والصحة والرعاية والمأوى
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
◄ 600 ألف طفل محرومين من التعليم بعد تدمير المدارس والجامعات
◄ 39 ألف طالب لن يخوضوا امتحان الثانوية العامة
◄ 412 مدرسة وجامعة تتحول إلى ركام وتُلقي بالطلاب إلى المجهول
الرؤية- غرفة الأخبار
أسفر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عن معاناة كارثية وغير مسبوقة لأطفال القطاع، الذين باتوا محرومين من أقل الاحتياجات؛ سواء فيما يتعلق بالصحة العامة أو التعليم أو غيرها من الأساسيات؛ فأصوات المدافع وأزيز الطائرات وانفجارات الصواريخ والقذائف، تضج مضاجعهم وتؤرق نومهم، فضلًا عن تشريدهم وتركهم للعراء، تغطيهم السماء، ويتلحفون بالأرض.
لم يكن لأطفال غزة منذ بدء العدوان قبل نحو 9 أشهر، أي حظ في تعليم أو صحة أو مأكل، فالمجاعة تفتك ببطونهم، والأمراض تلاحقهم بلا رحمة، بينما ينتظرهم الموت المُحتّم في أي لحظة!
تبخّرت أحلام هؤلاء الصغار الذين تلطعوا يومًا للالتحاق بمدرسة أو جامعة يتلقون فيها العلوم المختلفة، وينخرطون بعدها في مهن ووظائف تضمن لهم العيش الكريم.. إلّا أن ذلك لم يعد سوى أحلام يقظة، في ظل الكابوس المُرعب الذي يعيشونه في كل لحظةٍ..
أطفالٌ يخضون غمار حياةٍ لا تُشبههم، ويقاتلون من أجل قوتهم، ينتظرون الحياة أن تمُن عليهم ببعض من سبل العيش، يتسابقون خلف عربات المؤن علّهم يظفرون بقطعة جبنٍ أو رغيف خبز، لكن الفاجعة تكون أعنف حينما تختلط هذه الشذرات من الطعام مع رائحة البارود وتمتزج أحيانًا بدماء الأبرياء، الذين من المحتمل أن يلقوا حتفهم أثناء انتظار ما يسدون به جوعهم!
لم يكن ذلك سردًا نثريًا أو عزفًا على أوتار المشاعر؛ بل ترجمة لتقارير صادمة صادرة عن مؤسسات أممية؛ إذ تقول وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إنّ أكثر من 600 ألف طفل حُرِمُوا من التعليم في قطاع غزة نظرا لإغلاق المدارس قسريًا بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأضافت الوكالة في منشور لها: "يواصل زملاؤنا في الأونروا دعم الأطفال الفلسطينيين من خلال الأنشطة التي تساعدهم على العودة إلى التعلم، لكن هذا ليس كافيا"، مشددة على ضرورة "وقف إطلاق النار الآن".
وقالت الوكالة "لكي لا يصبحوا جيلا ضائعا، يجب وقف إطلاق النار الآن في غزة.. الأطفال هم أول من يعانون وأكثر من يعانون في الصراعات والحروب".
ويتواصل العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على قطاع غزة بحرًا وبرًا وجوًا لليوم الـ262 على التوالي، مخلفًا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، ودمارا هائلا في البنى التحتية والمرافق والمنشآت الحيوية، فضلا عما سببه من كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع، نتيجة وقف ممنهج لإمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود.
ووصفت وكالة "أونروا" حرمان 39 ألف طالب ثانوية عامة في قطاع غزة من الامتحانات، وأكثر من نصف مليون طفل من التعليم على مدار 9 أشهر بأنه "أمر مروع ومحزن".
جاء ذلك على لسان مدير التخطيط بالأونروا سام روز، في مقابلة مع قناة الجزيرة باللغة الإنجليزية، بثت فحواها الأونروا على حسابها عبر منصة إكس.
وأضاف روز أن “حرمان 39 ألف طالب ثانوية عامة في قطاع غزة من الامتحانات يضيف طبقة أخرى إلى حزننا”. كما سلط الضوء على أن "أكثر من نصف مليون طفل بالقطاع محرومون من التعليم على مدار9 أشهر". وتابع المسؤول الأممي قائلا إنه "من المروع أن هؤلاء الأطفال، علاوة على كل شيء آخر، محرومون من فرصة التعلم".
وقد أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، في بيان نشره عن وزارة التربية والتعليم في غزة، إن أكثر من 800 ألف طالب وطالبة من مختلف المراحل التعليمية في قطاع غزة حُرموا من حقهم في التعليم بعد انقطاعهم عن الدراسة منذ 7 أكتوبر، بسبب حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الصهيوني المجرم على قطاع غزة.
وأضاف أن من بين هؤلاء 40 ألف طالب وطالبة في الثانوية العامة بفروعها المختلفة، لن يتمكنوا من الالتحاق بهذه الدورة من امتحانات الثانوية العامة (البكالوريا/ التي بدأت السبت)؛ ما يمثل سابقة وانتهاكا خطيرا يهدد مستقبلهم ويقوض فرص التحاقهم بالجامعات والكليات المحلية والخارجية.
ومع انطلاق شرارة الحرب المدمرة على غزة في 7 أكتوبر 2023، تم تعليق الدراسة في مدارس وجامعات القطاع؛ حفاظاً على حياة الطلبة في ظل القصف الإسرائيلي العنيف والمكثف.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، حربًا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، مما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور التدابير المؤقتة من محكمة العدل الدولية، وكذلك رغم إصدار مجلس الأمن الدولي لاحقا قرار بوقف إطلاق النار فورًا.
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.
وقد دمرت الحرب الإسرائيلية 103 مدارس وجامعات بشكل كلي، و309 مدارس وجامعات بشكل جزئي، وقتل أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الرابطة المغربية للصحافة المهنية تُطالب بإصلاحات جذرية في قطاع الإعلام وتُدين تدخلات اللجنة المؤقتة
أعربت الرابطة المغربية للصحافة المهنية عن إدانتها الشديدة للتدخلات غير الدستورية التي تشهدها الساحة الإعلامية في البلاد، مشيرة إلى أن القطاع يعاني من أزمة خانقة نتيجة لتداعيات “البلوكاج المصطنع” في المجلس الوطني للصحافة، الذي يواصل تأثيره السلبي على تنظيم المهنة منذ قرابة السنتين.
وفي بلاغ صادر عن الرابطة، تم التأكيد على أن هذا الوضع المفتعل أضر بمصداقية الصحافة الوطنية وأدى إلى خلق بيئة خصبة للممارسات السياسية والإعلامية المشبوهة. كما أشارت إلى أن السلطة التنفيذية تدخلت عبر تشكيل “لجنة مؤقتة”، التي تسعى للهيمنة على القطاع مستغلة الأزمات الطارئة لتحقيق مصالح ضيقة، دون أن تراعي حقوق الصحفيين والمقاولات الإعلامية المستقلة.
وشدد البلاغ على أن هذه الأزمة قد أسهمت في تعزيز مظاهر الريع الإعلامي والسياسي، من خلال توقيع اتفاقات أحادية الجانب تفتقر للشفافية، وإقصاء الصحفيين المهنيين الذين يعانون من حرمانهم من حقوقهم الأساسية، وعلى رأسها البطاقة المهنية.
وفي هذا السياق، طالبت الرابطة المغربية للصحافة المهنية بعدة إجراءات إصلاحية، مؤكدة رفضها التام لمحاولات ضبط لائحة الصحفيين المهنيين وفق أجندات حزبية أو سياسية.
وحل اللجنة المؤقتة المكلفة بتسيير قطاع الصحافة وتشكيل لجنة محايدة ومستقلة للإشراف على انتخابات المجلس الوطني للصحافة.
وتمييز صارم بين المقاولات الإعلامية الحزبية والمستقلة، وضمان عدم تعرض المقاولات الإعلامية المستقلة للضغط.
وطالبت الرابطة، المجلس الأعلى للحسابات بإجراء تدقيق شامل في الحسابات المالية للمجلس الوطني للصحافة، والتحقيق في عمليات صرف الأموال التي شابت ولايته المنتهية.
ودعت إلى فتح تحقيقات قضائية في الخروقات الإدارية والمالية المتعلقة بمنح البطاقات المهنية، كما دعت الرابطة إلى تنظيم مناظرة وطنية حول الصحافة والإعلام بمشاركة جميع الأطراف المعنية لوضع حلول جذرية للقطاع، وضرورة تفعيل دور المديريات الجهوية في تدبير قطاع الإعلام وتعزيز الجهوية المتقدمة.
وأكدت الرابطة في بلاغها أن الوقت قد حان لتضافر الجهود بين جميع الفاعلين الحكوميين والمؤسساتيين لضمان استدامة استقلالية الإعلام الوطني وحمايته من التلاعبات السياسية، بما يعزز مكانته كسلطة رابعة مسؤولة في بناء المجتمع المغربي.