تشو شيوان **

أصدرت المفوضية الأوروبية في الأسبوع الماضي حكمها الأولي بشأن التحقيق في مكافحة الدعم للسيارات الكهربائية في الصين، وكشفت أنها تخطط لفرض رسوم تعويضية مؤقتة على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين، وبعد ذلك أكدت وزارة التجارة الصينية أن الصين تشعر بقلق بالغ وغير راضية بشدة عن هذا الأمر، وأن الصناعة الصينية تشعر بخيبة أمل شديدة وتعارض ذلك بشدة، وأكدت وزارة الخارجية الصينية أن الصين تحث الجانب الأوروبي على الالتزام بالتزامه بدعم التجارة الحرة ومعارضة الحمائية، والعمل مع الصين لحماية الوضع العام للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والاتحاد الأوروبي.

في السنوات الأخيرة، تطورت بسرعة صناعة الطاقة الجديدة في الصين؛ مما دفع تصدير هذه المنتجات واسع الانتشار عالمياً، وعلى وجه الخصوص، فإن "المنتجات الثلاثة الجديدة" المتمثلة في السيارات الكهربائية وبطاريات الليثيوم والمنتجات الكهروضوئية باتت مطلوبة في السوق العالمية بشكل كبير، وفي عام 2023 تجاوزت الصادرات تريليون يوان لأول مرة، بزيادة تقارب 30%، وأجدُ أن السبب في ذلك هو أن التطور السريع لصناعة الطاقة الجديدة في الصين يعتمد على الابتكار التكنولوجي المستمر، وتحسين نظام الإنتاج وسلسلة التوريد، والمنافسة الكاملة في السوق، والمكانة الرائدة التي تم تحقيقها هي نتيجة العمل المبتكر وفق قواعد السوق العالمي.

والسيارات الكهربائية هي صناعة عالمية، ولا يمكن تحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة إلّا من خلال تقسيم العمل والتعاون، ويعتمد السببُ وراء الشعبية الكبيرة للسيارات الكهربائية الصينية على الابتكار التكنولوجي والجودة الممتازة التي تشكل منافسة قوية في السوق العالمية، ويتم تحقيق ذلك من خلال المنافسة الحرة في السوق ولا يتم دعمها بأي حال من الأحوال، وفي الوقت نفسه رفعت الصين القيود المفروضة على الاستثمار الأجنبي في قطاع التصنيع بشكل كامل، وفتحت أبوابها أمام شركات السيارات العالمية، ووجدنا شركات السيارات من جميع أنحاء العالم تتمتع بشكل كامل بأرباح السوق الصينية الكبيرة.

ويُعدُ مصنع شركة تِسلا في شانغهاي، مركزَ التصدير الرئيسي لشركة تِسلا في العالم، وتحظى السيارات المنتجة بشعبية كبيرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا ومناطق أخرى. وفي عام 2023، احتلت الصين المرتبة الثانية كأكبر سوق لشركة تِسلا في العالم، وتجاوزت مبيعات التجزئة لها في الصين 600 ألف وحدة، بزيادة سنوية قدرها 37.3%، وبلغت الإيرادات السنوية 21.75 مليار دولار أمريكي. وإضافة إلى تِسلا، قد أصبحت "مرسيدس بنز" و"بي إم دبليو" و"فولكس فاجن" علامات تجارية مألوفة للسيارات منذ فترة طويلة للشعب الصيني، وتواصل زيادة استثماراتها في السوق الصينية.

ويعتمد تطوير السيارات الكهربائية الصينية على مهارات حقيقية، والتي لا تضخ زخمًا جديدًا في النمو الاقتصادي العالمي فقط؛ بل تساهم في التحول الأخضر العالمي أيضاً، ولقد أشاد العديد من الأشخاص الدوليين بجهود الصين في التحول الأخضر ومنخفض الكربون، لكن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تجاهلت الحقائق وقواعد منظمة التجارة العالمية لفرض الرسوم الجمركية على الواردات من الصين على السيارات الكهربائية.

وإذا أخذنا هذا التحقيق في مكافحة الدعم كمثال، فإن النتائج التي تم الكشف عنها في حكم الاتحاد الأوروبي تفتقر إلى أساس واقعي وقانوني، وتبني وتُبالغ بشكل مُصطنع فيما يسمى بـ"مشاريع الدعم"! وهو سلوك حِمائِيّ سافر وغير مقبول، ويخلق تصاعدًا لحِمَائِية تجارية باسم "الحفاظ على المنافسة العادلة"، وهو في الواقع "تقويض للمنافسة العادلة". والحقيقة تقول إن اتهامات الاتحاد الأوروبي لا أساس لها من الصحة؛ فهي لا تُلحِق الضرر بالحقوق والمصالح المشروعة لصناعة السيارات الكهربائية في الصين فقط؛ بل إنها ستؤدي أيضًا إلى تعطيل وتشويه سلسلة صناعة السيارات العالمية وسلسلة التوريد؛ بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، وسوف تُلحِق الضرر في نهاية المطاف بمصالح أوروبا الخاصة.

في الواقع، منذ قرار المفوضية الأوروبية بإطلاق تحقيق بشأن مكافحة الدعم ضد السيارات الكهربائية الصينية في أكتوبر من العام الماضي، كان هناك انقسام كبير داخل أوروبا؛ حيث عارضت ألمانيا والمجر ودول أخرى ذلك معتقدة أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تضر بصاحبها، كما إن تأثير السيارات الكهربائية الصينية على أوروبا ليس بالخطورة التي يُبالغ فيها بعض الناس، فلماذا يُصر الجانب الأوروبي على رفع التعريفات الجمركية لقمع السيارات الكهربائية الصينية على الرغم من الأصوات المعارضة؟ السبب وراء ذلك يرجع إلى صراع المصالح المعقد داخل الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى عقليات البعض في أوروبا، والتي تدعو لقمع تطور الصين خوفا من المنافسة العادلة وتميل إلى الانقياد وراء رغبات واشنطن.

لقد أثبتت التجارب التاريخية مرارًا وتكرارًا أن التعريفات الجمركية لا تفضي إلى زيادة القدرة التنافسية، ولا يوجد فائزون في الحروب التجارية. وإذا أصرَّ الاتحاد الأوروبي على السير في طريقه الخاطئ، فإن الصين ستتخذ حزم التدابير اللازمة لحماية قواعد مُنظمة التجارة العالمية ومبادئ السوق الحرة، وحماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

"تانج".. أحدث سيارة كهربائية من بي واي دي

شهدت صناعة السيارات الكهربائية تحولات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، وتعد الصين من أكثر الدول تطوراً في هذا المجال، إذ تبذل شركات السيارات الصينية جهوداً كبيراً لإنتاج طرازات ذات إمكانات تكنولوجية هائلة. وتأتي شركة صناعة السيارات الصينية بي واي دي ضمن أبرز الشركات التي نجحت مؤخراً في إطلاق مجموعة من الطرازات الكهربائية المتطورة كان آخرها السيارة الكهربائية الرياضية متعددة الاستخدامات “تانج”.

 

سرعة هائلة للسيارة تانج الكهربائية

 

وتزخر السيارة الكهربائية بي واي تانج بالعديد من التجهيزات، وتتمتع بقدرة كبيرة على التسارع، إذ تعتمد السيارة بي واي دي تانج الجديدة على محركين كهربائيين بقوة 380 كيلووات/517 حصان، مع عزم دوران أقصى يبلغ 700 نيوتن متر، لتتسارع السيارة البالغ وزنها 6ر2 طن من الثبات إلى 100 كلم/س في غضون 9ر4 ثانية.

 

مدى السير 530 كيلو متر في الشحنة الواحدة

 

ودعمت بي واي دي تانج سيارتها الكهربائية الجديدة تانج ببطارية سعة 8ر108 كيلووات ساعة، توفر مدى سير يصل إلى 530 كلم في الشحنة الواحدة.

 

بي واي دي تانج الكهربائية الجديدة

 

ولتتناسب السيارة بي واي دي تانج مع معدلات الأداء العالية تم إدخال تعديلات وتحسينات على مجموعة التعليق؛ حيث توازن السيارة بين معدلات الأداء العالية للمحرك والرشاقة على الطريق والشعور بالراحة في المقصورة الداخلية.

 

وتتميز السيارة بي واي تانج الجديدة من خلال الرتوش التصميمية على المقدمة مع شبكة المبرد الجديدة والتصميم الجديد لفتحات التهوية وشريط الكروم الممتد على كامل المقدمة، بالإضافة إلى شريط الإضاءة الأنيق على المؤخرة، مع الكشافات العاملة بتقنية LED.

 

أبعاد السيارة بي واي دي تانج الكهربائية الجديدة

 

وتظهر السيارة بي واي دي تانج الكهربائية الجديدة بطول 4870 ملم وعرض 1950 ملم وارتفاع 1725 ملم. وتسع ما يصل إلى 940 لترا من الأمتعة.

 

 المقصورة الداخلية للسيارة بي واي دي تانج

 

وتتميز المقصورة الداخلية للسيارة بي واي دي تانج الكهربائية الجديدة بتجهيزات ثنائية اللون مع أشرطة إضاءة باللون الأزرق، فضلا عن شاشة كبيرة لنظام الملتيميديا وهو ما يجعلها من المركبات المتميزة في هذه الفئة.

مقالات مشابهة

  • الاستثمار الأوروبي في مصر.. فرص واعدة في ظل التحديات العالمية 
  • «صوت الشعب»: مؤتمر الاستثمار رسالة دعم من الاتحاد الأوروبي للاقتصاد المصري
  • كيف تفوقت صناعة السيارات الكهربائية في الصين رغم العقبات الغربية؟
  • بأقل من 25 ألف يورو.. ما هي مواصفات سيارة هيونداي الجديدة؟
  • هيونداي تكشف عن سيارة كهربائية منخفضة التكلفة لمنافسة السيارات الصينية
  • العقوبات الأوروبية ضد روسيا تدخل في مأزق
  • "تانج".. أحدث سيارة كهربائية من بي واي دي
  • فرض رسوم على التكنولوجيا النظيفة الصينية يهدد التحول الأخضر
  • وزارة الصحة توقع اتفاقية بقيمة 2.88 مليون يورو
  • الصين تعارض إدراج الاتحاد الأوروبي شركات صينية في قائمة عقوباته