جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-27@03:44:15 GMT

عيدكم غير!

تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT

عيدكم غير!

 

أحمد بن خلفان الزعابي

zaabi2006@hotmail.com

 

العيدُ لا يحلو إلا بتجمع الأهل والأحباب، العيد لا يكون عيدًا إلا مع انتشار الفرح والسرور، العيد يجتمع فيه القريب والبعيد الغني والفقير وفرحة العيد تكتمل بتجاوز الخلافات ونبذ الفرقة وتعظيم شعائر الله.

منَّ الله علينا في هذه البقعة من العالم ببلادٍ آمنة مُطمئنة وشعبٍ يتَّسم بالخلق الرفيع، حيث كان ولا يزال يُحافظ على قِيم الإسلام السمحة، كالصدق والرحمة والأمانة والكرم والجود والإحسان والرفق والتسامح وغيرها، والتي تتجسد في السلوك والممارسات والعادات والتقاليد العُمانية الأصيلة المرتبطة بالمناسبات الدينية وخاصة الأعياد منها.

قد يكون البعض منَّا سمع من بعض المقيمين من مواطني الدول الشقيقة والصديقة بأنَّ العيد لدينا في سلطنة عُمان مختلف أو عبارة عيدكم غير، وهذه بالطبع حقيقة لا خلاف عليها، وذلك لأنَّ لكل بيئة في أي بقعة من بقاع العالم عاداتها وتقاليدها التي تميزها عن غيرها وكذلك نحن العُمانيين، حيث يُعدُّ العيد مظهراً من مظاهر الدين وفرصة لتعظيم شعيرة من شعائره، ونحنُ كغيرنا من الشعوب نستعد للعيد مبكرًا كلٌ بحسب إمكانياته حيث تقوم الأسر بكافة الترتيبات المتعلقة بتجهيز الملابس والأدوات الشخصية لأفرادها صغارًا وكبارًا ويجتمع الأهالي لتجهيز حفرة التنور من خلال تنظيفه وملئه بالحطب حتى يكون جاهزًا لعمل الشواء يوم العيد وفي بعض الولايات والبلدات ثاني أيام العيد، ولا يمكننا أن نتحدث عن العيد ونغفل الهبطات فلكل ولاية هبطاتها حيث تكون في أيامٍ مُعينة إما تطوف القرى أو في الأسواق المركزية حيث ينزل الأغلبية للتسوق والشراء خلال أيام هذه الهبطات.

وخلال تلك الأثناء، يُسارع بعض المحسنين بالتبرع إما بمفردهم أو عن طريق الفرق الخيرية الرسمية بإيصال المساعدات النقدية أو العينية ككسوة العيد ومستلزمات المنزل وحتى الأضاحي وهذا نوع من أنواع الإحسان والتراحم بين أفراد المجتمع والذي بلا شك يدخل الفرح والسرور والبهجة في نفوس الأسر المعوزة ويجعلها تستقبل العيد حالها كحال الآخرين، وهو شكل من أشكال التراحم والتكاتف بين أفراد المجتمع العُماني الأصيل.

تبدأ الفعاليات ليلة العيد في أغلب الولايات العُمانية؛ حيث يقوم الأهالي بتحضير الطعام كالعرسية والهريس والقبولي والعصيدة وغيرها من الأطباق الشعبية، ثم بعد صلاة الفجر نبدأ يومنا بخروج الرجال والأطفال مكبرين الله سيرًا نحو مُصّليات العيد، وهنا تختلف العادات بين قرية وأخرى حيث يقوم الأهالي بالسلام على بعضهم البعض وتبادل التهاني وتناول وجبة الإفطار على مائدةٍ جماعية قبل الخطبة وصلاة العيد، وهناك في قرى وبلدات أخرى يتم تناول الإفطار وتبادل التهاني بعد صلاة العيد، بعدها تختلف العادات أيضًا بين القرى والولايات فهناك من تبدأ لديه احتفالات العيد فور الانتهاء من الصلاة بالتجمع في الساحات أو بالقرب من القلاع والحصون ويؤدون الفنون الشعبية كالرزحة والعيالة وغيرها، والبعض الآخر يرجع للمنزل للسلام على أهل بيته، ثم يتجمع الرجال مصطحبين أطفالهم على شكل جماعاتٍ لتقديم السلام والتهنئة لسعادة والي الولاية والمشايخ وهذه عادة نُحافظ عليها لأنها تجدد فينا روح التسامح وتزرع في نفوسنا الألفة والمحبة وتزيل الفوارق الاجتماعية وتزيد من الروابط ووشائج القربى، وتستمر فعاليات العيد في الغالب خلال الثلاثة أيام الأولى للعيد حيث يجتمع أفراد الأسرة لذبح الأضاحي وتقطيع اللحوم وتجهيزها للشواء والمشاكيك وغيرها من الوجبات العُمانية التقليدية المرتبطة بالأعياد، كما يجتمع الأهالي على موائد الإفطار والغداء، وتبادل الزيارات.

الأجمل في أعيادنا هو انشغال الجميع باستقبال الضيوف أو زيارة الأهل والأرحام والأصدقاء، والتي تُعتبر من أروع سمات العيد لدينا وهي التي تجعل للعيد فرحة وطعماً آخر، وفي الحديث الشريف الذي رواه عبدالله بن سلام عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال "يا أيها النَّاس: أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلّوا بالليل والنَّاس نيام، تدخلوا الجنة بسلام"، رواه أحمد والترمذي والحاكم.

نعم.. عيدنا غير! لأننا نُعظِّم شعائر الله، عيدنا غير لأننا نتواصل ونتراحم فيما بيننا، نعم عيدنا غير لأنَّ المودة والمحبة بين أفراد المُجتمع تتجدد باللقاءات والزيارات وصلة الرحم، نتبادل تهاني العيد ويلتقي خلالها القريب والبعيد لنقول لبعضنا كل عام وأنتم بخير.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إنشاء كلية التمريض فى السادات.. ورئيس الجامعة: تحقق حلم الأهالي

أعلنت الدكتورة شادن معاوية، رئيس جامعة مدينة السادات، موافقة مجلس الوزراء  برئاسة الدكتور مصطفي مدبولي، على مشروع قرار بتعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية للقانون رقم (49) لسنة 1972 بشأن تنظيم الجامعات، الصادر بقرار رئيس الجمهورية رقم 809 لسنة 1975، وذلك بإنشاء كلية التمريض بجامعة مدينة السادات، وذلك بهدف تدعيم الجامعة بالتخصصات التي تلبي احتياجات الطلاب والطالبات، وتقليل الاغتراب.

كما تهنئ الدكتورة شادن معاوية، جميع منسوبي جامعة مدينة السادات وأهالي مدينة السادات بإنشاء أول كلية تمريض، سعياً لتحقيق حلم أهالي مدينة السادات لخدمة القطاع الطبى، مؤكدة بأن جامعة مدينة السادات تسعى الآن بجدية لتحقيق هذا الحلم لأهالي مدينة السادات في إنشاء كلية الطب، مشيرة إلى أنه يتم الاعداد لذلك .

وأعربت معاوية عن آمالها أن ينفذ في هذا المكان، لأنه يحقق آمالًا كبيرة لمدينة السادات ويخدم أهلها، ويساهم في النهوض بالقطاع الطبى بها، وأن"ما يحزنها رؤية أهالي مدينة السادات يسافرون من أماكن بعيدة، مئات الكيلومترات للعلاج، ومعهم حالات مرضية، وتكبدهم مشقة السفر والمصاريف الباهظة بهدف العلاج والبحث عن خدمة طبية لأبنائهم، متمنية رؤية  القطاع الطبى على أرض مدينة السادات من خلال جامعتها الحكومية جامعة مدينة السادات بأن تحتوى على افضل الخدمات لأهلنا وابنائنا من مدينة السادات والتى هى بالأصل من أكبر المناطق الصناعية في مصر وتحتوى على الآلاف من العمال بالمصانع، بالإضافة القرى والنجوع والمحافظات الحدودية القريبة، والطريق الصحراوي السريع، مما يجعل مدينة السادات في أمس الاحتياج إلى إنشاء خدمة طوارئ  سريعة جيده وذلك بإنشاء كلية ومجمع طبى متكامل يقدم خدمات تعليمية فى المجال الطبى وخدمات فى القطاع الصحى للكشف والعلاج لأهالى مدينة السادات فى مختلف التخصصات .

مقالات مشابهة

  • حكومة أخنوش تعلن عن زيادة في الحد الأدنى للأجور في القطاعات الفلاحية وغيرها
  • إنشاء كلية التمريض فى السادات.. ورئيس الجامعة: تحقق حلم الأهالي
  • العلويون في حمص يصدرون بياناً إلى الأهالي.. فيديو
  • دعاء المغفرة والرزق مع نهاية 2024.. باقي 8 أيام لوداعها فلا تغفله
  • قبل أيام من العام الجديد 2025.. عبارات تهنئة بمناسبة رأس السنة الميلادي
  • دعوة للتمرد المسلح.. إفتاء الغرياني تدعو “الثوار” في ليبيا وغيرها للتنظيم والتدريب لاسترداد الكرامة
  • مطالب الأهالي على طاولة جهاز مدينة العاشر من رمضان
  • ثاني الأشهر الحرم.. موعد أول أيام شهر رجب 2025 فلكيا
  • اسطفان: نرجو أن يحمل هذا العيد بداية لولادة لبنان جديد
  • محافظ أسوان يستمع لمطالب الأهالي ويؤكد على تحسين الخدمات