عربي21:
2025-04-24@10:43:22 GMT

الوضع العام بنظرة سريعة

تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT

من كان يحاول خلال الأسبوع الفائت أن يحدّد سمات السياسة الأمريكية في مختلف القضايا التي تواجهها، خصوصا الأهم دوليا والأهم بالنسبة إليها، يجد حالة من الإرباك، لم يسبق لها مثيل، ويجد حالة من التردد والضعف والتخبط تلفت النظر إلى حدّ العجب.

الوضع كله سيتأثر بالإرباك الأمريكي، وهذا أمر طبيعي لأن أمريكا وباعتراف الجميع تحتل موقع الدولة الكبرى رقم 1، وتتقدم، مثلا، لمواجهة الحرب الأوكرانية باعتبارها قائدة الطرف المواجِه لروسيا، أي الناتو.



وأمريكا هي الداعم الأول والمشجع الأول لمجلس الحرب الصهيوني في شنّ حرب الإبادة، والتدمير الشامل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهي الداعم والمشجع الأول للحرب البريّة كذلك، ولولا هذا الدعم لما استمر العدوان ثمانية أشهر، ولما دخل شهره التاسع.

السياسة الأمريكية مرتبكة أشدّ الارتباك في معالجتها لما قام من تناقض مع نتنياهو، والفشل في تسجيل نجاح في المفاوضات قد يحسّن من وضع بايدن في الانتخابات الرئاسية
وجعلت أمريكا تحاول إنقاذ الموقف في أوكرانيا، وقد راح يتفاقم بسبب إعطائها الأولوية للحرب في غزة. وقد ضُربت عليها عزلة دولية عبر تحرك رأي عام عالمي وأمريكي أخذا يتعاظمان في الهجوم على الكيان الصهيوني، وضد سياسات بايدن.

ولهذا جاءت زيارة وزير الخارجية بلينكن إلى منطقتنا حائرة حتى الفضيحة، وهو يحاول تحميل حماس وحدها مسؤولية عدم الموافقة الكاملة على ما تُسمّى اتفاقية الهدنة، أو في محاولته، في الآن نفسه، إظهار تناقضه مع نتنياهو المُصّر على مواصلة الحرب، والذي راح يصعِّد في رفح بحضور بلينكن.

وهكذا تكون السياسة الأمريكية مرتبكة أشدّ الارتباك في معالجتها لما قام من تناقض مع نتنياهو، والفشل في تسجيل نجاح في المفاوضات قد يحسّن من وضع بايدن في الانتخابات الرئاسية.

أما المهزلة الصارخة في التخبط الأمريكي فيمثلها قرار بناء الجسر العائم، وبكلفة 350 مليون دولار، وكيف أُخِذَ قرار بإلغائه ولم يمضِ على إنشائه ثلاثة أشهر، مما يدل على الارتجالية واتخاذ القرارارت الخاطئة، والأنكى ما فعلت به الأمواج وهي تتلاعب به، وتذهب ببعض أجزائه.

وبالمناسبة، فليتذكر من ذهبوا بعيدا في تحليل ما يشكله من خطر التهجير، وما سيحققه من سيطرة أمريكية في غزة والمنطقة. والسؤال: هل من مراجعة؟ أم التقدير المطمئن للوضع يمحوه النهار، والنسيان سيد الشطحات؟

ثم هنالك الإرباك الأشدّ، حين تذهب كل جهود إدارة بايدن لإنقاذ نفسها، وإنقاذ الكيان الصهيوني من الهزيمة أمام المقاومة في حرب قطاع غزة، فيما أولويتها الاستراتيجية المعلنة تفترض بأن تركز معظم جهودها في مواجهة الصين التي أخذت تزحف رويدا رويدا، لاحتلال مكانة القطب الاقتصادي والتقني رقم 1 في العالم، فضلا عما تقوم به الصين من تعزيز لعلاقاتها الدولية، ودعمها لروسيا في حرب أوكرانيا.

هذا الارتباك الأمريكي أخذ بالضرورة يترك أثره في إرباك كامل السياسة الدولية، بانتظار نتائج حرب غزة، والتي ما زالت مستمرة. ومن ثم أصبح كامل الوضع العالمي، بانتظار وقفها بعد ثمانية أشهر من وضع إقليمي وعالمي عاش مرهونا، عمليا، على نتائجها.

تناقضات داخل الكيان الصهيوني، خصوصا بين الأحزاب الدينية والتيارات العلمانية، كما بين الحكومة والجيش، إضافة إلى التظاهرات ضد نتنياهو
وإن نظرة سريعة ومدققة إلى المحصلة العامة لنتائج الحرب في غزة، تكشف عن هزيمة عسكرية ميدانية متواصلة لجيش الكيان الصهيوني، وفضيحة أخلاقية وقانونية دولية وضميرية وسياسية، حلت بالكيان الصهيوني. وقد انتقل من حالة المدلل دوليا، والمتحرّر من الخضوع للقانون الدولي، إلى مُدان بالجرم المشهود، بقتل الأطفال والمدنيين والمعتدي على كل ما ينتسب إلى إنساني وأخلاقي وعقلاني عالميا. هذا من جهة، أما من الجهة الثانية، فقد اشتدّ ساعد مساندي عدالة القضية الفلسطينية، وحقها في المقاومة، وضرورة وقف العدوان، إلى جانب الرأي العام العالمي.

ثم هنالك ما أخذ يبرز من تناقضات داخل الكيان الصهيوني، خصوصا بين الأحزاب الدينية والتيارات العلمانية، كما بين الحكومة والجيش، إضافة إلى التظاهرات ضد نتنياهو.

بكلمة، إن المحصلة العامة للوضع بكل أبعاده هي في مصلحة المقاومة والقضية الفلسطينية، وفي غير مصلحة الكيان الصهيوني وأمريكا، والحضارة الغربية التي أخفقت في معالجة حرب الإبادة التي تمارس من قِبَل ممثليها السياسيين العسكريين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة نتنياهو المقاومة امريكا غزة نتنياهو المقاومة وقف إطلاق النار مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الصهیونی

إقرأ أيضاً:

وزير الداخلية يبحث الوضع الأمني مع مدير أمن بنغازي ويشيد بجهود الانضباط

????‍♂️ ليبيا | وزير الداخلية يناقش مع مدير أمن بنغازي جهود مكافحة الجريمة وتأمين الاحتفالات

???? عرض للإحصائيات الأمنية في الربع الأول من 2025 ????
ليبيا – اجتمع وزير الداخلية في حكومة الاستقرار، اللواء عصام أبوزريبة، مع مدير أمن بنغازي الكبرى ورئيس غرفة انضباط الشارع العام، اللواء صلاح هويدي، وذلك لمناقشة مستجدات الوضع الأمني في المدن الواقعة ضمن نطاق اختصاص المديرية.

???? مكافحة الجريمة وضبط المطلوبين ????
وخلال الاجتماع، استعرض مدير الأمن الجهود الفعالة التي قامت بها المديرية في مكافحة الجريمة والمخدرات، وضبط المطلوبين غيابيًا والهاربين من العدالة، مشيرًا إلى دور غرفة انضباط الشارع العام في التنسيق مع باقي الأجهزة الأمنية والجيش لضمان استقرار الشارع العام.

???? استعدادات لتأمين احتفالات ثورة الكرامة ????
تم خلال الاجتماع عرض الإحصائيات الأمنية المسجلة خلال الربع الأول من العام الجاري، ومناقشة خطة تأمين الاحتفالات بالعيد الحادي عشر لـثورة الكرامة، حيث تم تشكيل غرفة أمنية خاصة يرأسها مدير الأمن بالتنسيق مع القوات المسلحة ومديريات أمن أجدابيا والمرج.

???? إشادة بالجهود الأمنية في بنغازي ????
الوزير أبوزريبة أشاد بالجهود الملموسة التي تبذلها مديرية أمن بنغازي الكبرى وغرفة انضباط الشارع العام، مثمنًا الأداء العالي لمنتسبي الأمن في حفظ النظام العام وضمان سلامة المواطنين، وداعيًا إلى الاستمرار في رفع مستوى الانضباط والجاهزية الأمنية.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الإيرانية: محاولات الكيان الصهيوني لتقويض المسار الدبلوماسي باتت واضحة للجميع
  • وزير الداخلية يبحث الوضع الأمني مع مدير أمن بنغازي ويشيد بجهود الانضباط
  • هجرة طوعية يشرف عليها الكيان الصهيوني
  • "أوتشا": الوضع الإنساني في غزة بلغ أسوأ مراحله منذ بدء الحرب
  • أبوزريبة وهويدي يُقيّمان الوضع الأمني وجهود مكافحة الجريمة
  • شركة “ميرسك” تعترف بنقل قطع “أف 35” للعدو الصهيوني
  • مسؤول أممي: الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ منذ بداية الحرب
  • يائير جولان: عدم إنهاء الحرب بغزة يصب في مصلحة نتنياهو فقط
  • محافظ المركزي يواصل اجتماعاته في واشنطن.. مناقشة الوضع الاقتصادي العام
  • القوات المسلحة تستهدف عمق الكيان الصهيوني وحاملتي الطائرات الأمريكية “ترومان” “وفينسون” (تفاصيل + فيديو)