صحف عالمية: الانفجار الشامل بالضفة بات محتملا والقبة الحديدية تواجه الانهيار
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
ركزت صحف ومواقع عالمية، في تطرقها لحرب غزة، على المأزق الذي تواجهه إسرائيل بسبب سياسة حكومتها الحالية، وعلى تحذيرات مسؤولين أميركيين من مغبة دخول الاحتلال في حرب شاملة مع حزب الله اللبناني.
وكتبت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواصل السير بإسرائيل من أزمة إلى أخرى، في وقت يعرّض فيه العلاقات مع الولايات المتحدة للخطر ويفاقم العزلة الدولية لإسرائيل التي باتت تواجه خيارين".
ويتمثل الخيار الأول، تضيف الصحيفة، في "استمرار الحرب على غزة دون أي هدف سياسي وعلى حساب حياة الرهائن، والثاني يكمن في انجرار إسرائيل للحرب مع لبنان، مما يعني التورط في حرب متعددة الجبهات".
وفي سياق آخر، حذر تحليل في صحيفة "يديعوت أحرونوت" من أن الوضع في الضفة الغربية يمكن أن ينفجر بشكل شامل في أي لحظة، ويضيف أن المؤسسة الأمنية في إسرائيل قلقةٌ جدا من أن الانشغال بالضفة الغربية "سيعرقل جهود الحرب في الجنوب والشمال، مما يجبرُ الجيش الإسرائيلي على نشر قوات مهمة في الضفة".
وتناولت صحيفة "الغارديان" تقييما قدمه مسؤولون أميركيون أواخر الأسبوع الماضي، قالوا فيه "إن القبة الحديدية الإسرائيلية تواجه خطر الانهيار إذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله".
حزب الله استهدف سابقا مقر قيادة في ثكنة برانيت بصواريخ "بركان" الثقيلة (مواقع التواصل الاجتماعي)وحذر المسؤولون الأميركيون من أن لدى عناصر حزب الله القدرة على إطلاق 3 آلاف صاروخ يوميا من لبنان، وتضيف الصحيفة أن الجميع مقتنعون بأن القيادة العسكرية والسياسية في إسرائيل لا تدرك هذه المخاطر كما ينبغي.
ومن جهتها، أشارت صحيفة "التايمز" إلى أن الصراع بين حزب الله وإسرائيل حوّل المناطق الحدودية بينهما إلى قرى أشباح، ونقلت الصحيفة عن الخبيرة ساريت زيهافي قولها إنها مقتنعةٌ بأن ما وصفته بالهجوم الكبير بات وشيكا.
وأضافت أن "الشعور الذي ساد بعد حرب عام 2006 هو ردع حزب الله، لكنْ في العامين الماضيين تغيرت الأمور بشكل ملحوظ بعد أن بنى الحزب أبراج مراقبة ومواقع على طول الحدود، وقد ظهر 30 موقعا جديدا العام الماضي وحده".
وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" عن انهيار قطاع التعليم في قطاع غزة، وقالت إن الحرب قضت على أحلام عشرات الآلاف من الطلاب، وغيّرت أولويات الكثيرين منهم. فبسبب الموت والدمار الهائل الذي ألحقته إسرائيل بالمدارس ومنشآت التعليم، ضاعت السنة الدراسية على مئات آلاف التلاميذ والطلاب، تضيف الصحيفة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان سيدنا رسول الله ﷺ أمرنا بالصدق، وسأله أحد الصحابة : أيزني المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيسرق المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيكذب المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «لا». قد يشتهي الإنسان، فتدفعه شهوته للوقوع في المعصية، أو يحتاج، فيعتدي بنسيان أو جهل. أما الكذب، فهو أمر مستبعد ومستهجن.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه عندما التزم الناس بهذه النصيحة، وهذا الحكم النبوي الشريف، عرفوا أنهم لا يقعون في الزنا ولا في السرقة. سبحان الله! لأن الإنسان إذا واجهته أسباب المعصية، وكان صادقًا مع نفسه، مع ربه، ومع الناس، فإنه يستحي أن يرتكب المعصية.
وجاء رجلٌ يُسْلِمُ على يدي رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله، أريد أن أدخل الإسلام، ولكني لا أقدر على ترك الفواحش والزنا. فقال له النبي ﷺ: «عاهدني ألا تكذب».
فدخل الإسلام بهذا الشرط، رغم كونه شرطًا فاسدًا في الأصل. وقد وضع الفقهاء بابًا في كتبهم بعنوان: الإسلام مع الشرط الفاسد.
دخل الرجل الإسلام، وتغاضى النبي ﷺ عن معصيته، لكنه طالبه بعدم الكذب. ثم عاد الرجل إلى النبي ﷺ بعد أن تعافى من هذا الذنب، وقال: والله، يا رسول الله، كلما هممت أن أفعل تلك الفاحشة، تذكرت أنك ستسألني: هل فعلت؟ فأتركها استحياءً من أن أصرح بذلك، فالصدق كان سبب نجاته.
الصدق الذي نستهين به، هو أمر عظيم؛ الصدق يمنعنا من شهادة الزور، ومن كتمان الشهادة. وهو الذي ينجينا من المهالك. وقد ورد في الزهد : »الصدق منجاة؛ ولو ظننت فيه هلاكك، والكذب مهلكة؛ ولو ظننت فيه نجاتك».
وفي إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، رضي الله عنه: كان خطيبٌ يخطب في الناس عن الصدق بخطبة بليغة. ثم عاد في الجمعة التالية، وألقى نفس الخطبة عن الصدق، وكررها في كل جمعة، حتى ملَّ الناس، وقالوا له: ألا تحفظ غير هذه الخطبة؟ فقال لهم: وهل تركتم الكذب والدعوة إليه، حتى أترك أنا الدعوة إلى الصدق؟! نعم، الصدق موضوع قديم، ولكنه موضوع يَهُزُّ الإنسان، يغير حياته، ويدخله في البرنامج النبوي المستقيم. به يعيش الإنسان مع الله.
الصدق الذي نسيناه، هو ما قال فيه النبي ﷺ : »كفى بالمرء كذبًا أن يُحَدِّث بكل ما سمع ».
ونحن اليوم نحدث بكل ما نسمع، نزيد على الكلام، ونكمل من أذهاننا بدون بينة.
ماذا سنقول أمام الله يوم القيامة؟
اغتبنا هذا، وافتَرَينا على ذاك، من غير قصدٍ، ولا التفات. لأننا سمعنا، فتكلمنا، وزدنا.
قال النبي ﷺ: «إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».
وأخذ بلسانه وقال: «عليك بهذا».
فسأله الصحابي: وهل نؤاخذ بما نقول؟ فقال النبي ﷺ : وهل يَكُبُّ الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ لقد استهنا بعظيمٍ علمنا إياه النبي ﷺ. يجب علينا أن نعود إلى الله قبل فوات الأوان.
علق قلبك بالله، ولا تنشغل بالدنيا الفانية، واذكر قول النبي ﷺ: «كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل».
راجع نفسك، ليس لأمرٍ من أمور الدنيا، ولكن لموقف عظيم ستقف فيه بين يدي رب العالمين. فلنعد إلى الله، ولا نعصي أبا القاسم ﷺ.