رغم امتلاكه ثلث احتياطي العالم لوحده.. ما اسباب عدم استثمار العراق للكبريت حتى الآن؟ - عاجل
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
استعرض استشاري التنمية الصناعية والاستثمار عامر الجواهري، اليوم الاثنين (24 حزيران 2024)، أسباب عدم نجاح العراق باستثمار الكبريت والمعادن عمومًا لغاية الآن، بالرغم من كونه يضم لوحده ثلث احتياطي الكبريت الموجود في العالم.
وقال الجواهري، لـ"بغداد اليوم"، ان "الاستثمار الفعلي والسليم والمجدي للثروات المعدنية ليس فقط باستخراجها وتصديرها بل الأهم بتصنيعها لتتحول الى منتجات سواء تستهلك محليا وتدخل في صناعات أخرى وبتصدير تلك المنتجات وبذلك تكون عامل فعلي داعم للتنوع الاقتصادي وزيادة مصادر الدخل وفي زيادة رقعة النشاط الاقتصادي وتوفير متزايد لفرص العمل".
وبين انه "مهما كانت كميات الثروات المعدنية في العراق لكن لابد من استراتيجية واضحة للموازنة بين تصنيعها وتصديرها كمواد خام, لذلك جاءت التوصية بتأسيس مجلس المعادن في الستراتيجية الصناعية في العراق لغاية 2030 التي تم اقرارها في مجلس الوزراء حزيران 2014، بهذا الصدد نوصي بتأسيس هذا المجلس على التوازي مع تفعيل خطوات تنفيذ تلك الستراتيجية واعادة تشكيل مجلس التنسيق الصناعي لكي يتم النظر والتحرك ازاء القطاع الصناعي بطريقة شمولية ومستدامة".
وأضاف ان "العراق واجه صعوبات وصراعات بخصوص استثمار الكبريت منذ الستينات في القرن العشرين بما في ذلك المنافسة الدولية والمحددات أمام أن تتمكن البلدان النامية من استثمار وتصنيع ثرواتها وتنمية اقتصادياتها وتعزيز استقلالية قرارها، وفعلا كان هناك صراع ومنافسة ومعرقلات واصطفافات وقرارات وخطوات اتخذت للاتفاق على التكنولوجيا وتنفيذ مشروع كبريت المشراق الذي اعتمد على تصدير غالبية انتاجه".
وتابع انه "لذك فأن استثمار الثروة المعدنية وتطوير الصناعة المحلية في العراق يرتبط كليا بقرارت وخطوات تتمازج مع التوجهات السياسية – الاقتصادية وتعتمد على استقلالية القرار والارادة والقدرة الحقيقية على احداث تنمية اقتصادية شاملة مع وجود استراتيجية واضحة وأدوات مهنية وطنية مخلصة للتنفيذ، كما ان استثمار الكبريت وكذلك باقي الثروات المعدنية ترتبط كليا بما تقدم حيث أن التوجهات ستكون سياسية بامتياز, أو بمعنى أدق, سياسية - اقتصادية – اجتماعية – مهنية".
وأكد انه "لذلك نرى أن العراق ليس منذ عام 2003 انما منذ آخر المشاريع الكبرى منتصف الثمانينات وبالتزامن مع الحروب المدمرة, اكتفى بالتصريحات والتمنيات. والأهم من ذلك أن استثمار الثروة المعدنية يتطلب استدراج الشركات العالمية الكبرى صاحبة التكنولوجيا والخبرات التنفيذية والتشغيلية والتسويقية للمنتجات التي يفترض تكون مخرجات تلك المشاريع الاستثمارية. لذلك نرى ونتوقع عدم وجود نشاط فعلي ما لم نتحرك لاستدراج الشركات الكبرى والتحالف معها".
وبين الجواهري ان "تلك المؤشرات توضح أين نحن في العراق والأهداف التي نروم تحقيقها ومدى البعد الاقتصادي – الوطني لتلك الأهداف وآليات تحقيقها. كذلك فأن الواقع لا يزال يؤشر ضعف كبير في بيئة الأعمال وفي مهنية وشفافية ومرونة ومتانة وسرعة الاجراءات مع الحاجة الى وسائل وأدوات الرصد والتقييم والمتابعة، لا ننسى أن تطور توجهات استثمار الثروات المعدنية بطريقة مستدامة تساهم في تطور وتنويع الاقتصاد العراقي وتمتينه, هدفا قد لا يرضي الكثير من المنافسين والآخرين الذين يضعون العصي في عجلة التطوير ليس أقلها من الاكتفاء بالكلام عن تلك المشاريع ولربما توقيع مشاريع مع لاعبين صغار ليسوا من أصحاب المصلحة ينجم عنها عدم استغلال وتصنيع تلك الثروات".
وختم استشاري التنمية الصناعية والاستثمار قوله انه "بالتالي ستكون الفرص الضائعة والخسائر مستمرة وكبيرة للغاية لأن الزمن ليس في صالح من يتوقف ناهيكم عن أن شدة المنافسة تفرض قوة ومهنية الفريق المحلي لادارة كل مشروع، كما تجدر الاشارة لابد من اعتماد مبدأ أن الثروة المعدنية ملك لعموم الشعب العراقي كما في الثروة النفطية، إضافة الى اننا نوصي باعادة شاملة لاسلوب ادارة هذا الملف وتشكيل فريق مهني لاستثمار كل ثروة معدنية بالتنسيق مع استشاري دولي".
ويمتلك العراق 400 مليون طن من احتياطي الكبريت، أي ان العراق لوحده يمتلك ثلث الكبريت الموجود في العالم مايجعله أكبر ممتلك لاحتياطي الكبريت في العالم.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: فی العراق
إقرأ أيضاً:
بخار الكبريت ومسجد على حافة البركان.. رحلة إلى تانجكوبان بيراهو الإندونيسية
تقع إندونيسيا، أكبر دولة جزرية في العالم، على ما يُعرف بـ"حزام النار" في المحيط الهادي، وهي المنطقة الأكثر نشاطا جيولوجيا على وجه الأرض، وتشتهر البلاد بكثرة الزلازل والانفجارات البركانية، إذ تحتضن نحو 130 بركانا نشطا بين جزرها المتناثرة.
بركان "القارب المقلوب"من بين هذه البراكين، يبرز بركان تانجكوبان بيراهو الواقع في جزيرة جاوة كأحد أشهر المعالم الجيولوجية والسياحية في البلاد، ويعني اسمه بالإندونيسية "القارب المقلوب"، وذلك بسبب شكله الذي يشبه قاربا ضخما مقلوبا على وجهه.
وترتبط بهذا الشكل المميز أسطورة شهيرة، تحكي قصة الشاب "سانجكوريانج"، الذي وقع في حب والدته "دايانج سومبي" دون أن يعلم قرابته بها، وبعد أن اكتشفت الحقيقة، اشترطت عليه مهمة مستحيلة: بناء قارب عملاق في ليلة واحدة للفوز بقلبها، وعندما فشل في مهمته، ركل القارب من شدة الغضب، فانقلب وتشكل منه البركان.
يقع "تانجكوبان بيراهو" على بعد حوالي 3 ساعات بالسيارة من العاصمة جاكرتا، وساعة واحدة فقط من مدينة باندونج، التي تشتهر بين السياح بمزارع الشاي والينابيع الساخنة.
إعلانيمكن للسياح الوصول إلى قمة البركان، الواقعة على ارتفاع يقارب 2000 متر فوق سطح البحر، حيث يمكنهم التمتع بإطلالات خلابة على فوهة "راتو"، التي تضم بحيرة ذات مياه زرقاء لامعة.
يمنح تصاعد الأبخرة الكبريتية الساخنة من شقوق الصخور المكان طابعا دراميا، في حين تضفي الحمم المتجمدة والرماد البركاني طابعا قاسيا يشبه سطح القمر. وعلى حافة الفوهة، يرتفع مسجد أزرق لامع يمنح المشهد لمسة روحانية غير متوقعة في قلب الطبيعة المتقلبة.
أنشطة متنوعة وفوهات أخرىيمكن استكشاف فوهة "راتو" عبر جولات بالسيارات أو الخيول أو حتى سيرا على الأقدام، شريطة أن يتم ذلك خلال ساعات النهار وحتى فترة ما بعد الظهر.
وبالإضافة إلى "راتو"، توجد نحو 12 فوهة أخرى أصغر حجما، ثلاث منها تحظى بشعبية سياحية، لكنها لا تُزار إلا عبر مسارات مشي أطول.
من بين هذه الفوهات، تُعد فوهة "دوماس"، الواقعة أسفل الجبل، وجهة مفضلة للزوار بفضل ينابيعها الساخنة التي يُعتقد أن لها فوائد علاجية.
ورغم مظهره الهادئ أحيانا، فإن البركان لا يزال نشطا، وكانت آخر مرة ثار فيها في عام 2013، حين أطلق عمودا من الرماد البركاني ارتفع نحو 500 متر في السماء، بعد 3 عقود من السكون.
ولم تُسجل حينها أي خسائر بشرية أو إصابات، لكن الحادثة ذكّرت الجميع بأن الطبيعة في هذه المنطقة لا تزال تحتفظ بقوتها.
يمثل بركان تانجكوبان بيراهو مثالا حيا على كيفية دمج الأسطورة بالتضاريس النادرة، وكيف يمكن لمكان واحد أن يجمع بين الجمال والخطر والتاريخ والأسطورة. وهو يشكل اليوم محطة لا غنى عنها لكل من يزور جزيرة جاوة ويبحث عن تجربة تتجاوز المشاهد المألوفة.