تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال المحلل الاقتصادي وكبير المعلقين الاقتصاديين في صحيفة /فاينانشيال تايمز/ البريطانية مارتن وولف: إن غياب النزاهة في الانتخابات البريطانية من شأنه أن يقوض الديمقراطية نفسها.
وكتب وولف - في مقال رأي نشرته الصحيفة اليوم /الاثنين/ - أن الانتخابات العامة هي الحدث السياسي الأكثر أهمية في أي نظام ديمقراطي، كما ينجم عن انتخابات حرة ونزيهة وجود حكومة مقبولة من الناخبين باعتبارها حكومة شرعية، فهي تسمح للناخبين بالتخلص من الحكومة التي فقدت ثقتهم، دون عنف، وبالتالي ضمان التمتع بنعمة مجتمع سلمي ومنظم، وهذه كلها فوائد ضخمة للديمقراطية.


وأضاف: أنه فيما يتعلق بكل هذه الجوانب فإن الانتخابات العامة البريطانية "تحقق لنا ما ينبغي لنا أن نريده". غير أن الانتخابات الديمقراطية يجب أن تحقق أكثر من هذا بكثير، وخاصة بالنسبة لبلد يمر بمحنة المملكة المتحدة الحالية، فلابد أن تثير مناقشة حول الخيارات التي تواجه بريطانيا، وينبغي للديمقراطية أن تقدم أكثر من مجرد ممارسات علاقات عامة ساخرة. ووفقا لهذه المعايير، تعتبر هذه الانتخابات فاشلة.
وتابع وولف: إن المملكة المتحدة تواجه تحديات أساسية مثل كيفية تنشيط النمو والتعامل مع الضغوط المالية التي يفرضها مجتمع يشيخ في ظل تعرض الخدمات العامة لضغوط بالفعل، وكيفية تحقيق التحول الأخضر وتمويل زيادة الإنفاق على الدفاع ونوع النظام الضريبي الذي تحتاجه الدولة لتمويل الإنفاق العام بشكل عادل وفعال.
ويرى أن التوقعات المالية التي تركز عليها الانتخابات مجرد خيال، أو كما يقول صندوق النقد الدولي: "في غياب دفعة كبيرة لنمو محتمل، فمن المؤكد أن تثبيت استقرار الديون في الأمد المتوسط ​​سوف يشتمل على بعض الاختيارات الصعبة".
وقال وولف: أنه ستكون هناك حاجة إلى مزيج من الضرائب المرتفعة، وخفض الإنفاق المخطط لتحقيق استقرار الدين العام في الأمد المتوسط، فكيف يمكن مواجهة هذه التحديات الاقتصادية والسياسية؟ وما الذي قد يحدث لبريطانيا إذا فشلت الحكومة المقبلة أيضا في معالجتها؟..لافتا إلى أن حزب العمال هو المرشح الأوفر حظا للفوز بالسلطة في الانتخابات لذا سيكون لزاما عليه قريبا أن يعالج هذه القضايا، ومن الصواب، على سبيل المثال، التأكيد على ضرورة الاستقرار وإصلاح التخطيط.
وأضاف: "إن المحافظين فشلوا في تحقيق الهدف الأخير وسخروا من الأول"..موضحا أنه سيكون من الجيد أن تقوم حكومة لحزب العمال بمعالجة مثل هذه الإخفاقات.
وأوضح الاقتصادي البريطاني أن ذلك لن يكون كافيا أيضا، فقد خلص تقرير أصدره معهد الدراسات المالية بشأن بيان حزب العمال إلى أنه على الرغم من الاعتراف بالحالة المزرية للخدمات العامة والضغط المالي، فإن حزب العمال ليس لديه خطط ذات مصداقية لمعالجة أي من الأمرين.
وأشار التقرير إلى عدم وجود أي سبيل تقريبا لتحقيق وعود محددة بشأن الإنفاق على الرغم من تشخيص حزب العمال لمشاكل عميقة الجذور مثل فقر الأطفال والتشرد وتمويل التعليم العالي والرعاية الاجتماعية للبالغين وتمويل الحكومات المحلية والمعاشات التقاعدية وغير ذلك الكثير..واصفا هذا الأمر بأنه "سياسة التهرب" التي تقف خلفها نظرية السياسة الديمقراطية: لا تعترف بالحقيقة أبدا.
ولفت إلى أن هذه النظرية قد تجدي نفعا كوسيلة للفوز في الانتخابات، ولكن كنهج للحكومة، فهي تشكل خطرا واضحا، لأنها لا تقوم بإعداد أحد لما يجب القيام به..قائلا: "إن الأمر سيكون أسوأ من ذلك من حيث التعامل مع الديمقراطية نفسها، فالتعامل مع الناخبين وكأنهم مجرد أطفال، لا يمكن إلا أن يضمن السخرية المتزايدة باستمرار بشأن سياسات بريطانيا، وفي حال عدم التمكن من الاعتراف للناخبين بالحقائق القاسية التي تواجهها الدولة، فإنهم سوف يفقدون ثقتهم على نحو متزايد في السياسيين، وبالتالي في ديمقراطية بلادهم نفسها".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الانتخابات البريطانية نظام ديمقراطي النزاهة فی الانتخابات حزب العمال

إقرأ أيضاً:

النزاهة: رصد هدر ببناء دور لإحدى الشركات العامة في المثنى

بغداد اليوم -  

النزاهة ترصد هدراً ببناء دور للشركة العامة لتنفيذ مشاريع النقل والمواصلات في المثنى


كشفت هيئة النزاهة الاتحاديَّة عن هدرٍ في المال العام يصل إلى خمسة مليارات دينارٍ في عقد إنشاء دورٍ سكنيَّةٍ لمصلحة الشركة العامَّة لتنفيذ مشاريع النقل التابعة إلى وزارة النقل.


مكتب الإعلام والاتصال الحكومي في الهيئة ذكر أنَّ فريق عمل مكتب تحقيق السماوة كشف، بعد التحرّي والتدقيق، وجود هدرٍ للمال العام في مشروع إنشاء (٣٤) داراً لمعمل العوارض الكونكريتيَّة في السماوة البالغة قيمته (٤,٩٩٥,٨٦٦,٧٥٠) أربعة مليارات دينارٍ، مُبيّناً أنَّ الشركة العامَّة لتنفيذ مشاريع النقل أحالت مشروع إنشاء الدور ثلاث مرَّاتٍ لشركاتٍ مُختلفةٍ؛ نتيجة سوء التنفيذ؛ ممَّا يدلُّ على عدم الدقة في الاختيار، كما تمَّ تنظيم ملحق عقدٍ لإكمال الأعمال المُتبقّية وبمبلغ (١٦٨,٠٦٧,٠٠٠) مئة وثمانية وستين مليون دينارٍ.


المكتب أشار إلى عدم وجود جدوى اقتصاديَّـةٍ من إنشاء الدور حيث لم يتم استغلال الدور حتَّى الآن؛ ممَّا أدَّى إلى تعرُّضها للاندثار بنسبة (١٠%- ٣٠%) بحسب التقرير الفنيّ للخبير الاستشاريّ، مُنبّهاً إلى أنَّ كتاب الشركة العامَّة لتنفيذ مشاريع النقل والمواصلات الذي بيَّن عدم إمكانية إشغال تلك الدور من قبل المُنتسبين أو الاستفادة منها بأيّ أسلوبٍ آخر (استثمار أو تأجير)؛ لعدم وجود كادر من الشركة، لافتاً إلى صدور  قرار قاضي التحقيق المُختصّ المتضمن مفاتحة وزارة النقل لتدوين أقوال المُمثل القانونيّ للوزارة وإجراء التحقيق الإداريّ.


وأضاف المكتب إنَّ الفريق، الذي انتقل إلى مُديريَّة بلديَّة السماوة، تمكَّن من ضبط مُخالفاتٍ في منح عقار كعقد مساطحةٍ لمُدَّة (٢٥) عاماً لمستثمرين؛ لغرض إنشاء محطة تعبئة وقودٍ بمبلغٍ قدرُهُ (١,١٠٦,٩٨٥,٠٠٠) مليار دينارٍ، وببدل إيجارٍ سنويٍّ بلغ (١١،٠٠٠،٠٠٠) أحد عشر مليون دينار، مُوضحاً أنَّ المساطح قام بتشييد المحطة خلافاً للقانون إذ لم يتم استحصال المُوافقات الأصوليَّة من قبل شركة توزيع المُنتجات النفطيَّة في المُثنى، إضافةً إلى أنَّ مكان تشييد المحطة يقع أمام محطة السماوة الحكوميَّة؛ الأمر الذي يُؤثّر في مبيعات المحطة الحكوميَّـة، مشيراً إلى ضبط الأوليَّات الخاصَّة بالقضيَّتين، استناداً إلى أحكام المادة (١٥/أولاً) من قانون هيئة النزاهة الاتحاديَّـة رقم (٣٠ لسنة ٢٠١١) المُعـدَّل.

مقالات مشابهة

  • قلق في الأوساط الاقتصادية الألمانية من نتائج الانتخابات في فرنسا  
  • من العراق إلى غزة.. كيف يتعامل مسلمو بريطانيا مع الانتخابات؟
  • كنعاني: التصريحات الأمريكية حول الانتخابات الرئاسية الإيرانية عديمة القيمة
  • فاينانشيال تايمز: توترات الشرق الأوسط تطغى على اجتماعات الناتو المقبلة بواشنطن
  • النزاهة: رصد هدر ببناء دور لإحدى الشركات العامة في المثنى
  • بوراس تكشف عن أسباب تردد المواطنين في الإقبال على المشاركة بالانتخابات البلدية
  • مرشحون عرب يخوضون الانتخابات البريطانية
  • ملاسنات وانتقادات في آخر مناظرة قبل الانتخابات البريطانية
  • القنابل الفوسفورية الإسرائيلية تحوّل منطقة على حدود لبنان غير صالحة للسكن.. تقرير يكشف!
  • "هل أنتما حقا أفضل ما لدى بريطانيا؟".. مناظرة أخيرة حامية بين سوناك وستارمر قبيل الانتخابات