بعد التلفيقات حول مطار بيروت.. هذا هو هدف إسرائيل بشأن حزب الله!
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
يبدو أن إسرائيل لا ترغب في الدخول في حرب مباشرة مع حزب الله وتوسعة رقعة الحرب في المنطقة تزامناً مع الحرب الدائرة في قطاع غزة، وبالتالي قد تسعى لممارسة ضغوط نفسية على الداخل اللبناني من أجل ردع حزب الله عن الهجمات المتواصلة ضد الأهداف الإسرائيلية.
ويرى مراقبون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يدرك جيداً خطورة الدخول في حرب مباشرة الآن مع حزب الله، والذي تدعمه إيران بكل قوة ولا يمكن أن تتخلى عنه مثلما تخلت عن حركة حماس.
جولة وبثت وسائل إعلام لبنانية وعربية، اليوم الإثنين، مجموعة من اللقطات الحية لجولة سفراء معتمدين في لبنان بمطار بيروت رداً على تقرير صحيفة "تليغراف" البريطانية حول وجود أسلحة في مطار رفيق الحريري
وضمت الجولة عدداً من السفراء والدبلوماسيين بينهم السفير المصري في لبنان وعدد من السفراء الأوربيين، رداً على تقرير الصحيفة البريطانية الذي تضمن اقتباساً منسوباً إلى مصدر لم يتم ذكر اسمه في الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا".
وأكد المدير العام للطيران المدني بمطار بيروت الدولي فادي الحسن، اليوم الاثنين، أن كل شركات الطيران العالمية التي تسير رحلاتها بشكل يومي من وإلى بيروت، تجري تدقيقاً أمنياً سنوياً في مطار بيروت الدولي.
وقال الحسن، إنّ الأنباء التي ترددت بشأن استخدام حزب الله اللبناني للمطار من أجل تخزين الأسلحة لا أساس لها من الصحة، مضيفاً أنّ الهدف من هذه الأنباء هو الإساءة لسمعة لبنان ومرافقه العامة.
بدوره، صرّح وزير الأشغال علي حمية، اليوم، شاكراً كل "من شارك بهذه الجولة الميدانية"، مؤكداً أنَّ "مطار بيروت يخضع لكافة المعايير الدولية"، وأضاف: "لقد تمّ إطلاع السفراء الذين زاروا المطار على آلية العمل المُعتمدة هناك خصوصاً على صعيد عمليات النقل والتصدير الملتزمة بكافة المعايير الدولية. كذلك، زار السفراء سور المطار للإطلاع على كافة الإجراءات الأمنية المُتخذة هناك". واعتبر حمية أنّ "تقرير صحيفة تلغراف يمثل تشويهاً لسمعة مطار بيروت"، مؤكداً أنّ "الدولة اللبنانية ستتقدم بدعوى قانونية ضد الصحيفة التي عملت على إستهداف لبنان ككل معنوياً وليس فقط المطار". ولفت حمية إلى أن ما يجري يتمثل بـ"حرب نفسية ضد لبنان"، لكن الجولة اليوم أثبتت أن مقال "تيلغراف" سخيفٌ وزاخر بالأكاذيب، مشيراً إلى أن المطار مستمر بالعمل والحركة فيه طبيعية رغم كل الإدعاءات، وأضاف: "العدو الإسرائيلي يخرق الأجواء اللبنانية كما أنه يحلق أيضاً فوق مطار بيروت الدولي وهذه الإنتهاكات مستمرة". وختم: "هناك هيئة بريطانية معنية بالنقل زارت مطار بيروت قبل 6 أشهر واطلعت على كافة أركانه، وكان من الأجدى بصحيفة تيلغراف الإستناد إلى تلك الهيئة كمصدر في مقالها وليس إلى جهات مجهولة وغير معروفة".
ماذا تريد إسرائيل؟ من جهته، قال المحلل السياسي والمتخصص في الشأن اللبناني محمد القزاز إن إسرائيل تمارس ضغوطاً نفسية على الداخل اللبناني من أجل الضغط على حزب الله ليوقف هجماته على شمال إسرائيل، مضيفاً أن الكل يعلم أن هناك أسلحة تدخل سراً إلى لبنان من أجل دعم حزب الله.
وأوضح القزاز لـ24 أن إسرائيل تريد خلق حالة من الهلع بين الشعب اللبناني مما يزيد الضغط على حزب الله، ويعد ذلك من أساليب الحرب النفسية الإسرائيلية، حيث تمر إسرائيل الآن بفترة "اللا الحرب" واستخدام المناورات المستمرة مع حزب الله للعدول عن قرار الحرب والصدام بين الطرفين.
وأكد القزاز أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعلم جيداً أن الولايات المتحدة وحلفائها من الأوروبيين لن يسمحوا بإشعال الحرب في المنطقة والتي ستؤدي إلى تداعيات كارثية على المجتمع الدولي ككل.
كذلك، القزاز إلى أن إسرائيل تعلم أن إيران قد تتخلى عن حركة حماس في حربها بقطاع غزة، ولكن لا يمكنها أن تتخلى عن حزب الله في لبنان والذي يعتبر أقوى وكلائها في المنطقة. ضغط على "حزب الله" إلى ذلك، توقف خبراءٌ معنيون بالشؤون العسكرية عند الضجّة الأخيرة التي أثارها تقريرٌ لصحيفة "تيلغراف" البريطانية حمل مزاعم عن تخزين "حزب الله"، أسلحة في مطار رفيق الحريري الدولي.
المصادر قالت لـ"لبنان24" إنّ تحديد المطار كـ"بقعة عسكرية" هو تمهيد لأمرين خطيرين: الأول وهو جعل هذا المكان بمثابة "هدف أساسي حيوي" قد تسعى إسرائيل لقصفه خلال أي عدوان شامل على لبنان بحجة أنه من مقدرات الدولة اللبنانية، بينما الثاني هو اعتبار المطار مشمولاً ضمن قائمة "المواقع العسكرية" التابعة لحزب الله والتي ترى إسرائيل إنه يجب استهدافها طالما أن فيها "بنية تحتية مسلحة"، بحسب ما روّجت المزاعم.
وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل، وبعد المزاعم الأخيرة، ستُساوي المطار بأي منزلٍ أو مكانٍ ادّعت إسرائيل إثر قصفه سابقاً بأنهُ مكانٌ لبنية تحتية عسكرية تابعة لـ"حزب الله"، بينما الحقيقة قد لا تكونُ كذلك.
كذلك، لفتت المصادر إلى أنّ الرسالة الأخيرة أيضاً من الكلام عن مطار بيروت يحملُ مسعى لشنّ حرب نفسية ضدّ لبنان، وقالت: "لو قام تقريرٌ إسرائيلي بنشر مضمون ما قيل عن المطار، لكانت الأمور أقلّ حدية، وسيُنسب ذلك للمزاعم الإسرائيلية المستمرة والتلفيقات الدائمة التي تنشرها الصحف الإسرائيلية بحق مقدرات حيوية في لبنان. ولكن، أن يأتي الكلام عبر صحيفة بريطانية غير مرتبطة مباشرة بإسرائيل، فللأمر دلالات، أساسها أن هناك صحفاً عالمية تتحدث، وبالتالي ستكون الضجة أكبر نفسياً وإعلامياً".
كذلك، أوضحت المصادر أن الحديث عن المطار بهذا الشكل بإدعاءات خطيرة، إنما سيكون بمثابة عنصر ضغط على "حزب الله" للتراجع عن تهديداته بالحرب، باعتبار أن قصف المرفق الحيوي المذكور سيؤدي إلى انتكاسة اقتصادية ضخمة في لبنان، الأمر الذي سيدفع اللبنانيين لاعتبار "حزب الله" الجهة التي أدت لذلك، وبالتالي تشكيل جبهة انتقامية ضده.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: أن إسرائیل مطار بیروت حزب الله فی لبنان من أجل إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبير استراتيجي: انتهاكات إسرائيل للهدنة في لبنان تتم تحت أنظار لجنة المراقبة
قال العميد طارق العكاري، المتخصص في الشأن الاستراتيجي والاقتصاد العسكري، إنه أثناء اجتماع اللجنة «الأمريكية - الفرنسية»، المراقبة لوقف إطلاق النار في لبنان مع قوات حفظ السلام، كانت الطائرات المسيرة الإسرائيلي على بعد أمتار من الاجتماع الذي عقد في رأس الناقورة، تفجر وتنسف المنازل.
انتهاكات إسرائيلية مستمرة للهدنةوأضاف «العكاري» خلال مداخلة هاتفية بقناة «القاهرة الإخبارية»، أن رأس الناقورة لم يستطع جيش الاحتلال الإسرائيلي الدخول إليها أثناء القتال مع حزب الله، ودخلها منذ أيام فقط، مشيرا إلى أنه دخل إلى البلدات الغربية والقطاع الغربي وطالت الخروقات القطاع الشرقي، وتوغلت الدبابات الإسرائيلية إلى بلدة بني حيان.
ولفت المتخصص في الشأن الاستراتيجي والاقتصاد العسكري، إلى أن قوات حفظ السلام «اليونيفيل» كانت على بعد أمتار من التفجيرات التي تتم في القرى اللبنانية.
خلافات غير ظاهرية بين حزب الله والحكومة اللبنانيةوأوضح أن الأمر الأن لا يتعلق بمسألة الخروقات الإسرائيلية لهدنة وقف إطلاق النار، بل يتعلق بخلافات غير ظاهرية بين حزب الله والحكومة اللبنانية؛ إذ أن «الأول» مستاء خاصة أنه بعد تركه الجنوب اللبناني والحدود المتاخمة للأراضي الفلسطينية المحتلة لم يستطع الجيش اللبناني وقف الخروقات بسبب الحالة الضعيفة التي عليها.