موقع النيلين:
2024-06-29@13:44:59 GMT

عادل الباز: رؤساء… بلا حياء.!

تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT

1 في بيان لمجلس السلم والأمن أمس الأول حول الوضع في السودان، وجَّه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بإنشاء لجنة رئاسية مخصصة لمجلس الأمن على وجه السرعة تضم رئيس دولة وحكومة من كل منطقة من مناطق القارة بقيادة سعادة يوري كاغوتا موسيفيني، رئيس جمهورية أوغندا، ورئيس مجلس السلم والأمن لشهر يونيو 2024.
2
إذن، قرر اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي التوسط، وهذه الوساطة يقوم بها رؤساء من الدول في كل المناطق…يعنى تضم اللجنة بجانب الرئيس موسفيني، رئيس رواندا كاجامي، ورئيس كينيا وليام روتو، واحتمال آبي أحمد ومن غرب أفريقيا غالباً ما تضم الرئيس محمد كاكا وبهذا يكتمل عقد التآمر الفريد للوسطاء الأعداء!!.

هل يمكن أن يقبل عاقل لجنة وسطاء من أعدائه؟. كيف الكلام ده.؟ لنوضح أو لنشير إلى مواقف تلك الدول منذ أن بدأت الحرب حتى نعرف أي وسطاء منتظرين؟.
3
الرئيس موسيفيني رئيس اللجنة المقترحة.. هذا الرئيس قبل 24 ساعة فقط من انعقاد القمة الإسفيرية لمجلس الأمن والسلم، أعلن مكتبه أن (الرئيس الأوغندي “يوويري موسيفيني” أعلن أن بلاده وقعت اتفاقاً مع جمعية أعمال إماراتية لبناء مطار دولي جديد في منطقة حدودية (شمال شرق البلاد) تدعي (كاراموجا)وهي منطقة تقع بين كينيا والسودان.!!
تقول التقارير الصحفية اليوغندية أن ما جرى أمر غريب ومفاجئ، وكان رد فعل الشعب الأوغندي على وسائل التواصل الاجتماعي ما بين شيئين، الأول الاندهاش لأن كيف تبني مطاراً في منطقة قاحلة بنيتها التحتية مدمرة بشكل كامل لا يوجد بها شبكة طرق أو خدمات أساسية والقبائل تتقاتل من أجل الحصول على الغذاء والمياه. والثاني الاستياء من الهدف الواضح لإنشاء المطار والذي سوف يستخدم في أمرين لا ثالث لهما: تهريب الموارد إلى الخارج (كاراموجا في باطنها ثروات معدنية هائلة (الذهب والرخام واليورانيوم)، أو توريد الأسلحة إلى الداخل.
4
هنا تثور الشكوك حول التدخل الإماراتي في استمرار السياسة الرامية لتطويق السودان من كافة الاتجاهات. وهذا طبعاً إضافة إلى أن يوغندا الآن ومنذ بداية الحرب تفتح مطاراتها وحدودها لتشوين المليشيا المتمردة بلا خوف ولا خجل.!!. إذن، هذا هو موقف دولة الوسيط المنتظر، بل رئيس لجنة الوساطة!!
5
الوسيط الثاني بول كاجامي، هو الذي فرش البساط الأحمر لقائد المتمردين في السودان ودعاه لزيارة متحف الإبادة… تصوروا دعا الرجل الذي لم تجف دماء المساليت من يديه وكل العالم يتحدث عن جرائم الإبادة التي اقترفها هذا الضيف الزائر وهو يقدل على بساط أحمر تماماً كلون الدماء التي قام بإسالتها فى الجنينة ونيالا وفي كل أرض من أراضي السودان. غريب ألا يتذكر أبناء الأرض التي شهدت في التسعينيات أبشع أنواع الإبادات تلك المأساة، وغريب أنهم لا يتعاطفون مع الضحايا الذين يبادون اليوم في السودان!
الوسيط الثالث هو الرئيس الكيني وليام روتو، وهذا أمره معروف. لقد تم شراء ذمته من زمان بعيد وأصبح (لابس الكدمول) زياً رسمياً في كل مواقفه.
الوسيط الآخر المتوقع هو الرئيس الأثيوبي آبي أحمد الذي نزع اعترافه بالحكومة السودانية وطالب بنزع سلاحها ويفتح أراضية الآن للمعارضة السودانية بكافة انواعها للتآمر على السودان.
أما الوسيط من غرب أفريقيا فلا شك أنه الرئيس المعجزة محمد كاكا، وهذا لا نحتاج إلى توضيح ما يرتكبه من خيانات للدولة التي أوصلت والده للحكم، ولا خيانته لقبيلته التي تٌقتل الآن بالمئات فى الفاشر ويٌصفى أفرادها بدم بارد كما حدث قبل يومين في الفولة.
أما من منطقة شمال أفريقيا فقد يأتون بحفتر وسيطاً نزيهاً حسب معاييرهم فيكتمل عقد التآمر.
6
هب أن السودان أصابته لوثة وبلغ به الوهن مبلغاً عظيماً ووافق وقبِل هؤلاء الرؤساء كوسطاء في الحرب، فكيف يقبل هؤلاء الرؤساء بلا حياء أن يلعبوا ذلك الدور وهم يعلمون أنهم منحازون ويتآمرون مع طرف ضد آخر. والذي استغرب له أيضاً أن يحشد مجلس السلم والأمن الأفريقي أعداء السودان ليقدمهم كوسطاء وهو يعلم انحيازهم ويعرف أنهم من يزودون المليشيا بالوقود والسلاح والمرتزقة لتزداد الحرب اشتعالاً ولتستمر إلى ما لا نهاية.

كيف يمكن أن تقبل أن تكون وسيطاً وأنت تعرف أنك منحاز ومتآمر…. قليلٌ من الحياء أيها الرؤساء.!!

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: السلم والأمن

إقرأ أيضاً:

السيسي: من المنتظر حشد 5 مليارات يورو استثمارات أوروبية إلى مصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن الشراكة الاستراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبي، تشمل 6 محاور، يأتي على رأسها محور الاستثمار.

وأشار الرئيس السيسي، خلال كلمته بافتتاح مؤتمر الاستثمار "المصري  - الأوروبي"، إلى التزام الجانبان بتعزيز التعاون في مختلف القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية، بما في ذلك التجارة والطاقة والبنية التحتية والنقل المستدام والزراعة والأمن الغذائي والتحول الرقمي والأمن المائي وشبكات المياه والصرف الصحي والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر وغيرها من القطاعات الحيوية المنتظر أن تحشد استثمارات أوروبية تقدر بـ5 مليارات يورو إلى مصر، إلى جانب ضمانات استثمار بقيمة 1.8 مليار يورو للقطاع الخاص.

وأضاف الرئيس السيسي، أن هذا الأمر يسهم في زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتمكين مجتمع الأعمال الأوروبي من الاستفادة من الإمكانات الاستثمارية المتاحة في مصر.

مقالات مشابهة

  • السودان والأسئلة المفتوحة
  • عادل الباز: “زواج الجنجويد بـ(تقدم) باطل”
  • السيسي: من المنتظر حشد 5 مليارات يورو استثمارات أوروبية إلى مصر
  • الثانوية الازهرية 2024| طلاب القسم العلمي بالشرقية يؤدون امتحان مادة الأحياء
  • الدعم السريع تقصف الفاشر تحذيرات من خطر المجاعة في 14 منطقة سودانية
  • مرصد دولي يحذر من خطر المجاعة في السودان
  • قوات الدعم تقصف الفاشر وتحذيرات من خطر المجاعة في 14 منطقة
  • السودان.. مرصد دولي للجوع يحذر من خطر المجاعة في 14 منطقة
  • الحرب.. أزمة التعليم ترسم ملامح تقسيم السودان
  • السودان: إنقاذ ما لا يمكن إنقاذه