سواليف:
2024-12-26@14:58:10 GMT

الحياة مدرسة

تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT

#الحياة_مدرسة

د. #هاشم_غرايبه

هنالك مقولة غربية تقول: إذا قالت لك والدتك “ستندم على هذا إن فعلته”، في الغالب ستندم.
منذ أن يشب الطفل عن الطوق، ويجد أنه يستطيع أن يقف منتصبا، وأنه ليس بحاجة بعد الى أحد يسنده، يظن أنه يستطيع الوصول الى كل تلك الأشياء التي ما كان يمنعه من الوصول إليها سوى ذراعي والدته اللتان تحكمان تطويقه الى حضنها، وهذا الإطمئنان الدافئ الذي كان ملاذه الأمين، لا يشعر أنه بقي له من حاجة.


الفضول والرغبة في الإكتشاف والتوق الى فعل ما يفعله الكبار، هو كل ما يشغل باله، المشكلة الحقيقية أن هذا الأمر سيبقى شغله الشاغل وبأشكال مختلفة طوال عمره الباقي.
سيبتعد قليلا أو كثيرا عن هذا الحضن الدافئ – ملاذه الأمين، لكنه سيبقى مهما بلغ من قوة واكتسب من مهارات وخبرات، ومهما طعن في السن كذلك، وفي الملمات سيعود إليه، سواء كانت أمه على قيد الحياة أو صورة باقية في الخيال، وقد ينادي “أماه” لا إراديا عند خوفه الشديد، حتى ليقال أن آخر طيف في مرآه وهو يغادر الحياة ..هو طيف أمه.
رعاية الوالدين لطفلهما لا تتوقف، تبدأ منذ تكونه جنينا، وتستمر بصور مختلفة طالما هما على قيد الحياة، فالوالد يحتكم في الغالب الى عقله في هذه الرعاية، بوحي من مصلحة ابنه ومنفعته، والأم تحتكم الى قلبها بالحرص على سلامته وحمايته ويبقى في نظرهما بحاجة لها مهما كبر واعتقد أنه استغنى عنها.
شاهدت مرة قطة تهاجم كلبا ضخما بشراسة، مما دعاه الى الإنسحاب مذعورا، وهذا أمر غير معتاد، فالأصل أن يهرب القط دائما في أية مواجهة مع كلب، بعد قليل عرفت السبب، فقد رأيت القطة وهي تؤوي صغارها إليها لترضعهم، وبالطبع لو لم تكن أما، لما جازفت بتلك الصورة، وأيضا لا بد أن الكلب أحس بذلك وعرف أنها لن تتراجع أمامه بفعل الخوف الغريزي، فالأمومة تعطيها قوة مضاعفة.
هذه الصورة موجودة في جميع الكائنات الحية، وفي الإنسان بالطبع، ولا شك أنها واحدة من نعم الله التي لا تحصى، وخص بها الأم، كواحدة من مفردات عاطفة الأمومة المتشابكة، لأن التصرف المستوحى من القلب عاطفي، فلا يخضع للحسابات المادية والمفاضلات العقلية، لذلك عندما تحس الأم بقلبها أن هذا الأمر يشكل خطورة على ابنها، لا توقفها محاكمة عقلية متروية، بل تندفع تلقائيا باتجاه دفع الخطر، لكنها عندما يكبر ابنها ويخرج من دائرة حمايتها اللصيقة، لا يكون بوسعها إلا تحذيره من مغبة ما هو مقبل عليه، وقد لا تستطيع أن تقدم دليلا ماديا على حدسها هذا، لأن ذلك أتاها كخاطر لا يكون معللا ولا مفسرا، فليس بوسعها غير أن تقول له قلبي هو الذي يحدثني بذلك.
هنا نفهم سر خلق المرأة بصورة مختلفة لما خلق عليه الرجل، فالمرأة وجدت لتكون أما، وعلى ذلك فقد زودها الخالق بكل ما يخدم هذه الوظيفة الجليلة، والتي هي الحفاظ على الجنس البشري.
لذلك لا يعيب المرأة أنها تحتكم الى العاطفة أكثر مما تخضع لمعايير المحاكمات العقلية المجردة، وذلك لا يعني أبدا تفوق الرجل العقلي عليها، إنها مثل ضرورة وجود الشاحنة والحافلة، فلكل منهما وظيفة، ولا تغني إحداهما عن الأخرى، ولا تفضل الأخرى، فهذه صنعت لتحمل البضائع وتسلك الطرق الوعرة، وتلك لتحمل الناس وتسير في الطرق الممهدة.
لذلك فالحديث عن (الجندرية) والتباهي بأن التقدم هو في مقدار التساوي التماثلي بين الذكر والأنثى، هو أمر غير منطقي، لأنه مخالف للفطرة البشرية التي اقتضت وجود الجنسين، فلا يمكن أن تكون الأسرة طبيعية إلا بزوج وزوجة، وما يندفع الغرب بحماقة باتجاهه (المثلية) ما هو إلا إسفاف و هرولة نحو الهاوية، لذلك فسقوطه أمر حتمي، فهو يسير في درب الأمم السابقة الذين غيروا خلق الله والطبيعة التي أنشأ البشر عليها.
الأم الطبيعية نبع لا ينضب، والأب عطاء لا ينقطع، وبغيرهما لا يكون الإنسان إنساناً.

مقالات ذات صلة الحسمُ في بنود الصفقة فلاحٌ والتفاوضُ عليها ضياعٌ 2024/06/24

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحياة مدرسة

إقرأ أيضاً:

قرار جريء يكتب الحياة لـ3 توائم متطابقين.. معجزة تحدث كل 200 مليون ولادة

معاناة كبيرة عاشتها أم بريطانية، بعد رحلة حمل في 3 توائم متطابقين، في حدث نادر، يتكرر مرة كل 200 مليون ولادة، وسط مخاوف من فقدان الأطفال الثلاثة قبل ولادتهم، لكن ما حدث كان معجزة.

معجزة إنقاذ 3 توائم متطابقين

«قبل وبعد وصولهم إلى هذا العالم، كان عليهم أن يكافحوا من أجل البقاء»، تحت هذه الجملة نقلت صحيفة «ديلي ميل» قصة معجزة إنقاذ 3 توائم متطابقين كادت أن تفقدهم عائلتهم.

نصح الأطباء الأم بيج، 29 عاما، وزوجها إيس، 28 عاما، مرارا وتكرارا بإنهاء حمل أحد التوائم الثلاثة المتطابقين، خاصة أنها حالة نادرة، لكن الزوجين وثقا بغرائزهما، وانتقلا مسافة 40 ميلا من منزلهما في بلدة وينكانتون بمدينة سومرست جنوب غرب إنجلترا، ليكونا أقرب إلى وحدة الأطفال حديثي الولادة المتخصصة في مستشفى سانت مايكل في بريستول، في حال دخلت السيدة بيج في مرحلة المخاض.

بعد أن وصلت الأم إلى الأسبوع 29 قبل ولادة الأولاد: كروز، إنزو وألجو، وبعد أن أمضوا الثلاثة أشهر الأولى في المستشفى، أصبح الثلاثي في ​​النهاية في حالة صحية جيدة بما يكفي لمغادرة المستشفى، بحسب التقرير.

كيف رفض الأب والأم قرار الأطباء؟

«لقد كانت تجربة صعبة للغاية، لقد كنا نعيش خارج المستشفى ونحاول أن نتعايش مع كل يوم يمر علينا، لكن الآن أصبح الأولاد في حالة جيدة حقًا، فقد تم إزالة أنابيب التغذية الخاصة بهم، وهم يتغذون من الزجاجات»، بحسب الأم.

وأضافت: «إن تواجدهم في المنزل في عيد الميلاد، هو أفضل هدية يمكن أن نتمنى الحصول عليها، ومن المؤكد أن منزلنا لن يكون كما كان أبدًا».

الزوجان اللذان بدأت قصة حبهما منذ أن كانا مراهقين، تلقيا العلاج بالتلقيح الاصطناعي في هيئة الخدمات الصحية البريطانية، العام الماضي، وتم زرع أول جنين لهما في نهاية شهر مارس.

لقد شعروا بسعادة غامرة عندما أظهر الفحص بعد 7 أسابيع أنهم ينتظرون توأمًا، لكن إجراء فحص آخر بعد 9 أسابيع تركهم في حالة صدمة عندما كشف الأطباء أنهم تمكنوا من رؤية نبضات قلب أخرى، وفي الواقع، كانت السيدة بيج حاملاً في 3 توائم، ومع ذلك، كان الحمل صعبًا، وفي حوالي الأسبوع السابع عشر بدأت الأم تفقد الوعي.

اكتشف الأطباء مضاعفات نادرة يمكن أن تحدث في حالات الحمل المتعددة، تسمى متلازمة نقل الدم من توأم إلى توأم، تحدث هذه الحالة عندما يتشارك الأطفال في المشيمة، وقد تؤدي إلى حصول أحد الأطفال على المزيد من العناصر الغذائية، ما يحد من نمو الأطفال الآخرين.

ونصح الأطباء الزوجين بالتفكير في إنهاء حمل واحد أو اثنين من الأطفال، لإتاحة أفضل فرصة لإنجاب أحد أطفالهما حيا، لكن الزوجان قررا أنهما لا يستطيعان اتخاذ هذا الاختيار، وبدلا من ذلك تركا الطبيعة تأخذ مجراها، بحسب وصفهما.

«كان الأطباء متأكدين إلى حد كبير من أن الأطفال لن يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة لأكثر من 21 أسبوعًا، نصحنا العديد من الأشخاص بالتخلص من واحد أو اثنين من أجل مساعدة أحدهم على البقاء على قيد الحياة، لقد قررنا عدم المضي قدمًا في الأمر، وهذا أفضل ما فعلناه»، هكذا أكد الأب.

وتعتبر حالة التوائم الثلاثة المتطابقة نادرة للغاية، ويُعتقد أنها تحدث مرة واحدة فقط لكل 200 مليون ولادة.

مقالات مشابهة

  • العامري:لن يحل الحشد ما دام الإمام خامئني وأبنه مجتبى في الحياة!!
  • أسماء الأسد في حالة صحية حرجة.. وهذه فرص بقائها على قيد الحياة
  • الأمراض المزمنة وإدارة نمط الحياة الصحي
  • اليوم.. انطلاق الجزء الثاني لـ مسلسل «بين السطور» على قناة الحياة
  • الاحتلال الإسرائيلي يحاصر المستشفيات للقضاء على الحياة في غزة
  • الحياة لمن عاشها بعقل.. خمسٌ تؤدي إلى خمسٍ
  • إل جي مصر تعزز جودة الحياة للأسر المستحقة
  • منظمة أمريكية: الصحافي أوستن تايس لا يزال "على قيد الحياة"
  • قرار جريء يكتب الحياة لـ3 توائم متطابقين.. معجزة تحدث كل 200 مليون ولادة
  • جودة الحياة والأنشطة الاجتماعية