سواليف:
2025-03-04@12:12:54 GMT

الحياة مدرسة

تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT

#الحياة_مدرسة

د. #هاشم_غرايبه

هنالك مقولة غربية تقول: إذا قالت لك والدتك “ستندم على هذا إن فعلته”، في الغالب ستندم.
منذ أن يشب الطفل عن الطوق، ويجد أنه يستطيع أن يقف منتصبا، وأنه ليس بحاجة بعد الى أحد يسنده، يظن أنه يستطيع الوصول الى كل تلك الأشياء التي ما كان يمنعه من الوصول إليها سوى ذراعي والدته اللتان تحكمان تطويقه الى حضنها، وهذا الإطمئنان الدافئ الذي كان ملاذه الأمين، لا يشعر أنه بقي له من حاجة.


الفضول والرغبة في الإكتشاف والتوق الى فعل ما يفعله الكبار، هو كل ما يشغل باله، المشكلة الحقيقية أن هذا الأمر سيبقى شغله الشاغل وبأشكال مختلفة طوال عمره الباقي.
سيبتعد قليلا أو كثيرا عن هذا الحضن الدافئ – ملاذه الأمين، لكنه سيبقى مهما بلغ من قوة واكتسب من مهارات وخبرات، ومهما طعن في السن كذلك، وفي الملمات سيعود إليه، سواء كانت أمه على قيد الحياة أو صورة باقية في الخيال، وقد ينادي “أماه” لا إراديا عند خوفه الشديد، حتى ليقال أن آخر طيف في مرآه وهو يغادر الحياة ..هو طيف أمه.
رعاية الوالدين لطفلهما لا تتوقف، تبدأ منذ تكونه جنينا، وتستمر بصور مختلفة طالما هما على قيد الحياة، فالوالد يحتكم في الغالب الى عقله في هذه الرعاية، بوحي من مصلحة ابنه ومنفعته، والأم تحتكم الى قلبها بالحرص على سلامته وحمايته ويبقى في نظرهما بحاجة لها مهما كبر واعتقد أنه استغنى عنها.
شاهدت مرة قطة تهاجم كلبا ضخما بشراسة، مما دعاه الى الإنسحاب مذعورا، وهذا أمر غير معتاد، فالأصل أن يهرب القط دائما في أية مواجهة مع كلب، بعد قليل عرفت السبب، فقد رأيت القطة وهي تؤوي صغارها إليها لترضعهم، وبالطبع لو لم تكن أما، لما جازفت بتلك الصورة، وأيضا لا بد أن الكلب أحس بذلك وعرف أنها لن تتراجع أمامه بفعل الخوف الغريزي، فالأمومة تعطيها قوة مضاعفة.
هذه الصورة موجودة في جميع الكائنات الحية، وفي الإنسان بالطبع، ولا شك أنها واحدة من نعم الله التي لا تحصى، وخص بها الأم، كواحدة من مفردات عاطفة الأمومة المتشابكة، لأن التصرف المستوحى من القلب عاطفي، فلا يخضع للحسابات المادية والمفاضلات العقلية، لذلك عندما تحس الأم بقلبها أن هذا الأمر يشكل خطورة على ابنها، لا توقفها محاكمة عقلية متروية، بل تندفع تلقائيا باتجاه دفع الخطر، لكنها عندما يكبر ابنها ويخرج من دائرة حمايتها اللصيقة، لا يكون بوسعها إلا تحذيره من مغبة ما هو مقبل عليه، وقد لا تستطيع أن تقدم دليلا ماديا على حدسها هذا، لأن ذلك أتاها كخاطر لا يكون معللا ولا مفسرا، فليس بوسعها غير أن تقول له قلبي هو الذي يحدثني بذلك.
هنا نفهم سر خلق المرأة بصورة مختلفة لما خلق عليه الرجل، فالمرأة وجدت لتكون أما، وعلى ذلك فقد زودها الخالق بكل ما يخدم هذه الوظيفة الجليلة، والتي هي الحفاظ على الجنس البشري.
لذلك لا يعيب المرأة أنها تحتكم الى العاطفة أكثر مما تخضع لمعايير المحاكمات العقلية المجردة، وذلك لا يعني أبدا تفوق الرجل العقلي عليها، إنها مثل ضرورة وجود الشاحنة والحافلة، فلكل منهما وظيفة، ولا تغني إحداهما عن الأخرى، ولا تفضل الأخرى، فهذه صنعت لتحمل البضائع وتسلك الطرق الوعرة، وتلك لتحمل الناس وتسير في الطرق الممهدة.
لذلك فالحديث عن (الجندرية) والتباهي بأن التقدم هو في مقدار التساوي التماثلي بين الذكر والأنثى، هو أمر غير منطقي، لأنه مخالف للفطرة البشرية التي اقتضت وجود الجنسين، فلا يمكن أن تكون الأسرة طبيعية إلا بزوج وزوجة، وما يندفع الغرب بحماقة باتجاهه (المثلية) ما هو إلا إسفاف و هرولة نحو الهاوية، لذلك فسقوطه أمر حتمي، فهو يسير في درب الأمم السابقة الذين غيروا خلق الله والطبيعة التي أنشأ البشر عليها.
الأم الطبيعية نبع لا ينضب، والأب عطاء لا ينقطع، وبغيرهما لا يكون الإنسان إنساناً.

مقالات ذات صلة الحسمُ في بنود الصفقة فلاحٌ والتفاوضُ عليها ضياعٌ 2024/06/24

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحياة مدرسة

إقرأ أيضاً:

أيمن أبو عمر: الجفاف العاطفي يهدم الحياة الأسرية -(فيديو)

كتب- عمرو صالح:
أكد الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، أن الرحمة بين الزوجين هي الأساس الحقيقي لاستقرار الحياة الزوجية، مشيرًا إلى أن الزواج ليس مجرد ارتباط بين شخصين، بل هو حياة كاملة مليئة باللحظات الجميلة والتحديات، وما يجعلها تستمر بنجاح هو الرحمة المتبادلة بين الطرفين.

وأضاف خلال حلقة برنامج "رحماء بينهم"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن الله سبحانه وتعالى أكد في كتابه الكريم على أهمية هذه القيمة بقوله: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً"، موضحًا أن المودة قد تزيد أو تنقص مع الوقت، لكن الرحمة إذا كانت ثابتة في قلب الزوجين، ستظل العلاقة قوية، وسيكون كل طرف سندًا للآخر مهما حدث بينهما.

وأشار إلى أن النبي محمد ﷺ كان نموذجًا للرحمة في حياته الزوجية، حيث كان يعامل زوجاته بحب واحترام وتقدير رغم انشغاله بقيادة الأمة، موضحًا أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تشعر بالسند والأمان معه ﷺ.

كما شدد على أن الرحمة بين الزوجين لا تقتصر على الحياة الدنيا فقط، بل تمتد حتى بعد الوفاة، لافتًا إلى أن النبي ﷺ كان شديد الوفاء للسيدة خديجة رضي الله عنها، ولم ينس فضلها رغم مرور السنين، مما يعكس مفهوم الرحمة الحقيقية في العلاقة الزوجية.

ودعا الأزواج إلى تطبيق الرحمة في حياتهم من خلال الكلمة الطيبة والتقدير والتفاهم والصبر، مشددًا على أن المشاكل الزوجية غالبًا ما تبدأ بسبب الجفاف العاطفي، وأن كلمة طيبة قد تكون لها تأثير كبير في توطيد العلاقة، مؤكدا أن البيت الذي يقوم على الرحمة يكون أكثر استقرارًا وسعادة، ويكون قادرًا على مواجهة التحديات والأزمات بنجاح.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

أيمن أبوعمر الحياة الأسرية الجفاف العاطفي

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الخبر التالى: ارتفاع الحرارة مستمر.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الساعات المقبلة

إعلان

رمضانك مصراوي

المزيد سفرة رمضان سحورك اليوم| طريقة عمل عجة البيض والخضار أخبار وتقارير كيف تفاعل نجوم الرياضة مع ظهور محمد أبو تريكة في إعلان ستاد الأهلي؟ أخبار وتقارير بعد ظهوره في إعلان رمضاني لاستاد الأهلي .. ما هو موقف أبو تريكة من قوائم دراما و تليفزيون الحلقة الثانية مسلسل "سيد الناس".. عمرو سعد يبحث عن حقيقة والدته وشقيقه جنة الصائم موعد أذان فجر الإثنين 3 من رمضان 2025.. الإمساكية ودعاء السحور

هَلَّ هِلاَلُهُ

المزيد سفرة رمضان سحورك اليوم| طريقة عمل عجة البيض والخضار أخبار وتقارير كيف تفاعل نجوم الرياضة مع ظهور محمد أبو تريكة في إعلان ستاد الأهلي؟ أخبار وتقارير بعد ظهوره في إعلان رمضاني لاستاد الأهلي .. ما هو موقف أبو تريكة من قوائم دراما و تليفزيون الحلقة الثانية مسلسل "سيد الناس".. عمرو سعد يبحث عن حقيقة والدته وشقيقه جنة الصائم موعد أذان فجر الإثنين 3 من رمضان 2025.. الإمساكية ودعاء السحور

إعلان

أخبار

أيمن أبو عمر: الجفاف العاطفي يهدم الحياة الأسرية -(فيديو)

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك بعد إخلائه من الباعة الجائلين.. ننشر خريطة تطوير حي الموسكي أحدهم بدأت اليوم.. 4 نوات تضرب المحافظات الساحلية خلال شهر رمضان قائمة مسلسلات النصف الثاني من رمضان 2025.. رتب أولوياتك الخريطة الكاملة.. مواعيد عرض الحلقة الثانية من مسلسلات رمضان 2025 على جميع القنوات 23

القاهرة - مصر

23 13 الرطوبة: 29% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • يعقوبيان: الحياة السياسية في لبنان بدأت بالانتظام
  • بنزيما‬⁩: الحياة في ⁧‫جدة‬⁩ مختلفة عن ⁧‫مدريد‬⁩
  • أمل في الحياة
  • المغرب: شاب يسقط خلال مباراة رمضانية ويُفارق الحياة
  • أيمن أبو عمر: الجفاف العاطفي يهدم الحياة الأسرية -(فيديو)
  • «دو» تطلق حملة «وتحيا الحياة بكم»
  • حيث الانسان.. برنامج يصنع الحياة ويقود للمستقبل.. مجمع بلقيس التعليمي تجربة تعليمية فتحت أبواب الأمل للآلاف من الطلاب والطالبات بمحافظة تعز
  • أحمد الزيات عن شهر رمضان: استراحة الروح بعد عامٍ من صخب الحياة
  • نجوى كرم: دروس الحياة تبدأ من العائلة.. والطعام يُطهى بالحب والالتزام
  • لماذا توقفت الحياة في تركيا للاستماع إلى بيان أوجلان؟