أطفال غزة.. جوع في الحاضر و"أضرار دائمة" في المستقبل
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
تشير تقديرات مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إلى أن ما يقرب من 166 مليون شخص في أنحاء العالم في حاجة لإجراءات عاجلة لمكافحة الجوع.
ويشمل هذا العدد جميع سكان قطاع غزة تقريبا، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي حربا منذ أكتوبر الماضي.
وتقول المبادرة، وهي شراكة عالمية تقيس مدى انعدام الأمن الغذائي، إن أكثر من مليون من سكان غزة يواجهون الشكل الأكثر تطرفا من سوء التغذية، الذي تصنفه المبادرة "كارثة أو مجاعة".
ومن بين من يعانون في غزة، الرضيع مجد سالم (7 أشهر) الذي ولد في الأول من نوفمبر، أي بعد 3 أسابيع من بدء الهجوم الإسرائيلي، ويتلقى العلاج من عدوى صدرية في وحدة عناية مركزة لحديثي الولادة بمستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة منذ التاسع من مايو.
وقالت الممرضة التي تعتني به إنه يعاني سوء تغذية حادا، بينما ذكرت والدته نسرين الخطيب أن مجد ولد بوزن طبيعي يبلغ 3.5 كيلوغرامات.
وبحلول مايو، عندما كان عمره 6 أشهر، ظل وزنه بلا زيادة تذكر عند 3.8 كيلوغرامات، أي أقل نحو 3 كيلوغرامات من المتوقع لطفل في مثل عمره.
وقالت والدته إن مجد، الذي كانت عيونه تتابع الصحفيين الزائرين للمستشفى، كان يحتاج إلى مضادات حيوية للعلاج من العدوى وحليبا معززا بالفيتامينات لزيادة وزنه، لكن "رويترز" لم تتمكن من متابعة الحالة بعد 21 مايو عندما تم إخلاء المستشفى في أعقاب هجوم إسرائيلي.
وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، نقلا عن شركاء يعملون على الأرض، إن واحدا من كل 3 أطفال في شمال غزة يعانون من سوء التغذية الحاد أو الهزال.
وتشكل محنة أطفال غزة جزءا من حالة أكبر، ووفقا للتقرير العالمي عن الأزمات الغذائية، وهو تحليل لانعدام الأمن الغذائي يجرى بالتعاون بين 16 منظمة دولية، عانى أكثر من 36 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد في العام الماضي على مستوى العالم، وكان ما يقرب من 10 ملايين منهم يعانون من ذلك على نحو خطير.
ويشكل نقص الغذاء في غزة، رغم انتشاره على نطاق واسع، جزءا من حالة جوع شديد أوسع نطاقا، تتفاقم مع احتدام صراعات أخرى في أنحاء العالم.
ويعيش الآلاف في مناطق ذكرت المبادرة في موقعها على الإنترنت أنها على شفا المجاعة، في كل من جنوب السودان ومالي أيضا.
وهناك الكثيرون في 35 دولة أخرى، من بينها السودان ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، تقول المبادرة إنهم في الفئة التالية من حيث الحرمان من الغذاء.
واتهم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الشهر الماضي، في سعيه للحصول على أوامر اعتقال لقادة إسرائيليين وقياديين من حماس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت باستخدام تجويع المدنيين وسيلة للحرب، ووصف نتنياهو هذه الخطوة بأنها "فضيحة أخلاقية لها أبعاد تاريخية"، وقال إن إسرائيل تقاتل مع الامتثال الكامل للقانون الدولي وتتخذ إجراءات غير مسبوقة لضمان وصول المساعدات إلى من يحتاجون إليها.
واتهمت إسرائيل حماس بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة بشدة، وحملت أيضا الوكالات الدولية مسؤولية أي مشكلات في التوزيع داخل غزة.
ويقول خبراء التغذية إنه حتى إذا أفلت الأطفال من الموت، فإن الحرمان من الطعام في السنوات الأولى يمكن أن يؤدي إلى أضرار صحية دائمة.
ويتطور دماغ الطفل بأسرع معدل في أول عامين من العمر، وقالت خبيرة التغذية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في اليونيسف أشيما جارج، إنه حتى لو لم يمت الأطفال من الجوع أو المرض بسبب ضعف جهاز المناعة، فمن المحتمل أن يتعرضوا لتأخر النمو والتطور.
وتابعت: "رغم بقائهم على قيد الحياة، فقد يتعرضون لمشاكل في النمو في مرحلة الطفولة وما بعدها".
وقالت هانا ستيفنسون، الرئيسة العالمية للتغذية والصحة في منظمة (أنقذوا الأطفال) غير الربحية: "يمكن أن يكون لهذا تأثير طويل الأمد على جهاز المناعة لديهم، وقدرتهم على الاستفادة من التغذية الجيدة، وعلى نموهم الذهني والبدني".
وبحسب دراسة أجرتها اليونيسف في أواخر مايو، يعيش 9 من كل 10 أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنتين في غزة في فقر غذائي حاد، وهذا يعني أنهم يأكلون من مجموعتين غذائيتين أو أقل يوميا.
وهذا النقص الغذائي، قبل وأثناء الحمل والرضاعة الطبيعية، يضرب الأمهات والرضع على حد سواء.
وكان عابد أبو مصطفى (49 عاما)، وهو أب لـ6 أطفال، لا يزال يعيش في مدينة غزة في أوائل أبريل، وقال إن الناس هناك أكلوا بالفعل "كل النباتات الخضراء التي يمكن أن نجدها تقريبا"، ولم يتناول لحما أو دجاجا لمدة 5 أشهر على الأقل.
وفي رفح بالجنوب، تعيش مريم (33 عاما)، وهي أم لـ5 أطفال، في مدرسة مع نحو 24 من أقاربها، وقارنت بين وجبة عادية لعائلتها قبل الحرب وما يأكلونه حاليا.
قبل الحرب، قالت والدة مجد إن وجبة العائلة المتوسطة تتكون من الأرز مع الدجاج أو اللحم، إلى جانب الخضار مثل البامية أو القرنبيط أو البازلاء، لكن خلال الحرب، أجبرت ندرة الدقيق الأسر على صنع الخبز من علف الحيوانات.
وفي الآونة الأخيرة، بدأ الخبز والسلع المعلبة مثل التونة والفول في الظهور مرة أخرى، لكنها ليست متاحة على نطاق واسع.
وقالت والدة مجد، التي لم تتمكن من العثور على طعام لإطعام نفسها واضطرت إلى النزوح بسبب القصف الإسرائيلي في وقت مبكر من الحرب، إنها وجدت صعوبة كبيرة في إرضاع الصغير.
وأوضحت أنها لم تتمكن من العثور على حليب أطفال ذي نوعية جيدة ولا مياه نظيفة لإعداده، لذلك أطعمته أنواعا مختلفة من الحليب الممزوج بمياه الأمطار أو المياه قليلة الملوحة من آبار غزة الملوثة، مما أصابه بالإسهال.
خطر المجاعة
وفقا لنظام التصنيف المتكامل للأمن الغذائي، تُصنف المنطقة على أنها في حالة "مجاعة" إذا استوفت معيارين أو أكثر من المعايير الثلاثة الآتية:
يجب ألا تقل نسبة الأسر التي تواجه نقصا شديدا في الغذاء عن 20 بالمئة. حوالي ثلث الأطفال في المنطقة يعانون من سوء التغذية الحاد. وفاة شخصين بالغين أو أربعة أطفال من بين كل عشرة آلاف شخص يوميا بسبب الجوع الشديد أو سوء التغذية المصحوب بمرض.المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الجيش الإسرائيلي الأمن الغذائي قطاع غزة هجوم إسرائيلي يونيسف سوء التغذية غزة الإنترنت السودان بنيامين نتنياهو المساعدات النباتات الخضراء الدجاج التونة القصف الإسرائيلي حليب أطفال أخبار إسرائيل أخبار فلسطين غزة أطفال غزة مجاعة الجيش الإسرائيلي الأمن الغذائي قطاع غزة هجوم إسرائيلي يونيسف سوء التغذية غزة الإنترنت السودان بنيامين نتنياهو المساعدات النباتات الخضراء الدجاج التونة القصف الإسرائيلي حليب أطفال أخبار فلسطين من سوء التغذیة
إقرأ أيضاً:
أضرار جسيمة لتخزين الثوم في الثلاجة
الثوم هو أحد المكونات الأساسية التي لا غنى عنها في المطبخ، حيث يُستخدم في العديد من الوصفات بسبب نكهته القوية وفوائده الصحية المتعددة، ومع ذلك، فإن تخزين الثوم في الثلاجة قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة لا يدركها الكثيرون، فما هي هذه الأضرار؟ وكيف يمكن تخزين الثوم بشكل آمن؟
أضرار تخزين الثوم فى الثلاجة وتكوّن سموم البوتولينومقال الدكتور عبد الرحمن شمس خبير التغذية فى تصريحات خاصة لصدى البلد، إن أحد أكبر المخاطر المرتبطة بتخزين الثوم في الثلاجة هو خطر الإصابة بتسمم البوتولينوم، وهو نوع نادر ولكنه قاتل من التسمم الغذائي. يحدث هذا التسمم نتيجة نمو بكتيريا "كلوستريديوم بوتولينوم" التي تزدهر في البيئة منخفضة الأكسجين مثل الثلاجة.
كيف يحدث التسمم؟الثوم فية سم قاتل ..أضرار جسيمة لتخزين الثوم في الثلاجةعند تخزين الثوم غير المُقشّر أو المهروس في الثلاجة، تتوفر الظروف المثالية للبكتيريا للنمو، خاصة إذا لم يكن الثوم مغمورًا في وسط حمضي مثل الزيت أو الخل.
هذه البكتيريا تُنتج سمومًا شديدة الخطورة تؤثر على الجهاز العصبي، ويمكن أن تكون مميتة إذا لم تُعالج فورًا.
الأعراض المحتملة لتسمم البوتولينومالثوم فية سم قاتل ..أضرار جسيمة لتخزين الثوم في الثلاجة
صعوبة في التنفس.
ضعف في العضلات.
صعوبة في البلع أو التحدث.
جفاف الفم وزغللة في العينين.
أضرار أخرى لتخزين الثوم في الثلاجةالثوم فية سم قاتل ..أضرار جسيمة لتخزين الثوم في الثلاجة
1. فقدان النكهة
تخزين الثوم في الثلاجة يُعرضه للرطوبة، مما يؤدي إلى تغيّر طعمه وفقدان نكهته المميزة.
2. تلف القوام
الرطوبة العالية تجعل الثوم طريًا وغير صالح للاستخدام في الطهي.
3. نمو العفن
البيئة الرطبة قد تؤدي إلى نمو العفن، مما يضر بجودة الثوم ويجعله غير صالح للاستهلاك.
طرق آمنة لتخزين الثومالثوم فية سم قاتل ..أضرار جسيمة لتخزين الثوم في الثلاجة1. تخزينه في درجة حرارة الغرفة
يُفضل حفظ الثوم في مكان جاف وبارد بعيدًا عن أشعة الشمس المباشرة.
2. استخدام أكياس شبكية
الأكياس الشبكية تتيح التهوية الجيدة للثوم، مما يحافظ على جودته لفترة أطول.
3. تحضير معجون الثوم
إذا كنت ترغب في حفظ الثوم لفترة أطول، يمكنك تقشيره وهرسه ثم مزجه مع زيت الزيتون وتخزينه في الثلاجة داخل وعاء محكم الإغلاق.
4. التجميد
يمكن تخزين الثوم في الفريزر بعد تقشيره أو هرسه، حيث يساعد التجميد على الحفاظ على نكهته وقوامه.
نصائح إضافية
لا تترك الثوم الطازج مقشراً في الثلاجة لفترة طويلة.
إذا لاحظت أي علامات فساد، مثل وجود رائحة غريبة أو تغير في اللون، فتخلص منه فوراً.
تجنب تخزين الثوم في أكياس بلاستيكية مغلقة لأنها تحتفظ بالرطوبة وتزيد من فرصة نمو البكتيريا.
الثوم هو أحد أكثر المكونات فائدة في الطهي والصحة، ولكن تخزينه في الثلاجة قد يُحوّله من مصدر للفائدة إلى خطر صحي، باعتماد طرق التخزين الآمنة المذكورة، يمكنك الاستمتاع بفوائد الثوم دون القلق من الأضرار الصحية المحتملة.