المحروقية أمام الشورى: الابتعاث الخارجي يقتصر على التخصصات المطلوبة في سوق العمل العُماني
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
مسقط - العمانية
استضاف مجلسُ الشورى اليوم الاثنين معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في جلسته الاعتيادية الـ ١٠ من الفترة الـ ١٠ للمجلس لمناقشة بيان الوزارة في خمسة محاور منها: سياسات وبرامج وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في سلطنة عُمان والاستراتيجيات والخطط الخمسية و التعليم والتدريب المهني و البحث العلمي والابتكار.
وقال معالي الدكتورة وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إن الوزارة تنتهج سياسة عامة متعدد الأوجه تهدف إلى النهوض بالتعليم العالي، وتعزيز البحث العلمي والابتكار، وتعزيز فرص التدريب المهني، من خلال جودة التعليم العالي، وتعزيز الوصول العادل إلى فرص التعليم والتدريب المهني، والمواءمة مع تطورات التعليم واحتياجات سوق العمل، وتشجيع البحث العلمي والابتكار.
وأضافت أن هناك زيادة في معدلات الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي من خلال تعزيز التعاون الثنائي مع عدة دول شقيقة وصديقة، منها تخصيص (206) منح دراسية سنوية للدراسة في المؤسسات التعليمية بالسعودية، و(50) منحة دراسية سنويًّا بالمجر، و( 22 ) منحة دراسية سنويًّا بفرنسا.
وأكدت على أن هناك ثلاث مؤسسات تعليم عالٍ خاصة بسلطنة عُمان تحصل لأول مرة على عدد من المنح الدراسية بتمويل من برنامج التبادل الطلابي "إيراسموس بلس" لدول الاتحاد الأوروبي، وهي جامعة البريمي والجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عُمان، وجامعة ظفار، مضيفة أن عدد المستفيدين من برنامج التدريب المقرون بالتعليم (إعداد) الذي بدأ في عام 2020/2021م لطلبة السنة قبل الأخيرة لمدة عام أكاديمي كامل بالشراكة مع مختلف القطاعات، بلغ في عام 2022/2023م (17) مؤسسة تعليم عال، و(202) مؤسسة خاصة، و(205) طلبة.
وقالت إنه تم تشكيل فريق عمل مشترك لمراجعة المناهج للمؤسسات التعليمية بين الوزارة وكل من وزارة التربية والتعليم، وجامعة السُّلطان قابوس، وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية؛ لتحديد مصادر استنباط التغيرات ومجالاتها، وأولويات ترجمتها في البرامج التربوية المختلفة، مشيرة إلى اكتمال مشروع تجويد ورفع كفاءة برامج إعداد المعلم بمؤسسات التعليم العالي، وإصدار وثيقة تؤطر جميع هذه البرامج في سلطنة عُمان، وأن هناك مشروع مراجعة وتطوير المناهج التدريبية بالكليات المهنية بمشاركة عدد من الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص والمؤسسات التدريبية الخاصة.
وأكدت أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بالطلبة من فئة (الأشخاص ذوي الإعاقة) عبر توفير أكبر عدد من الفرص الدراسية وتذليل الصعوبات التي قد تواجههم من خلال تنويع البرامج الموجهة لهم وتطوير البيئة المناسبة في مؤسسات التعليم العالي الخاصة والكليات المهنية لضمان سهولة وصولهم إليها.
واشارت إلى توقيع الوزارة مع وزارة التنمية الاجتماعية والشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال على برنامج تعاون لتأهيل (50) طالبًا من مخرجات شهادة دبلوم التعليم العام لنيل شهادة البكالوريوس في مجالات العلاج الوظيفي والعلاج الطبيعي، وعلاج النطق.
وأكدت مؤسسات التعليم العالي قدمت (724) منحة داخلية كاملة مدفوعة الرسوم، و(264) منحة دراسية قدمتها شركات القطاع الخاص للعام الأكاديمي (2023/2024م).
وأنه تم طرح برامج وتخصصات حديثة في السنوات الثلاث الماضية منها علوم المختبرات الطبية، وهندسة الطاقة، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وتحليل البيانات، والواقع المعزز والافتراضي، والروبوت والأنظمة الذكية، بالإضافة إلى الابتعاث إلى كلية الدقم والتي تتضمن مجالين معرفيين هما: الإدارة والمعاملات التجارية (تخصص الإدارة اللوجستية)، والعمارة والإنشاء (تخصص بيئة التشييد) والتي ستستقبل أولى دفعاته بالعام الأكاديمي (2025-2026م).
وأشارت إلى أن الوزارة تعمل على الابتعاث الخارجي في التخصصات التي يحتاجها سوق العمل في سلطنة #عُمان، وقد وضعت للابتعاث الخارجي عدة معايير من أهمها: السمعة الأكاديمية الجيدة للمؤسسات التعليمية، والتمتع بجودة تعليم عالية.
وقالت إن عدد مقاعد البعثات الخارجية في آخر عامين دراسيين بلغ (550) مقعدًا دراسيًّا في كل عام، إضافة إلى المنح التي تحصل عليها الوزارة من الدول الشقيقة والصديقة ومؤسسات التعليم العالي الأجنبية التي تبتعث إليها؛ حيث شهد العام الأكاديمي 2023-2024 ارتفاعًا في عدد المنح الخارجية المقدمة ليبلغ (535) منحة مقارنة مع (312) في العام الأكاديمي 2021-2022م.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: العلمی والابتکار التعلیم العالی
إقرأ أيضاً:
ملتقى الجامعات المصرية الفرنسية.. عقد جلسة نقاشية حول تعزيز قدرات البحث العلمي والابتكار من خلال الشراكات
جاء ضمن فعاليات ملتقى الجامعات المصرية الفرنسية، الذي تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، وتحت رعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والسيد فيليب بابتيست وزير التعليم العالي والبحث الفرنسي، تم تنظيم جلسة نقاشية رفيعة المستوى حول تعزيز قدرات البحث العلمي والابتكار من خلال الشراكات.
وإطلاق أضخم اتفاق إطاري للشراكة الدولية بين البلدينوفي كلمته، أكد الدكتور وليد الزواوي، أمين مجلس المراكز والمعاهد والهيئات البحثية، قوة العلاقات المصرية الفرنسية، والتي شهدت زخمًا كبيرًا خلال الفترة الأخيرة من خلال أحداث وفعاليات مثل عام (مصر-فرنسا) 2019، وإطلاق أضخم اتفاق إطاري للشراكة الدولية بين البلدين، وأخيرا توقيع 42 بروتوكول تعاون خلال هذا الملتقى.
وأشار الدكتور الزواوي إلى أن العلاقات بين البلدين في مجال دعم البحوث جيدة للغاية، لافتًا إلى أن المؤسسات البحثية في مصر تُشجَّع باستمرار على التقارب مع نظيراتها الفرنسية من خلال مشروعات علمية مشتركة، خاصة أن الثقافات بين البلدين متقاربة، والتعاون مع فرنسا دائمًا ما يتم في مناخ يتميز بالسهولة والتفاهم المشترك.
وأضاف: "بصفتي أمينًا عامًا لمجلس المراكز والمعاهد البحثية، فإننا بدأنا منذ عشرين عامًا تعاونًا علميًا مثمرًا مع الجانب الفرنسي، وتحديدًا من خلال المركز القومي للبحوث، وقد ساهم ذلك في ترسيخ علاقات بحثية مستدامة بين البلدين".
كما نوّه إلى دور المعهد الفرنسي منذ نشأته في دعم المنح العلمية للباحثين المصريين، إلى جانب نشر الثقافة واللغة الفرنسية، مؤكدًا أهمية دعم الأبحاث التي تخدم رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة. وشدد على تعظيم الاستفادة من المنح البحثية المقدمة من الجانب الفرنسي، وتشجيع الباحثين الشباب على تنفيذ مشروعات طموحة مشتركة بالاستفادة من فرص التعاون الدولي.
ومن جانبه، قدّم الدكتور ولاء شتا، الرئيس التنفيذي لهيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، عرضًا حول جهود الهيئة، مشيرًا إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي تعكس فهمًا عميقًا لمكانة مصر العلمية، ومثمنًا هذا الاهتمام في تعزيز العلاقات المشتركة، موضحًا أن الهيئة تركز في عملها على رفع جودة البحث العلمي، لافتًا إلى الطفرة الكبيرة التي حققتها مصر في النشر الدولي خلال السنوات العشر الأخيرة، وتأثير هذه المشروعات البحثية على المجتمع.
وأوضح رئيس الهيئة جهود الهيئة في دعم مشروعات بحثية تخدم المجتمع خاصة في مجالات الصحة الواحدة، والطاقة المتجددة، والزراعة، مع اهتمام خاص حاليًا بـ"الزراعة الذكية" واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن هناك لجنة مصرية فرنسية مشتركة تعمل على تحديد الأولويات البحثية التي تخدم احتياجات المجتمع المصري، وشدد على تميز الباحثين المصريين في مجالات تحظى بأهمية عالمية مثل التراث والتنوع البيولوجي والبيئي، مما يعزز من قدرتها على بناء شراكات دولية فعالة.
وأكد الدكتور ولاء شتا، ضرورة الاهتمام بتيسير كافة الجوانب للباحثين بما يمكنهم من التركيز على العمل البحثي وتقديم إنتاج علمي متميز، موضحًا اهتمام الهيئة بدعم مشروعات مشتركة بين الباحثين المصريين والفرنسيين، وتشجيع الأساتذة الفرنسيين على القيام بزيارات علمية قصيرة إلى مصر لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون الأكاديمي.
في السياق ذاته، أكدت البروفيسورة آن فرايس، رئيسة جامعة بول فاليري مونت بيليه، أهمية العلوم الإنسانية في تعزيز العلاقات الأكاديمية بين البلدين، مشيرة إلى أن جامعتها تُعد من المؤسسات الرائدة في العلوم الإنسانية والآداب، لافتة إلى الأثر الاجتماعي والاقتصادي للعلوم الإنسانية، خاصة من خلال الصناعات الإبداعية، إلى جانب دورها في إنتاج معارف جديدة تُسهم في تطوير العلوم الأخرى، وتحسين جودة حياة الأفراد.
كما أعربت عن تفاؤلها بما تم توقيعه من اتفاقيات خلال الملتقى، معتبرة إياها فرصة لتعزيز التعاون وتوحيد الجهود وتنمية العلاقات الدولية.
واختتمت كلمتها بتحية خاصة لمشاركة المرأة في الجامعات المصرية، مشيدة بأن 53% من مجتمع الجامعات المصرية من النساء، داعية إلى دعم وتشجيع الباحثات في مختلف المجالات الأكاديمية، وكذلك دعم الفئات الأكثر احتياجًا مثل ذوي الإعاقة.
كما تحدثت الدكتورة نهى جمال سيد، أستاذة العمارة بكلية الهندسة في جامعة عين شمس، عن تجربة التعاون الأكاديمي بين مصر وفرنسا، من خلال الاتفاقيات المشتركة التي عقدتها الجامعة مع الجانب الفرنسي والتي تهدف إلى تطوير مناهج كلية الهندسة وإنشاء مختبرات بحثية مشتركة، مما ساهم في تحسين العديد من المجالات الأكاديمية والبحثية، مؤكدة على الدور المحوري لهذا التعاون في مواجهة التحديات العالمية مثل جائحة كوفيد-19، وتعاون البلدين في دراسة تأثير الضوضاء على جودة الحياة وتطوير العمارة بشكل مستدام.
واستعرض الجزء الثاني من الجلسة النقاشية الاحتفاء ببرنامج التعاون المصري الفرنسي "إيمحوتب"، وذلك بمناسبة مرور 20 عامًا على البرنامج الذي ساهم في بناء قدرات شباب الباحثين كأحد أبرز برامج التعاون المصرية الفرنسية التي شهدت نجاحًا بارزًا في تحقيق هدفها المتعلق ببناء قدرات الباحثين.
وفي كلمتها استعرضت الدكتورة جينا الفقي، القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، الدور المحوري للأكاديمية كملتقى للباحثين من مختلف التخصصات وجهودها المتميزة في توجيه طلاب المدارس نحو العلوم من خلال برنامج "جامعة الطفل"، مشيرة إلى أن مصر هي العضو الوحيد غير الأوروبي في البرنامج الأوروبي لدعم طلاب المدارس، إلى جانب دعم تمكين المرأة وشباب الباحثين.
وأوضحت الدكتورة جينا الفقي جهود التعاون التي تقوم بها الأكاديمية مع العديد من الجهات الدولية، فضلًا عن توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية، وعلى رأسها مشروع "إمحوتب" مع فرنسا، والذي يمثل علامة فارقة في تبادل الخبرات والثقافات العلمية بين البلدين على مدار عقدين من الزمن، معربة عن تطلع الأكاديمية إلى تعزيز هذا التعاون وتوسيع قاعدة المشاركين في البرنامج ليشمل المزيد من الهيئات البحثية. وقدمت الدعوة للباحثين لمتابعة الفرص التي تقدمها الأكاديمية للحصول على فرص للتدريب أو منح بحثية.
ومن جانبها، أشادت الدكتورة إيناس مازن، الباحثة في علم الوراثة بالمركز القومي للبحوث، بالتجربة الثرية التي اكتسبتها من خلال عملها في فرنسا، وأبرزت ضرورة التعاون المصري الفرنسي في تعزيز مكانة مصر كبوابة للبحوث ونقل المعرفة والتكنولوجيا في إفريقيا والشرق الأوسط.
وقدمت الدكتورة إيناس مازن عرضًا حول آليات تأسيس تعاون بحثي دولي فعال، مؤكدة على ضرورة تحديد مجالات الاهتمام المشترك والأهداف والمؤسسات الشريكة، وضمان الالتزام بالقوانين في كلا البلدين، ووضع خطط تنفيذ واضحة ونشر النتائج، وكذلك التركيز على تقديم التدريب الكافي للباحثين الشباب، وتشجيع زيارات الباحثين الفرنسيين لتبادل الخبرات وإنشاء شبكات علمية في المجالات الحديثة مثل الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى إنشاء منصات رقمية لدعم تبادل المعرفة والتكنولوجيا.
وخلال الجلسة، تم استعراض قصص نجاح باحثين مصريين وفرنسيين شاركوا في برنامج "إمحوتب" والإنجازات الهامة التي حققوها من خلاله.
واستعرض الدكتور سيدريك كوران، مدير بحث بالمعهد الوطني للصحة والبحث الطبي وباحث رئيس ببرنامج "إمحوتب"، بداية التعاون في مجال طب الأورام، مؤكدًا على الهدف المشترك في استقدام خبرات متكاملة، ومشيرًا إلى أن أولى الإنجازات تمثلت في طباعة المجلات العلمية وتنظيم حلقات العمل وتشجيع التدريب والأبحاث المبتكرة.
من جهته، أعرب الدكتور أيمن متولي، مدير بحث بالمركز القومي للبحوث وباحث رئيسي ببرنامج "إمحوتب"، عن سعادته بالمشاركة في البرنامج، معربًا عن أمله في تحقيق المزيد من الإنجازات من خلال برنامج "إمحوتب" الذي يمثل أهمية قصوى لشباب الباحثين لاستكمال مسيرتهم العلمية.
وأعربت الدكتورة أميرة سمبل عميدة كلية الصيدلة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، "منسق الجلسة"، أن هذه المناقشات تؤكد عمق علاقات التعاون البحثي بين مصر وفرنسا، والتي تسعى دائمًا للعمل وفقًا للاهتمامات الإستراتيجية التي تربط البلدين وتنطلق من تاريخهما الحضاري والثقافي، مشيرة للتعاون المثمر في مجال حماية الآثار على وجه الخصوص.