مؤرخ بريطاني مرموق: لا مفر من حرب عالمية ثالثة وفات الأوان لوقفها
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
السومرية نيوز – دوليات
قد تعلن إيران أنها أنتجت قنبلة نووية ويحشد الجيش الأميركي قواته على حدودها لدخولها فتصطف روسيا والصين وكوريا الشمالية إلى جانبها.
وقد يدفع الإحباط الصين لغزو تايوان فتقوم الولايات المتحدة بتفعيل خطط الطوارئ لإنقاذ تايوان وقد تتطور الأمور لحرب شاملة، وثمة احتمال أن يتعرض -ومن دون سابق إنذار- نظام الاتصالات عبر الأقمار الصناعية في الغرب للهجوم.
وقد يؤدي ذلك لإلحاق أضرار جسيمة بشبكاته الإلكترونية التجارية والعسكرية ولا أحد يعترف بأنه أطلق الصواريخ، ولكن في خضم الفوضى التي قد تعقب ذلك، سرعان ما يتم توجيه اللوم إلى الدول المناهضة للغرب، ويكون في هذه الحالة من الصعب شن أعمال انتقامية مع انهيار الاتصالات.
عدم يقين
وفي ظل عدم اليقين بشأن ما يجب فعله، قد تصدر أوامر بالتعبئة العسكرية في جميع أنحاء العالم الغربي، وربما طالبت روسيا والصين بوقف تلك التعبئة.
لكن، وكما حدث في عام 1914، فمن الصعب إيقاف العجلات، بمجرد أن تتحرك، وهنا قد تتفاقم الأزمة، فتكون حرب الفضاء الأولى تحصيل حاصل.
هكذا يمكن أن تلخص الفقرات الأولى التي استهل بها المؤرخ البريطاني ريتشارد أوفري مقالا له بصحيفة ديلي تلغراف بعنوان "فات الأوان لوقفها.. مؤرخ بريطاني مرموق: لا مفر من حرب عالمية ثالثة".
قبل أن يستدرك قائلا "هذه السيناريوهات الثلاثة ممكنة، ولكن يجب أن أوضح أن أيا منها ليس محتملا، فالتنبؤ ـ أو التخيل على الأصح ـ من الممكن أن يؤدي إلى إنتاج أوهام خطيرة تعمل على تعزيز القلق بشأن أمن المستقبل"، بل قد يكون التشخيص الأكثر منطقية خاطئا في حد ذاته، خصوصا أن تطوير الأسلحة النووية أدى لتغيير كبير في شروط أي صراع عالمي مستقبلي، وفقا لأوفري.
ورغم أن التاريخ قد يساعدنا على التفكير في شكل الحروب المستقبلية، كما يقول المؤرخ، فإنه يوضح أننا نادرا ما نتعلم من دروس التاريخ، ومع ذلك فإن السؤال حول الكيفية التي قد تندلع بها حرب عالمية ثالثة يطاردنا اليوم أكثر من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
ويرى أوفري أن مجرد تخميننا بشأن هذه الحرب هو دليل على توقعاتنا بأن الحرب من نوع ما تظل حقيقة في عالم يتسم بعدم الأمان المتعدد الأسباب.
وأبرز الكاتب في هذا الصدد، أن الصراعات في أوكرانيا وغزة وميانمار والسودان هي تذكير بهذا الواقع المستديم، كما تشير التهديدات المنتظمة من جانب روسيا بشأن استخدام الأسلحة النووية إلى أن خيالاتنا قد لا تكون بعيدة كل البعد عن الواقع.
لماذا الحروب؟
لكن أوفري لفت إلى أن محاولتنا التنبؤ باندلاع حرب مستقبلية يدفع لطرح سؤال آخر هو: لماذا نشن الحروب في الأساس؟، ليجيب بأن الحرب ظلت سمة مميزة للتاريخ البشري المعروف بأكمله تقريبا، كما أن العنف الحربي سبق إنشاء الدول الأولى، ويظل السؤال الأساسي، حسب المؤرخ، هو حول تحديد السبب وراء تطوير البشر للنزعة القتالية إلى جانب قدرتهم على التعاون الاجتماعي.
وهنا يوضح الكاتب أن العلوم الإنسانية ظلت طيلة جزء كبير من القرنين 20 و21 تحاول تحديد سبب تلك النزعة، فيرى علماء الأحياء التطورية وعلماء النفس مثلا أن الحرب كانت وسيلة الإنسان البدائي لضمان البقاء وحماية الأقارب والتعامل مع الأزمات البيئية.
ولا شك بين علماء الأحياء، وفقا للكاتب، في أن العنف لم يكن موجودا في جيناتنا، وحتى إن شنت حروب في الماضي، فإن أوفري يؤكد أن الحروب القديمة كانت مختلفة كليا عما هي عليه اليوم، ويسرد في هذا الصدد عدة أمثلة لشعوب اشتهرت بالحروب كالإسبرطيين، والفايكنغ، والأزتيك، كما يوضح أسباب الحروب آنذاك.
ثم يذكر المؤرخ بأن الحربين العالميتين المعروفتين (الأولى والثانية) بدأتا بانقضاض قوة كبرى على قوة أقل أهمية ـ صربيا في عام 1914، وبولندا في عام 1939ـ ثم انجرار قوى أخرى إلى هذه الدوامة، وقد يحدث هذا مع تايوان، كما يحدث بالفعل مع أوكرانيا.
وهنا نبه الكاتب إلى أن حقيقة كون السلام قد يبدو خيارا عقلانيا لمعظم البشر لم تتمكن أبدا من خنق الرغبة في القتال عندما يبدو ذلك ضروريا أو مربحا أو إلزاميا. وذكّر الكاتب القراء بأن الناس بدؤوا، بعد نهاية الحرب الباردة يروجون لفكرة أن الحرب أصبحت من الماضي، لكن، لو كان الأمر كذلك -يقول الكاتب- لكان من الممكن أن نعيش الآن في عالم خال من الأسلحة والخوف.
وختم أوفري بالقول إنه لا يكاد يوجد من يسعى بنشاط إلى حرب عالمية ثالثة، لكنه أبرز أن ذلك كان الحال ذاته قبيل الحربين الأولى والثانية ولم يحل دون نشوبهما.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: حرب عالمیة ثالثة أن الحرب
إقرأ أيضاً:
روسيا تستعد لحرب عالمية ثالثة.. بدأت بإنتاج ملاجئ ضد الانفجارات النووية.. عاجل
خلال الساعات الماضية، انتفض العالم وسط إعلان السفارة الأمريكية في العاصمة الأوكرانية كييف أنها حصلت على معلومات استخباراتية تؤكد أن روسيا تستعد لـ«هجوم خطير نووي» مطالبة موظفي سفاراتها بالاختباء داخل الملاجئ، قبل أن يتم الإعلان عن انتهاء الحالة وأن الهجوم ما هو إلا شائعات.
يأتي هذا بالتزامن مع إعلان روسيا أنها بدأت انتاج ملاجئ من نوعية خاصة، حيث أنها «واقية من الانفجارات النووية» والتي لديها قدرة فائقة في منع وصول الأضرار الاشعاعية الناتجة عن الأسلحة النووية، وهو ما آثار تساؤل عالمي حول ما إذا كانت موسكو تستعد لحرب نووية.
روسيا تبدأ إنتاج ملاجئ واقية من الانفجار النوويوبحسب وكالة الأنباء الروسية «تاس» فقد بدأت روسيا لأول مرة الإنتاج الصناعي المتسلسل للملاجئ المتنقلة من طراز «كوب – إم»، والتي طورها متخصصون من معهد أبحاث الدفاع المدني والطوارئ، وفق ما أفادت قناة روسيا اليوم.
وانطلقت عمليات الإنتاج في مدينة دزيرجينسك بمحافظة نيجني نوفغورود، وجاءت هذه الخطوة بعد سنوات طويلة من البحوث والجهود لتطوير حلول وقائية للسكان في حالات الطوارئ.
مميزات الملجأ المتنقل كوب – إموأفادت القناة بمميزات تلك الملاجئ المتنقلة والتي جاءت على النحو التالي:
يوفر الملجأ حماية من مجموعة واسعة من التهديدات، بما في ذلك الكوارث الطبيعية، الحوادث التكنولوجية، التلوث الإشعاعي، وحتى الإشعاع الناتج عن الانفجارات النووية.
يتكون الملجأ من وحدتين رئيسيتين: الأولي وحدة الإيواء: غرفة مخصصة لاستيعاب 54 شخصًا، والثانية الوحدة التقنية: تدعم العمليات التقنية الضرورية.
يمكن زيادة قدرة الملجأ بإضافة وحدات جديدة حسب الحاجة.
يُمكن نقل الملجأ بسهولة إلى مواقع مختلفة وربطه بالبنية التحتية للمرافق الموجودة.
يشار أن مشروع الملاجئ المتنقلة تحظى بدعم الدولة، حيث أكد نيكولاي بوسوخوف، رئيس مركز تطوير الإجراءات الوقائية في معهد أبحاث الدفاع المدني، على أهمية هذه الخطوة في تعزيز سلامة المواطنين ورفع جاهزية الدولة لمواجهة الطوارئ. واعتبر أن إطلاق الإنتاج المتسلسل يمثل نقطة تحول نحو تحسين نظم الحماية المدنية وتطوير أنظمة وقائية فعالة.
يتوقع أن تسهم هذه الملاجئ المتنقلة في تعزيز البنية التحتية للحماية المدنية في روسيا، مع إمكانية التوسع نحو تطوير أنظمة أكثر تطورًا في المستقبل، مما يرفع من مستوى الأمان للسكان في مواجهة الكوارث والتهديدات المختلفة.