بين أهلي وزوجي أكاد أفقد صوابي
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
تحية طيبة للجميع وبعد، رسالتي اليوم ليس تذمر ولا نكران لنعم الله، لكن لضيق اشعر به يكاد يرديني لهاوية الطلاق، والسبب أهلي وزوجي، فأنا بينهما أعيش بين مد وجزر حاولت بكل ما في وسعي أن ألطف الجو بينها لكن لا أحد يريد أن يتنازل.
سيدتي، لو عدت إلى حياتي الزوجية فأحمد الله عليها بكرة وأصيلا، ماعدا تلك المشكلات اليومية التي تمر بها أي أسرة، فزوجي رجل اجتماعي وناجح جدا في عمله، هو في منتهى الكرم والأخلاق، حتى علاقتي بأهله طيبة للغاية، عكس ما هو عليه تماما مع أهلي، فهو لا يكن لهم أي ود، وهو ما يظهر جليا في تعامله معهم، وهذا المشكل يزعجني كثيرا، على عكس عائلتي الذين يقدرونه ودوما يحسبون له ألف حساب، أنا هنا لست أزكي في أهلي، لكنه دوما يبدي نوع من التحفظ اتجاه تصرفاتهم، مؤخرا طلب منه ابن أخي أن يساعده في أمر يخص العمل، في نفس الوقت طلب ابن أخته أيضا المساعدة، لكن ساعد ابن أخته، ورفض مساعدة ابن أخي، متحججا في ذلك بأن سلوك ابن أخي قد يخيب ظنه، مع أنني متأكدة أن ابن أخي استخلص من ماضيه الكثير من العبر وأنه قرر أن يتغير، فهل يعقل أن يحرجني هكذا؟.
لا أنكر أنني هذه المرّة صعّدت الأمور قليلا، ودخلنا بمشادة كبيرة، وضعت علاقتنا على المحك، وبيتي مهدد بالشتات، إلا أنه بقي مصرا على موقفه، فأنا من جهة لا أريد لأولادي أن يتربوا بعيدا عن والدهم، ومن جهة أخرى أرى أنه مسح الأرض بكرامتي، وأشعر بظلم كبير من زوجي تجاه عائلتي، وما يحزنني أكثر هو رؤية ابن أخي على شفى حفرة من الضياع لأن اليد التي عوّل أن تمد إليه صدته، هذا فقط موقف واحد الذي أفاض الكاس وجعلني أفكر حقا في الطلاق، أفيدوني من فضلكم.
السيدة نسمة من الشرق
الرد:تحية أطيب وأحمل أختي الكريمة ومرحبات بك في موقعنا، أرى أنك هوّلتي الأمر وأعطيته أكثر من حجمه، فأهلك بالرغم من معاملة زوجة مستمرون في الحياة، فلما كل هذا التصعيد..؟.
في البداية أدعوك بالتعقل، ولإعادة النظر فيما تفكرين فيه، فأنت زوجة وأماً مسؤولة على استقرار عائلتك، ومكلفة أيضا بحمايتها من أي تصدع قد يصيبها، واسمحي لي إن قلت لك أنت مخطئه طبعا في تصرفاتك، وفي الموقف الذي اتخذته حيال زوجك، فكونه رفض مساعدة ابن أخيك لا يعني أن تطلب الانفصال.
سيدتي رزق ابن أخيك بيد الله، وإن عزم حقا على التغيير فعليه أن يتوكل على الله، وهو قادر على أن يسخر له الأسباب ليحصل على ما يصبو إليه، فهي ليست محصورة فقط في زوجك، وليس من المعقول أبدا أن تحملي زوجك المسؤولية إن ضاعت الفرصة من بين يدي ابن أخيك، ولا يجب أن تستمري في لوم زوجك ولا لوم نفسك، فأنت قمت بواجبك وزوجك رفض المساعدة لأسباب تخصه، أظن أن الأمر يجب أن يتوقف عند هذا الحد.
لهذا عزيزتي اتقي الله في عائلتك، وزوجك وتراجعي عن قرار الانفصال، ولا تقحميه فيما لا يطيق، لذا هدئي من روعك، وألزمي بيتك، وأطيعي زوجك، وعامليه بالمعروف، وحاولي بالتي هي أحسن أن تزرعي بينهما المودة بعزومة طيبة تلطف الجو وتعيد بناء أواصر المودة بينكم، خاصة وأنك اعترفت في بداية رسالتك وقلت أن حياتك تعرف الكثير من الاستقرار، فاحمدي الله على النعم، وفق الله ابن أخيك، وجمع بينك وبين زوجك بكل ما فيه خيرا لكما، وشكرا على الثقة، موفقة أختاه.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
احذروا المطب يا عرب!
د. أحمد بن علي العمري
كان العرب والمسلمون خير أمة أُخرجت للناس، ولكنهم عندما ابتعدوا عن دينهم ومبادئهم وقيمهم وشيمهم ونخوتهم، ضعفوا ووهنوا ولم تعد لهم قائمة. يقول الله تعالى: "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ" (آل عمران: 85).
ولا عزة ولا كرامة إلا بالإسلام؛ فبالإسلام أعز الله العرب والمسلمين، وبدونه أصبحوا كما هم الآن. وعندما نقول الإسلام، فإننا نؤكد على الاعتدال والسلام والتسامح وقبول الآخر مهما اختلف، فلا غلو في الدين، ولا تطرف، ولا همجية، ولا تعصب، ولا نبذ، ولا إقصاء، ولا طغيان، ولا جبروت.
فلماذا نحن هكذا الآن؟ إنَّ أبواب الإسلام مفتوحة، وربنا غفور رحيم.
عندما ننظر لواقعنا المرير الآن، يتضح لنا الآتي:
لقد ماتت اتفاقيات مدريد وأوسلو روحًا وجسدًا، وماتت كامب ديفيد ووادي عربة روحًا، ولم يبقَ منها سوى الهيكل العظمي بدون أي مضمون أو محتوى. وقد هرولت بعض الدول مؤخرًا نحو التطبيع بدون أي مقابل. فهل نفعت خطط السلام؟ وهل قُبلت المبادرة العربية التي هي معروضة على الطاولة منذ عشرات السنين؟ أسمع الآن وأشاهد من يلوم المقاومة... فماذا بقي؟!
لقد استدرجتنا إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية عبر مراحل متعددة حتى أوصلتنا إلى ما نحن عليه. لقد كانوا من قبل يحلمون بحل الدولتين، ومع تحول الزمن وتقدمه، أصبح هذا مطلبًا لنا صعب المنال.
فالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وهي الدولة الموعودة، بدأت تتلاشى، والمستوطنات تقضمها من كل حدب وصوب في استنزاف متواصل دون حول ولا قوة من الدولة أو حتى من أشقائها، بل وحتى أمتها كاملة.
ويظهر لنا مؤخرًا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليصرح بأن سكان غزة يجب أن يرحلوا للدول العربية المجاورة، مؤكدًا أن هذه الدول سوف توافق وتقبل بذلك، ليلتقطها نتنياهو ويعزف على جميع أوتارها وبشتى الألحان.
ترامب ونتنياهو أنفسهم يعلمان كما يعلم الجميع أن هذا الأمر مستحيل وغير قابل للتطبيق ولا يحمل أي معنى أو مضمون أو منطق. وإن فرضنا جدلًا وافقت بعض هذه الدول -لا سمح الله ولا قدر- فهل سيُوافق الغزاويون أنفسهم؟ أمر يستحيل مناله.
ولكنهم، وقد أصبح الهدف واضحًا وجليًا، يريدون أن تنتقل الدولة برمتها إلى قطاع غزة وفي شريطها الضيق، مدعين أنَّه سيكون لهم مطار وميناء وينفصلون تمامًا. وبعد ذلك، تبني إسرائيل جدارًا عازلًا حتى لو بطول 50 أو حتى 100 متر ليصعب على الصواريخ تجاوزه. وبهذا يكون على القدس السلام إلى الأبد، ويمكن بعد ذلك -والعياذ بالله- أن يُهدم المسجد الأقصى ويُبنى بدلًا منه الهيكل اليهودي المزعوم.
وبالمقابل، قد يحصل في قطاع غزة ما لا يُحمد عقباه ولا ما كنَّا نريده أو نتمناه، وهو أن تتناحر الفصائل الفلسطينية على القطاع رغم ضيقه، وتدخل في حرب أهلية أجارهم وأجارنا الله منها.
لهذا نقول ونذكر -لعل الذكرى تنفع- حذارِ حذارِ أن تقعوا في المطب، ويكفي ما مضى من مطبات ونكسات وتعثر وتشرذم وتفتت وخلاف واختلاف.
فهل هناك آذان صاغية وعقول مدبرة؟
ولله في خلقه شؤون.
رابط مختصر