ليبيا – تناول تقرير تحليلي نشرته صحيفة “ساوث تشاينا مورننغ سبورت” الهونغ كونغية الناطقة بالإنجليزية مساعي الصين لإعادة العلاقات الاقتصادية مع ليبيا.

التقرير الذي تابعته وترجمت المهم من رؤاه التحليلية صحيفة المرصد أكد سعي بكين لبناء هذه العلاقات بعد 13 عامًا من التعليق إذ أخرجت مستثمريها في العام 2011 من ليبيا لأسباب أمنية، مشيرًا إلى أن الفجوة السياسية في البلاد تمثل مشكلة حقيقية.

ووفقًا للتقرير سيطرت 75 شركة صينية على 50 مشروعًا كبيرًا بقيمة زادت عن الـ20 مليار دولار قبل العام 2011 في مجالات النفط والبناء والسكك الحديدية والاتصالات، ناقلًا عن المحلل السياسي “ديفيد شين” قوله:” تدعم الصين ليبيا موحدة وتشجع الحوار كحل للاختلافات”.

وقال “شين”:” اشترت بكين نفطًا ليبيا في العام 2023 بقيمة مليارين و 200 مليون دولار وتود إعادة عقود البنية التحتية والحكومة في طرابلس ترغب في ذلك رغم أن عدم الاستقرار السياسي لا يزال مصدر قلق وليس من الواضح كيف ستتفاعل الصين مع القيادة العامة للقوات المسلحة بقيادة المشير خليفة حفتر”.

وأضاف “شين” قائلًا:” تتطلب أي إعادة إشراف كبيرة في البلاد استئناف عمل سفارة الصين في العاصمة طرابلس” في وقت قال فيه المحل السياسي “جون كالابريز”:” جميع عمالقة الطاقة الصينية الـ3 مؤسسات الصين الوطنية للبترول والوطنية للنفط البحري والصين للبترول والكيمياء كان لديها مشاريع في ليبيا”.

وتابع “كالابريز” بالقول:” التطورات الأخيرة قد يكون لها علاقة بالشركات الرغبة في تعويض الخسائر وإعادة التأسيس واستئناف العمل المربح المحتمل فإذا لم تساعد الصين في إعادة الإعمار فمن سيفعل فهي لديها تعامل مع كلا الجانبين في ليبيا وبطريقة ما تمكنت من تجنبت تنفير أي من المعسكرين المتنافسين بشكل دائم”.

وأضاف “كالابريز” قائلًا:”ربما وجدت بكين أنه من المناسب إدراج نفسها في هذا الموقف كوسيلة للاستفادة” في وقت قال فيه المحلل السياسي محمد سليمان:” إن إعادة فتح السفارة الصينية في ليبيا يمكن أن تشير إلى العلاقات الدبلوماسية المعززة وزيادة صحة الهيكل السياسي في العاصمة طرابلس”.

وتابع سليمان بالقول:” لدى شركات الصين سجل حافل في تنفيذ مشاريع واسعة النطاق بسرعة وكفاءة وهو أمر ضروري لإعادة الإعمار بما يتماشى مع اهتمامات بكين الأوسع وبعد أن غادرت إيطاليا من مبادرة الحزام والطرق في الصين برزت أهمية موقع ليبيا في مفترق طرق إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط”.

وقال سليمان:” أن هذا الموقع قد يجعل من العاصمة طرابلس بوابة للاستثمارات الصينية في المنطقة الأوسع ما يعزز أهداف الحزام والطرق في الصين وعلاوة على ذلك ومن خلال لعب دور في تعافي ليبيا تضع الصين نفسها كلاعب عالمي رئيسي ملتزم بالتنمية والاستقرار الدوليين”.

من جانبه بين المحلل السياسي أمجد رشيد وجهة نظره بالقول:” إن ليبيا في حاجة ماسة إلى إعادة الإعمار كجزء من انتقالها إلى بلد ما بعد الصراع والفكرة هنا هي أنها ستؤدي إلى إعادة الحياة إلى طبيعتها وإنهاء دائرة العنف السياسي ومن المهم بالنسبة لحكومة طرابلس أن توفر ضمانات وتعزز شرعيتها المفقودة في الشرق”.

وقال رشيد:” إن ليبيا شريك آخر مع مبادرة الحزام والطريق لتأمين وتعزيز أمن الطاقة ويمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا إلى جانب مصر والجزائر في إكمال الصورة في إفريقيا المتوسطية لضمان الوصول إلى السوق الأوروبية الموحدة وكما هو الحال مع أي مجتمع ما بعد الصراع توفر البلاد فرصة مربحة للشركات الصينية”.

بدورها قالت المحللة السياسية “شايو زيربا”:”منذ الإجلاء المتوتر لمواطنيها في العام 2011 حافظت الصين على حيادها في الصراع الليبي وليبيا تحتاج لمستثمرين أجانب لإعادة بناء قدرتها بالاستفادة من احتياطياتها النفطية الواسعة فيما هدد الصراع العنيف وعدم الاستقرار السياسي والانقسام الاستثمارات الأجنبية”.

وتابعت “زيربا” قائلة:” بالنظر إلى احتياطيات ليبيا الواسعة النفطية فإن الصين على استعداد لتولي المخاطر والمساعدة في إعادة بناء البلاد مقابل الوصول إلى النفط فالمشاركة في مشاريع التعاون الاقتصادي والبنية التحتية مع ليبيا يحقق هدفين صينيين أولهما تحقيق أمن الطاقة وزيادة تأثيرها في إفريقيا”.

ترجمة المرصد – خاص

 

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

كتلة التوافق بمجلس الدولة: الاقتراض لتسديد المرتبات كارثة وطنية.. وسياسات حكومة الدبيبة المالية تهدد مستقبل ليبيا

ليبيا – كتلة التوافق الوطني بمجلس الدولة تطالب بإنهاء العبث والتلاعب بثروات البلاد

انتقاد سياسات الحكومة المالية

علّقت كتلة التوافق الوطني بمجلس الدولة على تصريحات صادرة عن وزير المالية بحكومة الدبيبة خلال لقاء هيئة الرقابة الإدارية مع عدد من وزراء الحكومة، مؤكدةً أن هذه التصريحات تكشف فشل الحكومة في إدارة الموارد المالية للدولة.

وأوضحت الكتلة في بيان لها، اطلعت عليه صحيفة “المرصد”، أن وزير المالية فند مزاعم حكومته بشأن الوضع المالي، كاشفًا عن استنزاف ثروات البلاد ومواردها في برامج شعبوية غير مدروسة.

ملفات الفساد واستنزاف الموارد

وأشارت الكتلة إلى أن الاقتراض لتسديد المرتبات يعد نتيجة كارثية للسياسات غير المسؤولة التي أطلقتها الحكومة، واصفة ذلك بأنه أحد أكبر ملفات الفساد التي ستلاحق المسؤولين عنها.

تحذير من العجز المالي

وحذرت الكتلة من أن تراجع أسعار النفط وعائداته سيؤدي إلى تفاقم المديونية، ما سيؤثر بشكل مباشر على قدرة الدولة على صرف المرتبات، ويفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.

دعوة للتحرك الوطني

ودعت الكتلة جميع الأطراف الوطنية، بما في ذلك الهيئات الرقابية والمجالس النيابية، إلى التصدي لهذا التوجه الخطير، والعمل على إنهاء حالة العبث والتلاعب بثروات ليبيا ومصير شعبها.

 

مقالات مشابهة

  • تقرير: الصين تبني مركزا عسكريا ضخما غرب بكين للقيادة في زمن الحرب
  • تقرير: الصين تبني مركز عسكري ضخم غرب بكين للقيادة في زمن الحرب
  • فنوش: المليشيات تتوافد على طرابلس للتفاوض على غنائمها من المال العام
  • رغم عدم الاستقرار.. ليبيا تحتفظ بأكبر احتياطي نفطي في إفريقيا لعام 2025
  • رويترز: المحكمة الجنائية الدولية تطالب إيطاليا بتفسير إعادة نجيم إلى ليبيا
  • روفينيتي: رحيل حكومة الدبيبة قد يفتح الباب لكسر الجمود السياسي في ليبيا
  • أطباء بلا حدود: إعادة نجيم إلى ليبيا يتيح المزيد من الانتهاكات
  • عبد النبي: الأمم المتحدة لن تتمكن من تحقيق نجاح حقيقي في ليبيا
  • بحث استعداد قوات الشرطة للاتنشار في المناطق المحررة بولاية الخرطوم
  • كتلة التوافق بمجلس الدولة: الاقتراض لتسديد المرتبات كارثة وطنية.. وسياسات حكومة الدبيبة المالية تهدد مستقبل ليبيا