إنفلونزا الطيور تهدد بموجة شديدة من الوباء.. كيف تستعد مصر لمكافحة H5N1 ؟
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ظهور جديد لمرض انفلونزا الطيور المعروف باسم “H5N1” في الولايات المتحدة الأمريكية وعدة دول أوروبية، مما يُثير القلق بعد إصابة 4 أشخاص بانفلونزا الطيور نتيجة تعرضهم المباشر للحيوانات، وتفشي المرض بين الثدييات من الحيوانات ليصل إلى عشرات الأنواع في 31 ولاية، ومن بين الحيوانات المصابة الأبقار في 12 ولاية، وثعالب، وفئران، وظربان، وأسود الجبال، وفقمات الميناء، والألبكة (فصيلة من الجمليات)، كما أصيب ما لا يقل عن 21 قط منزلي في تسع ولايات بالفيروس منذ مارس الماضي وفقا لوزارة الزراعة الأمريكية، كل ذلك أثار القلق لدى المصريين خاصة بعد تعرض مصر لانفلونزا الطيور مع بداية الألفينات، وتدشينها المشروع القومي لمكافحة انفلونزا الطيور “الدواجن” بالتعاون مع مؤسسة الفاو، حيث يهدف لمكافحة فيروس انفلونزا الطيور ووقف انتشاره في مصر منذ 2009 ومستمر حتى 2030.
ويُعد فيروس انفلونزا الطيور H5N1 قادر على إصابة أكثر من 350 نوعًا من الطيور، وما يقرب من 60 نوعًا من الثدييات، حيث يمكن للطيور المائية المهاجرة، بما في ذلك البط والبجع والإوز والنوارس، أن تكون معرضة بشكل خاص لمختلف فيروسات الأنفلونزا التي تنقلها الطيور .
ويمكن لهذه الطيور أن تصيب أنواعًا أخرى، بما في ذلك الثدييات،على طول طريق هجرتها، حيث تسمح هجرة الطيور بانتقال المرض وانتشاره بشكل عالمي، كما أن الفيروس يتكيف باستمرار مع الظروف المحيطة.
ووفقًا لدراسة الباحثان بجامعة جيلف نيتيش بودهو، وشايان شريف، فإن تغير المناخ يبدو أنه يؤثر على ظهور فيروسات حيوانية المصدر مثل فيروس H5N1، وأنه مع تغير الظروف المناخية العالمية، تتغير أيضًا أنماط وطرق هجرة الطيور.
وكشفا الباحثان أن ارتفاع درجات الحرارة والطقس المتطرف أدى إلى تحولات سكانية واسعة النطاق، وقد أدت هذه التغييرات إلى ظهور أمراض في مناطق، وفي تكوينات وراثية، فريدة تمامًا وغير مسبوقة، كما يعد فيروس H5N1 مؤشرًا واضحًا على أن جهود مراقبة الأمراض والاستجابة لها تعد جزءًا أساسيًا من أي استراتيجية للتكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره.
ووفقًا لنفس الدراسة لقد تم اكتشاف فيروس H5N1 في ألبان الأبقار (الخام غير المبسترة) خلال العام الحالي 2024، وأصيب عامل زراعي من تكساس بفيروس H5N1، وفي شهر مارس الماضي، وأظهرت تقارير تظهر حالات نفوق غير عادية في الماعز الصغيرة في مزرعة في ولاية مينيسوتا.
وكانت نتيجة اختبار قطيع الدواجن في نفس المزرعة إيجابية لفيروس H5N1، وكان الماعز والدواجن يتقاسمون نفس المساحات ومصادر المياه، وتبين فيما بعد أن سلالات فيروس H5N1 الموجودة في كل من الدواجن والماعز كانت شديدة الارتباط.
بينما في مايو 2024، أكدت وزارة الزراعة الأمريكية اكتشاف فيروس H5N1 في مزرعة بولاية أيداهو، وكما هو الحال مع الحالات السابقة، كان اختبار الدواجن لهذه المزرعة إيجابيًا أيضًا لفيروس H5N1 مع اكتشاف كميات عالية بشكل غير عادي من الفيروس في جميع أنحاء المزرعة .
وحتى الآن، أبلغت 12 ولاية في الولايات المتحدة عن تفشي فيروس H5N1 مع إصابة 101 من قطعان الألبان، يعتقد أن وجود أنفلونزا الطيور في الآونة الأخيرة في أبقار الألبان هو الأول من نوعه بالنسبة لهذا النوع.
كما يعتقد الباحثون في جامعة كورنيل أن أبقار تكساس المصابة بالألبان أصيبت بالعدوى عن طريق مصادر المياه والغذاء الملوثة بالطيور البرية المهاجرة عبر المنطقة. ومن المحتمل أن يكون قد انتشر بين الأبقار في أماكن قريبة.
الوضع في مصرتقوم وزارة الزراعة من خلال الهيئة العامة للخدمات البيطرية بتقديم كافة أوجه الدعم لمكافحة انفلونزا الطيور في مصر، فمنذ ظهور المرض لأول مرة في مصر عام 2006 ، قامت منظمة الأغذية والزراعة العالمية الفاو (FAO) بالتعاون مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية بدعم الجهود الجارية لمكافحة انفلونزا الطيور، وفقاً للإستراتجية المعدلة من أجل السيطرة علي مرض أنفلونزا الطيور في مصر.
وتقوم الهيئة البيطرية بعدة إجراءات مستمرة لضمان مكافحة انفلونزا الطيور من ضمنها :
التحصين المجاني لطيور التربية المنزلية حول البؤر.متابعة دورية للتحصين بالحضانات والتحصينات بأجر.متابعة تحصين الطيور المستوردة (كتكوت رومي وبط مستورد )التقصي النشط والسلبي بالمزارع والأسواق والتربية المنزلية والأرياف ضمن اجراءات الاحترازيةإصدار شهادات الأمان الحيوى للمزارع والمفرخات المستوفاة لشروط الأمان.كما يتم تكوين فرق للتعامل الصحي السليم مع بؤر المرض المكتشفة.المشروع القومي لمكافحة انفلونزا الطيور
بدأت مصر في مكافحة انفلونزا الطيور منذ ظهورها الأول في الألفينات، ومن خلال التعاون الدولي انشأت برنامج المشروع القومي لمكافحة إنفلونزا الطيور، ويعد المشروع القومي لمكافحة انفلونزا الطيور مشروع قومي خدمي يهدف إلى السيطرة على المرض والعمل على منع انتشاره ومنع تحور الفيروس إلى الأشد فتكا يسبب وباء فى البشر وما يتبعه من خسائر اقتصادية وبشرية.
وبدأ العمل الفعلي في المشروع القومي لمكافحة إنفلونزا الطيور منذ يوليو 2009، ويمتد المشروع حتى 30 يونيو 2030، وحتى الآن لم تعلن السلطات الحكومية اي إصابات جديدة في مصر لعام 2024 على مستوى الطيور أو الدواجن أو الحيوانات المختلفة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: انفلونزا الطيور الطيور الدواجن فيروس انفلونزا فيروس إنفلونزا الطيور فی مصر
إقرأ أيضاً:
ألعاب بهلوانية لأسراب الطيور المهاجرة.. اللقلق الأبيض يبهر مواطني طور سيناء
ظهرت أسراب كثيرة لطائر اللقلق الأبيض "أحد أنواع الطيور المهاجرة" في سماء منطقة سهل القاع التابعة لمدينة الطور بمحافظة جنوب سيناء، للمرة الثانية ما أثار إعجاب وانبهار المواطنين بالأشكال الفنية والألعاب البهلوانية التي كانت تقوم بها أسراب الطيور المهاجرة.
وقال أحمد علي، مواطن بمدينة الطور ، إن هذا المشهد يتكرر في العام مرتين خلال موسم هجرة الطيور من أوروبا إلى جنوب أفريقيا مع بداية الموسم الشتوي هربا من شدة البرودة، وخلال موسم العودة مرة آخرى بعد انتهاء الموسم الشتوي.
وأوضح أن أسراب الطيور تنتشر في السماء المدينة لأنها تجد فيها استراحة لتناول الغذاء والماء، وبعد تناولها قسط من الراحة تؤدي حركات جميلة تلفت الأنظار المارة.
وقال الدكتور وليد حسن، مدير قطاع
جنوب سيناء، إن الطيور المهاجرة تقطع آلاف الأميال من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال في موسم الهجرة، ويعد طائر اللقلق الأبيض أحد وأشهر الطيور المهاجرة التي تقوم برحلتين هجرة في العام، إحداهما مع بداية فصل الشتاء وتهاجر فيه من أوروبا مرورا ببلاد الشام ثم مصر ومنها يتجه إلى المناطق الحارة في أفريقيا، والثانية هي رحلة العودة مع بدء موسم ارتفاع درجات الحرارة في دول أفريقيا وتكون في منتصف شهر مارس وبداية شهر أبريل، وتستمر كل حلة 50 يوما،
وأشار إلى أن أسراب طائر "اللقلق الأبيض" المهاجرة تضم عشرات الآلاف، وتتخذ من بعض المناطق محطات لها، وتعد محمية رأس محمد من أهم هذه المحطات كونها يوجد بها السرطانات الصغيرة التي تتواجد عند الأشجار
تعد الغذاء المفضل لها، موضحا أن هذه السرطانات تعطي هذه الطيور طاقة وحيوية لتستكمل رحلته إلى أفريقيا.
ولفت إلى أن هبوط اللقلق الأبيض في محطاته المعتادة يؤكد سلامة النظام
، وبعض المراقبين يتتبعون رحلة هذا الطائر لمعرفة الظروف المناخية والبيئية في دول أفريقيا وأوروبا، من خلال تحليل الأعداد النافقة خلال مواسم الهجرة، مشيرا إلى أن اللقلق
الأبيض لا يمر بالبحر المتوسط خلال رحلة هجرته من أوروبا، كونه يحتاج إلى تيارات حرارية لا تتكون من خلال البحر، وخلال حركته في البر يسير ببطء.
جدير بالذكر، انه يطلق على طائر اللقلق الأبيض في مصر "العنزة"؛ نظرا لكبر حجمه، حيث يبلغ وزنه ما بين 3 إلى 4 كيلوجرامات، وطوله يصل إلى نحو متر تقريبا، وأرجله طويلة ولون ريشه أبيض تماما، ولكن نهاية أطراف أجنحته سوداء، بينما منقاره أحمر اللون وهو من الطيور القوية.