إطلاق مركز الفنون الأدائية كأول معلم ثقافي في القدية
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
الرياض
أعلنت شركة القدية للاستثمار، عن إطلاق مركز الفنون الأدائية أول معلم ثقافي في مدينة القدية، للإسهام في إثراء المشهد الثقافي في المملكة مما يشكل إضافة مهمة لمجموعة المعالم السياحية بالمدينة، ويمتاز المركز بتصميم معماري فريد ويتبنى تكنولوجيا رائدة ونهجًا فنيًا مبتكرًا في تقديم عروضه؛ بهدف إعادة تعريف التجربة الثقافية للمقيمين بالقدية وزوارها على حد سواء، حيث يتوقع أن يستقبل المركز أكثر 800 ألف زيارة سنويًا.
ويأتي الكشف عن المركز الثقافي الأول بمدينة القدية بعد الإعلان عن (5) أصول ترفيهية ورياضية، وهي منطقة الألعاب والرياضات الإلكترونية، وإستاد الأمير محمد بن سلمان، ومضمار السرعة، ومتنزه دراغون بول الترفيهي، ومتنزهي Six Flags مدينة القدية وأكواريبيا المائي.
وقال العضو المنتدب لشركة القدية للاستثمار، عبدالله بن ناصر الداود: “إن مدينة القدية لن تكون موطنًا للترفيه والرياضة فحسب، بل ستؤدي دورًا رائدًا في الحفاظ على الثقافة السعودية والتعريف بها، لذا يسعدنا الإعلان عن مركز الفنون الأدائية بمدينة القدية، الذي سيكون بمثابة منارة للإبداع والابتكار، وسيسهم في تعزيز المشهد الثقافي في المملكة والوصول به إلى آفاق جديدة، حيث يمتاز المركز بتصميمه العصري والتكنولوجيا الرائدة التي يتبناها، إضافة إلى التزامه برعاية المواهب، ليجسد روح مدينة القدية كمكان لا يعرف حدودًا للخيال”.
ويقع مركز الفنون الأدائية، على حافة منحدرات جبال طويق ويجسد التزام المدينة بتعزيز الإبداع والابتكار من خلال استضافته أكثر من 260 عرضًا وفعالية داخلية وخارجية سنويًا، عبر اشتماله على 2400 مقعد موزعة على ثلاثة مسارح، يقدم كل منها تجربة مشاهدة بزاوية 360 درجة، تمزج بين التقنيات الحركية والرقمية، ويضم مسرحًا يوفر إطلالة خلابة على الهضبة السفلى للمدينة، ومسرحًا آخر معلقًا قابلًا للتعديل يتسع لـ 500 مقعد مثبتة من الأعلى.
وسوف يتخصص المركز الجديد في تقديم التجارب الرائدة وتمكين المواهب السعودية، من خلال استخدام تقنيات متطورة مثل: الواقع الافتراضي، والواقع المعزز، والذكاء الاصطناعي، مع استضافة إنتاجات جديدة مبتكرة تتخطى حدود المسرح التقليدي، علاوة على ذلك، سيمثل المركز حاضنة للمواهب السعودية الشابة، حيث سيوفر العديد من الموارد والفرص التعليمية لرعاية الأجيال الجديدة من الكتاب والمنتجين والممثلين، معززًا مكانته كنموذج رائد في عرض التجارب الأدائية الفريدة والاستثنائية؛ بهدف تنمية شعور الفخر بالثقافة والتراث السعودي.
ومن المتوقع أن يسهم المركز في النمو الاقتصادي بوصفه المسرح الأول من نوعه في المملكة، من خلال توفير آلاف الوظائف في أكثر من 100 مجال متخصص.
وسوف يتكامل مركز الفنون الأدائية الجديد بسلاسة مع المناطق المحيطة به، من خلال تبنيه لفلسفة مدينة القدية، ليقدم تجربة ثقافية شاملة؛ بالإضافة إلى المسارح وقاعات الأداء، سيوفر المركز للمقيمين والزوار فرصة مميزة لاستكشاف خيارات المطاعم والتسوق والترفيه التعليمي التي يضمها، كما ستتسع تجربة المركز الثقافية من خلال اشتماله على قبة سماوية ومعارض فنية ومساحات خضراء.
وسيكون التصميم المعماري الأيقوني للمركز رمزًا لهوية المدينة، بالإضافة إلى ذلك سيصبح الإعداد الدرامي للمبنى بمثابة تكريم للعروض التي سيستضيفها، في حين سيوفر الممشى الممتد عبر منحدرات جبال طويق إلى قسم مظلل أسفل المركز منصة مشاهدة تطل على كامل المدينة، وسيكون هذا القسم امتدادًا للبيئة الخاصة بالمركز التي ستضم شلالًا يبدأ من بهو المركز ويعمل على تبريد المنطقة المحيطة به.
ويشكل مركز الفنون الأدائية أساس رؤية مدينة القدية، من خلال الالتزام بالابتكار والشمولية، والاحتفاء بالتراث الثقافي الغني للمملكة العربية السعودية.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: شركة القدية للاستثمار مدینة القدیة من خلال
إقرأ أيضاً:
عادات رمضانية في المغرب ومصر.. تنوع ثقافي ووحدة روحية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يتميز شهر رمضان في جل المجتمعات الإسلامية بطقوس دينية وعادات وتقاليد متنوعة تعبر عن حفاوة المسلمين بهذه المناسبة الكريمة.. ورمضان في المغرب له مكانة خاصة في قلوب المغاربة الذين يستقبلونه بطقوس مميزة نابعة من حضارة تعكس العمق التاريخي للمملكة. أما فى مصر أم الدنيا، فإن رمضان له طابع خاص، حيث تنبض الشوارع بالحياة.
تتم الاستعدادات بالشهر الكريم أو بـ"سيدنا رمضان" كما يلقب في المغرب في أجواء من المرح والفرحة رفقة الأحباب والجيران، إذ يجتمعون قبل الإعلان عنه لتبادل الوصفات الرمضانية والآراء فيما يخص"موديلات" القفاطين والجلاليب المغربية، ومثلما يغير المغاربة عاداتهم في المطبخ يغيرون أزياءهم أيضاً، حيث تتوارى إلى الخلف الأزياء العصرية ويتصدر المشهد الزي التقليدي الذي لا يزال حاضرًا في جميع المناسبات الدينية كجزء من "تمغربيت" التي لا يمكن الاستغناء عنه، بل يزداد الإقبال عليه في رمضان لأنه رمز للرقي والأناقة لاستقبال الضيوف على موائد الإفطار.
من مظاهر الإرث الرمضاني التقليدي التي لم يندثر في المغرب على الرغم من تعاقب الأجيال، النفار، أو المسحراتي كما يسمى في الدول الشرقية، مصطلح يدل على آلة النفخ النحاسية التي لا يقل طولها عن متر، والنفار هو ذلك الشخص الذي يتجول بصحبة "الطبال" و"الغياط" يجوبون الشوارع العتيقة كلٌ بآلته قبل آذان الفجر يوقظون الناس لتناول السحور، ومن الشروط التي يجب توفرها في النفار أن يكون حافظاً للتراث المغربي الأصيل والمدائح النبوية التي يرددها وهو يجوب الأزقة للحصول على القبول لدى الناس.
من المأكولات المغربية المرتبطة بشهر الصيام في المغرب، "الحريرة"، الأكلة التي أصبحت عالمية تحمل شعار المغرب في كل مكان، فهي ليست مجرد حساء بل جزء من الهوية الثقافية للمغاربة وترمز إلى الدفء العائلي والتقاليد المتوارثة، ويحرص المغاربة على بدء إفطارهم بها نظراً لقيمتها الغذائية إلى جانب "سلو"، و"الشباكية"، و"البغرير"، و"البريوات"، أما الشاي المغربي المنعنع مع "التمر" و"الشريحة" فهو من أشهر المشروبات المغربية على المائدة الرمضانية.
من الطقوس المغربية المبهجة أيضاً الاحتفال بالصيام الأول للأطفال تشجيعاً وتحفيزًا لهم على نجاحهم في إتمام يومهم الأول، يجلسون أمام مائدة الإفطار بالزغاريد وأصوات تصدح بالصلاة على النبي ولباس تقليدي الذي يكون عبارة عن قفطان مغربي مطرز بـ"الصقلي الحر" بالنسبة للبنات ويوضع تاج فوق رأسها كعروس في ليلة زفافها، وتزين يدها اليمنى بالحناء على شكل قرص، أما الأولاد فيلبسون ما يسمى بـ"الجبادور" وهو الزي التقليدي عند الرجال في المغرب، والهدف من ذلك تحبيب الأطفال الصغار في الصيام وتوعيتهم بأهمية الالتزام بهذه الفريضة.
أما في مصر أم الدنيا، فإن رمضان له طابع خاص، حيث تنبض الشوارع بالحياة وتتحول إلى لوحة زاهية تفيض بالحب والبهجة، موسم يعكس دفء القلوب وروح التكافل حيث تتجلى الطيبة المتأصلة في نفوس المصريين في أدق تفاصيل الحياة اليومية.
تكتسي الشوارع المصرية بالزينة والأضواء والفوانيس التي تزين المحلات والبيوت والطرقات، وتتحول الأحياء إلى احتفال شعبي مفتوح، تتوجه الأسر إلى الأسواق لشراء كل المستلزمات الغذائية وخاصةً "الياميش" و"المكسرات" إضافة إلى المشروبات التقليدية مثل "قمرالدين"، و"العرقسوس"، و"الخروب" و"الكركديه".
ومن العادات الأصيلة التي تعكس كرم المصريين وروحهم الطيبة "موائد الرحمن"، حيث يجتمع العشرات من الناس حول مائدة قاسمهم المشترك البحث عن الونس وسط متطوعين يوزعون الطعام والشراب بحب وبهجة وكأنهم يرون في خدمة الآخرين الخير والبركة، وفي زاوية أخرى هناك من يجهز "شنط رمضان" حقائب مليئة بالخير توزع على المحتاجين ابتغاء مرضاة الله.
وبالرغم من تطور الحياة، فما زال المصريون يحافظون على بعض التقاليد الفريدة، إذ تسمع صوت المدفع وقت الغروب وكأنه احتفال يومي يضفي على الإفطار طابعا مميزا يستمتع به عشاق الزمن القديم.
أما المائدة المصرية في رمضان، فإنها ليست مجرد أطباق عادية بل هي قصص تروى بكل نكهة ورائحة، حيث تبدأ الوجبة بالتمر والمشروبات الرمضانية وتختتم بـ"المحشي" و"المشاوي" و"الملوخية" التي لا تغيب عن البيوت الأصيلة، ولا يكتمل اليوم إلا بـ"القطايف" و"الكنافة" التي تأسر محبيها خلال هذا الشهر.
وبعد الفطار وفي الأحياء القديمة، تتحول الشوارع إلى مهرجانات من الألوان والأصوات خصوصاً في الأحياء العتيقة مثل الحسين وخان الخليلي، حيث تتداخل أصوات الذكر مع نغمات العود وعبق البخور في صورة تراثية تأسر القلوب.
رمضان، سواء في المغرب أو في مصر، شهر مبارك كريم تمتزج فيه العبادة بالمحبة، يفتح فيه الناس قلوبهم قبل أبوابهم وتصبح الرحمة اللغة الموحدة التي يتكلم بها أهل البلدين.
*كاتبة وإعلامية مغربية