أجل هي علاقة مقدسة خصها القرآن الكريم بالذكر بآية صريحة، ربط أواصرها وخص قيامها بالمودة والرحمة، لقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}، واصفا المرأة بأنها سكن للرجل، ليكلف بذلك الرجل بمهمة حسن اختيار المرأة حسب ما أوصى به النّبيّ  صلّى الله عليه وسلّم: “تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمالِها ولِحَسَبِها وجَمالِها ولِدِينِها، فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ”، ولأن الدين الإسلامي دين رحمة، أعطى للمرأة حقها في اختيار من ترضاه ومن ترتاح لعشرته، لحديث النبي عليه الصلاة والسلام: “إذَا جَاءَكُمْ مَنْ ترضَوْنَ دِينَهُ وخُلُقَهُ فزوِّجُوه”.

ومن خلال ذلك نستنبط أن الأساس الأول لاستمرار الرابطة الزوجية يقوم على حسن الدين والأخلاق، لأن ذلك يسمح لكل طرف أن يعرف حدوده من خلال تأدية واجباته، ونيل حقوقه، وهذا من شأنه أن يخلق الانسجام بين الزوجين لتحقق الاستقرار، لأن المشاكل لابد أن تعرف طريقها إليهما، ولابد تعصف الرياح بسفينة الحياة الزوجية، وهنا يأتي دور العقل والحكمة في الصد لتلك الرياح حتى لا تعصف بشراع الأسرة..

لكن قبل أن نأتي للحلول نعرج أولا عن الأسباب التي من الممكن أن تعترض لرابطة القوية فلنتابع ما يلي.

المشاكل الزوجية وأسبابها

إلى أيّ مدى تعدّ الانسجاميّة بين الزوجين مهمّة لتحقيق الاستقرار؟

قبل الوصول إلى لبّ موضوعنا اليوم في كيفية الحفاظ على الرابطة الزوجية، لابد أن نتطرق إلى الأسباب التي تؤثر في هذه الرابطة وتجعلها هشة، فلكلّ أسرة مشاكلها الخاصّة بها، لكن هناك مشاكل تعاني منها غالبيّة الأسر، ومنها:

1/ المال:

ففي الغالب المال هو السّبب الرئيسيّ في الخلافات الأسريّة، حيث يقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةٌ، وإِنَّ فتنةَ أمتي المالُ”، فغيرة المرأة من قريباتها أو صاديقاتها، تدفعها إلى رفع سقف مطالبها من زوجها، والله تعالى يقول واصفًا المتّقين: {وممّا رزقناهم ينفقون}

2/ سوء المعاملة:

وبسبب متاعب الحياة، يلاحظ بأنّ الرّجل يأتي من عمله إلى البيت منهك، وقد لا يُلقي السّلام عند دخوله البيت، وقد يرفع صوته على زوجته وأبنائه، وبالمقابل الزّوجة قد تستقبل زوجها استقبال الكارهة لعودته للبيت، فأحدهما أوكلاهما بعيدان كلّ البعد عن الكلام الذي يحمل للطّرف الآخر رسائل الحبّ والمودّة التي كانت في بداية زواجهما.

3/ تدخّل أحد الزّوجين في شؤون الآخر:

كثير من الأزواج يتدخّل في شؤون زوجته وخصوصًا علاقتها مع أهلها، من خلال منعها عنهم أو منعهم من زيارتها، والاستيلاء على مالها، لأنّه في نظره هي وما تملك ملك له، وبالمقابل قد تكون السّيطرة في البيت للمرأة، فتصبح هي المتحكّمة به فقد تمنعه عن أهله وأصحابه، وتستولي على كلّ ممتلكاته دون التّمييز بين الحلال والحرام، وكل هذا قد يثير توترات في البيت تشحن العلاقة بالسلبيات التي تهز رابطة الزواج.

4/ عدم انصياع الزّوجة للزّوج:

ويكون ذلك بعدم طاعة الزّوج وخصوصًا عند خروجها من المنزل، ويكون ذلك لفقر الزّوج أو لضعف شخصيّته، أو إذا كانت أعلى مرتبة منه نسبًا أو غنًى أو جمالًا أو غير ذلك.

5/ عدم التأقلم فيما بين الزّوجين:

يجتمع الزّوجان من أسرتين مختلفتين مع بعضهما في بيت واحد، وقد لا يستطيعان التّأقلم مع بعضهما لاختلاف طباعهما، أوشخصياتهما أوثقافتهما أوغير ذلك، لذلك تنشب الخلافات فيما بينهما.

هذه في الغالب مجمل المشاكل التي نجدها بين الأزواج، التي قد تودي بالأسرة إلى التّفرقة والطّلاق، أو عيشهم طيلة حياتهم بالنّكد والخصام، ممّا يجرّ للأبناء منعكسات نفسية سيئة، لذا وجب على الزوجين التصرف بحكمة لتفاديها وتجاوزها بسلام، فكيف يجب التصرف..؟

نصائح لحل المشكلات الصعبة بين الأزواج

عند الحديث عن أهمية الحياة الزوجية والواجبات المترتبة على كلٍّ من الزوج والزوجة فإن هذا فيه من النفع لهما وللمجتمع برمته، لذا وجب أن تقوم الأسرة على أسس دينية وأخلاقية التي من شانها أن تصلح الأمة، ولبولغ هذا الهدف السامي نذكر ما يلي:

- لابدَّ من استيضاح المشكلة، ومعرفة أسبابها الحقيقية قبل أن تبدأ دوامة الصُّراخ بينهما ويعيش الأولاد والبيت بأكمله في حالةٍ من الرُّعب الدَّائم.

عند الانتهاء من حل المشكلة يجب على الزوجين أن يقوما بدفنها نهائيًّا، دون أن يعودا إليها عند حدوث مشكلة أخرى شبيهة أو من نفس النَّوع، وذلك منعًا لتجدد المشكلة وتعقدها وتضخمها بشكلٍ كبير.

لا بدَّ من تبادل الاحترام بين الزوجين حتى في أكثر المواقف غضبًا وشحنةً، لأنَّ تلك المواقف قد تورِّث في النُّفوس ما لا يُحمد عقباه.

لا بدَّ من الحفاظ على سرية المشكلات بين الزوجة وزوجها دون اللجوء إلى الصراخ وإسماع الجيران والآخرين، أو التطرُّق لإدخال الأطفال في تلك المشكلة أو أحدا من الأهل، حتى لا يزيد الضغط بينهم.

التعبير عن تقدير وامتنان كل من الزوجين على الآخر يُسهم بشكل كبيرٍ في توثيق أواصر المحبة بينهما.

لا بدَّ أن يُحافظ الشريكان على تجديد المشاعر بينهما، وذلك من خلال التعبير الدَّائم عن أحاسيس كلٍّ منهما نحو الآخر.

تبادل الهدايا ولو كانت صغيرة بين الشَّريــكين، فهذا من شأنه أن يقوي المشاعر بين الطرفين، خاصَّةً وأنَّ الهدية تترك ي النَّفس أثرًا عظيمًا.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
+

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

علماء يكتشفون علاقة بين الزهايمر وأنواع من السرطان

توصل باحثون بعد دراسة أجريت على القوارض إلى السبب الكامن وراء أن المصابين بالزهايمر، أقل عرضة للإصابة بأنواع معينة من مرض السرطان.

ولاحظ الباحثون في الصين انخفاض معدل الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في الفئران التي تعاني من أعراض الزهايمر مقارنة بالفئران النموذجية. وعندما تم زرع براز لهذه الفئران من فأر سليم، عاد معدل الإصابة بالسرطان في القولون والمستقيم إلى طبيعته بحسب موقع ساينس أليرت.

وتشير النتائج إلى أن أعراض الزهايمر مرتبطة بشكل وثيق بتكوين الأمعاء. وتوضح الأدلة الجديدة أن بعض الميكروبات المعوية يمكن أن تشكل الجهاز المناعي بطرق تؤثر على الدماغ.



وربطت العديد من الدراسات السابقة التي أجريت على القوارض ميكروبيوم الأمعاء بأعراض مرض الزهايمر.

وفي التجارب الأخيرة، وجد أن عمليات زرع البراز تنقل مشاكل ضعف الذاكرة من قارض إلى آخر، وتبحث الدراسة الجديدة بشكل أكبر في الارتباط الوثيق بين مرض الزهايمر وميكروبيوم الأمعاء والسرطان.

وقد وجدت بعض الدراسات الحديثة أن خطر الإصابة بالسرطان لدى مرضى الزهايمر من البشر انخفض إلى النصف. وفي الوقت نفسه، انخفض خطر الإصابة بمرض الزهايمر لدى مرضى السرطان بنسبة 35 بالمئة. ولكن لا أحد يعرف حقا سبب ذلك، ويظهر سرطان القولون والمستقيم أقوى الارتباطات بمرض الزهايمر.

وفي سلسلة من التجارب في المستشفى الأول لجامعة خبي الطبية في الصين، وجد الباحثون أن الفئران التي تعاني من أعراض تشبه أعراض الزهايمر أظهرت مقاومة لسرطان القولون عندما تم إحداث المرض بشكل مصطنع.

وبدا أن الالتهاب المعوي بين هذه الفئران قد تم قمعه، وعندما تم نقل عملية زرع براز من فأر سليم أصغر سنا إلى فأر يعاني من أعراض تشبه أعراض الزهايمر، تم رفع هذا القمع.

ويوضح الباحثون أن الاستجابة الالتهابية المنخفضة ربما حدثت، جزئيا، لأن الأمعاء كانت "أكثر تسربا" من المعتاد، ما يسمح لبعض المنتجات الثانوية الميكروبية بالدخول إلى الدورة الدموية بسهولة أكبر.

وعندما عولجت الفئران بمركبات مشتقة من بريفوتيلا، أظهرت الحيوانات خللا إدراكيا ومقاومة لتطور الورم في المستقيم والقولون.



وقد توصلت تجربة سريرية أجريت على البشر مؤخرا إلى أدلة على أن عمليات زرع البراز، على سبيل المثال، يمكن أن تخفف من الأعراض الحركية لمرض باركنسون، وهو مرض يرتبط بشكل وثيق بتدهور الخلايا العصبية التي تطلق الدوبامين.

وكتب مؤلفو الدراسة: "بما أن الالتهاب هو أحد المكونات الرئيسية لعملية تكوين الورم، فمن المحتمل أن تكون الخصائص المضادة للسرطان في نماذج الفئران المصابة بمرض الزهايمر ناجمة عن تحمل الالتهاب المعوي الناجم عن العديد من الأجناس البكتيرية المحددة في ميكروبات الأمعاء وهو ما يعني علاقة عكسية بين الإصابة بالزهايمر وسرطان القولون والمستقيم".

مقالات مشابهة

  • تعرف على أبرز تصريحات المشاهير عن حياتهم الزوجية (تقرير)
  • الخارجية: إن الكيان الصهيوني يؤكد من خلال هذا العدوان الدنيء – مرة أخرى – على سمات الغدر والجبن والإرهاب التي نشأ عليها، وانتفاء أي قيم أخلاقية لديه، وهمجية واستهتار بكل المعايير والقوانين الدولية
  • تجديد حبس عامل لاتهامه بقتل زوجته وآخر في المرج
  • الإفتاء: يقوم منزل الزوجية على التراضي والتشاور
  • علاقة رونالدو بتألق منسي.. وشيكابالا يحصل على عرض تمثيل
  • علماء يكتشفون علاقة بين الزهايمر وأنواع من السرطان
  • اعتقال مراهق خلال نقله إلى المستشفى بعد العثور على ‘‘العلم اليمني’’ في السيارة التي كان عليها.. وتلفيق تهمة غير أخلاقية ضده
  • هروباً من نكد الزوجة.. جزائري يسلم نفسه للشرطة ويفضل السجن على الحياة الزوجية!
  • جدل بعد إجبار مغربية متهمة بالخيانة الزوجية على الخضوع لاختبار حمل
  • ماسك وجورجا ميلوني.. علاقة عاطفية أم مجاملات؟