الميثاق الغليظ.. علاقة مقدسة ورابطة لها قوامة فكيف نحافظ عليها..؟
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
أجل هي علاقة مقدسة خصها القرآن الكريم بالذكر بآية صريحة، ربط أواصرها وخص قيامها بالمودة والرحمة، لقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}، واصفا المرأة بأنها سكن للرجل، ليكلف بذلك الرجل بمهمة حسن اختيار المرأة حسب ما أوصى به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمالِها ولِحَسَبِها وجَمالِها ولِدِينِها، فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ”، ولأن الدين الإسلامي دين رحمة، أعطى للمرأة حقها في اختيار من ترضاه ومن ترتاح لعشرته، لحديث النبي عليه الصلاة والسلام: “إذَا جَاءَكُمْ مَنْ ترضَوْنَ دِينَهُ وخُلُقَهُ فزوِّجُوه”.
ومن خلال ذلك نستنبط أن الأساس الأول لاستمرار الرابطة الزوجية يقوم على حسن الدين والأخلاق، لأن ذلك يسمح لكل طرف أن يعرف حدوده من خلال تأدية واجباته، ونيل حقوقه، وهذا من شأنه أن يخلق الانسجام بين الزوجين لتحقق الاستقرار، لأن المشاكل لابد أن تعرف طريقها إليهما، ولابد تعصف الرياح بسفينة الحياة الزوجية، وهنا يأتي دور العقل والحكمة في الصد لتلك الرياح حتى لا تعصف بشراع الأسرة..
لكن قبل أن نأتي للحلول نعرج أولا عن الأسباب التي من الممكن أن تعترض لرابطة القوية فلنتابع ما يلي.
المشاكل الزوجية وأسبابها
إلى أيّ مدى تعدّ الانسجاميّة بين الزوجين مهمّة لتحقيق الاستقرار؟
قبل الوصول إلى لبّ موضوعنا اليوم في كيفية الحفاظ على الرابطة الزوجية، لابد أن نتطرق إلى الأسباب التي تؤثر في هذه الرابطة وتجعلها هشة، فلكلّ أسرة مشاكلها الخاصّة بها، لكن هناك مشاكل تعاني منها غالبيّة الأسر، ومنها:
1/ المال:
ففي الغالب المال هو السّبب الرئيسيّ في الخلافات الأسريّة، حيث يقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةٌ، وإِنَّ فتنةَ أمتي المالُ”، فغيرة المرأة من قريباتها أو صاديقاتها، تدفعها إلى رفع سقف مطالبها من زوجها، والله تعالى يقول واصفًا المتّقين: {وممّا رزقناهم ينفقون}
2/ سوء المعاملة:
وبسبب متاعب الحياة، يلاحظ بأنّ الرّجل يأتي من عمله إلى البيت منهك، وقد لا يُلقي السّلام عند دخوله البيت، وقد يرفع صوته على زوجته وأبنائه، وبالمقابل الزّوجة قد تستقبل زوجها استقبال الكارهة لعودته للبيت، فأحدهما أوكلاهما بعيدان كلّ البعد عن الكلام الذي يحمل للطّرف الآخر رسائل الحبّ والمودّة التي كانت في بداية زواجهما.
3/ تدخّل أحد الزّوجين في شؤون الآخر:
كثير من الأزواج يتدخّل في شؤون زوجته وخصوصًا علاقتها مع أهلها، من خلال منعها عنهم أو منعهم من زيارتها، والاستيلاء على مالها، لأنّه في نظره هي وما تملك ملك له، وبالمقابل قد تكون السّيطرة في البيت للمرأة، فتصبح هي المتحكّمة به فقد تمنعه عن أهله وأصحابه، وتستولي على كلّ ممتلكاته دون التّمييز بين الحلال والحرام، وكل هذا قد يثير توترات في البيت تشحن العلاقة بالسلبيات التي تهز رابطة الزواج.
4/ عدم انصياع الزّوجة للزّوج:
ويكون ذلك بعدم طاعة الزّوج وخصوصًا عند خروجها من المنزل، ويكون ذلك لفقر الزّوج أو لضعف شخصيّته، أو إذا كانت أعلى مرتبة منه نسبًا أو غنًى أو جمالًا أو غير ذلك.
5/ عدم التأقلم فيما بين الزّوجين:
يجتمع الزّوجان من أسرتين مختلفتين مع بعضهما في بيت واحد، وقد لا يستطيعان التّأقلم مع بعضهما لاختلاف طباعهما، أوشخصياتهما أوثقافتهما أوغير ذلك، لذلك تنشب الخلافات فيما بينهما.
هذه في الغالب مجمل المشاكل التي نجدها بين الأزواج، التي قد تودي بالأسرة إلى التّفرقة والطّلاق، أو عيشهم طيلة حياتهم بالنّكد والخصام، ممّا يجرّ للأبناء منعكسات نفسية سيئة، لذا وجب على الزوجين التصرف بحكمة لتفاديها وتجاوزها بسلام، فكيف يجب التصرف..؟
نصائح لحل المشكلات الصعبة بين الأزواج
عند الحديث عن أهمية الحياة الزوجية والواجبات المترتبة على كلٍّ من الزوج والزوجة فإن هذا فيه من النفع لهما وللمجتمع برمته، لذا وجب أن تقوم الأسرة على أسس دينية وأخلاقية التي من شانها أن تصلح الأمة، ولبولغ هذا الهدف السامي نذكر ما يلي:
- لابدَّ من استيضاح المشكلة، ومعرفة أسبابها الحقيقية قبل أن تبدأ دوامة الصُّراخ بينهما ويعيش الأولاد والبيت بأكمله في حالةٍ من الرُّعب الدَّائم.
– عند الانتهاء من حل المشكلة يجب على الزوجين أن يقوما بدفنها نهائيًّا، دون أن يعودا إليها عند حدوث مشكلة أخرى شبيهة أو من نفس النَّوع، وذلك منعًا لتجدد المشكلة وتعقدها وتضخمها بشكلٍ كبير.
– لا بدَّ من تبادل الاحترام بين الزوجين حتى في أكثر المواقف غضبًا وشحنةً، لأنَّ تلك المواقف قد تورِّث في النُّفوس ما لا يُحمد عقباه.
– لا بدَّ من الحفاظ على سرية المشكلات بين الزوجة وزوجها دون اللجوء إلى الصراخ وإسماع الجيران والآخرين، أو التطرُّق لإدخال الأطفال في تلك المشكلة أو أحدا من الأهل، حتى لا يزيد الضغط بينهم.
– التعبير عن تقدير وامتنان كل من الزوجين على الآخر يُسهم بشكل كبيرٍ في توثيق أواصر المحبة بينهما.
– لا بدَّ أن يُحافظ الشريكان على تجديد المشاعر بينهما، وذلك من خلال التعبير الدَّائم عن أحاسيس كلٍّ منهما نحو الآخر.
– تبادل الهدايا ولو كانت صغيرة بين الشَّريــكين، فهذا من شأنه أن يقوي المشاعر بين الطرفين، خاصَّةً وأنَّ الهدية تترك ي النَّفس أثرًا عظيمًا.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
+
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
ألغت نيويورك، الجمعة، قانونا نادرا ما يستخدم عمره أكثر من قرن من الزمان يعتبر الخيانة الزوجية جنحة قد تؤدي إلى السجن لمدة ثلاثة أشهر.
ووقعت الحاكمة كاثي هوشول مشروع قانون يلغي القانون الذي يعود تاريخه إلى عام 1907 ويعتبر منذ فترة طويلة قديما ويصعب تنفيذه.
وقالت: "بينما كنت محظوظة لمشاركة حياة زوجية محبة مع زوجي لمدة 40 عاما، مما يجعل من المثير للسخرية إلى حد ما بالنسبة لي التوقيع على مشروع قانون يلغي تجريم الخيانة، أعلم أن الناس غالبا ما يكون لديهم علاقات معقدة".
وأضافت "من الواضح أن هذه الأمور يجب أن يتعامل معها هؤلاء الأفراد وليس نظام العدالة الجنائية لدينا. دعونا نزيل هذا القانون السخيف الذي عفا عليه الزمن من الكتب، مرة واحدة وإلى الأبد ".
وحظر الخيانة هو في الواقع قانون في العديد من الولايات وتم سنه لجعل الحصول على الطلاق أكثر صعوبة في وقت كان فيه إثبات خداع الزوج هو الطريقة الوحيدة للحصول على انفصال قانوني.
وكانت الاتهامات نادرة والإدانات أكثر ندرة. كما تحركت بعض الولايات لإلغاء قوانين الخيانة في السنوات الأخيرة.
وعرفت نيويورك الخيانة بأنها عندما "ينخرط الشخص في الجماع الجنسي مع شخص آخر في وقت يكون لديه زوج حي ، أو يكون للشخص الآخر زوج حي".
وتم استخدام قانون الولاية لأول مرة بعد أسابيع قليلة من دخوله حيز التنفيذ، وفقا لمقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز، لاعتقال رجل متزوج وامرأة تبلغ من العمر 25 عاما.
قال عضو مجلس الولاية تشارلز لافين، راعي مشروع القانون، إن حوالي عشرة أشخاص تم اتهامهم بموجب القانون منذ السبعينيات، وخمس فقط من هذه القضايا أسفرت عن إدانة.
وتهدف القوانين إلى حماية مجتمعنا وتكون بمثابة رادع للسلوك المعادي للمجتمع، بحسب ما أوضح لافين في بيان الجمعة.
ويبدو أن قانون الولاية قد استخدم آخر مرة في عام 2010، ضد امرأة تم القبض عليها وهي تمارس الجنس في حديقة، ولكن تم إسقاط تهمة الخيانة لاحقا كجزء من صفقة الإقرار بالذنب.
واقتربت نيويورك من إلغاء القانون في ستينيات القرن العشرين بعد أن قالت لجنة حكومية مكلفة بتقييم قانون العقوبات إنه يكاد يكون من المستحيل تنفيذه.
وفي ذلك الوقت، كان المشرعون في البداية مع إلغائه، لكنهم قرروا في النهاية الإبقاء عليه بعد أن جادل أحد السياسيين بأن إلغاءه سيجعل الأمر يبدو وكأن الدولة كانت تؤيد رسميا الخيانة الزوجية، وفقا لمقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز عام 1965.