كاتب إسرائيلي: لطف ديمقراطيي أميركا يقتلنا
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
انتقد الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة يديعوت أحرونوت، ناحوم برنياع "الطريقة الناعمة" لتعامل الحكومات الديمقراطية الأميركية مع إسرائيل، وذلك على خلفية خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي كرر فيه ادعاءاته بأن إدارة الرئيس جو بايدن تحرم إسرائيل من الأسلحة الأساسية للدفاع عن نفسها.
وقال نتنياهو -أمس الأحد- في مقابلة مع القناة 14، وهي الأولى التي يجريها مع وسيلة إعلام إسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي "لقد طلبنا من أصدقائنا الأميركيين تسريع الشحنات.
وأكد الكاتب على عدم صحة ادعاءات نتنياهو، وقال "على حد علمي، فإن ادعاء نتنياهو لا يتطابق مع الرسائل التي صدرت في الأشهر الأخيرة من المؤسسة الأمنية".
وأضاف: "نعم هناك نقص في نوع معين من الأسلحة الأميركية. ويرجع تباطؤ العرض إلى عدة أسباب: قيود الإنتاج في ضوء متطلبات الحرب الموازية في أوكرانيا، ومعارضة الأميركيين للاستخدام الإسرائيلي للأسلحة التي تسبب دمارًا واسع النطاق، وهو الدمار الذي ينعكس بشكل سيئ ويخلق مشكلة سياسية في خضم عام انتخابي أميركي".
وانتقد الكاتب الهدر الهائل لذخيرة الجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأولى من الحرب، والفشل في إدارة اقتصاد التسلح في الأشهر التالية.
وأضاف متسائلا "لنفترض للحظة أن جهازنا الأمني يكذب وأن نتنياهو يقول الحقيقة. فإن السؤال المطروح هو: ما الذي يدين لنا به الأميركيون بالفعل؟".
ثم انتقل لتفسير موقف نتنياهو بالإصرار على انتقاد إدارة بايدن بخصوص الأسلحة، وقال "لدى نتنياهو إجابة ممتازة على هذا السؤال: "لقد قررت أن أعطي (ادعاءاتي) تعبيرا علنيا بناءً على سنوات من الخبرة ومعرفة أن هذه الخطوة ضرورية"، كما قال في رسالته أمس.
وبعبارة أخرى: "الديمقراطيون هم الرخويات. أعرف هذا من خلال سنوات من الخبرة. أمامهم أستطيع أن أكون وقحا"، وفق تعبير الكاتب.
وأضاف برنياع "كان هناك سبب آخر واضح ووقح للضجة التي أحدثها نتنياهو: توقيت رحلة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت. فمن غير المنطقي أن يهاجم أي رئيس وزراء الإدارة الأميركية في اليوم الذي يصل فيه وزير دفاعه إلى واشنطن حول الموضوع نفسه، وبملف الطلبات نفسه".
ولكنه أرجع ذلك إلى تكتيك يقوم به نتنياهو، وقال "في أحسن الأحوال، سيكون غالانت قادرا على استرضاء الأميركيين. عندها سيقول نتنياهو: غالانت لم يفرج عن الأسلحة، أنا فعلت. وفي أسوأ الأحوال، سترفض الإدارة، وسيفشل غالانت، وسيحتفل نتنياهو من جديد".
وختم تفسيره هذا لموقف نتنياهو بالقول "هذه الخطوة خبيثة للغاية، وساخرة للغاية، وغير شرعية للغاية".
الفرق بين الديمقراطيين والجمهوريينوبعد أن وصف الطبيعة الناعمة للحكومات الديمقراطية، أشار الكاتب إلى أن وزراء الخارجية الجمهوريين لم يترددوا في مواجهة الحكومات الإسرائيلية، وأضاف "لقد فعل هنري كيسنجر ذلك أثناء حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر عام 1973) وبعدها (يقصد الجولات المكوكية التي قام بها بعد الحرب وأسفرت عن توقيع اتفاقات سلام بين مصر وإسرائيل)".
وأضاف "وقد فعل (وزير الخارجية الأميركي الأسبق) جيمس بيكر هذا أثناء حرب الخليج الأولى عام 1991 وبعدها (يقصد مؤتمر مدريد للسلام عام 1991). وكلاهما كان خاليا من الاعتبارات السياسية. نُقل عن بيكر (ونفاه): "اللعنة على اليهود". "في كلتا الحالتين لن يصوتوا لنا"، وفق الكاتب الإسرائيلي.
ويستمر برنياع في تفسير مواقف الديمقراطيين، ويقول "ينظر الديمقراطيون إلى الحكومات الإسرائيلية من خلال منظور ناخبيهم اليهود".
وأضاف "وتبنى رئيس مجلس النواب مايك جونسون، وهو جمهوري، فكرة مثيرة تلقاها من (وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي) رون ديرمر: في غياب دعوة من البيت الأبيض، فإن مجلسي الكونغرس سيدعوان رئيس الوزراء الإسرائيلي لمخاطبتهما، ويحتاج جونسون إلى موافقة زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر. لقد فهم شومر الأمر: فهو سيشعل النار بموافقته على ذلك في الحزب الديمقراطي. ومع ذلك، قال سيناتور يهودي من نيويورك: لا يمكن إلا أن يقوم بذلك لأنه ديمقراطي".
"لطفهم سوف يقتلنا"
واعتبر الكاتب الإسرائيلي أن الديمقراطيين اختاروا العقوبة الخاطئة ردا على اتهامات نتنياهو بشأن الأسلحة، عندما قاموا بإلغاء المحادثات الإستراتيجية مع إسرائيل للتوصل لسياسة مشتركة تجاه إيران، وقال "نتنياهو لم يرف له جفن: إيران التي تخطو خطوات باتجاه القنبلة النووية ليست في ذهنه الآن".
ورأى برنياع أنه كان بوسع الديمقراطيين أن يختاروا مسارا بديلا في التعامل مع نتنياهو للتعبير عن موقفهم بحب إسرائيل واحتياجاتها الأمنية، وابتعاد واضح عن حكومتها، وقال إن هذا المسار يتمثل بـ"تجديد المحادثات بشأن التهديد الإيراني وتنظيم إمدادات الأسلحة. وهذه مصلحة أمنية حيوية لكلا البلدين. وفي الوقت نفسه، يمكنهم إلغاء زيارة نتنياهو، فالفيديو الفاضح الذي ظهر بالأمس هو ذريعة جيدة".
وأضاف "كان بإمكانهم أن يعلنوا مسبقا أنهم لن يستخدموا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد تحركات وزيري المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في الضفة الغربية". وسوف يفرضون عقوبات شخصية ومؤسسية على المتورطين.
كان بإمكانهم كذلك -والكلام لبرنياع- تشديد الرقابة على تحويل التبرعات إلى الكيانات المستثمرة في الضفة الغربية، بما في ذلك اليهود المتشددون. ولن تتمكن مثل هذه الكيانات من استخدام الشبكة المصرفية الدولية، التي يقع مقرها الرئيسي في نيويورك. وأخيرًا وليس آخرًا، كان بإمكانهم إبلاغ الابن المحبوب لرئيس الوزراء (يائير)، هو وحراسه الشخصيين، أن المغامرة في ميامي قد انتهت، ودفعه للاستقرار في المجر، والمزيد المزيد.
ولكن الكاتب الإسرائيلي ختم بالقول متهكما "لا تقلق: لن يفعلوا كل هذه الأشياء. لطفهم سوف يقتلنا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
حاخامات يهود أمريكيون لترامب: لست إلها ولا حق لك في سلب كرامة الفلسطينيين المتأصلة
#سواليف
وقع أكثر من 350 حاخاما وناشطا يهوديا على إعلان أمريكي يهاجم #خطة الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب بشأن #غزة.
ونشر الإعلان في صحيفة “نيويورك تايمز” بعنوان “ #لا_للتطهير_العرقي_في_غزة ”. وأشارت صحيفة “الغارديان” في تقرير أعدته مايا يانغ إلى أن الموقعين على الإعلان شجبوا #خطة_ترامب لتطهير غزة من سكانها.
وجاء في الإعلان الذي وقع عليه #حاخامات من بينهم شارون بروس ورولي ماتالون وأليسا وايز، بالإضافة إلى مبدعين وناشطين #يهود من بينهم توني كوشنر وإيلانا غلازر ونعومي كلاين ويواكيم فينيكس: “دعا ترامب إلى إبعاد جميع الفلسطينيين من غزة، الشعب اليهودي يقول لا للتطهير العرقي!”.
مقالات ذات صلةويأتي الإعلان بعد اقتراح ترامب “بالسيطرة على غزة” وترك مليوني فلسطيني نجوا من الهجوم الإسرائيلي المميت على القطاع “بدون خيار” سوى مغادرة منازلهم.
وطلب ترامب من الأردن ومصر ودول عربية أخرى استقبال الفلسطينيين. وقد قوبلت الخطة بنقد واسع من الدول العربية والحلفاء الآخرين بأنها تطهير عرقي للفلسطينيين.
وقال كودي إدغرلي، مدير ومؤسس حملة “باسمنا” وأحد منظمي الإعلان، إنه جاء في “وقت حرج حيث تتغير الخطوط الحمراء السياسية التي كان يعتقد في السابق أنها غير قابلة للتحرك بسرعة مع ترسيخ تحالف ترامب ونتنياهو مرة أخرى”.
وقال إنه كان “مشجعا أن نشهد مثل هذا السيل السريع من الدعم من مختلف الأطياف الطائفية والسياسية”، مضيفا: “رسالتنا إلى الفلسطينيين هي أنكم لستم وحدكم، وأن اهتمامنا لم يتزعزع، ونحن ملتزمون بالقتال حتى آخر نفس لدينا لمنع التطهير العرقي في غزة”.
ووصف الحاخام توبا سبيتزر اقتراح ترامب، الذي استحضر الإرث المؤلم لنكبة عام 1948، والتي تم خلالها تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين قسرا من منازلهم على يد الميليشيات الصهيونية – بأن “خطة (ترامب) خبيثة”.
وفي بيان صحافي مصاحب للإعلان، قال سبيتزر، الحاخام الكبير لجماعة دورشي تزديك في نيوتن بولاية ماساتشوستس: “من الأهمية بمكان أن نضيف نحن في المجتمع اليهودي الأمريكي أصواتنا إلى كل أولئك الذين يرفضون قبول هذه الخطة الخبيثة. أدى حلم هتلر بجعل ألمانيا “خالية من اليهود” إلى مذبحة شعبنا”. وأضاف سبيتزر “نحن نعلم جيدا مثل أي شخص آخر العنف الذي يمكن أن تؤدي إليه مثل هذه الأوهام. لقد حان الوقت لجعل وقف إطلاق النار دائما، وإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم، والانضمام إلى الجهود الرامية إلى إعادة بناء غزة من أجل الناس الذين يعيشون هناك ومعهم”.
وقال بيتر بينارت، رئيس مجلة “جويش كارنتس” والذي وقع على الإعلان أيضا: “إنه لأمر مروع للغاية أن نرى الدرجة التي يكون بها الأشخاص الذين يتمتعون بشرعية واحترام كبيرين في مجتمعنا على استعداد لدعم شيء يعتبر أحد أعظم الجرائم في القرن الحادي والعشرين”. وقال الحاخام يوسي بيرمان، مدير مشروع الكنيس الجديد في واشنطن العاصمة “يبدو أن ترامب يعتقد أنه الرب وبصلاحية للحكم والتملك والهيمنة على بلدنا والعالم”. وأضاف بيرمان: “إن التعاليم اليهودية واضحة: ترامب ليس إلها ولا يمكنه أن يسلب كرامة الفلسطينيين المتأصلة أو يسرق أرضهم من أجل صفقة عقارية. إن رغبة ترامب في تطهير غزة عرقيا من الفلسطينيين أمر بغيض أخلاقيا. يرفض القادة اليهود محاولات ترامب لجني الأرباح من النزوح والمعاناة ويجب أن يتحركوا لوقف هذه الجريمة الشنيعة”.
وفي مقابلة مع بريت باير من قناة فوكس نيوز في نهاية الأسبوع، قال ترامب إنه “سيمتلك” غزة وقال إنها ستكون “تطويرا عقاريا للمستقبل”. وعندما سئل عما إذا كان الفلسطينيون سيكون لهم الحق في العودة، قال ترامب: “لا، لن يعودوا”. وأضاف ترامب – وهو رجل مقاولات عقارية سابق: “في غضون ذلك، سأستحوذ على هذه الأرض”. وذهب للقول “فكر فيها باعتبارها تطويرا عقاريا للمستقبل. ستكون قطعة أرض جميلة. ولن يتم إنفاق الكثير من الأموال”.