سرايا - الكيان يسير بخطىً حثيثةٍ نحو العزلة الدوليّة، وهذا ما يُقِّر ويعترِف به أركان دولة الاحتلال على خلفية العدوان الهمجيّ والبربريّ الذي يرتكبه الاحتلال ضدّ المدنيين العُزّل منذ السابع من تشرين الأّول (أكتوبر) الفائت، وعبّرت مصادر رفيعة في "تل أبيب" عن خشيتها من تداعيات نظرية سقوط أحجار الدومينو، أيْ انضمام دولٍ أخرى لمقاطعة "إسرائيل".

 

وفي هذا السياق، رأى مركز أبحاث الأمنيّ القوميّ الإسرائيليّ في ورقةٍ بحثيّةٍ أطلق عليها اسم (تحذير إستراتيجيّ) أنّ دولة الاحتلال باتت معزولةً ومنبوذةً عالميًا، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الهدف من عزل "إسرائيل" ونبذها هو سحب شرعيتها وعرضها كدولةٍ عنصريّةٍ، لا تمثل للقوانين الدوليّة، لأنّ إستراتيجيّة المقاطعة تهدف في نهاية المطاف إلى القضاء على الدولة العبريّة، بحسب ما جاء في الورقة، التي نُشرَت على موقع المركز الالكترونيّ.

وشدّدّت الباحثة بنينا شارفيط-باروخ على أنّ "إسرائيل" ومنذ إقامتها في العام 1948عملت دون كللٍ أوْ مللٍ لإقامة تحالفاتٍ مع دولٍ كثيرةٍ في العالم، لأنّ هذه التحالفات تعتبر القاعدة والركيزة الأساسيّة لمواصلة نشاطها كدولة واستمرار ازدهارها.


كما أشارت الورقة إلى أنّ التحالف الإستراتيجيّ بين الكيان والولايات المُتحدّة الأمريكيّة، هو التحالف الأهّم، لأنّه يُعتبر الركيزة الأساسيّة لـ "إسرائيل"، التي تعتمد كليًا من الناحية الأمنيّة والدفاعيّة على واشنطن، وبالإضافة لأمريكا، أشارت الباحثة، ترتبط دولة الاحتلال بتحالفاتٍ مع دولٍ غربيّةٍ عديدةٍ، وترى نفسها جزءًا لا يتجزأ من منظومة الدول العربيّة، طبقًا لأقوالها.


وتابعت الباحثة قائلةً إنّ المعركة لعزل "إسرائيل" دوليًا بدأت منذ عدّة سنوات في المحيط العالميّ، حيثُ تعمد القوى التي تنشط لعزل "إسرائيل" على بثً رسالةٍ مفادها أنّ الدولة العبريّة هي دولة لا تقيم وزنًا للقانون، عدوانية وعنصريّة، والتي لا مكان لها بين الدول الغربيّة الديمقراطيّة، وكلّ هذه الجهود المبذولة هدفها عزل "إسرائيل" وإضعافها لتحقيق الهدف الأسمى وهو القضاء عليها، على حدّ تعبير الباحثة الإسرائيليّة.


وأقّرت الباحثة بأنّه منذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزّة، في السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) المنصرم، فقدت "إسرائيل" الشرعيّة، وأصبحت منبوذةً، وأمست دولةً مُصابةً بالجذام، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ ظاهرة عزل "إسرائيل" تبرز في صفوف الجماهير، مع التشديد على الجيل الشاب في جميع أصقاع العالم، وتؤثر سلبًا على علاقات "إسرائيل" مع الدول والتنظيمات العالميّة، كما قالت.


وأوضحت ورقة البحث الإسرائيليّة أنّ التدهور القاسي في مكانة "إسرائيل" العالميّة منذ اندلاع الحرب تعود بالنتائج السلبيّة والخطيرة جدًا على الكيان وعلى مستوطنيه في عدّة مجالاتٍ السياسيّة، الاقتصاديّة، سوق العمل، الأكاديميّة والثقافيّة، وكنتيجةٍ لهذه التطورّات السلبيّة تعرّض الأمن القوميّ الإسرائيليّ لضربةٍ قويّةٍ، كما أكّدت الباحثة.


علاوة على ما ذُكِر أعلاه، أوضحت الباحثة أنّ الوضع الذي وصل إليه الكيان بسبب العزلة، يمنعه من العمل بحريّةٍ، كما أنّه يمُسّ مسًّا سافرًا في قدرات "إسرائيل" لمواصلة الحرب على غزّة وتوسيع الحرب لتشمل جبهاتٍ إضافيّةٍ، بحسب أقوالها.


وأكّدت الباحثة أنّ الوضع في المجال الاقتصاديّ أصبح صعبًا للغاية نتيجة عزل "إسرائيل"، الأمر الذي يُلقي بنتائجه السلبيّة على الاقتصاد والأمن الإسرائيليين، مشيرةً إلى إنّ هذا الوضع سيستمّر، وأكثر من ذلك فإنّه سيزداد قوّةً.


وحذّرت الباحثة من أنّ حالة العزلة الدوليّة، وتحديدًا مع الدول الغربيّة، سيؤدّي إلى تآكل القيم الديمقراطيّة واللبراليّة في "إسرائيل" نفسها، ذلك أنّ هذه القيم مهمة جدًا لشرائح واسعةٍ من المجتمع الإسرائيليّ، ولكن الأخطر والأسوأ من ذلك، أنّ هذا الوضع سيؤدّي لفقدان "إسرائيل" التفوّق القيميّ للكيان على الدول الأخرى في المنطقة وعلى أعدائها، في إشارةٍ واضحةٍ للدول العربيّة المحيطة بدولة الاحتلال، وأيضًا التنظيمات الفاعلة في المنطقة مثل المقاومة الفلسطينيّة وحزب الله اللبنانيّ.


وخلُصت الورقة الحثيّة الإسرائيليّة إلى القول إنّ انتهاج سياسة العزلة الدوليّة، وفي الوقت عينه تجاهل المصالح الحيويّة للدولة العبريّة، هي سياسة خطيرة جدًا، موضحة أنّ مواطني الكيان بدأوا بدفع أثمانها، ومن شأن استمرار تبنّي هذه السياسة في نهاية المطاف أنْ تؤدي لهزيمة "إسرائيل" في الحرب ضدّ أعدائها ليس في المجال السياسيّ فقط، بل أيضًا العسكريّ، على حدّ تعبيرها.


جديرٌ بالذكر أنّ البروفيسور اليهوديّ الأمريكيّ جيفري ساكس، كان قد قال لصحيفة (هآرتس) العبريّة إنّ “المبدأ الذي يُوجِّه السياسة الخارجيّة الأمريكيّة هو المصالح الاقتصاديّة والعسكريّة والأخرى”، لافتًا إلى أنّ “واشنطن قامت بتعيين ديكتاتوريين وقتلة في الحكم”، وأنّه “منذ العام 1947 كانت واشنطن متورطةً في 80 محاولة انقلاب وتغيير الأنظمة الحاكمة في العالم، وقامت بذلك حتى ضدّ رؤساءٍ انتُخبوا بشكلٍ ديمقراطيٍّ”، وجزم قائلاً إنّه “في السياسة الخارجيّة الأمريكيّة لا توجد قيم، بل مصالح”، طبقًا لأقواله.

رأي اليوم 


إقرأ أيضاً : بوريل: نحن على أعتاب اتساع رقعة حرب في الشرق الأوسطإقرأ أيضاً : قائد بالجيش الإيراني: محور المقاومة لن يبقى صامتاإقرأ أيضاً : قوات الاحتلال تقتحم مخيم العروب شمال الخليل


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الاحتلال الاحتلال الاحتلال الدولة الاحتلال الدولة الوضع العمل الوضع الوضع الوضع المنطقة المنطقة الله سياسة سياسة العالم المنطقة الوضع سياسة الخليل الدولة الله العمل الاحتلال دولة الاحتلال الدولی ة العبری ة إلى أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تشتعل.. دعوات لاغتيال نتنياهو ومرض غامض يظهر في دولة الاحتلال

أزمات متلاحقة داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي، فبعد ساعات من تصريحات رئيس وزراء بنيامين نتنياهو حول مزاعم اغتياله بواسطة قوى اليسار داخل إسرائيل، خرجت زوجته، سارة نتنياهو، زاعمة أن قيادات جيش الاحتلال الإسرائيلي يخططون لتنفيذ انقلاب عسكري ضد زوجها، بينما تشتعل أزمة مرتبط بتجنيد اليهود المتشددين في الوقت الذي يتزايد الإصابة بفيروس حمى غرب النيل. 

حديث زوجة نتنياهو 

وفي مقابلة مع القناة 24 الإسرائيلية، قال «نتنياهو» إن قوى اليسار داخل إسرائيل تخطط لاغتياله، كما تحدث أيضًا أنه يتعرض للتهديد من المتظاهرين أمام منزله، مشيرًا إلى أنه أصبح قلقًا على حياته وأولاده وأسرته، بحسب ما نشرته صحيفة «هآرتس» العبرية.

في الوقت ذاته كشفت زوجة بنيامين نتنياهو، خلال لقاء محدود لها مع أقارب المحتجزين الإسرائيليين، عن أن قادة الجيش يخططون لتنفيذ انقلاب عسكري ضد زوجها، وكررت مرارًا وتكرارًا، أنها لا تثق بقيادات الجيش الإسرائيلي، وبكبار ضباطه، زاعمة أن قيادات جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرّبون للصحافة المحلية والعالمية، أنباءً كاذبة عن زوجها.

أزمة تجنيد الحريديم

جدل آخر بعدما قضت المحكمة العليا الإسرائيلية، بتجنيد اليهود المتشددين «الحريديم» في جيش الاحتلال الإسرائيلي إذ تسبب الأمر في وجود  أزمة داخل تل أبيب منذ استمرار الدعوات لإجبار اليهود المتشددين على الانضمام لصفوف الجيش، حيث وصف الحاخام موشيه مايا،  حكم المحكمة العليا الإسرائيلية بالمخالف للشريعة اليهودية.

كما أن قرار المحكمة فجر مشكلة لنتنياهو الذي طالب بتأجيل تنفيذ القرار في الوقت الذي تمسكت الأحزاب الدينية بعدم تنفيذ القانون وهددت بسحب الثقة من حكومته.

ونص قرار المحكمة الأخير على تجنيد اليهود المتشددين «الحريديم»، قائلا: «لا يحق للدولة أن تأمر بالتجنب الشامل لتجنيدهم، وعليها أن تتصرف وفقًا لأحكام قانون جهاز الأمن»، مشيرا إلى أن قرار الحكومة الإسرائيلية الصادر في يونيو 2023 والذي يأمر الجيش بعدم البدء في تجنيد الرجال الحريديم المؤهلين كان غير قانوني، وبالتالي يجب على الحكومة أن تعمل بنشاط على تجنيد اليهود المتشددين في جيش الاحتلال. 

إصابات ووفيات في المستشفيات

وفي ظل تلك الأزمات، يعاني الداخل الإسرائيلي من تزايد عدد الوفيات والإصابات للمستوطنين الإسرائيليين بمرض حمى غرب النيل، حيث خرجت وزارة حماية البيئة الإسرائيلية تقول إنها تمكنت من ضبط بعوض مصاب بالمرض بالقرب من مطار بن غوريون وفي رمات غان، كما توفي 3 أشخاص بسبب الفيروس في تفشي مستمر للمرض داخل إسرائيل، وسط إصابات العشرات، مما دعا الصحة الإسرائيلية تقول إنَّه «في الوقت الحالي، نطاق المرض ليس غير عادي».

مقالات مشابهة

  • تحذير إيراني من حرب إبادة في حال شن الاحتلال عدونا شاملا على لبنان
  • تحذير إيراني من حرب إبادة حال شن الاحتلال عدونا شاملا ضد لبنان
  • إسرائيل والمأزق متعدد الجبهات
  • سلاح الجو الإسرائيلي يجري تدريبات تحاكي ضربات بعيدة على إيران
  • دول تطالب رعاياها بمغادرة لبنان خشية اندلاع الحرب.. بينها دولة عربية
  • دول تطالب رعايا بمغادرة لبنان خشية اندلاع الحرب.. بينها دولة عربية واحدة
  • تحالف لصد إسرائيل.. لماذا الآن؟
  • إسرائيل تشتعل.. دعوات لاغتيال نتنياهو ومرض غامض يظهر في دولة الاحتلال
  • إسرائيل تعرقل الجهود المصرية والقطرية لوقف الحرب
  • لماذا تريد إسرائيل عدم استقرار الوضع في الشرق الأوسط.. فيديو