لماذا يتحدّث الكيان عن زواله؟ الأمن القوميّ بتحذيرٍ إستراتيجيٍّ مفاجئٍ: الكيان بات معزولاً ومنبوذًا عالميًا
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
سرايا - الكيان يسير بخطىً حثيثةٍ نحو العزلة الدوليّة، وهذا ما يُقِّر ويعترِف به أركان دولة الاحتلال على خلفية العدوان الهمجيّ والبربريّ الذي يرتكبه الاحتلال ضدّ المدنيين العُزّل منذ السابع من تشرين الأّول (أكتوبر) الفائت، وعبّرت مصادر رفيعة في "تل أبيب" عن خشيتها من تداعيات نظرية سقوط أحجار الدومينو، أيْ انضمام دولٍ أخرى لمقاطعة "إسرائيل".
وفي هذا السياق، رأى مركز أبحاث الأمنيّ القوميّ الإسرائيليّ في ورقةٍ بحثيّةٍ أطلق عليها اسم (تحذير إستراتيجيّ) أنّ دولة الاحتلال باتت معزولةً ومنبوذةً عالميًا، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الهدف من عزل "إسرائيل" ونبذها هو سحب شرعيتها وعرضها كدولةٍ عنصريّةٍ، لا تمثل للقوانين الدوليّة، لأنّ إستراتيجيّة المقاطعة تهدف في نهاية المطاف إلى القضاء على الدولة العبريّة، بحسب ما جاء في الورقة، التي نُشرَت على موقع المركز الالكترونيّ.
وشدّدّت الباحثة بنينا شارفيط-باروخ على أنّ "إسرائيل" ومنذ إقامتها في العام 1948عملت دون كللٍ أوْ مللٍ لإقامة تحالفاتٍ مع دولٍ كثيرةٍ في العالم، لأنّ هذه التحالفات تعتبر القاعدة والركيزة الأساسيّة لمواصلة نشاطها كدولة واستمرار ازدهارها.
كما أشارت الورقة إلى أنّ التحالف الإستراتيجيّ بين الكيان والولايات المُتحدّة الأمريكيّة، هو التحالف الأهّم، لأنّه يُعتبر الركيزة الأساسيّة لـ "إسرائيل"، التي تعتمد كليًا من الناحية الأمنيّة والدفاعيّة على واشنطن، وبالإضافة لأمريكا، أشارت الباحثة، ترتبط دولة الاحتلال بتحالفاتٍ مع دولٍ غربيّةٍ عديدةٍ، وترى نفسها جزءًا لا يتجزأ من منظومة الدول العربيّة، طبقًا لأقوالها.
وتابعت الباحثة قائلةً إنّ المعركة لعزل "إسرائيل" دوليًا بدأت منذ عدّة سنوات في المحيط العالميّ، حيثُ تعمد القوى التي تنشط لعزل "إسرائيل" على بثً رسالةٍ مفادها أنّ الدولة العبريّة هي دولة لا تقيم وزنًا للقانون، عدوانية وعنصريّة، والتي لا مكان لها بين الدول الغربيّة الديمقراطيّة، وكلّ هذه الجهود المبذولة هدفها عزل "إسرائيل" وإضعافها لتحقيق الهدف الأسمى وهو القضاء عليها، على حدّ تعبير الباحثة الإسرائيليّة.
وأقّرت الباحثة بأنّه منذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزّة، في السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) المنصرم، فقدت "إسرائيل" الشرعيّة، وأصبحت منبوذةً، وأمست دولةً مُصابةً بالجذام، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ ظاهرة عزل "إسرائيل" تبرز في صفوف الجماهير، مع التشديد على الجيل الشاب في جميع أصقاع العالم، وتؤثر سلبًا على علاقات "إسرائيل" مع الدول والتنظيمات العالميّة، كما قالت.
وأوضحت ورقة البحث الإسرائيليّة أنّ التدهور القاسي في مكانة "إسرائيل" العالميّة منذ اندلاع الحرب تعود بالنتائج السلبيّة والخطيرة جدًا على الكيان وعلى مستوطنيه في عدّة مجالاتٍ السياسيّة، الاقتصاديّة، سوق العمل، الأكاديميّة والثقافيّة، وكنتيجةٍ لهذه التطورّات السلبيّة تعرّض الأمن القوميّ الإسرائيليّ لضربةٍ قويّةٍ، كما أكّدت الباحثة.
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، أوضحت الباحثة أنّ الوضع الذي وصل إليه الكيان بسبب العزلة، يمنعه من العمل بحريّةٍ، كما أنّه يمُسّ مسًّا سافرًا في قدرات "إسرائيل" لمواصلة الحرب على غزّة وتوسيع الحرب لتشمل جبهاتٍ إضافيّةٍ، بحسب أقوالها.
وأكّدت الباحثة أنّ الوضع في المجال الاقتصاديّ أصبح صعبًا للغاية نتيجة عزل "إسرائيل"، الأمر الذي يُلقي بنتائجه السلبيّة على الاقتصاد والأمن الإسرائيليين، مشيرةً إلى إنّ هذا الوضع سيستمّر، وأكثر من ذلك فإنّه سيزداد قوّةً.
وحذّرت الباحثة من أنّ حالة العزلة الدوليّة، وتحديدًا مع الدول الغربيّة، سيؤدّي إلى تآكل القيم الديمقراطيّة واللبراليّة في "إسرائيل" نفسها، ذلك أنّ هذه القيم مهمة جدًا لشرائح واسعةٍ من المجتمع الإسرائيليّ، ولكن الأخطر والأسوأ من ذلك، أنّ هذا الوضع سيؤدّي لفقدان "إسرائيل" التفوّق القيميّ للكيان على الدول الأخرى في المنطقة وعلى أعدائها، في إشارةٍ واضحةٍ للدول العربيّة المحيطة بدولة الاحتلال، وأيضًا التنظيمات الفاعلة في المنطقة مثل المقاومة الفلسطينيّة وحزب الله اللبنانيّ.
وخلُصت الورقة الحثيّة الإسرائيليّة إلى القول إنّ انتهاج سياسة العزلة الدوليّة، وفي الوقت عينه تجاهل المصالح الحيويّة للدولة العبريّة، هي سياسة خطيرة جدًا، موضحة أنّ مواطني الكيان بدأوا بدفع أثمانها، ومن شأن استمرار تبنّي هذه السياسة في نهاية المطاف أنْ تؤدي لهزيمة "إسرائيل" في الحرب ضدّ أعدائها ليس في المجال السياسيّ فقط، بل أيضًا العسكريّ، على حدّ تعبيرها.
جديرٌ بالذكر أنّ البروفيسور اليهوديّ الأمريكيّ جيفري ساكس، كان قد قال لصحيفة (هآرتس) العبريّة إنّ “المبدأ الذي يُوجِّه السياسة الخارجيّة الأمريكيّة هو المصالح الاقتصاديّة والعسكريّة والأخرى”، لافتًا إلى أنّ “واشنطن قامت بتعيين ديكتاتوريين وقتلة في الحكم”، وأنّه “منذ العام 1947 كانت واشنطن متورطةً في 80 محاولة انقلاب وتغيير الأنظمة الحاكمة في العالم، وقامت بذلك حتى ضدّ رؤساءٍ انتُخبوا بشكلٍ ديمقراطيٍّ”، وجزم قائلاً إنّه “في السياسة الخارجيّة الأمريكيّة لا توجد قيم، بل مصالح”، طبقًا لأقواله.
رأي اليوم
إقرأ أيضاً : بوريل: نحن على أعتاب اتساع رقعة حرب في الشرق الأوسطإقرأ أيضاً : قائد بالجيش الإيراني: محور المقاومة لن يبقى صامتاإقرأ أيضاً : قوات الاحتلال تقتحم مخيم العروب شمال الخليل
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الاحتلال الاحتلال الاحتلال الدولة الاحتلال الدولة الوضع العمل الوضع الوضع الوضع المنطقة المنطقة الله سياسة سياسة العالم المنطقة الوضع سياسة الخليل الدولة الله العمل الاحتلال دولة الاحتلال الدولی ة العبری ة إلى أن
إقرأ أيضاً:
إدارة ترامب تعتزم حظر السفر لأكثر من 40 دولة بينها اليمن
تعتزم الإدارة الأمريكية على الانتهاء من صياغة قرار يتضمن حظرا جديدا للسفر إلى الولايات المتحدة لمواطني 43 دولة، بينها اليمن.
وقالت مصادر أمريكية أن حظرا سيكون أوسع من النسخ السابقة التي أصدرها الرئيس ترامب في ولايته الأولى (2017-2021).
وتقسم هذه الدول، إلى "قائمة حمراء" تضم 11 دولة سيحظر دخول مواطنيها إلى الولايات المتحدة بشكل قاطع. وهذه الدول هي كل من أفغانستان، بوتان، كوبا، إيران، ليبيا، كوريا الشمالية، الصومال، السودان، سوريا، فنزويلا، واليمن.
كما تضمنت المسودة، التي كشفت عنها صحيفة نيويورك تايمز، "قائمة برتقالية" تضم 10 دول ستخضع لقيود على السفر لكن لن يتم قطع الاتصال بها بشكل كامل.
وشملت هذه القائمة دولا مثل بيلاروسيا، وإريتريا، وميانمار، وباكستان، وروسيا، وجنوب السودان، وتركمانستان.
وفي هذه الحالة، يسمح للمسافرين الأثرياء من رجال الأعمال بالدخول، لكن ليس لأولئك الذين يسافرون بتأشيرات هجرة أو سياحة. وسيخضع المواطنون المدرجون في تلك القائمة أيضًا لإجراء مقابلات شخصية إلزامية للحصول على تأشيرة.
كما تضم المسودة "قائمة صفراء" من 22 دولة سيكون أمامها 60 يومًا لتصحيح النواقص في القيود، مع تهديد بنقلها إلى إحدى القوائم الأخرى إذا لم تمتثل.
ومن هذه الثغرات، الفشل في مشاركة المعلومات مع الولايات المتحدة بشأن المسافرين القادمين، أو هجراءات أمنية غير كافية في إصدار جوازات السفر، أو بيع الجنسية لأشخاص من دول محظورة.
وتضمنت هذه القائمة كلا من التشاد وموريتانيا وكمبوديا والكاميرون وأنغولا وغامبيا والكونغو وليبيريا، والعديد من الدول الأفريقية الأخرى.
وأعطى الرئيس ترامب وزارة الخارجية الأميركية مهلة 60 يومًا لإعداد تقرير للبيت الأبيض بتلك القائمة، مما يعني أنه يجب تقديم هذه القائمة الأسبوع المقبل.
وقالت وزارة الخارجية في بيان إنها تتبع الأمر التنفيذي وإنها "مُلتزمة بحماية أمتنا ومواطنيها من خلال الحفاظ على أعلى معايير الأمن القومي والسلامة العامة من خلال عملية التأشيرات لدينا".
تعود سياسة ترامب في حظر دخول مواطني بعض الدول إلى حملته الانتخابية في ديسمبر 2015، وبعد أن تولى منصبه في يناير 2017، أصدر ما أصبح أول سلسلة من قرارات حظر السفر.
في البداية، كانت تركز على مجموعة من الدول ذات الأغلبية المسلمة، لكن لاحقًا شملت أيضًا دولًا أخرى منخفضة الدخل، بما في ذلك في أفريقيا.
وعندما تولى جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة في يناير 2021، ألغى حظر السفر وعاد إلى نظام التدقيق الفردي للأشخاص من تلك الدول.