شن جيش الاحتلال حملة اعتقالات وتحقيقات ميدانية واسعة طالت عشرات الفلسطينيين صباح اليوم الاثنين في مدن الضفة الغربية، فيما أصيب شاب برصاص القوات الإسرائيلية في نابلس، وسط اندلاع اشتباكات في طوباس.

وأجرت قوات الاحتلال تحقيقات ميدانية في كفر نعمة غرب رام الله وسلواد شرقها طالت نحو 80 شخصا، أفرجت عن بعضهم واعتقلت آخرين، دون معلومات دقيقة عن عدد المعتقلين، وفق نادي الأسير الفلسطيني.

ومما أمكن تأكيده، اعتقال القوات الإسرائيلية 12 فلسطينيا بينهم أطفال وسيدة منذ الليلة الماضية باقتحامات مدن الضفة الغربية، بحسب نادي الأسير الفلسطيني.

من جانبها، أوضحت وكالة الأنباء الفلسطينية أن الاحتلال اقتحم بلدة سلواد واعتقل 29 فلسطينيا بينهم أطفال، بعد التنكيل بهم، خلال مداهمة وتفتيش منازل ذويهم.

وأشارت إلى أن القوات الإسرائيلية اقتحمت كفر نعمة غربا واعتقلت نحو 30 فلسطينيا، في حملة اعتقالات غير مسبوقة.

تغطية صحفية : قوات الاحتلال تنكّل بشاب خلال اعتقاله من بلدة بلعا شرق طولكرم صباح اليوم pic.twitter.com/gJe5S5kIUZ

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 24, 2024

اعتقال طفل

وذكر شهود العيان أن جنود الاحتلال اعتدوا على عدد من المعتقلين، ودمروا منازلهم بعد العبث بمحتوياتها.

كما اعتقلت قوات الاحتلال الطفل الجريح، محمد منذر الزعاقيق، من بلدة بيت أمر شمال الخليل بالضفة الغربية بعد دهم منزله.

وأصيب الطفل البالغ من العمر 12 عاما برصاص قوات الاحتلال الأسبوع الماضي، ويأتي اعتقاله بعد يوم واحد من اعتقال 3 أطفال آخرين في البلدة.

وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ذكرت أن 450 طفلا قاصرا يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي ومراكز التوقيف والمعسكرات.

وأضافت أن العدد الأكبر من المعتقلين الصغار يقبع في سجن عوفر العسكري، ويقدر عددهم بـ270، والباقون في سجون الشارون ومجدّو.

وأوضحت الهيئة أن عددا من المعتقلين ما زالوا في مراكز التوقيف وأن أعمارهم تتراوح بين 13 و17 سنة، وأن 9 منهم حكموا بالاعتقال الإداري.

تغطية صحفية: دمار كبير في البنية التحتية أحدثته جرافات الاحتـــــلال خلال اقتحام مخيم الفارعة جنوب طوباس. pic.twitter.com/eVqlbUnxPV

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 24, 2024

اقتحامات

كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي معززة بعدد من الآليات العسكرية وجرافتين مدينة طوباس ومحيط مخيم الفارعة شمال شرق الضفة الغربية.

وسُمعت أصوات إطلاق نار كثيف خلال عملية الاقتحام، تخللها إلقاء مقاومين عبوات ناسفة محلية الصنع على الآليات العسكرية في منطقة وادي الفارعة.

كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية من حاجز الطور.

وفي نابلس أيضا، أصيب فلسطيني بالرصاص الحي في القدم، في حين قال الشهود إن مواجهات اندلعت بين جنود الاحتلال وفلسطينيين وسط المدينة.

وبالتزامن مع حربه على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، صعد الجيش والمستوطنون اعتداءاتهم على الضفة، بما فيها القدس المحتلة، مما خلف 548 شهيدا وحوالي 5200 وأكثر من 9185 معتقلا فلسطينيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الضفة الغربیة قوات الاحتلال

إقرأ أيضاً:

حواجز وبوابات الاحتلال بالضفة تمنع حركة السكان وتقطعهم عن التعليم والصحة

تعمل الحواجز الإسرائيلية المتزايدة في الضفة الغربية على قطع المدن والمجتمعات عن طرق النقل الرئيسية وتعرقل الأعمال والتعليم وإمدادات المساعدات، ويظهر ذلك بأن الطريق منقرية عطارة في رام الله يمتد عبر التلال والوديان في الضفة الغربية، ومسافة تسعة أميال فقط (14 كيلومتر) إلى العاصمة الفعلية للسلطة الوطنية يجب ألا يستغرق سوى نصف ساعة، رغم الحفر وزحمة الطريق.

وذكر تقرير لصحيفة "أوبزيرفر" أنه في هذه الأيام فإذا سألت سائق سيارة الأجرة أحمد البرغوثي (50 عاما)، الذي كان ينتظر الركاب في شارع الإذاعة في رام الله عن المدة التي تأخذها الرحلة حتى القرية شمال المدينة، فإنه هز كتفه قائلا: "نصف ساعة، ساعة، نصف يوم، كل هذا يعتمد على الحواجز، لو كان بإمكاني إخبارك لأخبرتك.. لا أحد يعرف". 

وأضاف أنه "منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين حماس وإسرائيل في كانون الثاني/يناير، أصبحت حياة  2.9 مليون فلسطيني في الضفة الغربية صعبة".

وشنت إسرائيل عملية عسكرية دموية واسعة في شمال الضفة المحتلة وأجبرت حتى الآن أكثر من 40,000 فلسطينيا على ترك منازلهم، وهي أكبر عملية تهجير منذ حرب عام 1967، وقتلت أعدادا من السكان بمن فيهم العديد من الأطفال. 


وفي نفس الوقت أقام جيش الاحتلال الإسرائيلي نقاط تفتيش على الطرق الرئيسية ومداخل البلدات والمدن في كل أنحاء الضفة المحتلة، وتقول السلطة الفلسطينية أن إسرائيل أقامت 119 "بوابة حديدية" جديدة منذ بداية الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وعدد آخر منذ كانون الثاني/ يناير. 

وتعمل هذه البوابات على منح سكان القرى والمدن من الدخول والخروج وتقطع مجتمعات كاملة عن طرق النقل الرئيسية، وهناك ما يقرب من 900 حاجزا، بحسب ما ذكرت السلطة الفلسطينية.

وسجلت الأمم المتحدة عدد هذه الحواجز بـ 800 حاجزا، وهي زيادة حادة عن 645 حاجزا في عام 2023، ويؤكد المسؤولون الفلسطينيون أن هذا "النظام المحلي" لحواجز الطرق يعد تغيرا عن استراتيجية كانت تهدف فقط إلى تقسيم الضفة الغربية إلى أجزاء شمالية وجنوبية ووسطى. 

وقال أمير داود، من لجنة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة للسلطة الفلسطينية: "لم يعد هذا النظام يتحكم في الحركة فحسب، بل أيضا في الوصول إلى الأراضي الزراعية والفرص الاجتماعية والمعيشية والصحة والتعليم والاقتصاد من بين أمور أخرى". 

وقد أظهر استطلاع أُجري الشهر الماضي للمنظمات غير الحكومية العاملة في الضفة الغربية أن 93 بالمئة منها قالت إن حواجز الطرق ورفض التصاريح والتأخير على نقاط التفتيش أعاقت إيصال المساعدات. 

وقال البرغوثي، المقيم في قرية عطارة: "لكل قرية بوابة الآن وهم يحتجزوننا فيها كأغنام في حظيرة".

وكانت سيارة البرغوثي تنتظر الركاب في الساعة الحادية عشرة صباحا، وفي هذه الأيام، فهو محظوظ لو حصل على ثلث ما كان يحصل عليه يوميا من دخل ويقدر بـ 200 شيكل (54 دولار).

وأضاف أنه أجبر ابنه الأكبر من بين ستة أولاد على ترك دراسته الجامعية. 


وركب أبو أسامة، (71 عاما) في المقعد الأمامي، وهو يعاني ماليا منذ بدء الحرب ضد غزة، حيث قال "لا يوجد عمل حتى للشباب، فمن سيشغلني في هذا العمر؟"، ومثل بقية العمال من الضفة وعددهم حوالي 150 ألف شخصا الذين كانوا يعملون في داخل الأراضي المحتلة عام 1948، لكن لم تصدر منذ بداية الحرب أية تصاريح عمل هناك. 

وأفاد أبو أسامة بأنه لم يكن قادرا على الوصول إلى القدس للصلاة في الأقصى كما كان يفعل وغيره في شهر رمضان، قائلا: "ذهبت مع ابنتي في بداية رمضان بعد أسبوع تقريبا، لكنهم أرجعونا عند الحاجز، أنا رجل كبير في العمر ومريض، ولكنهم أرجعوني على أية حال".

 وتزعم "إسرائيل" أنها منحت تصاريح للقدس لعدد محدود من سكان الضفة، لكن لم تفرض قيود على الفلسطينيين من الداخل المحتل، وتقول السلطات الإسلامية في القدس إن حوالي 80 ألف مصليا شاركوا في صلاة الجمعة وباحة الحرم الشريف. 

وكانت أم عمر، (36 عاما) وهي ربة بيت تجلس خلف أبو أسامة في المقعد الخلفي، ومثل البقية بحثت في منصات التواصل الإجتماعي عن الحواجز المفتوحة وحاولت الحصول على معلومات، قائلة: "خرجت هذا الصباح وسمعت أن الجيش أغلق أبواب القرية ولهذا عدت، ثم سمعت أنها فتحت بعد ذلك، وأمل أن نمر بسلام ولكن لا أحد يعرف". 

وعندما أغلق جيش الاحتلال بوابة عطارة من الساعة التاسعة مساء حتى الخامسة صباحا، وجد العمال الذين يعملون في المطاعم وفي نوبات ليلية أنفسهم يجلسون في سياراتهم وسط ليل بارد.

 وقالت رمزية دبابرة، (68 عاما) التي جاءت لمراجعة الطبيب "جئت ورجعت من العلاج" و "لكن مع هذا الحاجز أصبح الأمر صعبا جدا". 


وكان آخر راكب هو أدم عواد (18 عاما)، وهو طالب الطب العائد إلى بلدته عطارة، ويقول إنه يصحو في الساعة السادسة صباحا حتى يتمكن من حضور محاضراته، وهو محظوظ، فلم تفته إلا محاضرة أو محاضرتين، أما زملاءه فقد فاتتهم الإمتحانات.

وأكد أن الأمر لا يتعلق بالإنتظار ولكن لو نسيت هويتك فستحتجز وتنتهي في السجن لأشهر، وأحيانا تتعرض للضرب والإهانة بدون مبرر.

وبعد ذلك تحرك البرغوثي الذي يعمل سائقا منذ عشرين عاما، وحاول تجنب زحام رام الله ونقاط التفتيش، وهذه المرة كان محظوظا، فقد تفرق الركاب بسرعة إلى بيوتهم.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مدينتي جنين وطوباس بالضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تحتجز وزيرا فلسطينيا في مخيم نور شمس| خاص
  • الاحتلال يقتحم عددًا من البلدات والقرى في محافظة رام الله والبيرة
  • بينهم أطفال.. قوات الاحتلال تعتقل 8 فلسطينيين في الضفة الغربية
  • الاحتلال يواصل تعزيز تواجده العسكري في جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية
  • من بينهم أطفال وأسرى سابقون.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 8 فلسطينيين من الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 8 فلسطينيين في الضفة الغربية
  • حواجز وبوابات الاحتلال بالضفة تمنع حركة السكان وتقطعهم عن التعليم والصحة
  • إصابة فلسطينيين بالرصاص في مواجهات مع الاحتلال بالضفة
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عدة مدن بالضفة الغربية